الأربعاء 3 سبتمبر 2025
القاهرة °C

أدلة جديدة تكشف استخدام صبغة النيلى الأزرق منذ 34000 عام

الحدث – وكالات

اكتشف الباحثون أقدم استخدام معروف لصبغة النيلى الأزرق من قبل البشر، مما يرجح عودة تاريخ ممارسات الصباغة النباتية إلى 34,000 عام، إذ وُجدت آثار للصبغة، التى عرفت كيميائيًا باسم “الإنديجوتين”، على أدوات حجرية اكتُشفت فى كهف دزودزوانا بمنطقة القوقاز فى جورجيا.

ويمثل هذا الاكتشاف المرة الأولى التى يتم فيها اكتشاف مثل هذا المركب على القطع الأثرية القديمة بهذا الشكل، مما يوفر نظرة ثاقبة جديدة للطرق المعقدة التى تفاعل بها البشر الأوائل مع النباتات – والتى تتجاوز بكثير استخدام الغذاء البسيط، وفقا لما نشره موقع” greekreporter”.

آثار الصبغة على الأدوات الحجرية
آثار الصبغة على الأدوات الحجرية

صناعة صبغة النيلى الأزرق

صنعت صبغة النيلى الأزرق من نبات إيزاتيس تينكتوريا إل، المعروف باسم الواد، وهو نبات غير صالح للأكل موطنه الأصلى القوقاز، وقد توصل الباحثون إلى أن هذه الصبغة تتشكل عندما تتفاعل الجليكوسيدات الموجودة فى أوراق النبات مع الأكسجين.

يشير وجود الإنديجوتين على الأسطح العاملة للأدوات إلى المعالجة المتعمدة، مما يشير إلى المعرفة المبكرة بكيفية استخراج المركبات النباتية وتطبيقها.

أول اكتشاف للإنديجوتين على أدوات العصر الحجرى القديم

نُشرت الدراسة فى مجلة PLOS One، وسلطت الضوء على التطور التكنولوجى والثقافى لسكان العصر الحجرى القديم الأعلى، ووفقًا لعالمة الآثار لورا لونجو من جامعة كا فوسكارى فى البندقية، تكشف النتائج أن النباتات كانت تُستخدم فى أنشطة يومية معقدة، ومن المرجح أنها شملت معالجة المواد القابلة للتلف.

وأشارت إلى أن مثل هذه الأدلة تتحدى النظرة التقليدية التى تقول إن البشر فى عصور ما قبل التاريخ كانوا يعتمدون فقط على النباتات للتغذية.

التحليل المجهرى للأدوات الحجرية

تم اكتشاف هذا من خلال التحليل المجهرى لأدوات حجرية غير مشكلة تم استخراجها من طبقة يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 34 ألف عام.

وأشرف على أعمال التنقيب فريق دولى يضم باحثين من جامعة هارفارد والمتحف الوطنى الجورجى .

اختبارات متقدمة تؤكد الاستخدام القديم للصبغة

تم إجراء أخذ العينات والتحليل الأولى فى المتحف الوطنى الجورجى فى تبليسي، بقيادة لونغو والعالمة إيلينا باديتي.

واستخدم الفريق مجموعة من التقنيات المتقدمة، بما فى ذلك المجهر الضوئى والمجهر البؤري، ومطيافية رامان، وتحليل الأشعة تحت الحمراء باستخدام فورييه، لتأكيد وجود جزيء الإنديجوتين.

وظهرت معظم البقايا الزرقاء، والتى كانت فى بعض الأحيان ليفية ومصحوبة بحبيبات النشا، فى مناطق الأدوات التى أظهرت تآكلًا شديدًا.

لفهم كيفية حفظ البقايا، درس الباحثون مسامية الحجارة باستخدام فحوصات التصوير المقطعى المحوسب الدقيقة فى إليترا سينكروترون تريستي. وأكدوا احتواء الحجارة على مسام قادرة على احتجاز المواد المجهرية.

أُجريت تجارب مُحكمة، باستخدام حصى نهرية مُشابهة للأدوات الأصلية، ومعالجة نباتات مُختلفة، بما فى ذلك نبات الواد، ساعدت هذه الاختبارات، التى أُجريت فى فيرونا على مدار ثلاثة فصول صيف خلال موسم الحصاد، فى بناء مجموعة مرجعية لتحديد أنماط التآكل الناتجة عن الاستخدام وبقايا النباتات.

وتقدم الدراسة نظرة أعمق حول كيفية استغلال البشر الأوائل للموارد الطبيعية، وتقدم فصلاً جديدًا فى تاريخ صبغة النيلى الأزرق فى الثقافة البشرية.

to top