لا يمكن فهم ما يفعله أردوغان ضد العرب منذ أن تولى الحكم فى تركيا سوى أن ذلك نابع من حقد دفين وكره متأصل ومتجذر ضد كل ماهو عربي، فهو ينفذ منهجا قائم على تفتيت وتمزيق الدول العربية، وزعزعة استقرارها،وسرقة مواردها وتصدير الإرهاب والتخريب والتدمير ولا أبالغ إذا قلت إنه أصبح خطرا يزيد عن خطر إسرائيل العدو اللدود للعرب، فهو يخبئ مؤامراته تحت عباءة الدين الإسلامى ويتوغل ويسيطر على أصحاب النفوس الضعيفة فيبيعون أوطانهم وينحازون إليه ويساعدوه فى تنفيذ مآربه الهادفة إلى تخريب الوطن العربى وسرقة مقدراته وحاضره ومستقبله.
أن ما يقوم به الأردوغان فاق كل خطط ومؤامرات ودسائس أعداء الأمة العربية، فهذا الديكتاتور المجنون ما أن اعتلى كرسى الحكم فى تركيا 2014، حتى كشف عن وجهه القبيح، وبدأ فى تنفيذ مخططاته التى تحركها النزعة التوسعية وحلم إعادة الإمبراطورية العثمانية البائدة، وبالتالى اصبح شغله الشاغل تأجيج المشاكل والأزمات ودعم التنظيمات الإرهابية سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا وغيرها من الدول العربية، لزعزعة استقرارها، وبث الفرقة بين شعوبها وسرقة مواردها الطبيعية،ناهيك عن وضعه شوكة فى ظهر دول الخليج، بتجنيده نظام الحمدين ليكون خادما مطيعا لأطماعه ومخططاته التوسعية.
فمثلا ما يفعله أردوغان فى العراق تحت مزاعم محاربة الأكراد لا يخفى عن أحد، فهو يمارس سياسة التدخل المباشر في شؤون العراق، وينتهك حرمة الحدود ويحتل أجزاء من العراق طامعا فى سرقة مواردها الطبيعية عن طريق عقد اتفاقيات مباشرة مع الأقاليم متجاهلا الحكومة المركزية، أما فى سوريا فلم يكتف باحتلال ما لا يقل عن 30 كيلومتر من الأراضي السورية، لكنه أيضا كان ومازال يسرق البترول والموارد الطبيعية السورية، كذلك يجند الدواعش والجماعات الإرهابية ليظل الوضع فى سوريا ملتهبا وبعيدا عن الحل، حتى يحقق أطماعه فى ابتلاع جزء من الأراضى السورية، كما يستخدم الدواعش وأذنابه من الجماعات الإرهابية كمرتزقة يرسلهم إلى بلدان أخرى لإحتلالها واستنزاف مواردها، كما يفعل حاليا فى ليبيا، حيث أرسل حتى الآن ملا يقل عن 17 ألف من المرتزقة السوريين لقتال الشعب الليبى لتنفيذ مخططه فى سرقة والسيطرة على الموارد الليبية.
الغريب أن هذا الأردوغان مازال يتمسح فى عباءة الإسلام ويخفي وجه الذئب بقناع الحمل، ويظهر نفسه كحامى حمى الشريعة وهو أكثر من وجه سهام الحرب والحقد والغل والفرقة نحو المسلمين فى الدول العربية، يتشدق بتعاليم الإسلام ويقرر تحويل آيا صوفيا لمسجد لدغدغة مشاعر المسلمين وخداعهم وهو من يريق دماء المسلمين فى العراق وسوريا وليبيا وينفذ مؤامرة تفتيت الدول العربية وتخريبها، كما أن بجاحته تظهر بوضوح فى قلبه للحقائق عندما يؤكد فى خطابه الأخير”عازمون على تتويج نضالنا الممتد من سوريا والعراق حتى ليبيا بالنصر لنا و لأشقائنا هناك”، كلام يدل على أن هذا الشخص وصل إلى مرحلة من الجنون ليس لها علاج ،فمن أعطاه الحق فى شن تلك الحملات العسكرية على دول لها سيادة وطنية، وماهو النضال الذى يتحدث عنه وضد من هذا النضال،ومن أعطاه الحق ليعطى السلاح والعتاد ويستعين بالمرتزقة ليقتل السورى أخاه السورى ويصرع الليبى شقيقه الليبى، فى حين أنه لم يفكر ، مجرد تفكير، فى توجيه رصاصة واحدة نحو إسرائيل التى تحتل بيت المقدس أول القبلتين وثانى الحرمين، بل المصيبة الاكبر أنه يسعى بكل جهد لتوطيد علاقته بتل أبيب ومد جسور التعاون الاقتصادى واللوجستى معها.
البعض يؤكد أن جنون هذا الأردوغان ومغامراته المتهورة لها أسبابها، فهو يتعلق بحبال الوهم بأن يحقق نجاحات خارجية تعوض إخفاقاته الداخلية التى وصلت إلى أن شعبيته وحزبه اصبحت فى الحضيض حيث أكد تقرير لمؤسسة “جيت ستون” إلى أن الشباب في تركيا، لا يرون مستقبلا في بلادهم، تحت حكم أردوغان، كما أن الاقتصاد التركى يهوى وأصبحت البلاد على حافة الإفلاس بعد أن ابتلعت الأزمة غالبية احتياطيات النقد الأجنبي، وفقدت الليرة التركية قوتها وانخفضت إلى قيمة قياسية، فلم يجد الأردوغان حلا لسياساته الفاشلة سوى سرقة موارد الدول الأخرى، فاتجه إلى ليبيا ليستولى على بترولها ومواردها الطبيعية بمباركة حكومة الخيانة المسماه بالوفاق والتى يرفضها الشعب الليبى، وظهرت مطامع الديكتاتور التركى بوضوح حيث اسند بكل وقاحة مهمة الواردات الليبية غلى رجل أعمال تركى من أقاربه.
ورغم كل ما يفعله الأردوغان فى ليبيا، وحشده المرتزقة من الإرهابيين والدواعش والإخوان ليحاربوا الشعب الليبى ويسرقون مقدراته ، إلا أننى أعتقد أن مغامرات هذا الديكتاتور قاربت على النهاية، وسيكون التراب الليبى مقبرة لأطماعه التوسعية،ومؤامراته القذرة وسيعود مدحورا مزموما يجر أذيال الخيبة بعد أن يتم تلقينه ومرتزقته وإرهابية درسا لن ينساه وسيراه فى كوابيسه طوال حياته.