الحدث – القاهرة
منذ أن تخلى القيادات السلطوية التركية وبمعية وبنفوذ الجون ترك كإمتداد للقوى المركزية في النظام العالمي عن التحالف التاريخي وفي الإطار الإسلامي الذي سمح للأتراك بالتواجد في الأناضول منذ معركة ملازكرد 1071 م التي خاضها الكرد والترك معا، وخصوصاً بعد إتفاقية لوزان1923 وتشكيل دستور وبرلمان غير البرلمان والدستور الأول والاتفاقية التي تم توقيعها في أرزروم وسيواس بين مصطفى كمال والعشائر الكردية التي تجاوزت ال٣٢ بيكا كردياً عام 1919 والتي الذي خاض من خلالها الكرد والترك حرب الاستقلال (1919_ 1921م ) والتي كانت تنص أن الدولة التي ستنشأ ستكون دولة للشعبين الكرد والترك وحتى البرلمان والدستور كان يذكر فيه الشعب أي الشعبين ولم يكن فيه كلمة التركي أو الكردي، لكن بعد ذهاب القيادات التركية وتحت النفوذ اليهودي إلى تشكيل الأمة النمطية الدولتية القومية المتجانسة، تم إنكار نضال والتحالف التاريخي وبل تم إنكار وجود الشعب الكردي والقول أن كل من يعيش على الأراضي ماتسمى تركيا المستحدثة هو تركي وتم تمكين ذلك عبر دستور ممرر من برلمان جديد معين غير البرلمان الأول الذي كان يعبر عن شعوب الأناضول وميزوبوتاميا وتحالفهم. وتم التخلي عن ولايتي الموصل وكركوك للبريطانيين في إتفاقية الموصل 1926 وعن عفرين وكوباني والجزيرة عام 1921 بإتفاقية أنقرة لفرنسا مقابل أن تعترف بريطانيا وفرنسا بالدولة المستحدثة ووفق الأمة الدولتية القوموية التركية والتخلي عن نفط العراق لبريطانيا وعن ضم لواء إسكندرون لتركيا المستحدثة.
ومنذ 1925 ومع ثورة الشيخ سعيد وحتى عام 1940 قاوم الشعب الكردي الممارسات الأحادية للدولة التركية وعمليات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي للشعب الكردي ولجغرافية كردستان (أراضي تواجد الكرد) التي مارستها و الموجبة لإنشاء الأمة القوموية الدولتية.
ولاشك لكون القسم الأكبر أي أكثر من نصف كردستان وشعبها تم تقسيمه على تركيا المستحدثة، ولذلك كانت ثقل القضية الكردية الأساسي في تركيا وكانت القوى العالمية ومواقفها من القضية الكردية تتحدد من رؤيتهم لحقوق الشعب الكردي في تركيا ورؤيتهم لمصالحهم وعلاقاتهم مع الدولة التركية. مع أهمية حل القضية الكردية في الأجزاء الأخرى وحتى قيامهم بلعب دور مساعد في حلها في تركيا.
ولرغبة القوى المركزية في النظام الهيمنة العالمية حينها بعد الحرب العالمية الأولي والثانية في إستخدام الجغرافية التركية ولحاجتهم لدولة نمطية قوموية دولتية أداتية، تم التحكم الفعلي بكل مفاصل الدولة المنشأة، وتم دفع ودعم السلطات التركية القوموية العملية في إرتكاب الإبادات بحق شعوبها حتى تتعمق الإنقسامات و تختلق حالة العداء بين الشعوب وتتواجد بؤر للتوتر قابلة للإشتعال وتكون هناك حالة عداء بين الدولة والسلطات من جهة و بين الشعوب والمجتمعات من جهة أخرى، وعبر هذه الذهنيات والممارسات السلطوية تم تصفية أغلب الأصوات التي كانت تنادي بالأخوة والعيش المشترك والتكامل الثقافي وتم إعتبار مصطنعات ومستلزمات الهيمنة العالمية من شعب واحد، شعار واحد، علم واحد، قومية واحدة، دين واحد، لغة واحدة، و….. مقدسات يجب بذل الغالي والنفيس من أجلها وبل بذل الروح من أجلها، وذلك في خلافاَ مع كل قيم المنطقة المجتمعية والأخلاقية وحتى مع كلام الله سبحانه وتعالى ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ ) والذي يؤكد على التنوع والتعدد في الحياة و أهمية الحفاظ عليه.
