قضايا سياسيّةٌ كبيرةٌ كانت عنوان الأخبار وكانت محورَ الاجتماعاتِ واللقاءاتِ إلا أنّها في جوهرها ذاتِ أبعادٍ شخصيّةٍ وعائليّةٍ، وإذ يكشفُ المستشار السابق للأمن القوميّ الأمريكي جون بولتون في كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث” بعضَ أسرارِ “المطبخ” الداخليّ لإدارة الرئيسِ الأمريكيّ دونالد ترامب وطريقة تعامله غير الاعتياديّة مع قضايا دوليّة حسّاسة ومعقدة، فإنّه ليس كائناً ملائكيّاً بل من صقورِ اليمينِ وكان ممثل بلاده في الأمم المتحدة، وفي كتابه يدلي بشهادته بطريقته.
مصالح وعلاقات شخصيّة
ثمّة علاقة عائليّة وتجاريّة بين أسرتي ترامب وأردوغان، وأوردت مجلة نيوزويك الأمريكيّة في 14/12/2016 أنّ مؤسسةَ ترامب عقدت عام 2008 صفقةً بملايين الدولارات مع مجموعة “دوغان” العائليّة التركيّة.
في 5/4/2012 التقى أردوغان مع ترامب في إسطنبول خلال الاحتفالِ بافتتاحِ مجمعات تجاريّة عبارة عن برجين يُعرفان باسم “أبراج ترامب”. ووقتها أشاد ترامب قطب العقاراتِ آنذاك بأردوغان رئيس الوزراء التركيّ وقتها، وقال للأتراكِ إنّ زعيمهم “يحظى باحترامٍ شديدٍ” على مستوى العالم، وأنّه رجل خير ويمثلكم بشكل جيّد جداً”. ورافق ترامب صهره جاريد كوشنير وابنته إيفانكا التدشين، كما حضر الشريك التركي محمد علي يالجين داغ، الذي وصفه ترامب أثناء الافتتاح بأنه “صديقٌ عظيم” لابنته إيفانكا وزوجها جارد. وكتبت إيفانكا وقتها تغريدة تشكرُ أردوغان، رئيس الوزراء وقتها لحضوره افتتاح البرج.
خلال حملة ترامب الانتخابيّة عام 2016، تلقّت شركة مايكل فلين الاستشاريّة أكثر من 500 ألف دولار من أكيم ألب تكين، رجل أعمال تركيّ ترأس مجلس الأعمال الأمريكيّ-التركي الذي تديره الدولة، ونشر فلين يوم الانتخاباتِ مقالةَ رأي تدعمُ حملة أردوغان ضد فتح الله غولن ووصفه بشبكةِ إرهابيّة نائمة خطيرة.
عُيّن فلين مستشاراً للأمن القوميّ الأمريكيّ وتمَّ عزله في شباط 2017 بسببِ كذبه تحت القسمِ على المحققين حول اتصالاته بالسفير الروسيّ في واشنطن وصدر حكم بسجنه في إطار التحقيق بالتدخل الروسيّ في انتخابات 2016 وأُفرج عنه مؤخراً بقرار وزير العدل. ويتولى شريك ترامب في البرج يالجين داغ حالياً رئاسة مجلس الأعمال الأمريكيّ التركيّ.
تردد حول الانسحاب من سوريا
وتحدث بولتون في الفصل السابع الذي يحمل اسم “ترامب يريد الخروج من سوريا وأفغانستان لكنه لا يعرفُ المخرج” عن العلاقة بين أنقرة وواشنطن خلال فترة وجوده بالمنصب وكيفية تعامل ترامب مع طلبات أردوغان المتكررة حول بنك خلق التركيّ وفتح الله غولن والكرد في سوريا. ويقدم الكتاب صورة مفصلة لكيفية نجاح أردوغان في الوصول إلى ما يبتغيه من الإدارة الأمريكيّة في كل القضايا التي تقع تحت سلطة ترامب المباشرة.
في 22/6/2020 كشفت موقع “ذا ناشيونال إنترست”، كواليس انسحاب الجيش الأمريكيّ المفاجئ من شمال شرق سوريا وإفساحه المجال أمام تركيا للتوغّل وضرب الكرد. وجاء في تقرير الصحيفة تحت عنوان: “حصريّاً: جون بولتون يسرد كيف أسس صقور إيران كارثة ترامب للسوريين الكرد”.
