الإثنين 23 ديسمبر 2024
القاهرة °C

أحمد شيخو يكتب : السجون التركية أماكن للعزلة والتعذيب والموت ووسيلة الإبادة

الحدث – القاهرة

تتابع الدولة التركية سياق عداءها وإبادتها للشعب الكردي منذ 1925 وحتى اليوم ومازالت الحكومات المتعاقبة ومنها أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، تبحث عن أدوات ووسائل جديدة للاستمرار في هذا السياق اللاأخلاقي واللاقانوني والعنصري والفاشي والذي يحرم الكردي من حقه في الحياة الطبيعية إلا وفق رؤية الدولة والحكومات التركية وبالتخلي عن كرديته وثقافته وخصوصياته وإدارة مناطقه وتاريخه وحقوقه الطبيعية وإلا فإن الموت وبأشكال مختلفة ومنها القتل في السجون هو المصير الذي تحدده وتفرضه السلطات والدولة التركية عليه.
وأمام هذه المقاربة التركية الفاشية والعنصرية والأمنية للشعب الكردي فإنه من الطبيعي والبديهي ووفق كل القوانين والشرائع أن يدافع الشعب الكردي عن نفسه ووجوده وحريته وبكل الوسائل حيث أن المعادلة هنا هي دولة احتلال وقمع وإبادة وشعب مقاوم يصر على حريته وكرامته وتحرير ارضه مهما كلفه من تضحيات وجهد وسنين.
لقد قامت تركيا الدولة والسلطة التي بدأت تتشكل بذهنيتها الأحادية و سلوكها الفاشية المصاغ من تبلور تحالف ووحدة البرجوازية اليهودية و البرجوازية التركية حينها في إسطنبول وأنقرة مع بداية القرن العشرين والممهدة بعدها لقيام الكيان الإسرائيلي، بارتكاب إبادات جماعية ومجازر بحق شعوب عديدة في الأناضول وميزوبوتاميا و بلاد الشام والجزيرة العربية ومنهم الأرمن واليونان والروم والعرب وغيرهم اثناء الحرب العالمية الأولى وما حولها.
بعد أن أنجزت الدولة التركية هذه المجازر أو الإبادات الجماعية السابقة أرادت أن تكررها وتنفذها على الشعب الكردي منذ عام 1925 الذي استقبل الأتراك في القرن الحادي عشر في أراضيه كردستان والذي خاض مع الترك أشهر وأهم ثلاث معارك تاريخية فتحت على أثرها الأناضول والساحات الواسعة أمام تواجد الترك واستقرارهم فيها وتشكيل دولهم ومنها معركة ملاذكرد 1071م وجالديران 1514م ومرج دابق 1516م.
ومنذ عام 1925 والدولة التركية في حالة حرب مستمرة لإبادة الشعب الكردي وإنهائه وعلى هذا الطريق قامت بالتخلي عن كل التاريخ المشترك بين الشعبين والتقاليد الديمقراطية والموروث الشعبي المشترك وكذلك قامت بالموافقة على قرار الموت و التقسيم من قبل بريطانيا وفرنسا وروسيا للكرد و لكردستان وتقسيمهم على أربعة أقسام وأخذ القسم الأكبر من الكرد وكردستان وأخذ دور إبادة الكرد وإلحاقهم بالقوميات الأخرى وتحقيق تبعيتهم وإنهاء الوجود والثقافة والشخصية الكردية وكل ما يمت بصلة للكردياتية.
لكن الشعب الكردي لم يستسلم لكل هذه الظروف والمؤامرات وظل يقاوم وبكل إصرار ورغم كل المعاناة والتضحيات مستندة إلى أصالة وعراقة وقوة الثقافة الكردية الديمقراطية والجغرافية الجبلية التي هزمت قبلاً وأكثر من مرة وحررت نفسها وشعوب المنطقة من أكبر الإمبراطوريات وأكثرالملوك والسلاطين ظلماً وجوراً من جلجامش السومري و صارغون الأكادي والضحاك الأشوري إلى الأسكندر المقدوني الأكبر والبرسيين والساسانيين الفرس و إلى المغول والتتار والصليبين والروس وكل من أراد به وبشعوب المنطق شراً.