وتمسكاً بأرض الأباء والأجداد منذ أيام سيدنا نوح ومنذ 12 ألف سنة قبل الميلاد على الأقل و تمسكاً بالوجود والهوية الكردية ورفضاً للتصفية والإنهاء و التغيير الديموغرافي و للذل والعبودية والخضوع للغير وتماشياً مع قول الله سبحانه وتعالى(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير* الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّه ُوَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ)، يخوض الشعب الكردي منذ حوالي مئة عام المعركة ضد الدولة التركية التي أقيمت على إبادة شعوب ميزوبوتاميا والأناضو
ومنذ 1925 وحتى 1940 خاض الشعب الكردي كما الشعوب العربية وتحت قيادة الشيوخ والعشائر وأحيانا تحت قيادة السياسين والمثقفين الثوريين وأحيانا الضباط السابقين ثورات التحرر الوطني وكادت الكثير منها أن تصل لتحرير باكور كرستان (جنوب شرق تركيا)، لكن تواطؤ القوى العالمية مع الدولة التركية الأداتية وتلاقي مصالحهم الإستعمارية كانوا يدفعون بالتضحية بالثورات الكردية وبل تهجير الملايين وكذلك قتل الملايين من الكرد وحتى دفنهم أحياء في المغارات كما حصل في ثورة السيد رضا في ديرسم 1938 ونصف القرى والمدنيين الكرد بالطائرات والمدافع، حتى أن أحد الطيارين الاتراك المشارك في تلك العمليات ومنها وادي وادي زيلان والذي راح ضحيتها عشرات الآلاف، يقول وردنا الأمر بأننا يجب أن نقصف كل شي متحرك في المناطق الكردية حتى لوكان الشجر أو الحيوانات
وفي ثورة آكري بقيادة الجنرال الكردي إحسان نوري باشا وبعد تواطؤ إيران وتركيا وروسيا وبريطانيا تمكنت الدولة التركية من الثورة في عام 1930 وحتى أنها دفنت علم الثورة في قبر وكتبت عليها هنا تم دفن حلم الكرد كردستان في إشارة رمزية إلى قضائهم على الثورات الكردية وإلحاق الشعب الكردي بقوميتهم التركية والعمل على رفض اللغة والثقافة والتقاليد الكردية ومنع كل مايمت للكردياتي
ومنذ 1940 وحتى 1970 ساد ظلم مدقع وسكون مظلم وحالات إسكان للترك والتركمان في المناطق الكردية وتهجير الكرد من غرب الفرات من أكثر من 10 مدن كبيرة منها العزيز وملاطية وسيواس وأديامان وكركم(مراش) وديلوك(عنتاب) و غيرهم من المدن
ممنذ أعوام السبعينات ودراسة الطلبة ومن الفئات الشعب الكردي المختلفة والمتواضعة وكذلك شعو
ب الأناضول والبحر الأسود المختلفة ظهر وعي وإدراك وإحساس بالظلم الواقع على شعوب التي تم وضعها في الدولة التركية المنشاة كأدة لخدمة الهيمنة العالمية.
ومن بين مجموعات الطلبة ظهرت المجموعة الأبوجية نسبة لقائدها أو مشكلها القائد عبالله أوجلان. مارست هذه المجموعة النشاط الفكري والدعائي والتوعوي إلى أن وصلوا لإنشاء حزب سياسي عام 1978 في قرية فيس بمدينة آمد (ديابكر) بعد مرورهم بفترة الطلبة والمجموعة الأبوجية وتيقنهم وإلتفاهم حول كلمتين أن كردستان مستعمرة التي قالها القائد عبدالله أوجلان في عام 1973م.
كانت رؤية القائد عن إحتمال الإنقلاب العسكري الذي حدث في عام 1980 صحيحة ولذلك كان سابق الإنقلاب بخطوات وكان قد إختار اللجوء إلى الشعب العربي وإلى سوريا في عام ١٩٧٩ وثم لبنان والعلاقة مع الحركات الفلسطينية التي كانت وقتها مركز تجمع الثوار في العالم، ويذكر الكثير من قيادات حزب العمال الكردستاني إن للشعب الفلسطيني وللعربي بشكل عام فضل على إنطلاق الثورة الكردية المسلحة في تركيا وذلك عبر قفزة 15 آب عام 1984 والتي كانت بمثابة الرجوع من الموت للشعب الكردي والعمل والنضال مجدداً بعد أن كاد أن يفنى وينتهي مجتمعيته ولغته وتقاليده وكرديته بسبب الإجراءات والممارسات التركية وخصوصاً بين فشل الكثير من الثورات وقوانيين التطهير العرقي التي صدرت من الدولة التركية مثل إصلاح الشرق وإسكان الشرق وغيرهم.