كان هدف بولتون الأساسيّ وسائر الصقور، عبر الإبقاء على القوات الأمريكيّة في سوريا، مواجهة طهران وموسكو ورأوا أنَّ التحالف بين واشنطن و”قسد” إلهاءٌ عن هذا الهدف. ويضيفُ التقرير أنَّ الصقور “تركوا النزاع التركيّ-الكرديّ يتصاعدُ حتى خرج عن السيطرة”. وكانت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) أقرب إلى “قسد” من وزارة الخارجيّة، على الأرجحِ بسبب العلاقة المباشرة معهم. لذلك كان قرارُ ترامب المفاجئ السبب المباشر لتقديم وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس استقالته في 20/12/2018.
كتب بولتون، عن رؤية العديد من المسؤولين الأمريكيين لمقاتلي (قسد) الذين دعمتهم واشنطن في الحرب على الإرهاب. واللافت أنَّ نظرة معظمهم لم تكن إيجابيّة إلى تلك القوات، أقله عند المقارنة بنظرتهم إلى تركيا.
بولتون نفسه لم يحب “قسد” لكنه، تخوّف من أن يؤدّي التخلّي عنها إلى دفعها باتجاه إيران وإلى تآكل ثقة حلفاء واشنطن بالأمريكيين. ووصف بولتون سياسة الدبلوماسيّ الأمريكي جيمس جيفري المحابية لأنقرة بأنّها “بلاءٌ مزمنٌ لوزارة الخارجيّة حيث يصبحُ المنظور الخارجيّ أهم من منظور الولايات المتحدة”.
ويذكر الكتاب، أنَّ بولتون دخل في صراعٍ مع ماتيس لأنّه ركّز على داعش عوضاً عن إيران، لكنّهما اتّفقا على ضرورة إبقاء الولايات المتّحدة جنودها في المنطقة.
وساهم الضغط الإعلاميّ الكبير على قرار ترامب بتغيير الصورة، فاتصل ترامب للمرة الثانية مع أردوغان وقال: إنه يؤيّد وجودَ الجيشَ التركيّ بالمنطقة “طالما أنّه يهاجم داعش لا الكرد”. ووسط هذا التذبذب، تدخل رئيس هيئة الأركان حينها الجنرال جوزف دانفورد لتدوير الزوايا، قائلاً إنّه لا يزال بحاجة لبضعة أسابيع كي ينهي الحرب على “داعش”.
وكتب بولتون أنَّ ترامب تجاهل تحذيرات نظيره الفرنسيّ إيمانويل ماكرون حول مصير الحرب على داعش. وأعلن أن تركيا ستتكفّل ببقايا التنظيم فردَّ ماكرون بالقول إنّ “تركيا كانت مركّزة على مهاجمة الكرد، وستقيم تسوية مع داعش”. وقال بومبيو أيضاً إنّ “أردوغان لا يهتمّ بداعش”.
وذكر بولتون أنّ أردوغان سعى إلى تطمين ترامب حول النظرة الإيجابيّة المتبادلة بين الكرد وتركيا قائلاً إنّ مشكلة أنقرة هي مع “حزب العمال الكردستاني” و”حزب الاتحاد الديمقراطيّ” و”وحدات حماية الشعب الكرديّة” التي لا تمثل الشعب الكرديّ. وقال بولتون: “لقد سمعنا كل ذلك من قبل، وكان ذلك البروباغندا المعيارية لنظام أردوغان”.
وقد رفض أردوغان استقبال بولتون في 8/1/2019 بسبب تصريحاتٍ أدلى بها وقوله إنَّ “على أنقرة الموافقة على حماية حلفاء واشنطن الكرد في سوريا”.
يرى بولتون أنّ جيفري وفريقه أمريكيون يعملون من وجهة نظر تركيّة، أصبحت تقود مصالحهم وتحثّهم على الدفاع عن تصرفات حكومة أردوغان. ووفقاً لرواية بولتون، قبل أن يجتمعَ الوفد الأمريكيّ بالتركيّ في أنقرة، قدّم جيفري “خريطة ملونة لشمال شرق سوريا، تظهر أجزاء اقترح السماح لتركيا بأخذها وما يمكن أن يحتفظ الكرد به”.
