الحدث – وكالات
في واقعة نادرة من نوعها، عُثر على جزء من جمجمة بشرية عمرها نحو 4270 عامًا، على ضفاف نهر “وايت ووتر” بولاية إنديانا الأمريكية، وفق ما أعلنه مكتب الطب الشرعي في مقاطعة فيات.
وأوضح التقرير أن القطعة العظمية التي عُثر عليها في الثاني من يونيو الماضي، خضعت لتحليل أولي شمل اختبارات الكربون المشع، ليتبيّن أن تاريخها يعود إلى نحو العام 2300 قبل الميلاد.
ووفق صحيفة USA Today، اكتشف الجمجمة أحد مالكي الأراضي المحليين المعروف بشغفه بجمع القطع الأثرية للسكان الأصليين، والذي بادر بإبلاغ السلطات فور اكتشافها، وقال إيدي ريتشاردسون، الطبيب الشرعي للمقاطعة، في بيان رسمي: “هذا الاكتشاف يبرز أهمية وعي المجتمع المحلي، وضرورة التعاون مع الخبراء المتخصصين، أُشيد بالمالك الذي تصرف بمسؤولية وسارع إلى الإبلاغ عن الأمر”.
كما وجّه ريتشاردسون الشكر إلى الدكتورة كريستا لاثام من “مركز التعرف على الهوية البشرية” بجامعة إنديانابوليس، وإلى جامعة جورجيا التي أجرت التحاليل الدقيقة التي مكّنت من تحديد عمر الجمجمة بدقة، وأكدت لاثام أن الجمجمة تعود إلى إنسان بالغ، دون تحديد جنسه في الوقت الحالي.
وأشار البيان الرسمي إلى أن الاكتشاف يمثل: “تذكيرًا مؤثرًا ومتواضعًا بأن هذه الأرض سكنها البشر منذ آلاف السنين… إنها دعوة لاحترام الماضي والتعامل مع هذه الاكتشافات بأقصى درجات الاحترام والدقة”.
ونظرًا لقدَم الجمجمة وأهميتها الثقافية، أعلن مكتب الطب الشرعي أنه يعمل بالتعاون مع وزارة الموارد الطبيعية في إنديانا (Indiana DNR) لتحديد الخطوات التالية الخاصة بعملية إعادة الدفن أو إعادة الرفات إلى ممثلي السكان الأصليين، وذلك بما يتماشى مع قانون حماية وإعادة رفات السكان الأصليين الأمريكيين (NAGPRA).
ويؤكد هذا الاكتشاف على عمق التاريخ الإنساني في المنطقة، التي كانت مأهولة قبل أكثر من أربعة آلاف عام، ما يفتح الباب أمام مزيد من الدراسات حول الحياة والمجتمعات القديمة في قلب أمريكا الشمالية.