أَطَلَّ الشفق كحَاجبٍ

عزوز العيساوي:

يحضن جفونَ ليلة هاربة من سلة العمر ..

هاهنا نقرأ تجاعيد المساء في أحذاق الاغتراب.

تتزاحم الآهات

من طوفان يوم أدركته عواصف الخريف.

وُقُوفًا على أعتاب زمن

يشق خرائط تاريخ مريب.

يسرقنا الحرفُ بكوابيس زمنٍ كئيب..

نغرق في لُجَّة صمت

وبحار من ظلام.

نغفُو من تعبٍ على ركبة العمر قليلا …

يدركنَا حُلُمٍ في زحمَةِ شوارع غير عابئة

بما يرَوِّض أهذاب عيوننا المُرهَقَة

على رقصات سؤال في حضن أمواج الضياع..

وعلى الأرصفة أسراب طيور تهمِسُ

صَنَّاجِيَةً فتحرك سواكن الجسد المشدودِ

إلى اوتادِ الخلاص ..

نتمرد على دقات طبول منكرَة.

فلا نبالي بشلال لهيب يحرق منا آخر

قُلامة من أظافرنا المُجَهَدة.

نخرج من صرختنا الأولى لننبَعِثَ

من قُمْقُمِ زمن وَلَّى،

نشرب كأس البعث الأخيرة ،

نتفض من جنوننا فننزع من

قُمْصَانَ التراب المُتَحَلَّلَة ..

وكآخر درويش نمزق أوراق الشك

في محراب الحقيقة.

ثم نبتلِعَ تفاحَتنا التي قضَمْنا ذات ليلٍ