الحدث – بغداد – هادي جالو مرعي
مايتحدث به الإعلام، ومايؤديه الممثلون من أدوار تمثيلية، ومايقوله الناقمون والساخطون عن الواقع العراقي يعرفه الجميع، ويعرفه أكثر من ساهم في إحالة هذا الواقع الى هزيمة وإنكسار داخلي، وشعور باليأس والبؤس واللاجدوى والضياع والتيه الذي نعيشه كمواطنين، وكدولة سليلة حضارات تعددت وإنتهت، وتحولت الى ذكريات تحكيها أطلال دارسة عفا عليه الزمن، وغبار المحن، وإشتاق إليها الحالمون، والذين ودعوا وطنهم الى لحود موحشة بلاكفن، وتركوا خلفهم لاعقي الأحذية من سراق المناصب، وراكبي موجات الفتن والمولعين بالضغائن والإحن.
ليس غريبا أن يحاكم جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وليس غريبا أن يمنع أحمد ملا طلال من تقديم برامجه التلفزيونية، وليس غريبا أن يلاحق فنان مثل إياد راضي، مادام ليس غريبا أن ينكل بالصحفيين والإعلاميين والفنانين الذين قتل منهم العشرات، وغيب كثر، بل وقتل فنانون ورياضيون وودعوا حياتهم دون أن يعرفوا سببا حقيقيا لنهاية لايستحقونها، فهم ليسوا مجرمين، وربما إستحقوها كنهاية مشرفة لأنهم ظلموا، وتركوا نهبا للتهديدات، والوعيد، والإبتزاز، والمنع من القيام بأدوارهم كمبدعين طبيعيين، وليسوا أعداءا لمن هم في السلطة.
الديمقراطية ياسادة أم الكذائب في بلاد العجائب والغرائب، فهي عصا سحرية لتوصل الكبار والمتنفذين الى السلطة ليتربعوا عليها، ثم يحكموا المشهد، وبإسمها يلاحقون الذين ينفجرون غضبا من سوء الأوضاع وتدني الخدمات وغياب الفرص، ولهذا فليس غريبا مايحدث لأننا نتوهم الديمقراطية، بينما الحقيقة إن الإستبداد أبو المصائب، وهو الذي يوجه الأمور، ويقرر المسار الذي تسلكه الدولة الموعودة بالخراب والإفتتان والتشظي في ساحات الخصوم الذين يعرفون كل شيء عن المكاسب، ويجهلون كيف يمكن أن تحكم الأوطان، فيحولونها الى غنائم لهم، ولمن معهم من التابعين.
أيها الفنانون والصحفيون، وأنتم أيها المبدعون طالبوا بحقكم في دخول قائمة المغضوب عليهم ولاالضالين.