الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

احمد النجار صحفي وباحث وأديب تجاوز مرحلة ألانا الي مرحلة الإيثار

الحدث – القاهرةً

ايمانا من وكالة انباء الحدث بالمواهب الشابة نحاول ان نلقي الضوء علي احد هذه المواهب المصرية الموجودة بكثرة كملح الأرض وضيفنا اليوم هو صحفي وأديب وباحث أكاديمي شاب موهوب تجاوز مرحلة ألانا ليبحث لنفسه عن عمل وانتقل الي مرحلة الإيثار ليبحث لغيره من الشباب عن عمل.

والي نص الحوار

فى البداية نريد أن نعرف من هو أحمد عبدالعزيز النجار؟

أنا ابن محافظة الشرقية وتحديدًا قرية الشوادفى والنجار التى افتخر بالإنتساب إليها فلقريتي دور فى تشكيل شخصيتى ووجداني فبها أبى مصدر قوتى وإلهامي وأمي حنان الله فى الأرض ودائمًا ما اشتاق للسير وسط حقول قريتي الخضراء لأستلهم منها أفكاري واستمتع باستنشاق هوائها النقي والجلوس فى حضرت أهلها الأوفياء بقلوبهم البيضاء النقية فاستشعر دفء مشاعرهم، وارتشف من كؤوس كرمهم.
عملت بعد تخرجي من كلية الآداب فى مجالي الصحافة والتأليف وهما الأقرب إلي قلبي، أحيانًا تأخذنى الأبحاث والدراسة الأكاديمية بعيدًا ولكن سرعان ما أعود لأمارس هوايتى المفضلة ألا وهي الكتابة الأدبية.

من الذى أسهم فى تكوينك ونشأتك الأدبية؟

تمر السنوات ويبقى الطفل بداخلى كما هو؛ أغضب لأهون الأسباب وسرعان ما أهدأ بأقل ابتسامة كالأطفال فأنا أتعاطف مع النمر فى قصة الكسلان والفصول الأربعة للمبدع السيد إبراهيم وأحيانًا تجدني أطير مع سناء لإكتشاف الفضاء فى قصة أبيّ علوش كما أنني أشارك الكواكب والشمس فى البحث عن بلوتو فى قصة ميرفت البلتاجى وفجأة ينتابنى الفضول لمعرفة لماذا أورانوس حزين فى قصة ليلى عوده وحينما أبحث عن الابتسامة والمرح أجدهما عند المبدعة المتألقة هجرة الصاوي، وأحيانًا يأخذنى الحنين لكتابات العمالقة كامل الكيلاني ويعقوب الشاروني فأجدني كملك متوج فى عالم الأساطير.

وما هي أبرز أعمالك الأدبية؟

صدر لى العديد من قصص الأطفال منها خروف العيد والعصفور الكسلان وصاحب القصر وقصة علم وأجمل الأوطان عن دار زهور المعرفة، وقصتى الأسد مرجان ومملكة الأحلام، وسلطان ورحلة العجائب عن دار إبداع للنشر.

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

انتهيت من عمل أدبي للأطفال بعنوان “تل البستان”، يتبقى فقط مراجعته وتحريره، كما أن لدي مشروع أدبي حاصل على منحة وزارة الثقافة فى مجال أدب الطفل لهذا العام أتوقع أن ينتهي بنهاية الشهر القادم.

وماذا عن الكتابات العلمية والأبحاث؟

بعد ثورة يناير انتابني حزن شديد بسبب الأزمة الاقتصادية التى تعرضت لها مصر والناتجة عن الصراعات السياسية التي دفع شباب وطني ثمنها، فكنت أبحث عن أى بارقة أمل لبث روح الأمل والتفاؤل فى قلوبهم من جديد وقد وجدت ضالتي في مشروع حفر قناة السويس الجديدة فقمت بإعداد كتاب عن القناة الجديدة وتم نشره عن طريق دار زهور المعرفة واكتملت سعادتى حينما علمت أن كتابى هذا من ضمن الكتب المعتمدة فى مكتبات مدارس وزارة التربية والتعليم كما أنه متاح الأن للباحثين فى مكتبة جامعة القاهرة المركزية ومكتبة جامعة الملك فهد بالمملكة العربية السعودية، كما أن لدى كتابات أخرى عن السكان والقوى العاملة بدول الخليج العربية.
وبخصوص الأبحاث العلمية فقد كتبت أبحاث فى مجالات عدة تجمعهم الجغرافيا فكتبت عن السكان والقوى العاملة تحت مسمى جغرافيا السكان ورأيت أن السكان فى حاجة إلى تنمية فقمت بإعداد بحث عن تقييم التجربة التنموية فى ماليزيا لتكون نموذج للدول العربية ولكنى أدركت أن مشاريع وخطط التنمية قد تتوقف بسبب المشكلات السياسية لذا أعدت مجموعة من الأبحاث عن مشكلات الحدود السياسية وخاصة بين الدول العربية.

أين موقعك الأن من الصحافة ؟

يتم نشر مقالاتي في بعض الجرائد الكبرى منها جريدة الرؤية الإماراتية كما أننى أكتب فى مجلة ايجيبشن جيوغرافيك.

