الثلاثاء 14 يناير 2025
القاهرة °C

أحمد شيخو يكتب : أخوانية وداعشية العثمانية الجديدة وخطورتها على كل المنطقة

الحدث – القاهرة

قامت الدولة التركية وريثة العثمانية البائدة وفي نفس توقيت ارتكابهم الإبادة الجماعية الأرمنية ليلة 23/24 نيسان (إبريل) 1915 بالهجوم على مناطق الدفاع المشروع في متينا، زاب وآفاشين على الحدود العراقية_التركية، وذلك بعد حوالي  عدة شهور من هزيمة الجيش التركي في منطقة كاري وفقدانها لأكثر من 13 عنصر من الضباط والإستخبارات التركية.

ولفهم هذا الإستهداف بشكل شامل وتدعياته على المنطقة ربما علينا عرض بعض النقاط لتبيان حقيقة للهجوم :
1_ أن هذا الهجوم يستهدف في شخص حركة حرية كرستان كل الشعب الكردي وليس حزب أو جزء منه، وكل ما يقال غير ذلك وحتى لو كان من بعض الكرد فهو لشرعنة هذه الهجمات التركية الاحتلالية وتأكيد التواطؤ معها، وإن استهداف تركيا للشعب الكردي من عفرين لآمد(ديابكر) ومناطق دهوك وهولير(أربيل) إلى جولمرك ووان وإسكندرون بشكل يومي هو لإبادة الكرد وتغيير ديموغرافية مناطقهم والقيام بالتطهير العرقي بحقهم كما  يحصل في عفرين وسري كانية(رأس العين) وكري سبي(تل أبيض)، وسابقاً في  مناطق غرب الفرات في  باكور كردستان في تركيا في مدن آلعزيز  وملطية وأديمان وكركم(مرش) وغيرهم
2_هذه الهجمات تستهدف الشعب العربي ودولها كون احتلال تركيا  بسلطتها الإخوانية وبصيغتها العثمانية الجديدة لمناطق من شمال العراق ستكون من الخطوات الأولي لتمكين نفوذها ومدها واحتلالها لمناطق أخرى من العراق وسوريا وباقي الدول العربية.
3_تعتبر تركيا الدول العربية تركة من أجدادها ووديعة تم تسليمها للبريطانيين الفرنسيين والنظام العالمي بإتفاقيات إنتهت عمرها ويحق لها  في الوقت الحالي السيطرة والهيمنة على البلدان والشعب العربي وخصوصاً مع حالات الفراغ والضعف وزيادة نفوذ الأخوان في الدول العربية.
4_ تسعى تركيا عبر احتلالها لمناطق من العراق وسوريا وأماكن أخرى إلى زيادة أوراقها ومجالات المناورة لديها عند التعامل والتفاعل مع الدول العربية ومحاولت فرض شروطها ونفوذها على باقي الدول العربية المحورية.
5_ وتأتي هذه الهجمات في إطار إتمام محاطرة الدول العربية وشعوبها من الجهات الأربعة حيث تتواجد تركيا العثمانية الجديدة، بالإضافة إلى العرق وسوريا تركيا، في قطر والصومال وسابقاً كانت في السودان ولديها تواجد مع مرتزقتها في ليبيا ولها نفوذ عبر الإخوان في اليمن وتونس وموريتانيا ولبنان والجزائر وغيرها.
6_يتم إستهداف قوات حزب العمال الكردستاني من قبل تركيا، لدورهم المهم والفعال في محاربة داعش و تحرير مدينة الرقة وكوباني وغيرها منهم  وتحرير شنكال وحماية هولير والسليمانية أثناء هجوم داعش عليها بإيعاز ودفع من  حكومة حزب العدالة والتنمية الإخوانية. والأن حينما يتم الهجوم التركي على  متينا وزاب وآفاشين هو إنتقاماً لداعش ومحاولة لإحيائها من جديد، لأن داعش هي إحدى أدواة العثمانية الجديدة كما الأخوان الأرهابيين ومعظم حركات الإسلا السياسي.
٧_ استخدام  الدولة التركية وسلطاتها الاردوغانية_ البهجلية للمرتزقة الإرهابيين كل أنحاء العالم في مواجهة الشعب الكردي كما استعملهم ضد الدول العربية وضد الأرمن في آرتساخ وفي الكثير من الدول.

