كاجين أحمد ـ xeber24.net
لم يعد خافياً على أحد الألاعيب التي يتبعها رأس النظام التركي أردوغان، الذي يتشبه بجده الغازي سليم الأول، ليبرر سلوكه العدواني واحتلاله للأراضي السورية.
فما فعله ويفعله أردوغان في سوريا، لهو تجسيد تام لأحداث مسرحية نفذها جده الغازي سليم الأول قبل “504” سنوات، لكي يتوجه إلى احتلال الأراضي السورية الخاضعة آنذاك للسيطرة المملوكية.
أعلن السلطان العثماني سليم الأول قبل “504” سنوات خلت في عام “1516” أن رعايا الدولة المملوكية المسلمين في حلب والشام، قد استنجدوا به ليخلصهم من حكامهم المماليك، ,وانهم ضاقوا ذرعاً لما هم فيه.
ويسير أردوغان على نفس الخطى، فيخرج بين الفينة والأخرى، ويبرر للشعب التركي الذي يرفض قتل أبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويقول أن اهل إدلب استنجدوا بنا لنخلصهم من الطاغية الذي يقتلهم، بل حتى أنه تجاوز تمثيلية جده، وتشبه بالرسول قائلاً: “والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لما تركته”
دخل سليم الأول إلى الأراضي السورية، عبر حلب في “24” آب “1516”، بعد أن هزم المماليك في معركة “مرج دابق” شمال حلب، ثم توجه إلى حلب بعد مقتل سلطان المماليك “قانصوى الغوري” نتيجة خيانة قائده “خاير بك”، بعدها دخل دمشق عنوة بعد استبسال أهلها في الدفاع عنها.
وهذا ما حدث في “24” آب “2016”، عندما أطلق أردوغان حملة عسكرية تدعى “درع الفرات”، ليحتل مدينة جرابلس وبلدة الراعي ثم بلدة دابق، بالاستعانة مع حفنة من الرجال الذين خانوا آمال الشعب السوري، وأطلقوا على أنفسهم قوات “درع الفرات”.
لايغيب عن بال أي أحد، كيف أن أردوغان اختلق الذريعة والحجة، ليدخل الأراضي السورية، حيث أنه أمدّ التنظيم الإرهابي “داعش” بكل الإمكانيات اللوجستية والعسكرية وحتى الأموال، ليسيطروا على أراضي واسعة في سوريا ، لأنه كان يعتبر أي توسع لداعش هو توسع لتركيا على الأراضي السورية.
وإثباتاً لما نذهب إليه، هو تحمس أردوغان ومراهنته على سقوط مدينة كوباني بيد داعش في “2015”، ومن منا ينسى تلك الأيام، التي كان يخرج فيه أردوغان على وسائل الإعلام، ويقول اليوم ستسقط كوباني، هناك عدة أدلة لا مجال لحصرها هنا، تثبت العلاقة الوطيدة بين أردوغان و داعش، لكن ما نريد قوله هنا هو أن أردوغان، ممثل بارع، يجسد شخصية جده سليم الأول بكل تفاصيله.
خاض سليم الأول حرباً ضد الشاه الصفوي في معركة “جالديران” عام “1514”، هذه المعركة التي رسمت الحدود بين الصفويين والعثمانيين، وكانت أول تقسيم لكردستان، بحجة تأمين حدوده الجنوبية الشرقية، وذلك بعد أن حرض بعض القبائل التركمان هناك للتحرش بالصفويين.
ساهم أردوغان منذ أكثر من”6″ بنقل ونشر عناصر التنظيم الإرهابي “داعش” على الأراضي السورية، بعد أن أمدّ التنظيم بالعتاد والأسلحة والأموال، ثم تذرع بحماية حدوده الجنوبية وأطلق ما يعرف بعملية “درع الفرات”، احتل من خلالها مناطق في شمال سورية.
بعدها استغل أردوغان، الإسلام ليسكت معارضيه في الداخل التركي، وأظهر دموع التماسيح على الشعب السوري، المسلمون يقتلون في الجوار وأنتم تريدون مني أن لا أتدخل، تماماً كما زعم جده سليم الأول، وأطلق العمليات العسكرية المتتالية في الأراضي السورية، وأقسم أنه سيصلي في الجامع الأموي، كما فعل جده سليم.
قتل وشرد الآلاف من السورين، وما يزال يفعل، بحجة حماية حدوده الجنوبية تارةً، وتارةً أخرى بحجة حماية المسلمين والأمة الإسلامية، وشرع موالوه من الخونة السوريين، بخلع لقب السلطان وخليفة الإسلام عليه، تماماً كما حدث مع سليم الأول الذي ادعى أن الخليفة العباسي محمد “المتوكل” قد تنازل له عن الخلافة.
صدّق أردوغان الكذبة التي أطلقها مع مواليه، بأنه مسؤول عن الرعية الإسلامية، ويجيز لنفسه بالتفاوض نيابةً عنهم، كما فعلها من قبله جده عبد المجيد الأول، عندما فاوض القيصر الروسي على حماية المسلمين في شبه جزيرة القرم.
هل سيتعلم السوريون من دروس التاريخ، ويأخذون من هذه الأحداث عبر لهم، أم أنهم نسوا ما حصل لهم من مجازر ومذابح على يد أجداد أردوغان، هل نسيت ساحات المرجة الحبال المدلاة وهي تتأرجح برؤوس مناضليها، أم نسيت حارات الشام والمدن السورية، أولادهم الذين سيقوا في سفربلك ولم يعودوا…أم …أم…أم؟