الإثنين 1 ديسمبر 2025
القاهرة °C

العثور على نقش رومانى فى إسبانيا يكشف عن حاكم قديم

الحدث – وكالات

اكتشف علماء الآثار في جنوب شرق إسبانيا، نقشًا رومانيًا نادرًا يحمل اسم حاكم غير معروف سابقًا لمنطقة هيسبانيا سيتيريو، مما يلقي الضوء على فترة قليلة التوثيق من الإدارة الرومانية، وفقا لما نشره موقع” greekreporter”.

النص المنقوش، الذي تم العثور عليه على وعاء معدني في قرطاجنة، يحدد هوية سبوريوس لوكريتيوس تريسيبيتينوس، وهو مسؤول روماني شغل منصبًا استثنائيًا وهو “كويستور برو بريتوري”.

كان الإناء، المعروف باسم “سيتيلا”، يُستخدم لإلقاء القرعة، وهي ممارسة شائعة في الحياة العامة والدينية الرومانية، نُقشت كلمتا “سورتس” (ألواح) واسم الحاكم الكامل على ثلاثة أسطر على السطح الخارجي للإناء.

يرتبط هذا النقش الروماني ارتباطًا مباشرًا بنص حجري اكتُشف في القرن السابع عشر، أشار إلى “كويستور برو برايتور” (محقق قضائي) ولكنه ترك الاسم ناقصًا، وقد مكّن التطابق بين العنوان والسياق الباحثين من تحديد هوية الرجل بثقة، وهو تريسيبيتينوس.

مكتب نادر وهوية مُعاد اكتشافها

أوضح خبراء من جامعات أليكانتي ومورسيا وروفيرا إي فيرجيلي، إلى جانب اتحاد موانئ قرطاجنة للثقافات ومجلس المدينة، أن هذه هي الحالة الثانية المسجلة لشخص يشغل هذا المنصب الإداري المؤقت في المقاطعة.

تُعزز خلفية عائلة تريسيبيتينوس أهمية هذا الاكتشاف، كانت عائلة لوكريشيا سلالة رومانية بارزة ، إلا أن لقب تريسيبيتينوس لم يظهر في النقوش منذ أوائل القرن الرابع قبل الميلاد.

نقش روماني يربط حاكمًا غير معروف بمصالح التعدين

تشير أدلة أخرى إلى أن الحاكم كان له صلة بالتعدين المحلي، تحمل سبائك الرصاص من منطقة قرطاجنة – مازارون اسم سبوريوس لوكريتيوس، ابن سبوريوس، وهو اختصار مطابق لـ “سيتيلا”.

يعتقد الباحثون أن المسؤول ومسؤول التعدين قد يكونان الشخص نفسه أو تربطهما صلة قرابة وثيقة، وهذا يشير إلى ما وصفته المصادر الرومانية بـ “الحكام ذوي العلاقات التجارية مع مقاطعاتهم”.

عُثر على الوعاء بين أنقاض مبنى الأتريوم، وهو مبنى عام من القرن الأول الميلادي حُوِّل لاحقًا إلى مسكن خاص، دمر حريقٌ اندلع حوالي عام 300 ميلادي المبنى، محافظًا على هيكله الخشبي تحت العوارض المنهارة. ورغم أنه لم يعد في حالته الأصلية، إلا أن الوعاء بقي سليمًا تقريبًا.

وصف عالم الآثار خوسيه ميغيل نوغيرا هذه القطعة الأثرية بأنها مفتاح لفهم العلاقات السياسية والاقتصادية والروحية بين روما وقرطاج الجديدة.
وأشار إلى أن هذه القطعة لا تحمل اسم حاكم مجهول فحسب، بل تُسهم أيضًا في إعادة بناء فصل من تاريخ المقاطعات الرومانية ظلّ طيّ النسيان لفترة طويلة.

to top