الحدث – القاهرة
تحدث الكاتب والباحث السياسي أحمد شيخو خلال مقال له، عن أثر الأزمة الأوكرانية على شعوب ودول الشرق الأوسط.
المتشددة اليهودية حاضرة في حكومة يمينية يهودية لتكون إسرائيل جاهزة لكافة الاحتمالات والتداعيات التي من الممكن أن تكون مصيرية لمستقبل المنطقة ومنها حتى ضرب إيران أو إضعاف إيران وضربها في سوريا ولبنان والعراق كما هو الآن حتى لا تستغل إيران علاقاتها ودعمها لروسيا في أوكرانيا في تعزيز نفوذها ومد أزرعها في المنطقة وخاصة في الدول العربية سواء في المشرق أو المغرب العربي، في ظل تخبط الدول العربية وضعف الثقة الذي تسبب به انسحاب أمريكا من أفغانستان والشروط التي تضعها على المساعدات العسكرية والاقتصادية لبعض الدول العربية ومحاولة تدارك دول الخليج أمنها وخوفها بفتح مسارات ولقاءات مع الصين ومع إيران لإرسال رسائل متعددة إلى مختلف الأطراف ومنها أمريكا وبريطانيا و أوربا وإسرائيل.
وعليه، فإن الأزمة الأوكرانية أو الحرب العالمية الثالثة ستكون مستمرة إلى أن تكون هناك حدث أو تطور نوعي أو تهور حقيقي بالأسلحة النووية أو قناعة عند طرفي الصراع أو تفاعلات ومعطيات جديدة ربما تأتي نتيجة للتداعيات التي خلقتها وتخلفها هذه الحرب على العالم ومنها ساحة الشرق الأوسط، ونستطيع القول أن مجتمعات وشعوب ودول الشرق الأسط ستكون معنية بنتائج هذه الحرب مباشرة، وبل أن العديد من الدول والنظم والثقافات والسياسات يمكن أن تنتهي أو تظهر في المنطقة مع خسارة أحد طرفي الحرب في حال عدم الوصول إلى صيغة وسط ترضي الطرفين وتحافظ على مصالح الأثنين حول العالم، وهنا يمكننا القول أن كافة الاحتمالات واردة والظروف ربما تكون مناسبة حتى لمجتمعات وشعوب المنطقة لكي تكون لها كلمتها ونفوذها ومشروعها الديمقراطي للحل وتجاوز ذهنية وعقلية وسلوك الأزمة وإيجاد الحلول الديمقراطية، وهنا تظهر أهمية الحلقات والأبعاد المحلية وضرورتها لمجتمعات وشعوب وكذلك دول المنطقة في تفعيل طاقاتهم الذاتية والاعتماد على أنفسهم بدل الخارج في معالجة التحديات ومواجهتها ومنها تأمين وبناء الساحة الديمقراطية التشاركية لكل المجتمعات وشعوب المنطقة وكذلك تعزيز العلاقات والتحالفات على كافة المستويات بين الشعوب والدول في المنطقة ومراجعة الدساتير والقوانين وكذلك المنظومة الأخلاقية والسياسية والتعلمية والاقتصادية وكذلك الأفكار والسياسات التي تجعل دول المنطقة وشعوبها تحت رحمة الأخريين ومساعداتهم في الوقت الذي نستطيع وبتحقيق التحول الديمقراطي في دول المنطقة وبين شعوبها وفي كافة مؤسساتها من مواجهة كافة التحديات معاً والانتصار عليها وردع كافة التدخلات الخارجية والإقليمية في شؤون شعوب ودول المنطقة بامتلاكنا للذهنية الديمقراطية التشاركية والإرادة الحرة القادرة على البناء والعمل ومواجهة التحديات مهما كانت وبمختلف الوسائل والتي تعيد للمنطقة وشعوبها دورها الحضاري والإنساني البناء.