” آمال..أمل موريتانيا في الدراما “
خليل بوبكر
” آمال..أمل موريتانيا في الدراما “
عرفتُكِ كمخرجة أفلام قصيرة فأخرجتِ أفضل ماعندك، قدمتِ فيلم “سودة” فزال بعضٌ من سواد هذا الوطن حين رُفعت رايته في محافلٍ دولية كبيرة بإسم الفن، عرفتُكِ قبل أن تكوني النجمة آمال فكُنتِ شخصاً متواضعاً يُجيب السائل وإن قل مقامه، لستُ فنانا والفن مني بريئ ولكنني لا أحب الجعجعةَ عادةً بعد الطحين إذ طحنوك بألسنتهم، في قلوبهم غيرةٌ فزادهم الله غيظا، ولسان حالِ واصفهم يقول :
“يتهكمونَ على النبيذِ معتقاً
وهم على سطح الزجاج ذبابُ “
ذبابٌ بلا ذاكرةٍ يتصيدُ الناجحين ليجثم على فضلاتهم وأيُ فَضَلةٍ أشهى في زمن اللامبالاة من “الغابة” الممتدة من ماضي موريتانيا المكلل بالهزائم في حروب الدراما المُستعِرة بين المجتمع المنفصم والأقلية الحالمة بمُعالجٍ نفسي يزيل داء الإنفصام، وبين هذا وذاك وضعوا العمائم، أسْهَبوا وأطنَبوا في كتب الجهاد والحيضِ والنكاح فزال الإدراك وتقلصت المفاهيم وخمدت نيران الفن فأكلوا لحوم الفنانين وهي نيِئةٌ بلا ثومٍ يُضيفُ طعمًا عليها ولا ملحًا فهِي سموم .
إنها تعرجات منحنَى الغباء على دالة المجتمع اللاَّمُعَرَّفَةِ في ميدان التقدم والرفاهية والدليل على ذلك صراخهم بعد كل محاولةٍ لإيجاد تعريف منصف لنا أمام إخوتنا الذين يصافحوننا بقفازاتِ الدونية والتخلف، لذلك يا “آمال ” لا تحزني إن شتموكِ وقذفوكِ وضايقوك فقط لأنك فنانة وليفرح رفاقك لأنه وإن لم يُعرض مسلسل “الغابة” الصغيرة إلا أن الرسالة وصلت فثار الغبار في أرجاءِ الغابة الكبيرة وخرجت الكلابُ السائبة من جحورها تنبح ، دعيهم يتألمون ولْتَتَقطع نِيَاطُ قلوبِهم حسرةً ولْتَلْعَقْ ألسِنتهم وقْعَ خطانا على طريق النجاح فلا كانَ فشلُنا ولا كان نجاحهم ولتبكي على عقولِهم البواكي.