أظنُّ دمعي خشبًا
أظنُّ دمعي خشبًا
أحمد رافع
I
أحنُّ الى الضفادعِ
وهي تموتُ عاريةً عن ثوبِ المُستنقعِ
ليتها تلتصقُ على رقبة الموجِ
لعلَّ السنديان
لا ينفض أتربة الحدائق بوجهِ البومةِ
هل تأتي ؟
أصابعي دُخان
لا تأتِ
الحطبُ يُصاحبُ الحقيبةَ
ليتك عرفت
الصحراء تغفو على رغاء الجمل
لا تشرب الينابيع دفعة واحدة
أو تثقب النهر بلحظةِ سكيرٍ شابت طرائقه
خوفا
أن لا تطيرَ السمكة في الهواء
هل رأيت اجنحتها ؟
المقص يرقص قبالتها
أوه سكرة الموت منفوخة بالهواء
لماذا لا تتنفس ؟
II
وحيــداً ،
لكننا إثنان في الغابة
وحده الحطاب يحمل ظهري ويركض . .
أظنُّ دمعي خشبًا
يكسره فأس المسافات
ليت جلد الدب لا يعرف أغاني الشتاء
شرياني يطوي الجليـــد !
نكثتِ ثوبًا آخرًا ، وضاعت أزرار الحكاية
علامَ يختلج الصدر
والمسافة تطول مرتطمة بالتفافها حول الغصون
فلتذرّي القميص في دواهي الليل
لا أحب تغليف الزهرة بالشوك
أحب أن تطفو الأثداء
آه يا كحل الشجر
لم أعرف البومة تستكين في وجهي !
كم طريقا أختزل لأصل إلى البئر ؟
ما عادت الرئة تحتمل المناجم
نادوا الدلو
تركت في حوافهِ شفاه المحطة !
III
دقت ساعة الاحتطاب
أظنُّ دمعي خشبا ، لا لا لا
لِمَ لا تجيء متورداً بخدِ القرى
ليت الأخطبوط يستبدل استعبار الحقيبة
بتراب التأهّب
كم يدًا أحتاج لأقلِّب المنافي وطن
وأنا أخرج بسيفٍ مكسورٍ
وغراب يستريح على لحمي المنثور
هذا العش لم يعد مطمئناً
القردة تغتال زقزقة المارة
ليـــــت التجافي أغنيــــة بوجهِ سنبلةٍ
أو لسانِ فلاحٍ
يجلد ظهر الزوغان حين تغطي الأنهر
القوارب بأفئدة جليدية !
أو خيطا يتلو خيطا
كي تغفو في مغزل الشتاء فتاة
IV
لأعرف الحدود
ناديت شباك الصياد الحزين
ولم يصطد المأوى
ليت سنارة أخرى تتشبث بالخياشيم
هو عمري ينزلق من القشور
ويحشر في عمائم الصخور
لا تغصب وردة بالبارود . . . لا تدفن صرخة في جدار
هات البندقية
لأعيد الرصاص الى ناب الأسد
لم يعِ الضفدع بموته في اصطخاب الموج
والقردة تدهس لسان ميت
آه يا صوت القصب
يثقبك الرصاص من أمكنةٍ أخرى
لتعرج في نايك !
V
“وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ”
أظنُّ دمعي خشبا فليفتعل الحسيس
تغنج يا خريف
وأسمع يا شجر
وأندب يا قهر
لن يدخل الرخام في خرم الإبرة
ولن يصحوَ النهر من سكرتهِ
هي الرياح تدفن وجه السنادين بالصرير
وتجتث من النافذة فتاة
لم أخبركِ أن تكوني ورقة
فالقصائد لها أجنحة تشق جلد الغيم
كي تؤنس النهر بدمِ التحليق !
هل عرفتِ كم يدًا لي ؟
مات الأخطبوط
وللآن لم تدُر حولي المياسم
لا تنظري للأعلى بصحبة القيظ
كي لا تسكن في تجاعيدك الخيـــوط
جدائلكِ تجرجر القبيـلة
احترسي
الموت هنا ســاخن
__________________
– جزء من قصيدة ( أظنُّ دمعي خشبا ) ، بعض المقاطع أعلاه لم تنشر بصورة كاملة.
– الآية 40 من سورة الاعراف من كتاب القرآن الكريم