الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

الزواج القسري

أفين يوسف –

الزواج هو ذلك الارتباط والقِران المُقدس بين الرجل والمرأة والذي يتم خلاله تكوين الأسرة والاستقرار وإنشاء منزل بالاتفاق بين الطرفين، ويتم عن طريق الزواج المحافظة على النسل والجنس البشري.

في بعض المجتمعات لا يزال الزواج أمراً يقرره الأهل بموجب العادات والتقاليد ظناً بأنهم أي الأب والأم هما أكثر درايةً بمصلحة الأبناء ذكوراً كانوا أم إناث، لكن غالباً ما يتم إكراه الفتاة على الزواج بداعي الستر أو أنه لمصلحتها وأن الشخص الذي تقدم لها لا يُعوَّض، وفي كثير من الأحيان يتم تزويج الفتاة بعمر صغير جداً لتجد نفسها مسؤولة عن أسرة وأطفال وهي بذاتها ما زالت طفلة، وخلال السنوات السبعة من الأزمة السورية ازدادت ظاهرة الزواج القسري وزواج القاصرات، فمن الأهالي من رأى أن تزويج الفتاة بأسرع وقت يضمن سلامتها وأمنها بخاصةٍ بعد معرفتهن بالممارسات الوحشية التي تقوم بها الجماعات المسلحة والمرتزقة وداعش من سبي واغتصابٍ واختطاف للنساء، لن نعاتب الأهل على خوفهم على بناتهم فالانتهاكات التي حصلت في ظلِّ داعش والنصرة وغيرها لم تكن بالبسيطة والسهلة، فقد استباح مرتزقتهم وعناصرهم حرمات البيوت، وانتهكوا أعراض الناس وكرامتهم تحت اسم الدين.

في كل الشرائع والأديان لا يجب إكراه الفتاة على الزواج من شخص لا تريده، ويشترط موافقتها على ذلك، بينما كانت تلك الجماعات المتوحشة تقوم باختطاف البنات، وعقد قرانهن على عناصرها بالإكراه، هذا عدا عن حالات الاغتصاب والتعذيب، إذ أن الفتاة التي لا ترضخ لهم يتم جلدها بوحشية، فماذا عساها تفعل وهي بين أيدي أشباه البشر؟

لقد تحولت الحرب في سوريا عموماً إلى حرب على النساء، وكأنها فرصة لأولئك المرتزقة المتشبهين بالبشر لاستعراض فحولتهم، فلماذا توجهت الحرب في سوريا نحو استعباد المرأة؟

إن المرأة في جميع أنحاء سوريا شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، ذات إرادة وقوة، لم تكن تشبه النساء في أي مكانٍ، حيث أنها كانت تطور نفسها وتعمل بكل جدٍ لتجعل من أسرتها وأولادها أفراداً فعالين في المجتمع، فهي التي كانت تساهم بشكلٍ كبير في تقدم المجتمع وبناءه، لأنها المربية والأم والزوجة المعطاء، نعم هذا ما رآه المرتزقة في المرأة السورية، فأرادوا كسر عزيمتها وإخضاعها بأي شكلٍ من الأشكال ليعيدوها إلى عصر الجواري والسبايا، لكن المرأة في سوريا عموماً وفي شمال وشرق سوريا خصوصاً هزمت داعش والمرتزقة وناضلت بكل قوة وبسالة مع الرجل في معارك دحر الإرهاب، ولم ولن تقبل بالظلم والاستعباد مهما حصل.

-روناهي

to top