الحدث – القاهرة
شار آدم أوزون إلى أن الدولة التركية تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي أمام أنظار العالم وحذر بأنه إذا تقدمت الدولة التركية في مواجهة الكريلا ستبدأ مرحلة جديدة من الحرب في كامل كردستان والشرق الأوسط.
يواصل الجيش التركي المحتل الذي هُزِم أمام الكريلا في الهجمات الاحتلالية التي يشنها على باشور كردستان استخدام الأسلحة الكيماوية، ضارباً بعرض الحائط جميع المواثيق والعهود والقرارات الدولية التي تُحرّم استخدام مثل هذه الأسلحة في المواجهات والحروب.
المحتل التركي ينتهج مفهوم الإبادة
في ذات السياق تحدث عضو المؤتمر القومي الكردستاني آدم أوزون لوكالة هاوار بالقول: إن مفهوم الإبادة التي تنتهجها الدولة التركية المحتلة تفشل أمام مقاومة الكريلا، الدولة التركية وأمام أنظار العالم تستخدم أساليب قذرة للحرب والأسلحة الكيماوية المحرمة ضد الكريلا.
وأوضح أوزون: دولة الاحتلال التركية تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي كأسلوب حرب قذر وغير شرعي كما تحاول إخلاء العديد من مناطق باشور من أهلها، حزب العمال الكردستاني القوة الوحيدة التي تقف ضد سياسية الإمّحاء (الإبادة) التي يسيّرها الجيش التركي المحتل، يستخدم الجيش التركي الأسلحة الكيماوية في الهجمات الاحتلالية من أجل كسر المقاومة العظيمة للكريلا وترهيب الشعب.
وأشار أوزون: في حال تقدّم الجيش التركي في الهجمات الاحتلالية؛ فإنه سيسعى إلى توسيع نطاق الحرب في باشور كردستان والتقدم نحو الموصل وكركوك وشنكال، تستخدم الدولة التركية في هجومها على باشور كل التقنيات الحديثة، وأمام هذه التقنيات تنفذ الكريلا باستخدام تكتيك العصر الجديد مقاومة عظيمة ضد المحتلين، بدأت الدولة التركية باستخدام الأسلحة الكيماوية بحق أبناء الشعب الكردي في جبهات القتال، وتحاول بهذا الهجوم مواصلة سياستها في الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي.
المصالح الدولية فوق كل قانون
وأضاف أوزون فقال: إن الدولة التركية تسعى للسيطرة على إرادة الشعب الكردي بالهجوم بالغازات الكيماوية تخوض الكريلا مقاومة عظيمة، وعلى الرغم من كل المناشدات ودلائل العديد من المنظمات الدولية على استخدام الجيش التركي للأسلحة الكيماوية ضد الكريلا، إلا أنه يتم عرقلة منظمات حقوق الإنسان من قبل دولها، وهذا يظهر علاقة المصالح للدول ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.
وبيّن أوزون: قيادات منظومة المجتمع الكردستاني وحزب العمال الكردستاني قد دعت العديد من المنظمات، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية واليونيسف، إلى التحقيق في استخدام الغازات الكيماوية في الهجمات الاحتلالية، وأرسلت منظومة المجتمع الكردستاني رسالة وقامت بالدعوة ولم تقدم هذه الأجهزة أي استجابة إلى الآن، لقد أرسلت رسائل إلى بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من أجل التحقيق، وأوضحت كل من بريطانيا وألمانيا أنهما تلقتا الرسالة وتتابعان العملية عن كثب، الدولة التركية ترتكب جريمة؛ لأنها تهاجم أراضي دولة أخرى والدول التي تدعمها هي أيضاً شريكة في هذه الجريمة، تتجاهل المعاهدات الدولية بطريقة بعيدة عن المبادئ القانونية والعالمية، هذه الدول تجعل المجتمعات والشعوب ضحية لسياستها البراغماتية، ونرى أن الشعوب التي تعيش في هذه الدول تقف ضد الهجمات الاحتلالية في كل فرصة.
وأكد أوزون: المدنيون الذين يعيشون في القرى المحيطة أيضاً يتضررون بهذه الهجمات الكيماوية، مؤخراً تم الإعلان في وسائل الإعلام عن أن الغازات الكيماوية أضرت بالقرويين أيضاً، يجب أن تتوجه الهيئات المدنية إلى الإقليم للتحقيق في هذا الموضوع، مؤخراً أرادت الهيئات ومن بينها هيئاتٍ أوروبيةً التوجه إلى باشور لكنهم منعوا من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، حكومة العراق لا تزال تلتزم الصمت أمام الهجمات الاحتلالية حتى الآن، كما أنها لا تزال تستمر باتفاقات عسكرية مختلفة مع الدولة التركية، حكومة العراق وحكومة باشور (الإقليم) شريكتان في جرائم الحرب التي تركبها الدولة التركية”.
الصمت الدولي محل شك وريبة
ونوّه أوزون وقال: استخدم صدام حسين الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي أيضاً، وذلك بين عامي 1986 و1990 استشهد خلالها الآلاف من أبناء شعبنا في الهجمات الكيماوية، واليوم يستخدم أردوغان والدولة التركية الأساليب ذاتها، القوى الدولية بقيت صامتة في ذلك الوقت، والآن أيضاً لم تتدخل من أجل مصالحها في تلك المرحلة؟ لقد ربطت آمالها آنذاك بصدام حسين، لكن عندما انتهت مصالحها قامت مباشرةً بشن عملية ضده.
وأردف أوزون: الدولة التركية هي التي تستخدم هذه الأسلحة ضد الشعب الكردي، وصمت هذه الدول يعني في الوقت ذاته التساؤل حول شرعيتها، يجب أن يثور الشعب الكردي ضد هذا الصمت في كل مكان ويطالب بمعاقبة الدولة التركية لاستخدامها الأسلحة الكيماوية، هجمات الدولة التركية المحتلة ليست فقط ضد الكريلا؛ بل ضد الشعب الكردي بأكمله.
واختتم آدم أوزون قائلاً: تريد تصفية الشعب الكردي بهذه الهجمات يجب أن نقطع الطريق أمامها، تريد الدولة التركية أيضًا فتح الطريق أمام زعزعة جديدة للاستقرار في الشرق الأوسط، وإذا تقدمت أمام الكريلا، فإنها ستبدأ بمرحلة جديدة من الحرب في كامل كردستان والشرق الأوسط، يجب أن يحتضن شعبنا مقاومة الكريلا المتواصلة ونشر هذه المقاومة من جبهات القتال إلى كل مكان، كما يجب أن نكشف الأشخاص المتورطين في هذه الهجمات بذات الوقت لا يمكن لأحد أن يغض الطرف عن هذه الهجمات.
يُذكر بأن الدولة التركية المحتلة استهدفت في 13 من تشرين الأول المدنيين في سري كانيه بغاز الفوسفور المحظور، وأسفر الهجوم عن إصابة العشرات بينهم أطفال، وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها ستحقق في معلومات موقع الحدث، لكن السفير التركي في لاهاي قدّم في 17 من تشرين الأول 30 ألف يورو لهذه المنظمة لغض الطرف عن كل ما جرى.