منذ 1984 وحتى اليوم يخوض الشعب الكردي وتحت قيادة القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني وقوات الدفاع الشعبي (الكريلا) ومنظومة المجتمع الكردستاني كأكبر مظلة و تنظيم إجتماعي وسياسي وككيان كردي محقق للوحدة الكردية بين أجزاء كردستان الأربعة والمهجر و ككيان سياسي ومجتمعي غير قوموي، يقوده المرأة والشبيبة، يتنبى أخوة الشعوب والعيش المشترك و التقاليد التاريخية الديمقراطية التي كانت بين الشعب الكردي وشعوب المنطقة من العرب والترك والفرس والسريان الأشوريين و الأرمن غيرهم. وذلك عبر تبلوره في مشروع الأمة الديمقراطية كنظرية والإدارة الذاتية الديمقراطية كجسد ضمن الحدود الموجود، والذهاب إلى كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطية وإتحاد الأمم الديمقراطية بدل الدول القوموية و الأمم المتحدة الحالية التي هي إتحاد الدول القوموية.
ولقد مر النضال والكفاح الكردي منذ 1984 وحتى اليوم بمراحل مختلفة كانت أشدها في أعوام التسعينات والتي فرضت فيها الحركة الكردية في باكور كردستان في تركيا وجزء من باشور كردستان( إقليم كردستان الحالي في العراق) هياكلها الإدارية ووصلت إلى مرحلة ماقبل إعلان الدولة ولكن كما هي الدولة التركية خليلة وأداة نظام الهيمنة العالمية والناتو وإسرائيل تم إعطائها كافة التقنيات وخصوصاً من إسرائيل والناتو وإعطائها الضوء الأخضر من النظام العالمي لإبادة القرى والمدنيين الكرد وكانت نتيجتها تهديم وحرق اكثر من 4000 قرية وقتل اكثر من 50 ألف كردي و17 ألف فاعل مجهول بيد مرتزقة ومافيا الدولة التركية كما اشار إليها المافياوي سادات بيكر في فيدوهاته الأخيرة وذكره محمد أغار وزير الداخلية في التسعينات.ولعل من الملاحظ أنه في التسعينات وحتى أعوام الألفينات شارك أحد الأحزاب الكردية وهو حزب ي الكردستاني الذي يقوده عائلة البرزاني الحرب إلى جنب الدولة التركية وجيشها في محاربة الشعب الكردي وحركته التحررية حزب العمال الكردستاني وحتى أن سيطرة حزب الديمقراطي الكردستاني على زاخو وقسم كبير من دهوك من حزب العمال الكردستاني كان بتعاون وحرب مشتركة بين الجيش التركي وحزب الديمقراطي الكردستاني معاً، حتى أن مسعود البرزاني قال في احد زياراته لتركيا (أن أبي مصطفى البرزاني قال أننا أحفاد العثمانيين ولذلك لايمكننا أن نحارب تركيا ابداً وبل نحارب من يحارب تركيا).
لإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية أعلن القائد عبدالله أوجلان أكثر من 9 مرات ومنذ 1993 وحتى عام 2013 أخرها ، لكن الدولة التركية وسلطاتها المتعاقبة وعقليتها التي ترى بقاء الدولة التركية وإنتهائها في حصول الكرد على حقوقهم وفي اي جزء أو مكان كان يشكل العائق والمانع لخطو أي خطوة بإتجاه الحل. وحتى أن مرحلة وقف إطلاق النار التي كانت من 2013 حتى 2015 خافت منها تركيا وعملت على إنهائه بسبب حصول الكرد وحلفائهم الديمقراطيين على 80 مقعد في البرلمان وعبر حزب الشعوب الديمقراطي ومشروعه الديمقراطي الجامع لمختلف القوى والشرائح التي بقيت خارج السلطة في تركيا وبغض النظر عن القومية والدين والمذهب ووفق الخط الثالث السياسي، السياسية الديمقراطية. وعملت تركيا ورغم إعلانها عن مطابقة دولما باخجلي وعبر وزير عدالتها ومع وفد السلام الذي كان مشكل من حزب الشعوب الديمقراطي والذي كان يزور القائد في سجنه والقيادة في قنديل.
