أكد الرئيس المكلف لحزب الاتحاد الوطني الحر بيجان إبراهيم بأنه كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من الحوار الكردي – الكردي بعد الانتهاء من فترة الحظر بسبب جائحة كورونا، وشدد على ضرورة اتحاد الكرد؛ لتحقيق وحدة الصف الكردي بخاصةٍ في هذه المرحلة الراهنة التي يتكالب فيها الأعداء على الكرد، وبالوحدة فقد يمكن إفشال مخططات الدولة التركية الفاشية كافى.
مواقف معادية من كل كردي
جاء ذلك من خلال اللقاء الذي أجرته صحيفتنا معه، وحول الهجمات التي تقوم بها الدولة التركية المحتلة على مناطق شمال وشرق سوريا، ومناطق باشور كردستان أيضاً، تحدث بيجان إبراهيم فقال: “منذ اندلاع ما سمي بالربيع العربي تحاول الدولة التركية المحتلة السيطرة على خيرات مناطق شمال وشرق سوريا، وعندما بدأت الازمة السورية من خلالها سعت الدولة التركية إلى احتلال عدة مناطق في سوريا، وذلك بدعم الإخوان المسلمين الموالين لها. وبعد فشل مشروعهم، قامت بتقديم الدعم بشتى أنواعها للمرتزقة من داعش وجبهة النصرة ومرتزقة الجيش الوطني؛ ويعود ذلك لتحقيق أجنداتهم في مناطقنا، ولكنهم لا يستطيعون أن يحققوا حلمهم أي “التوسع العثماني”. لذا؛ تدخلت الدولة التركية المحتلة بشكلٍ مباشر في مناطق شمال وشرق سوريا، واحتلت عدداً من المناطق وآخرها كانت مدينتي “سري كانيه وكري سبي”، ولا زالت تهديدات المحتل التركي مستمرة لاحتلال المزيد من المدن الحدودية ذو الغالبية الكردية”.
وتابع إبراهيم بقوله: “إن الاطماع التركية تتجاوز الحدود السورية، وبشكلٍ خاص في مناطق شمال وشرق سوريا. لذلك؛ تقوم بين الحين والآخر بالهجوم على باشور كردستان كونها تتمتع بنوع من الاستقلالية؛ لأنها تقف في موقف العداء لكل كردي، لأي كائن يكون وإلى أي حزب ينتمي، فقط لأنه كردي تعاديه تركيا، ولا بد التنبه لهذه الناحية من قبل الكرد، وعلى الجميع إدراك هذا الأمر الخطير؛ لأنها الحقيقة التي لا تقبل الشك. وللوقوف في وجه الاطماع التركية وإفشال كافة مخططاتهم؛ على الكرد التحرك الفوري لتحقيق وحدة الصف الكردي، التي يحلم بها كل كردي؛ لأن وحدة الصف الكردي مصدر قوتنا ومصدر كل تقدم وانتصار، وبخاصةٍ أن الظروف الآنية تتوجب علينا الوحدة، ومن دون شروط، وعند تحقيقها سيهابنا الأعداء ويحترمنا الأصدقاء”.
من المستفيد من إثارة الفتن؟!
وبخصوص قيام الحكومة السورية وميليشياتها بدعم الخلايا النائمة لزرع الفتن بين العرب والكرد، لاغتيال بعض الشخصيات الفاعلة في المجتمع، والهدف من ذلك تحدث إبراهيم قائلاً: “بطبيعة الحال لا يجد الأعداء أية ثغرة للسيطرة على خيرات مناطق شمال وشرق سوريا. لذلك؛ سيسعون لزرع الفتن، وخلق المشاكل، ودفع البعض من أصحاب النفوس الضعيفة للقيام بعمليات الاغتيالات لشيوخ أو شخصيات لها الدور البارز في المجتمع، وبالطبع الهدف معروف للقاصي والداني وهو ضرب أبناء شعوب المنطقة بعضها ببعض لخلق الفتن، وبخاصةً بين العرب والكرد”.
وأشار إبراهيم بقوله: “بالنسبة للاغتيالات التي حدثت في الآونة الأخيرة، ما هي إلا لإلهاء قوات سوريا الديمقراطية عن هدفها الاساسي في محاربة مرتزقة داعش وخلاياه النائمة التي تتواجد في المنطقة، وهنا لا بد من إظهار الحقائق التي تظهر بأن أبناء شعوب المنطقة هي الخاسر الوحيد من هذه الأعمال، والمستفيد الوحيد من إثارة البلبلة والفتن هي الدولة التركية الفاشية والحكومة السورية، ولهذا على الجميع التحلي بالعقلنة ومعرفة أن المستفيد هو الذي يقوم بمثل هذه الأعمال الجبانة”.
الكرد أمام منعطف تاريخي هام
وبشأن وحدة الصف الكردي وأين توصلت الجهود والمساعي، وهل هناك اجتماعات ونقاشات في الأيام القادمة تحدث إبراهيم بالقول: “بعد الاتفاق على توحيد الرؤى السياسية بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي، كان من المتوقع الذهاب إلى المرحلة الثانية الهامة بين الطرفين، ولكن الظروف حالت دون حدوث اجتماعات المرحلة الثانية؛ بسبب جائحة كورونا والحظر الذي فرض مرة أخرى. وباعتقادي الكل ينتظر انتهاء فترة الحظر المفروض، للبدء بالمرحلة الثانية من النقاشات حول جميع المسائل العالقة”.
واختتم الرئيس المكلف لحزب الاتحاد الوطني الحر بيجان إبراهيم حديثه بالقول: “القوى والأحزاب السياسية الكردية اليوم أمام منعطف تاريخي هام، فإما أن تحقق وحدة الصف وتحافظ على المكاسب التي تحققت، وتحقيق أحلام الملايين من الكرد، أو أن تستسلم للأعداء وتكون مناطقنا عرضة للنظام السوري من جهة، وما تسمى المعارضة ومرتزقتها من جهة أخرى، والتهديدات التركية وأطماعها من جانب آخر”.