ما الأسباب التى دفعتك للانقطاع عن الصحافة فى الفترة الماضية؟

أرفض أن أتقمص دور ساعي البريد أذهب للمسؤول أو من ينوب عنه وأحصل على الأخبار فأنقلها لجريدتى دون عناء وهذه كانت مشكلة تؤرقني، كما يقتلنى الروتين ويزعجني تطفل البعض ورغبتهم دون حياء فى تطويع قلمي ليناسب ميولهم فأُبادر بالانسحاب كما أننى رفضت فى الأونة الأخيرة عروض للكتابة لمواقع إعلامية ومراكز أبحاث تدار من دول تعادي مصر لأننى أعلم أن هدفها خبيث، لا أُخفي عليك أن نقص المال كان له دور فى ذلك أحيانًا.

ما بين العمل الصحفي والأبحاث وكتابة القصص إلى أيهم يميل قلبك؟

سؤال صعب أحيانًا أتساءل أين أنا؟ هل أنا باحث أم مؤلف أم صحفي؟ ولكن سرعان ما يأتينى الجواب “فأنا أشبه النحلة التى تأخذ الرحيق من كل زهرة ثم تخرجه فى النهاية في صورة عسل ” فالعمل الصحفي والأبحاث وكتابة القصص جميعهم ينتمون لفئة الكتابة”، والكتابة هنا أوهناك تفيدُ المبدعَ، فأنا استعير المعلومات والمشكلات من الأبحاث لأصيغها فى هيئة مقال، بنكهة أدبية، فمثلًا تستهوينى قضايا الشباب فقرأت وشاركت في أبحاث علمية عن قضايا تلك الفئة وفجأة وجدتنى أحاور شباب المبدعين والمبتكرين وكل شاب متميز فى مجاله وأنقل فكرته وتجربته على صفحات الجرائد للقراء وأيضًا مشاكلهم فأنا لدى إيمان وقناعة أن الشباب هم ثروة مصر التى يجب الإهتمام ومن هنا خطرت على بالي فكرة مشروع لتأهيل الشباب ومساعدتهم فى الحصول على فرصة عمل فقمت بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنفيذ هذ المشروع بمفردي وقد بلغ عدد المستفيدين منه اليوم أكثر من ربع مليون شاب وأعدادهم فى تزايد مستمر.

أخبرنا عن هذا المشروع بشكل أكثر تفصيلًا.؟

أنشأت مجموعة للوظائف الخالية على موقع الفيس بوك بلغ عدد أعضائها الأن أكثر من ربع مليون شاب جميعهم من الباحثين عن عمل. وقمت بتجميع الوظائف من الجرائد المختلفة والمواقع الاليكترونية للشركات والمؤسسات الحكومية وعرضها للشباب على مجموعتى ثم بعد ذلك قمت بتنفيذ مشروع أطلقت عليه اسم إعادة التأهيل للشباب.

هل شباب مصر يحتاج الي تآهيل لسوق العمل؟

للأسف الكثير من الشباب غير مؤهل لاحتياجات سوق العمل فطرحت علي الشباب فكرة إعادة التأهيل وتغيير مجال العمل فمثلًا من يعمل فى مجال التايبست اقترح عليه التدرب على برامج التصميم الجرافيكي كالفوتوشوب والانديزين وهكذا وقمت بالبحث عن مراكز التدريب وخاصة التى تقدم خدماتها بشكل مجاني أو بمقابل بسيط ثم عرضت بيانات تلك المراكز على الشباب وكل شاب لديه الحرية فى اختيار المراكز التى تناسبه والتخصص الجديد الذى يريده وفى النهاية سيكون هناك شباب مؤهل لسوق العمل مما يعمل على خفض معدلات البطالة وتحسين الظروف المعيشية للشباب.

رائع ولكن هل فرص العمل التى توفرها داخل مصر فقط؟

فى البداية كنت أقوم بتوفير فرص العمل داخل مصر ونظرًا لحاجة بعض الشباب للعمل بالخارج قمت بالبحث عن الشركات المرخصة وذات السمعة الطيبة وعرض احتياجاتهم من التخصصات المختلفة على الشباب فى مجموعتى لم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهبت لزيارة بعض الشركات على أرض الواقع للتعامل معها عن قرب والتأكد من مصداقيتها ثم أتلقى احتياجاتهم من التخصصات المختلفة وأعرضها على الشباب كما أننى أخصص وقت بشكل يومي للرد على استفسارات الشباب ومساعدتهم.

وأخيرًا ما الرسالة التى تود تقديمها فى نهاية هذا الحوار؟

اسمح لى أن اقدم رسائل قصيرة من خلال تجاربى وخبراتي.
– رسالة إلى كل مؤلفي كتب الأطفال وأنا منهم الطفل أمانة فى يدك فهو كالأرض الخصبة فأغرس في عقله كل ما هو مفيد حتى يصبح مواطن صالح يخدم وطنه ودينه.

– رساله إلى كل صحفى، لا تتقمص شخصية ساعى البريد فتنقل الأخبار كما هي ولكن كن مبدعا ومن جهةً اخري لاتستخدم قلمك فى نشر الفتن والشائعات أو الإضرار بأمن وطنك وأعلم أنك ستسأل أمام الله عن كل حرف تكتبه.

to top