يجدر بنا القول أن من نفاط ضعف المنطقة التي تسهل توغل تركيا في المناطق الكردية وثم العربية هو عدم وجود تنسيق وتفاعل وحتى تحالفات قوية وكافية بين الشعبين العربي والكردي. ورادعة بالوقت نفسه للعثمانية الجديدة التي تستهدف شعوب المنطقة ودولها. وهذا مرده لحالة الفرقة والتفتيت التي تم فرضه بغرض تحقيق هيمنة القوى الخارجية الإقليمية  والعالمية  على المنطقة وذلك عبر تقسيم العرب ل 22 دولة عربية وتقسيم الكرد بين 4 دول، وفرض الذهنية القوموية الإحادية النمطية التي لاتقبل بالعيش المشترك و الغريبة عن ثقافة المنطقة التكاملية والكلياتية الديمقراطية.

من الصحيح القول أن تدخل تركيا في المنطقة وهجماتها على الشعب الكردي في مناطق الدفاع المشروع وإستهدافها لقوات الدفاع الشعبي(الكريلا) وكذلك توغلها وزيادة نفوذها في البلدان العربية  في جزء منه هو استمرار لتدخل النظام العالمي في المنطقة، ولم يكن يتم كل هذا الإستهداف لولا الضوء الأخضر والموافقة الدولية من النظام العالمي وقواها الرئيسية مثل أمريكا والإتحاد الأوربي وبريطانيا وحتى روسيا والصين والعديد من الدول الإقليمية المتواطئة مثل إسرائيل وإيران وغيرهم .لذلك نراهم بعيدين حتى عن تناول الأضرار الإنسانية وقتل المدنيين الذي يحصل نتيجة قصف الطائرات والدباببات والمدافع التركية التي هي في الإساس أسلحة مصدرة لتركيا من مصانع الدول العظمى التي تدعم عمليات الإبادة التركية أو تغض النظر عنها. ففي مناطق شمال العراق فقط وفي غضون أخر سنتين قتل أكثر من خمسين من القرويين المدنيين في مناطق خاكوركي وبهدينان وذلك بقصف الطائرات الحربية التركية للقرى الكردية. وعليه يمكننا القول أن هذه الهجمات هي تكملة للمؤامرة الدولية التي إستهدفت الشعب الكردي ونضالها الديمقراطي والحر وبحثها عن حقوقها وعن دمقرطة المنطقة في شخص قائدها ومفكرها السيد عبدالله أوجلان عام 1999 والذي مضى على وجوده أكثر من 22 سنة في سجون تركيا الفاشية دون أي مسوغ قانوني وفي حالة عزلة وتجريد غير  قانونية وغير مقبولة.

إن الشعب الكردي الذي بموقعه وبموضعه ويمشروعه الديمقراطي الحر(الامة الديمقراطية والإدارات الذاتية المجتمعية) لحل القضايا الوطنية ضمن الحدود الموجودة وبحركة حريته ومقاتليه الذين يقاومون الاحتلال التركي للمنطقة من متينا وزاب وآفاشين هم يشكلون التعبير الأصح والأجمل والأصدق عن  وحدة ثقافة المنطقة الديمقراطية التكاملية من  العيش المشترك وحق الدفاع الذاتي وأخوة  الشعوب والسياسة الديمقراطية وقبول الآخر، ويبقى فهم حقيقة الهجمات التركية العثمانية الجديدة الفاشية و توحيد المواقف و تحالف القوى وفضح الدور والإحتلال التركي للمناطق الكردية والدول العربية هي من صلب الأعمال الموفقة والصحيحة والمطلوبة بإلحاح في الفترة الحالية، لأن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والتخلص من كل الإرهابيين وعلى رأسهم داعش والقاعد والنصرة والأخوان مرتبط بشكل كبير بإنتهاء السلطة التركية الحالية التي لها علاقة بكل ماسبق، بالإضافة إلى سعيها للفوضى والتقسيم والفتن بين شعوب المنطقة حتى تتحقق لها السيطرة والهيمنة.

to top