الزواج بين الماضي والحاضر

وكالة انباء الحدث – بقلم ايمان الدمياطي

” ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه”

الزواج هو سنه الله في الارض لتحقيق ارادته العليا وهي اعمار الارض . وفي ايات الله تصريح بوجوب الموده والرحمه بين الزوجين حتي يتحقق السكن و العشره الطيبه وتستقيم الحياه وتكون الاسره التي هي نواه المجتمع السوي وبالتالي يكون افراد المجتمع اسوياء منتجين قادرين علي الابتكار والعمل علي ازدهار هذا الوطن.

كانت مصر الفرعونيه رائده في الكثير من مظاهر الحضاره خاصه الامور الاجتماعيه و كان الزواج والطلاق من الامور الشخصيه جدا التي تخص افراد المجتمع . كان الزواج يتم بموافقه الطرفين مع وجود عقد الزواج  الذي يضمن للزوجه حقوقها من الحب والرعايه . وكان علي الزوج تجهيز المنزل الخاص به وشراء المتاع والهدايا من اجل زوجته وبعد الزواج كان عليه ان يعطي جزء من ممتلكاته لزوجته وفي حاله الطلاق تحتفظ الزوجه بالمقتنيات.

ويقول الحكيم أني ” لا تكن رئيسا متحكما لزوجتك اذا كنت تعرف انها ممتازه تؤدي واجبها في منزل الزوجيه فهي سعيده وانت تشد أزرها انت عرف قيمه زوجتك وسعادتكما حين تكون يدك بجوارها.”

ان منظومه الزواج حاليا في العصر الحالي تواجه العديد من التحدياتالاقتصاديه والاجتماعيه التي اثرت بالسلب علي استقرار هذا الكيان والذي يعتبر خطر حقيقي  ومن أهم قضايا الامن القومي التي يجب علي جميع اجهزه الدوله ان تتكاتف لحمايتها وتقليل الاضرار لحمايه المجتمع المصري من التصدع والانهيار. .

ان الزواج يجب ان يقوم علي اساس من التفاهم والاحترام والحب والتقدير وتفهم لاحتياجات الاخر والايثار والتضحيه .

منح الله القوامه للراجل وهي تكليف وليس تشريف والرجل هو المسؤل الاول عن استقرار الاسره المادي والاجتماعي . ان الزوج الواعي المقدرلحجم مسؤليه انشاء الكيان ( الاسره) يسعي بشكل دائم لاسعاد الاسره واحتواء الزوجه والاولاد والعمل علي تذليل الصعاب ومساعده الزوجه والاولاد علي مواجهه صعاب وتحديات الحياه للوصول جميعا الي بر الامان والاستقرار وهو الهدف المنشود .

يعتبر دورالمراه خطير في المجتمع  لقيامها بالعديد من المهام والوظائف في نفس الوقت فهي الزوجه الحبيبه التي تشارك زوجها مسئوليات واعباء الحياه,وهي المرأه العامله التي تشغل مناصب هامه في الدوله, وهي الام التي تربي وتضع الاسس الاخلاقيه والتربويه السليمه لاطفالها , وهي التي تهتم بصحتهم ونشاتهم الجسديه السليمه ومتابعه نشاطهم الرياضي , وهي المعلمه التي تكمل دور المدرسه في التحصيل العلمي والتفوق.

كما قال الشاعر حافظ ابراهيم ” الام مدرسه اذا اعددتها     أعددت شعب طيب الاعراق “

يجب ان يدرك كل من الزوجين اهميه دوره واهميه دور الطرف الثاني ايضا والعمل علي ان يتكامل الدورين كي تستقيم الحياه وتصبح الاسره التي هي نواه المجتمع بذره خصبه ينبت منها جيل جديد سليم صحيا وجسديا قادر علي الانتاج والابداع والنهوض بالمجتمع وبالوطن