الحدث – وكالات
يعرض المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الاتحاد العام للأثريين العرب، الفيلم الوئائقى “سانت كاترين.. قيمة عالمية استثنائية” ، عبر صفحة أمانة المؤتمرات على الفيسبوك وقناتها على اليوتيوب ويأتي العرض ضمن المبادرة التي أطلقتها وزيرة الثقافة بعنوان “الثقافة بين ايديك”، والفيلم أصدره الاتحاد العام للأثريين العرب بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وأعد المادة العلمية للدكتور عبد الرحيم ريحان، تنفيذ وإخراج محمد ضياء الدين، ويتضمن تاريخ الدير وعناصره المعمارية ومنشئاته من الخارج والداخل.
وقال الدكتور محمد الكحلاوى رئيس الاتحاد العام للأثريين العرب بأن أهمية دير سانت كاترين تكمن في أنه مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002
وهو أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التلاقى بين الأديان والذى يجمع رموز الأديان في بقعة واحدة حيث شجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه ودير سانت كاترين والجامع الفاطمى داخل الدير
ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للاتحاد العام للأثريين العرب، بأن عمارة الدير وفنونه ومخطوطاته تؤكد على التلاقى والتعانق بين الأديان والحضارات حيث أضيفت للدير عدة إضافات معمارية في العصر الإسلامي وحافظ المسلمون على أيقونات الدير وهى من أقدم وأجمل أيقونات العالم وهناك أيقونات رسمت وجلبت إلى الدير في العصر الإسلامي كما تضم مكتبة الدير التوراة اليونانية الشهيرة “كودكس سيناتيكوس” والإنجيل السريانى “البالمبسست” والعهدة النبوية
والفيلم المعروض يشمل تفاصيل جدران الدير ومنها الجدار الشمالى الغربى والذى يشمل ثلاث بوابات هامة للدير منها البوابة القديمة من القرن السادس الميلادى والبوابة الحالية التي فتحت في القرن 19م والمخصصة للزيارات الرسمية حاليًا وبوابة المطران وهى مغلقة حاليًا وكذلك معالم الجدار الشمالى الشرقى والذى يضم أشهر أبراج الدير وهو برج القديس جورج وكذلك الجدار الجنوب الشرقى ويقع خلفه موقع الصعود إلى جبل موسى والجدار الجنوبى الغربى الأكثر حفظًاويتضمن الفيلم رحلة روحانية تشعره بالراحة النفسية بتعانق ترانيم رهبان الدير وأجراس برج كنيسة التجلى مع الآذان بالجامع الفاطمى بالوادى المقدس حيث العليقة الملتهبة التي ظلت مشتعلة بمعجزة إلهية فلا النار أحرقت الشجرة ولا مائية الشجرة أطفأت النار وتبدأ الرحلة بدق أجراس الكنائس وآذان الفجر وتنتهى بعد الغروب بظهور أنوار الدير الروحية والضوئية مرتديًا ثوب القداسة والجمال إيذانًا للزوار والحجاج ببدء الصعود إلى جبل التجلى الأعظم حيث ناجى نبى الله موسى ربه وتلقى ألواح الشريعة انتظارًا لأجمل منظر شروق في العالم.
ويوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للاتحاد العام للأثريين العرب أن الفيلم يتضمن تقنية مبتكرة حيث سيظهر الموقع المراد عرضه على المسقط الأفقى مع معلومة بسيطة يليها عرض تفاصيل الموقع مما يتيح للمشاهد التجول في رحلة داخل الدير من خلال المسقط الأفقى وفى بداية الفيلم عرضًا لتاريخ الدير وحكاية سانت كاترين يليها معالم الدير الممثلة في كنيسة التجلى بمكوناتها “النارثكس” الذى أضيف في العصر الفاطمى وصالة الكنيسة المكونة من صحن أوسط وجناحين جانبين وكنائس جانبية يليها الإيكونستاسس الحامل لأشهر أيقونات الدير وهيكل الكنيسة الذى يضم المذبح وفسيفساء التجلى أجمل وأقدم فسيفساء في العالم من القرن السادس الميلادى وشرح لتفاصيلها وكنيسة العليقة الملتهبة التي أنشأتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادى في حضن شجرة العليقة الملتهبة وتحوى مذبح دائرى مقام فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى للشجرة ومن يدخلها حتى الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى
يعرض الفيلم معالم الجامع الفاطمى ومعصرة الزيتون أسفل الجامع ومعالم الوادى المقدس الذى يشمل شجرة العليقة وبئر موسى ومتحف الدير الذى أنشئ عام 2001 بعد تحويل قاعة ذخائر وأيقونات الدير القديمة ” السكيفو فيلاكيون” بعد ترميمها إلى قاعة عرض متحفى دائم تضم أيقونات الدير وأوانى الدير المقدسة وملابس الرهبان ومخطوطات الدير كما يعرض لمعالم مكتبة الدير المكتبة الثانية على مستوى العالم من حيث مخطوطاتها بعد مكتبة الفاتيكان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير.