وأضاف الصحفي الكردي، في حوار موسع أجراه معه موقع “تركيا الآن”، أن أردوغان ليس خطرًا على الكرد فقط، ولكنه خطر على المنطقة أجمعها، وهو مثل قنبلة موقوتة، تهدد بإشعال المنطقة بأسرها، إن لم يتدخل أحدٌ في الوقت المناسب لإبطال أغراضها.
وتعليقا على السياسة التي يتبعها رئيس النظام التركي ضد الكرد، قال الصحفي الكردي إن السياسة التي يتبعها نظام أردوغان حيال الكرد هي سياسة الموت. فأردوغان وحكومته يمارسان الإبادة الجماعية بحق الكرد، مثلما فعلتها السلطنة العثمانية البائدة بحق آخرين، فيسعون في سياسة محو وإنكار موجهة للكرد بأسوأ شكل منذ تأسيس الدولة التركية. من الممكن القول إن أردوغان هو أكثر شخص أساء وعادى الكرد في تاريخ تركيا. هذا لا يعني أن كل من سبقه كانوا جيدين، لكن هو مثال لتوضيح مدى الشر الذي يرتكبه أردوغان.
وتابع: “تأسست الدولة التركية على محو الكرد والشعوب الأخرى. يرون قبول وجود الكرد في تركيا على أنه قضية أمن قومي، فشعارهم «تركيا للأترك». أي أنهم لا يقبلون من الأساس وجود غير الأتراك وغير «السنيين» بتركيا، ويحاربون كل من يعترض على ذلك. والكرد هم أكبر من يعترضون الآن، فهم يتمردون ضد هذا الوضع. يقفون ضد ما تقوم به الدولة من الناحية السياسية والاجتماعية ولا يستسلمون أمامها.”
والدولة تقابل هذا المطلب الطبيعي للكراد بالعنف، وعليه فنحن ككرد نعيش في حرب منذ 40 عامًا. ولكن وصلت تلك الحرب إلى مستوى قذر للغاية في عهد نظام أردوغان. فهم تخلوا أيضًا عن أخلاق الحرب، فهدموا المدن وقتلوا الشيوخ والأطفال، وتسببوا في العديد من الجنازات، حتى إنهم هدموا القبور التي كُتب عليها بالكردية. فعلوا الكثير من الشرور التي لم تُر في تاريخ البشرية.
أردوغان يفعل ذلك تحت مسمى الإسلام والعرقية التركية. هاجمت «داعش»، الكرد، خاصة عام 2015، شنت العديد من الهجمات على المدن والقرى الكردية، وقدم أردوغان الدعم لـ«داعش» في سوريا وشمال شرق سوريا. فجميع الأعمال التفجيرية التي تبنتها «داعش» داخل الحدود التركية كانت موجهة إلى الكرد، وفعلوا ذلك لأن أردوغان وحكومته أرادوا ذلك. لذلك فإن سياسة أردوغان التي يطبقها على الكرد اليوم هي «سياسة الموت». لم يتركوا شيئًا باسم الكرد. والكرد لا يقبلون ذلك ويكافحون ضده. والواضح أن الشعب الكردي لن يغفر أبدًا لأردوغان وحكومته. وفي النهاية سيربح الشعب الكردي المظلوم وسيخسر أردوغان.
وفيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا وسياسة الدولة التركية التميزية ضد المناطق الكردية، قال الصحفي امد: لم يتم إجراء الفحوصات والاختبارات بالمدن الكردية بشكل صحيح وصادق. وضغطوا على عائلات المتوفيين حتى لا يقولوا إن الوفاة كانت نتيجة فيروس كورونا. أي أنهم يظهرون من ماتوا بفيروس كورونا على أن سبب الوفاة طبيعي. فالوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمدن الكردية مضطرب بالفعل مقارنة بالمدن الأخرى. واستثمارات الدولة في تلك المدن تكون من أجل الأمن والجيش فقط. فعلى سبيل المثال، سيتم افتتاح سجنين آخرين خلال هذا العام بمدينة هكاري. هذا هو المشروع الوحيد الذي يفكرون فيه من أجل الكرد: القتل والحبس. يؤسسون العشرات من السجون في كل مدينة. يتم ترحيل وتهجير الآلاف من العائلات من المدن التركية. ويتم تسكين عائلات أعضاء تنظيم «الإخوان المسلمين» الذين جلبوهم عبر سويا من المدن الحدودية. كل ذلك لتغيير التركيبة الديموغرافية للأكراد. وبسبب عدم وجود إحصائيات موثقة، لا نعرف عدد الذين أصيبوا أو قتلوا نتيجة فيروس كورونا بالمدن الكردية.