خاض الشعب الكردي منذ 1925 وحتى 1940 العشرات من الانتفاضات والثورات ضد قوانين الإبادة والتهجير القسري والتطهير العرقي وقوانين إصلاح الشرق وإسكانه التركية وضد كل ممارسات الدولة التركية المسموحة لها من قبل النظام العالمي لدور تركيا المشكلة كأداة وبيدق للهيمنة العالمية على المنطقة وإيقاف المد الشيوعي و كذلك أداة لإضعاف الثقافة المقاومة الإسلامية وتقاليد الشعوب والمنطقة الديمقراطية وسد الطريق أمام أي وحدة أو تحالفات أو أي سياق مجتمعي وشعبي ديمقراطي أو إسلامي حقيقي ديمقراطي . وفي كل مرة كانت المجازر والترحيل وفصول من القتل والتهجير و الإبادة تتكرر على الكرد في منطقة من المناطق الكردية في باكور كردستان(جنوب شرق تركيا) وحتى أن منع اللغة الكردية واللبس الكردي والطعام الكردي والغناء الكردي والفلكلور وكل ما يمت للكردياتية كانت هي السائدة وتزداد مع كل حكومة جديدة وكأن مقياس التركياتية الدولتية هي إبادة الكرد ومنع ثقافتهم وموتهم وحتى أن العبادة أو التوجه إلى الله باللغة الكردية كانت ممنوعة وتسجن صاحبها.
ومع الثورة الكردية الديمقراطية الأخيرة منذ 1973 وحتى اليوم وما يقارب الخمسين سنة لحزب العمال الكردستاني والقائد عبدالله أوجلان في تركيا وشمال كردستان أولاً ثم في بقية أجزاء كردستان في شمالي سوريا وشمالي العراق وغرب إيران وفي أوربا وحول العالم، زاد الوعي الوطني والديمقراطي والمجتمعي والوحدوي الكردي والتكاملي مع شعوب المنطقة وتعددت المقاومة وتنوعت أساليبها من العسكرية المشروعة إلى الثقافية المتنوعة والمجتمعية المؤثرة وأصبحت للمقاومة الكردية اصدقائها الشرق أوسطيين والأممين والنضال الكردي تجاوز البعد الكردي إلى الإنساني والديمقراطي وأصبح أهم نضال لشعوب المنطقة ومجسد لرغبة وهدف الديمقراطية وأخوة الشعوب وحرية المرأة وريادتها مع الشباب لنضال التغيير للمنطقة وشعوبها ودولها في وجه التدخل الخارجي والهيمنة العالمية.

للثورة والنضال الكردي المجتمعي والديمقراطي منذ 50 سنة ساحاتها المختلفة للنضال وأحد الساحات هي السجون التركية. تأخذ الدولة التركية السجون وسجن الكرد وبمختلف أعمارهم كأحد أدوات الإبادة والإنكار وفرض الاستسلام وإنهاء روح المقاومة لدى أبناء وبنات الشعب الكردي حتى أصبحت للمقاومة الكردية في السجون التركية أبواب وفصول ورسائل قوية تؤكد أن الإرادة الكردية الحرة والديمقراطية والمقاومة لن تستسلم لفاشية دولة الاحتلال التركية ولحكوماتها مهما كانت الظروف.
وتبرز في تاريخ مقاومة السجون في تركيا العملية الفدائية للشهيد القائد مظلوم دوغان في سجن آمد(ديابكر) عام 1982 الذي قال جسد مقولته المشهورة “المقاومة حياة والاستسلام خيانة” والتي اصبحت مدرسة للنضال الكردي والمجتمعي في تركيا وخارجها. وفعالية 14 تموز\يوليو التي أفدى أربعة من أبناء الشعب الكردي بأرواحهم وهم فرهاد كورتاي وأشرف آنيك ونجمي أونر ومحمود زنكَين الذين اضرموا النار في أجسادهم في السجن ليقولوا أننا لن نستسلم وسنقاوم حتى في أصعب الظروف وأقل الإمكانات وسننتصر وسنهزم الاحتلال والفاشية التركية من كل بد.
