الحدث – القاهرة – وكالات
صدر حديثا كتاب “الفن الحديث فى مصر.. الهوية والاستقلال 1850 – 1936” لـ فاتن مصطفى، عن Bloomsbury I.B. Tauris، قدم الدراسة الأكثر شمولية حتى الآن، فيما يخص ظهور وانتشار الحداثة المصرية فى القرن العشرين.
وترصد الدراسة حقبة المائة عام تقريباً، بدءاً من إصلاحات النظم التعليمية التى قام بها محمد على، والوفود الجماعية للأجانب خلال القرن التاسع عشر، وحتى المعاهدة الإنجليزية المصرية للاستقلال فى عام 1936، ويتجلى ذلك من خلال ثلاثة عشر فصلاً. ويهدف الكتاب إلى إعادة بناء ما تم إغفاله فى لحظة التأسيس وإعادة الصياغة، وإضفاء الطابع المؤسسى التعليمى على الفنون البصرية، متجسداً فى أول مدرسة مصرية للفنون الجميلة، والمتاحف، والصالونات الثقافية، والجماعات الفنية.
يضم الكتاب أكثر من مائة صورة ملونة، ويتعمق فى حياة وإرث ستة من الفنانين الرواد، متعرضاً للجوانب الغائبة أو التى أسيء رصدها عنهم، ويمثل كل منهم نموذجاً لوجهة نظر مميزة، جدلاً وتطبيقًا لما تعنيه الحداثة والقومية الليبرالية فى مواجهة الهيمنة الاستعمارية، من خلال استحضار طاقة الفنون المصرية القديمة بصيغة أكاديمية كنقطة ارتكاز لعملهم، مما شكل حضوراً مميزا، قاد من خلاله هؤلاء الفنانون بجسارة السياق الثقافى للفن مؤسسين لمدرسة فنية فرعونية جديدة، أو لنقل أسلوباً لمدرسة قاهرية يؤكد على “المصرية”.
واعتماداً على مجموعة كبيرة من الوثائق الأولية التى نفدت طبعاتها الأصلية، والتى تترجم لأول مرة إلى الإنجليزية من العربية والفرنسية، يبحث الكتاب فى طبيعة العملية الفنية ودورها الوظيفى، والذى استمر كتقليد، وإن كان بشكل متقطع لآلاف السنين فى مصر، متعرضاً لصانعى القرارات، والليبراليين، والقوميين، والإصلاحيين الإسلاميين، والفنانين الرواد، خوضاً فى احتمالات جديدة ومتعددة، لصياغة كيان وطنى مستقل يواكب ركب الحداثة.
يومين مضت