ومنذ 2015 وبعد الإنتخابات وعدم تمكن أردوغان من تشكيل الحكومة لوحده وإقامة التحالف مع حزب الحركة القومية التركية الفاشية برئاسة دولت بخجلي وذهابه إلى إنتخابات مبكرة ملفقة في ظروف غير أمنة و غير طبيعية، عمل على تشكيل حكومة حرب وإعلان الحرب على الشعب الكردي وبدأ في إعتقال رؤوساء ونواب ورؤوساء بلديات ونشطاء وحوالي 20 ألف من حزب الشعوب الديمقراطي وخوض حرب شاملة المدن الكردية في أعوام 2015 و2016 وتهديم أكثر من حوالي 20 مدينة وناحية منها شرناخ وسور آمد ونصيبين وكفر وجزيرا وغيرهم، وبل ذهب إلى الدخول إلى المنطق الكردية في سوريا وفي ذكرى معركة مرج دابق التاريخية في 24 آب 2016 إلى مدينة جرابلس (نتيجة فشل ادواتها في سوريا وعدم صمودهم امام وحدات حماية الشعب والمرأة وثم قوات سوريا الديمقراطية) وبعد التوافق مع أمريكا وروسيا وإيران والنظام السوري لمنع تحرير القرى والمدن الكردية والعربية والسورية من قبل أبنائها الذين كانوا ضمن قوات سوريا الديمقراطية ولإضعاف المشروع الديمقراطي وترويضه والتحكم به وإبعاده عن الخط الأوجلاني وفلسفته. وتدخلت تركيا وإحتلت مدينة جرابلس وثم إحتلت إعزاز ومدينة الباب وفي 2018 إحتلت إقليم عفرين وفي 2019 إحتلت مدينتي كري سبي وسري كانية وعينها كل كل الشمال السوري وسوريا بالمجمل إن إستطاع. وذلك بإستخدام الأخوان والقاعدة والقاعدة وتديرهم في مايسمى مرتزقة الإتلاف الوطني السوري ومرتزقة الجيش الوطني السوري الإنكشاريين الجدد للعثمانية الجديدة الأردوغانية الإخوانية.
وبالتوازي كان مع التدخل في سوريا كانت هناك هجمات على مناطق الدفاع المشروع لتصفية وإنهاء العقلية والذهنية و الروح المقاوم للشعب الكردي والإرادة الحرة المنظمة للشعب الكردي، وللقضاء على الخط الفدائي الأوجلاني بعد معرفتهم بقوة وفعالية وأثر حزب العمال الكردستاني وقوته ودوره كقوى مؤثرة في المنطقة
والمحيط ككل. ولذلك تم في عام 2017 و2018 البدء بمرحلة جديدة وهي إحتلال الأراضي في مناطق برادوست في خاكوركي وحول سيدكان والتوضع وإنشاء القواعد فيها وعدم الخروج علماً أن القواعد تتواجد في مناطق سيطرة حزب الديمقراطي الكردستاني منذ التسعينات وبموافقة بين الجيش التركي والجزب الديمقراطي الكردستاني. وفي 2019 و2020 تم الهجوم على مناطق حفتانيين، وحالياً منذ 23 نيسان وفي ذكرى إبادة الأرمن تم الهجوم من قبل الجيش التركي وعبر إستخدام مختلف الأسلحة والطائرات وحتى إستعمال الأسلحة الكيمياوية لأكثر من 12 مرة، لعدم تمكنهم من تحقيق اللازم وإحتلال المناطق اللازمة والمخططة لها بسبب المقاومة الملحمية التي يبديها قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة (الكريلا) رغم التفاوت في الأسلحة والتقنيات وبسبب هزيمتهم في مواقع عديدة كما في كاري وبعض المواقع في آفاشين قبل أيام.
والملاحظ في الهجمات الأخيرة وخصوصاً في الأيام الأخيرة محاولة قوات الزرفاني لحزب الديمقراطي الكردستاني في محاصرة مناطق الكريلا من الخلف تلك المناطق التي يتواجد فيها الكريلا منذ 40 سنة، وتقدمهم للوصول إلى بعض القمم والتلال في نفس أثناء قصف الطائرات التركية لقوات الكريلا ووجود طائرات الكشف التركية. مع العلم أن كل مسؤولي حزب الديمقراطي الكردستاني وفي كل مناسبة وبيان وتصريح يدعمون و يشرعون الإحتلال التركي لإقليم كردستان وبل يلومون وينتقدون حزب العمال الكردستاني ولايقول ولو كلمة واحدة عن الدولة التركية الفاشية وإباداتها وممارساتها حتى أنهم وعندما ظهر للجميع أن الجيش التركي وشركاته يجرفون ويقطعون ملايين الأشجار حول تبرير ذلك وتخفيفه والتغطية عليه. زد على ذلك أنهم حتى لايقولون عن إحتلال تركيا لعفرين وتهجير ملايين الكرد من أهلها بأنه إحتلال بل أن أغلب العملاء والموجودين في سلطات الإحتلال المحلية والمشرعنة للتغيير الديموغرافي والإستيطان هم من مايسمى المجلس الوطني الكردي ويحاولون بشتى الوسائل إضعاف نضال قوات تحرير عفرين ومقاومة الشعب العفريني المقاوم في الشهباء صمام التحرير والعودة للعفرين المحررة من تركيا وأدواتها الإخوانية وعملاء الكرد.