واليوم يتواجد في السجون التركية أكثر من 25 ألف مناضل وبرلماني وسياسي وناشط كردي وديمقراطي بالإضافة إلى عشرات الآلاف وبل المئات من المعارضين لسلطات التركية الأردوغانية. وبعضهم من الكرد مضى في السجن 20 سنة والعدد منهم قضى عقوبة السجن المؤبد حوالي 30 سنة ولم تسمح له السلطات التركية في هذه السنوات الأخيرة بالخروج وهناك من تجاوز عمره السبعين ومازالت تركيا تسجنه وهناك العديد من الأمهات مع أطفالهم و الكثير من المرضى والعديد من حالات عدم معالجة السلطات للسجناء المرض أو الأفراج عنهم للمعالجة.
ومع حكومة الرجل الواحد مع أردوغان الإخواني العثمنلي والنظام الرئاسي أصبحت هذه السجون مقابر ومسالخ ولا يخرج السجين إلا وهو ميت ، علاوة على التعذيب والقمع والتجويع والضغط المتواصل عليهم وعلى عائلاتهم الذين يطالبون بكشف أوضاع أبنائهم السجناء.
ولعل حالة القائد عبدالله أوجلان الذي يمضي حالياً السنة 24 في سجن إمرالي والعزلة والتجريد الممارس بحقه وخاصة منذ 2011 وعدم السماح لمحامييه وأهله بزيارته رغم العديد من التقارير من منظمة مناهضة التعذيب CPT تبين حجم الممارسات التركية في السجون تجاه الشعب الكردي وكل من يخالف السلطات وخاصة ان الشعب الكردي وفي كل العالم يعتبر المقاربة التركية للقائد أوجلان هي مقاربتها للشعب الكردي وحقوقه وللديمقراطية في تركيا والمنطقة.
كما أن السلطات التركية لا تتجاوب مع قرارات المحاكم الأوربية والدولية ولا تنفذها رغم أنها موقعة عليها كما في حالة قرار أوربا في الإفراج عن صلاح الدين وفيدان يوكسك داغ رئيسا حزب الشعوب الديمقراطي HDPوالعديد من البرلمانيين ورؤساء البلديات المنتخبين وذلك نتيجة المواقف الأوربية والأمريكية والدولية عامة والمتسامحة مع تجاوز تركيا لسيادة القانون وحقوق الإنسان كما تشير له الكثير من التقارير الحقوقية وحتى تقارير خارجيات هذه الدول وبرلماناتهم كما في تقارير البرلمان الأوربي وتقارير الخارجية الأمريكية الذين يشيرون إلى تجاوز تركيا لحقوق المسجونين الكرد وتعامل الدول والسلطات وسلوكياتها المتعارضة مع القوانين و معاهدات ومبادئ حقوق الإنسان و أصبحت المديرية العامة للسجون في تركيا، وفي مقدمتهم إداريو السجون، شبكة من المرتزقة والقتلة الذين ينفذون سياسات الإبادة و الإمحاء والإنكار لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، الهم الوحيد للمديرية العامة للسجون هو إبعاد السجناء عن قضيتهم، وتصفية كل من يعارض ذلك، هذا المفهوم هو نتاج العداء للشعب الكردي من قبل الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
إن ما يفعله حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تجاه السجناء يكشف عن الموقف العدائي للدولة التركية تجاه الشعب الكردي، حيث يتم قتل السجناء السياسيين في السجون ورجال الدين الرسميون أو التابعين للدولة لا يؤدون صلاة الجنازة على السجناء الذين يفقدون حياتهم،  وهذه مفارقة أخلاقية تجسد منهجية العداء والعمل بالضد من جوهر الديانة الإسلامية و عندما يتعلق الأمر بالكرد، فإن الدولة تمنع ذلك، في وقت سابق لم يُسمح بدفن جثمان والدة “آيسل توغلوك”، حيث قامت بالهجوم على المقبرة والجنازة، والآن يريدون أن تفقد آيسل توغلوك حياتها في السجن، كما أن السيدة “غريبة جزر” فقدت حياتها جراء التعذيب والهجوم في السجن، وفي سجن سيليفري وغيرها العديد من السجون يتم قتل السجناء بالتعذيب ويدّعون بأن السجناء يفقدون حياتهم نتيجة أزمة قلبية أو بسبب انتحارهم، وهذا كذبة أخرى، ولأن الشعب الكردي لا يخضع ولا يستسلم للاستبداد والاحتلال ويصرّ على مطلبه في الحرية، فإن فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية تنتقم منه، و كل من يقول أنني كردي وأناضل، يتم زجه في السجون وتمارس ضده كل أنواع الأساليب الوحشية البعيدة عن الاخلاق والإنسانية والقوانين.

