الخميس 13 فبراير 2025
القاهرة °C

الغارديان: غضب في تركيا من ألاعيب المسؤولين وحزب أردوغان

الحدث – وكالات

أفادت مراسلة صحيفة الغارديان البريطانية بوجود حالة من الغضب في الأوساط الشعبية التركية بسبب الألاعيب السياسية التي يمارسها قادة البلاد فيما يتعلق بجائحة كورونا وإيلاء السياسيين الأولوية للقضايا السياسية والاقتصادية على حساب الصحة العامة.

وتشير الغارديان إلى أنه “في يوم حار في إسطنبول في يوليو الماضي، تجمع مئات الآلاف خارج “آيا صوفيا” للاحتفال بإعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحويل المبنى التاريخي إلى مسجد، بحسب تقرير نشرته الحرة عن الغارديان.

وكان يُنظر إلى القرار على نطاق واسع خارج البلاد على أنه “نقطة تحول في علاقة تركيا بالغرب”، لكن في وقت لاحق، مثلت الحشود في ميدان السلطان أحمد “تحولا ثقافيا آخر هو “تغير طريقة تعامل الحكومة التركية مع جائحة فيروس كورونا بعد شهور من إغلاق الحدود وحظر التجول”.

وبعد القرارات الأخيرة، أصبح بمقدور الأتراك “الاستمتاع مرة أخرى بطعم الحياة الطبيعية بعد رفع الإغلاق الكامل لمدة ثلاثة أسابيع، وهو الأول من نوعه في البلاد”، وقالت وزارة الصحة التركية إن الإصابات بالفيروس انخفضت بنسبة 72 في المئة بعد أن سجلت ارتفاعات قياسية بأكثر من 60 ألف حالة جديدة يوميا في أبريل.

واستخدم المسؤولون هذه الأرقام دليلا على جهوزية البلاد للدخول في موسم السياحة الصيفي، لكن الأرقام الحقيقية تشير، بحسب الغارديان، إلى أن تركيا لا تزال خامس أكبر دولة في العالم في عدد الحالات المسجلة، ويقول أطباء إن الانخفاض المُبلغ عنه رسميا في الحالات الجديدة مستحيل إحصائيا، مع انخفاض كبير في عدد فحوصات الفيروس.

وبلغت حصيلة الوفيات الرسمية في تركيا جراء الفيروس 46.071 وفاة، لكن تحليل إحصائيات الوفيات المحلية التي تمت مشاركته مع الغارديان من قبل غوتشلو يامان، عالم الكمبيوتر في مجموعة عمل مكافحة الأوبئة التابعة للجمعية الطبية التركية، يُظهر وجود أكثر من 124 ألف حالة وفاة أخرى في جميع أنحاء البلاد.

ويشير التقرير إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بتركيا في بداية الجائحة لاتخاذها “إجراءات سريعة وفعالة”، لكن استجابتها “غرقت في مستنقع من التقلبات والإغفالات والأخطاء والإجراءات النصفية التي يبدو أنها أعطت الأولوية للقضايا السياسية والاقتصادية على حساب للصحة العامة”.

الدكتور جاغان كيزيل، عضو “مجموعة عمل مكافحة الأوبئة التابعة للجمعية الطبية التركية” قال: “في بداية الوباء، كان هناك جهد حقيقي للتخفيف من المخاطر، ولكن منذ ذلك الحين، أعاقت السياسة الطريق”.

وأضاف “نظرت الحكومة التركية في النصائح العلمية المتاحة وقررت استخدامها كغطاء يناسب أجندتها الخاصة… إدارة الأزمة الآن تدور حول جعل الناس يعتقدون أن الوباء قد انتهى بدلا من إصلاحه فعليا”.

ويشير التقرير إلى أنه في أكتوبر الماضي، تأكدت مخاوف الأطباء عندما اعترفت الحكومة بعدم الإبلاغ بشكل كبير عن أرقام الحالات، ولم تذكر سوى عدد الحالات “المصحوبة بأعراض” في تحديثاتها اليومية.

ومع ذلك، قوبل الغضب الذي أعقب ذلك من العاملين في مجال الرعاية الصحية ونشطاء المعارضة بانتقادات من شريك أردوغان في التحالف، دولت بهجلي، الذي اتهم الأطباء بـ”الخيانة” وقال إنه يجب إغلاق “الجمعية الطبية التركية”.

ومع استعداد معظم أوروبا لبدء تخفيف قواعد فيروس كورونا هذا الربيع، “نفدت محاولات تركيا في أنصاف الحقائق وأنصاف الإجراءات. واضطرت البلاد أخيرا إلى فرض إغلاق تام خلال شهر رمضان”.

لكن السبب الذي يجعل الأطباء يقولون إنه ربما لم ينجح هو السبب ذاته الذي جعل تركيا تكره تطبيق الإغلاق “الكامل” في المقام الأول: “لم تكن الحكومة قادرة على تقديم المساعدة المالية للشركات الصغيرة، لذلك استمر الكثير من الناس في العمل”، وفق التقرير.

إسراء هوري بولدوك، التي تدير برامج الخدمات الاجتماعية في مدينة إسطنبول الكبرى، قالت: “كنا نتعامل بالفعل مع الفقر المتزايد قبل الوباء. منذ الإغلاق، أضفنا أعدادا ضخمة من العاملين الفقراء” إلى الأرقام الإجمالية، مضيفة: “إننا نبذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدة لواحدة من بين كل أربع أسر في المدينة الآن”.

وتقول الغارديان إن هناك غضبا واسع النطاق أيضا من الطبيعة “المزدوجة” للإغلاق، حيث تم تشجيع السياح الأجانب على زيارة مواقع البلاد والاستمتاع بها بينما لم يُسمح للأتراك بمغادرة منازلهم دون مواجهة غرامات باهظة.

وحتى النجاحات المبكرة لبرنامج التطعيم في تركيا طغت عليها عوائق كبيرة “مثل تأخير وصول الشحنات وتعليقات وزير الصحة فخر الدين قوجة حول استخدام لقاحات معينة”.

to top