وبعد أن هاجمت قوات حزب الديمقراطي الكردستاني وتحت طائرات تركيا الحربية والمسيرة، التلال والمواقع الموجودة في مناطق الكريلا ومحاولتها السيطرة على مواقع الكريلا في متينا وفي مناطق اخرى وبعد كل التغطية الإعلامية من إعلام حزب الديمقراطي الكردستاني المساندة للجيش التركي في حروبها على الشعب الكردي وقواها الرئيسية والفدائية قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة، من الصحيح القول أن هدف الدولة التركية الفاشية وحزب الديمقراطي الكردستاني أصبح واحداً وهم يتحركون بتنسيق وتوافق وخصوصاً ماظهر في إتفاقية شنكال وحصار والقصف المتكرر لمخمور للاجئين وموقفهم من عفرين وسري كانيه وكري سبي.
ولذا يجدر بكل القوى الكردية والديمقراطية والعربية وكل قوى المنطقة أن تدرك حقيقة مايتعرض له الشعب الكردي اليوم من محاولة إنهائه وفي خضم الفوضى والإضطربات التي تحث في المنطقة نتجة الحرب
العالمية الثالثة التي تجرى منذ سنوات. وكذلك معرفة مايفعله حزب الديمقراطي الكردستاني في لعبه دور سلبي تجاه الشعب الكردي وتواطئه مع عدو الكرد الأول وهو تركيا الفاشية وسلطتها الأردوغانية الإخوانية.
ومن الصحيح والمطلوب كسر الصمت من قبل المجتمعات والشعوب والمثقفين والإعلاميين والسياسيين والمفكرين والقوى المختلفة والدول العربية حول عمليات الإبادة للجيش التركي وتدخلها في العراق وسوريا وحتى ليبيا والصومال وقطر والعديد من الدول التي تتجاوز العشرين، ذلك الصمت الخادم للهيمنة والعثمانية الجديدة الإخوانية وتدخلها في الدول العربية والمساعدة على إعادة إحياء داعش، ومن المؤكد أن التدخل التركي لايتم بمعزل عن التوافق مع التدخل الإيراني والإسرائيلي كون هدف الثلاث هو إضعاف شعوب وقوى ودول المنطقة ومنهم الشعب العربي والكردي والسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم في ظل حالات الضعف السائدة وحالات الفرقة والتفتيت وإنتعاش الإخوان والقاعدة والإرهاب عامة التي ظهرت بشكل قوي مع ماتسمى ثورات الربيع العربي كأداة للتدخلات الخارجية والتسلل إلى مجتمعات وشعوب المنطقة. وهنا تظهر أهمية التلاقي والتحالف والعلاقات والتفاعل بين الشعبين العربي والكردي وإدانة مايتعرض له كل شعب وبل العمل والنضال معاً في أطر جامعة وديمقراطية مجتمعية ورسمية إن أمكن لمواجهة التدخلات وتقوية جبهة المنطقة ومقارعة الإرهاب المهدد لكل شعوب ودول المنطقة، ذلك الإرهاب الذي تغذيه تركيا الفاشية بعمليات جيشها وإبادتها للشعوب وبإحتلالها للمناطق في العراق وسوريا وإقامة معسكرات ومستوطنات لهم كما في عفرين وغيرها وكما تحاول تحقيقهم من إحتلال جبال الكرد التاريخية تهجير الكرد والتعدي على طبيعة كردستان. وإسكان المرتزقة والإرهابيين. وكل هذا مع أدواتها المحلية من أمثال الإخوان والحزب الديمقراطي الكردستاني. وكأن الملحمة التاريخية التي كانت أيام السومريين بين جلجامش وانكيدو وهمبابا تتكرر اليوم مع أردوغان والبرزاني والشعب الكردي، لكن للشعوب والامم والطبيعية كلمتها ولها إنتهارها وبقائها مهما حاول المعتدون وأدواتهم غير ذلك.