ولا تتوقف الدولة التركية عن استعمال السجون كأداة إبادة في داخل تركيا ضد الكرد وبل أن تركيا وفي إطار مشروعها العثمانية الجديدة واحتلال بلدان المنطقة أصبحت وبعد احتلالها لشمالي سوريا والعراق تستخدم نفس الأساليب في مناطق احتلالها في شمالي سوريا والعراق وغرب ليبيا واليمن وغيرهم بحق مختلف الشعوب.
وفي مدينة عفرين الكردية السورية المحتلة، لدى تركيا ومرتزقتها الإنكشاريين من ما يسمى الجيش الوطني السوري الذي يضمن الكثير من الدواعش أكثر من 25 سجن ويتعرض فيها الكرد من أهل المنطقة وكذلك العرب المتواجدين و الرافضين لسياسات تركيا كل أنواع التعذيب والقمع والقتل وكذلك الخطف وطلب الفدية وكل ما هو ضد القوانين وحتى عرف الاحتلال وتم الكشف عن العديد من حالات سجن النساء والاعتداء عليهم وإجبارهم على العمل معهم أو الانتقام منهم ومن عوائلهم وقتلهم. كما أن تركيا تعتقل العديد من السورين من الكرد والعرب وتأخذهم إلى داخل تركيا والحكم عليهم ووضعهم في السجون التركية في مفارقة ومغالطة وتعدي على السيادة والقوانين السورية والدولية كما تم الحكم على جيجك كوباني وغيرها من السوريات والسوريين وفي مدينة سري كانيه ( رأس العين) و كري سبي(تل أبيض) وإدلب والباب وإعزار لدى الاحتلال التركي العشرات من السجون السرية التي تعتدي فيها على السجون وتمارس التعذيب والقتل عبر جيشها ومرتزقتها الإنكشاريين الإسلامويين الإرهابين.
وكما تقوم تركيا في مناطق احتلالها في شمالي العراق في إقليم كردستان العراق وفي العديد من مناطقها كما حصل قبل فترة في برادوست، حيث تم اعتقال مواطنين اثنين من أهالي قرية دايلا وهما أكرم خليل ذكري وزيدان نبي مصطفى ونقلهم إلى قواعدها العسكرية في منطقة روباروك في منطقة شمذينان بشمال كردستان في جنوب شرق تركيا وكما تم نقل العديد من أبناء شيلادزة بعد الرفض الشعبي والانتفاضة ضد القواعد العسكرية التركية في إقليم كرستان العراق وذلك بالتعاون مع حزب الديمقراطي الكردستانيPDK وعائلة البرزاني الذين لهم علاقات راسخة وقوية مع الدولة والحكومة التركية والذين يشرعنون ويمهدون عمليات الإبادة والاحتلال التركي بحق الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان ، كما أن زيارة مسرور البرزاني وقبله العديد من شخصيات آل البرزاني هي في إطار التوافق مع تركيا وعملياتها وتقديم كل ما يلزم للعمليات التركية وإبادتها للشعب الكردي وإضعاف مكتسباته وضرب أكبر حركة التحرر والحرية الكردية وقوات حرية الشعب الكردي قوات الكريلا وعدم السماح لأي سياق مجتمعي وديمقراطي حر كردي لا يقبل الخضوع والاستعباد التركي وكذلك لإزالة الإحراج والنقد عن تركيا في المحافل الدولية وممارساتها وخرقها القوانين الدولية بأن تركيا لديها اصدقاء من الكرد وهي تحارب قسم منه وليس كل الكرد وهي ليست عدوة الكرد ولكن في الحقيقة الكل يعلم أن تركيا عدوة الكرد وهي تمارس الإبادة بحق الكرد وتعتقل قادتها وتحتل أرضهم من مئات السنين وأن البرزانيين هم أحفاد العثمانين حسب مقولة مسعود البرزاني التي قالها في أحد زياراته لتركيا وهم أدوات تركيا وخناجرها في جسد الأمة الكردية ونضال حريتها.

