الجانب الآخر
صلاح عبد العزيز
شخص ما يكتب
فى الجانب الآخر من العالم حينما أسمعك أجدنى على ورق أبيض منتظرا رسالتك تأخرت كثيرا عندما انتقلتُ إليك وجدتك لا شئ سوى أن شخصا يكتب . ولكننى أشعر بقلم بين جنبى منغرسا بدمك . شخص ما يكتب يبدل الوقت فتبدأ وقتا آخر بأصابع غير مدربة على خربشة لوحة معدنية كالنفس تشبه هواء مر من زمن بعيد . شخص ما يكتب الحروف الذاهبة لاتجاهك والنقاط لاتجاهى ومع ذلك أشعر بأنك نقطة ما دخلت لقلبى وأعطبته . شخص ما يكتب تتلعثم الحروف فتعيد الكتابة مرات ومرات ولا تهدأ تكتب وتمحو وهكذا تظل . ثم تنام على وسادة الضوضاء بحضن ورق وهمى وخطوط متعثرة تنجب النحيب
لأن ما لا أعرفه
شخصا يكتب .
وأقرأ ثم أقرأ
ما ليس مكتوبا تنعكس الفضاءات فى كوب شايك عيناك كعين قط تنطفئ وما كان نور فى مياهها أصبح شظية يا نن عينى وعينك و يا بريق أعمدة الظلمة سيف على فمى وأظل أقرأ .
فى الجانب الآخر
حيث يتمايل الصوفيون أدمنتَ التعذيب والهجر والصد أدمنتُ الغرق فى فيضان دمعك تتملى فى وجه مائك وإن ألقيت حجرا فيه أجدنى فى النقطة أدور فى الدوائر اللامتناهية أنت محيط دائرة الهيولى وهم فى الدوائر التالية يتمايلون . وعلى الجانب الآخر أظل أدور لا معك ولا معهم ولا معى .
دخلتها الحانة
وبكفك الدنيا كإبريق أيها القمر الداخل لاشرابك السماوى يسكرنى ولا زجاجة معتقة بل فم على مقاس فمى كلما تململ على درجك السكارى ترنحتُ وإذا بغنائك كل توقع ينكسر تضع الأرض كفها على كتف السماء وأضع كفى عليك أغنى بانكسار حزين بانكسار يشبه كتابة على ماء .