وردا على سؤال حول: “هل تعتقد أن حزب «العدالة والتنمية» اتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا في البلديات الكردية؟”، أجاء آمد دجله: “لا بالطبع لم يتخذ أي إجراءات. فعلى رأس تلك البلديات هناك أشخاص معينون أو والي أو مسئول، وهم ليسوا من الشعب هم موظفون للحكومة، ووظيفتهم هي استمرار السياسة الأساسية للدولة. السيناريو الجيد بالنسبة لهم هو موت الكرد. لذلك هم يرون فيروس كورونا على أنه نعمة وفرصة ليتخلصوا من الكرد. لم تتم أعمال التطهير والتعقيم بشكل صحيح في العديد من المدن التي تم عزل رؤسائها وتعيين أمناء بدلًا منهم. العمل الوحيد للأمناء هو الربح لهم ولرجالهم من موارد البلدية. ومثال على ذلك أنه تم منع أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي في الكثير من الأماكن من تقديم المساعدات اللازمة للمحتاجين، أي أنه تم منع حزب الشعوب الديمقراطي من تقديم الدعم المادي والغذاء للأسر الفقيرة في ظل تفشي فيروس كورونا. وألقت الشرطة القبض على بعض أعضاء «الشعوب الديمقراطي» بمدينة أغري ممن كانوا يوزعون المساعدات. والهدف من ذلك هو تدمير الرباط الموجود بين الشعب وحزب الشعوب وجعل الحزب يسقط من أعين الشعب، وترك الكرد وحيدين بلا اهتمام. ولكن تلك الآلية لم تُجن نتائجها كالسابق، وكانت سببًا في غضب أكبر لدى الكرد.”
كيف ترى عداء أردوغان للشعوب العربية، على رأسها مصر والسعودية والإمارات؟
أردوغان يرى نفسه زعيمًا وقائدًا لـ«الإخوان المسلمين». ويرون تركيا على أنها مركز ومقر لـ«الإخوان». فأردوغان و«الإخوان» لا يحترمون إدارات وشعوب مصر والسعودية والإمارات. ويريدون تغيير تلك الأنظمة، وأن يكون على رأسها قوة مشابهة لتنظيم «الإخوان». فغرض أردوغان الأساسي هو إعادة إحياء روح الإمبراطوية العثمانية. وفي عصرنا بالطبع لن تكون الإمبراطوية العثمانية عبر احتلال البلد، ولكن ستكون عبر إنشاء أنظمة مشابهة وتابعة لهم في تلك البلدان. والحكومات الحالية في مصر والسعودية والإمارات يمنعون هذا، ولو كانت لدى أردوغان القدرة، خاصة المادية، لكان سيدخل في حرب مع تلك الدول مثلما حدث في سوريا وليبيا. ولكن قوته لا تكفي لذلك. لذلك فكره نظام أردوغان لتلك البلدان ليس بالشيء الجديد، لكنها استراتيجية ولن يتخلوا عن هذا العداء. لذلك فأردوغان يمثل خطرًا، وهو مثل القنبلة الموقوتة على كل المنطقة والبلدان الأخرى، وليس على الكرد فحسب.
كيف ترى الاحتلال التركي في ليبيا وسوريا؟
كما قلت من قبل، فإن تركيا تسعى لوضع نظام وحكومة في سوريا وليبيا يكون مقربًا منها. تريد نظام «الإخوان المسلمين». وهناك أسباب اقتصادية وراء ذلك. ولو أتت أنظمة مشابهة للنظام التركي بتلك البلدان سيضمن مصدرًا اقتصاديا جديدًا. سياسة أردوغان في سوريا هي سياسة معادية للأكراد. فسياسة الموت التي يتبعها أردوغان بحق الكرد ليست مقتصرة فقط على الكرد بداخل الحدود التركية، لكنها سارية أيضًا عل كل مناطق الكرد في سوريا والعراق. هناك سببان أساسيان لأردوغان اليوم لشن حرب ضد سوريا، الأول هو الكرد فهو يريد ألا يكون للأكراد هناك أي وجود. والثاني هو أن يسيطر «الإخوان المسلمون» على سوريا. وهذان السببان مرتبطان ببعضهما البعض. عندما يحدث أحدهما بالتأكيد سيتحقق الآخر. يعني إن لم يكن هناك أكراد سيكون الإخوان أقوياء، وحين سيكون الإخوان أقوياء فلن يكون هناك أكراد. فحساباتهم على هذا النحو. وبالطبع الوضع في ليبيا أكثر شمولًا. لأن ليبيا دولة مهمة وغنية بالموارد. ولو أن الإخوان ربحوا في ليبيا، وكانوا أقوياء هناك، فهذا سيكون مصدرًا كبيرًا من أجل منظمات الإخوان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بأكمله. فنجاح أردوغان في ليبيا سيمثل ضغطًا على مصر والسعودية والدول الأخرى.
ما هو تعليقك على قانون العفو الذي صدّق عليه أردوغان في الفترة الأخيرة؟
لو أردنا الحقيقة، فإنه لم يصدر أي قانون عفو بتركيا لكنها كانت خطة لإطلاق سراح بعض الأشخاص. كانت هناك بعض المجموعات القذرة التي تعمل في الماضي باسم الدولة بالسجون. تصالحوا مع نظام أردوغان مجددًا وجعلوا فيروس كورونا المستجد حجة، وأطلقوا سراح بعض الأشخاص الذين اعتقلوا بجرائم مثل السرقة والاغتصاب وجرائم جنائية. هؤلاء كانوا 90 ألف شخص. هناك من قتل زوجته فور خروجه، ومنهم من قتل صديقه أو صديقته. لم يطلقوا سراح أشخاص سجنوا بسبب تغريدات لهم، ولكنهم أطلقوا سراح بائعي الهيروين. هذا هو الوضع في تركيا.
ما هو تعليقك على استمرار حبس الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش؟
ليس دميرطاش وحده، فهناك حوالي 8 آلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، من بينهم رؤساء بلديات وعشرات النواب، معتقلون بالسجون التركية. إنهم لا يريدون أن تتم ممارسة أي سياسة باسم الكرد كما قلت في السؤال الأول، لهذا السبب يحتجزون السيد دميرطاش وأصدقاءنا الآخرين بالسجون. فالسيد عبد الله أوجلان الذي قبل به الكرد على أنه زعيمهم معتقل بجزيرة إيمرالي منذ 21 عامًا. يعاملون الشعب الكردي معاملة الأسير. فالسلطة تخاف من الأشخاص الذين يضعهم الكرد في المقدمة، ويعتبرونهم قادة لهم ويبعدونهم عن الشعب. لكن في نظر الشعب الكردي قيمة هؤلاء الأشخاص تزداد يومًا بعد يوم.
ما تعليقك على عزل رؤساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطي المنتخبين وتعيين أمناء بدلًا منهم من قبل حكومة أردوغان؟
تم تعيين أمناء على 32 بلدية تابعة لحزب الشعوب الديمقراطي. تم عزل بعض رؤساء البلديات المنتخبين في وقت سابق. الآن بقيت 34 بلدية لحزب الشعوب الديمقراطي. وما زالوا يريدون تعيين أمناء على بعضهم. بالطبع هذا يعني عدم احترام إرادة الشعب الكردي. ولكن ليس عجيبًا على هذا النظام الذي يعد الخطط لقتل الكرد أن يعين أمناء على البلديات. تم انتخاب رؤساء للبلديات من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة تتراوح بين 60% أو 70% من الأصوات. لكن الدولة تتجاهل إرداة الشعب الكردي. هم يعينون أمناء وأوصياء على البلديات لأنه ليست لديهم مشاريع للحل السياسي. وفي الواقع، فسياسة نظام أردوغان في تعيين أمناء هي سياسة العجز والخسارة. فهم يلجأون إلى تلك السياسة القمعية لأن الكرد لم يستسلموا لهم. لقد تسببت تلك السياسة القمعية في تراكم الغضب الكبير لدى الكرد. والغضب لدى الشعب الكردي على وشك الوصول إلى ذروته، وعندما يصل إلى تلك الذروة لن يستطيع أردوغان أو غيره مواجهة ذلك.