ومن المهم الإشارة أن ما يمارسه السلطات التركية في السجون وخارجها من انتهاكات وجرائم ، يتم التغاضي عنه أو تركه جانباً أو التشارك معه أو تأجيل البت فيه لحين الضرورة في بعض الأحيان من قبل المجتمع الدولي أو الأصح نظام الهيمنة العالمي لأنه لولا التسامح والدعم الدولي للدولة والحكومة التركية لما استطاعت أن تصمد ولو لأشهر أمام مقاومة الشعب الكردي واصراره على حريته وكرامته وإدارة مناطقه والعيش بثقافته ضمن الدول الموجودة ومع الشعوب المتجاورة والمتشارك معه الحياة والجغرافية والدولة. وهنا من المهم الإشارة إلى أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية ولو أنها في بعض الأحيان وفقط لذر الرماد في العيون تعطي بعض البيانات أو التقارير لكن هذه التقارير ليس لديها أي أثر أو فعالية على الجانب التركي الذي لايبالي بهذه التقارير طالما لا تعقبها اجراءات عقابية أو حسابية لتركيا أو تأثير على اقتصادها وتحركها الدولي وتمددها في المنطقة.

وعليه فإن النضال الكردي المجتمعي والديمقراطي الحر و المتعدد وفي أغلب ساحات النضال من السهول و السجون إلى الجبال والمدن والقرى ومن النضال العسكري المشروع إلى النضال المدني والثقافي والاجتماعي والإعلامي وغيره ضد الإبادة الجماعية الممارس من قبل تركيا على الشعب الكردي أولاً وعلى شعوب المنطقة ثانياً هو نضال شامل و له ابعاد متعددة ومتنوعة ويحمل في جنباته العديد من ملفات حقوق الإنسان الذي يتم التجاوز عليه من قبل تركيا وعلى سيادة القانون الدولي والمعاهدات والملحقات المتعلقة بالحقوق الطبيعية والإنسانية الكونية لأي إنسان ومجتمع وأمة، وكما يحمل هذ النضال العادل سياق فعال ومؤثر لتباين الحق وإنجاز مسار حقوق الإنسان ولتحقيق الديمقراطية والتحول الديمقراطي في المنطقة و هو يعبرعن نضال المنطقة وشعوبها ودولها ضد التوحش العثماني التركي الجديد في السجون التركية وخارجها ومن ورائهم من قوى الهيمنة العالمية والذي يريد السيطرة وإعادة العثمانية البائدة وبشكل أكثر تزمتً وطورانية واستعلاءً والذي يريد نهب طاقات وخيرات المنطقة وشعوبها واخضاعهم . ومع تضافر الجهود وزيادة الضغط على تركيا في مختلف المجالات السياسية والقانونية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية و انتصار هذه النضال وإيقاف تركيا عن التجاوز ومنها التجاوزات على حقوق السجناء وقتلهم بالإضافة إلى محاكمة تركيا على ممارساتها وإباداتها بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة ، سيكتب للمنطقة وشعوبها ودولها فصول ومراحل من الأمان والاستقرار والسلام والتكامل. فكل الإرهاب والتوتر والقلق والعديد في المنطقة ومحاولات التقسيم وزرع الشقاق والفوضى في ليبيا واليمن والصومال وسوريا والعراق وتونس وآرتساخ (ناكورني كرباخ)وزعزعة الاستقرار والتدخل في شؤون دول المنطقة وشعوبها ودعم حركات الإسلام السياسي تقف ورائها الدولة التركية أو لها علاقة مياشرة او غير مباشرة وخاصة مع سلطات أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية الإخواني وحزب الحركة القومية الفاشي الذي ظن وتوهم أنه السلطان العثماني أو خليفة المسلمين مع العلم أن الإسلام بريء من أفعاله وأقواله وسياساتها التي حيرت الكثير من دول المنطقة والعالم حيث أنه يعطي انطباعات مختلفة ومتناقضة وأراء متناقضة ومتعاكسة وأحاديث يظن بها الحق وهي باطلة وهي للتضليل وخداع شعوب المنطقة والشعوب المسلمة ودول المنطقة كما يفعل مع الدول العربية وكذلك مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، بخطابه الشعبوي وبوقوفه الدائم مع إسرائيل وإبادته الدائمة والمستمرة لأحفاد صلاح الدين الأيوبي وهم الشعب الكردي وكل من يرفض الظلم التركي من شعوب المنطقة .

to top