خلال العدوان التركيّ على شمال سوريا كان بولتون خارج منصبه وكان الانسحاب الجيش الأمريكيّ بصيغة إعادة تموضع، وتجنب الاشتباك مع القوات التركية واقتصر على حراسة حقول النفط.
صفقة برونسون مقابل غولن
اعتقلت تركيا القس الأمريكيّ أندرو برونسون بتهمة التجسس والقيام بأنشطة إرهابيّة في 7/10/2016، وطالبت إدارة ترامب أنقرة بالإفراج عنه، إلا أنّها قوبلت بالرفض، وكانت تلك المرة الوحيدة التي انزعج فيها ترامب من أردوغان. وأدركتِ الإدارةُ الأمريكيّة أنَّ أردوغان يساوم على قضية برونسون، فعندما طالبت واشنطن عام 2017 بالإفراج عن القس، ردَّ أردوغان بعرضٍ يقضي بمبادلته بالداعية فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة.
كان إصرارُ ترامب على إطلاق سراح برونسون واستقباله في البيت الأبيض له أهدافٌ انتخابيّة، فقد فاز في انتخابات 2016 بفضلِ أصواتِ أتباع الكنيسة الإنجيليّة التي يتبع لها برونسون، فهم أكبر كتلة انتخابيّة بالبلاد ويمثلون نحو 26% من الناخبين الأمريكيّين وهم قاعدةُ الدعم الأساسيّة للمرشحين الجمهوريين منذ عهد رونالد ريغان.
ويقول بولتون إنَّ ترامب قال لأردوغان إنّه “صديقه الحميم وكل ما يطلبه منه هو إطلاق سراح برونسون”، لكن رفض أردوغان الاستجابة لرجاء ترامب أزعجه فقال لأردوغان خلال اتصالٍ: “إنّ مسيحيي الولاياتِ غاضبون من استمرارِ سجنِ برونسون ووصلوا لمرحلةِ الجنونِ”، فردَّ عليه أردوغان أنَّ مسلمي تركيا أيضاً وصلوا لمرحلةِ الجنونِ بسببِ الموقف الأمريكيّ، فقاطعه ترامب: إنّهم كذلك في كلِّ أرجاء العالم وهم أحرارٌ بذلك. وخرجتِ المكالمة عن السيطرةِ. وقال ترامب في أعقابها إنّ عقوباتٍ كبيرةً ستُفرضُ على تركيا ما لم يعدِ القس إلى الولايات المتحدة.
بتعثر جهود ترامب في إطلاق سراح برونسون فُرضت في 2/8/2018 عقوباتٌ على وزيري العدل والداخلية التركيين، وعبّر ترامب لبولتون عن عدم ارتياحه لهذه العقوبات لأنّ فيها إهانة لتركيا حسب رأيه وكان يفضّل زيادةَ التعرفةَ الجمركيّة على الوارداتِ الأمريكيّة من الحديد والألمنيوم من تركيا وهو ما جرى وتمّ الإعلان عنه لاحقاً وأعلن ترامب في 8/10/2018. والتي سرعان ما تمّ إلغاؤها في 17/10/2018 خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكيّ مايك بنس إلى أنقرة بعد إطلاق سراح برونسون في 13/10/2018.
ووفقَ بولتون فشلتِ الجهودُ الدبلوماسيّةُ في إطلاقِ سراح برونسون، وفي نهاية المطافِ كان ما يؤمنُ به ترامب في محله حول كيفيةِ التعاملِ مع أردوغان، وهي أنَّ الضغوطَ الاقتصاديّة والسياسيّة فقط كفيلةٌ بإطلاقِ سراحِ برونسون وبات ترامب أخيراً لا يمانعُ اللجوءَ إلى هذا الخيار، وتحوّل أردوغان فوراً إلى عدوٍ لدى ترامب بدلاً من أقربِ صديقٍ على الصعيد الدوليّ. والمرة الوحيدة التي شعر فيها ترامب بالغضب من أردوغان كان بسببِ القسِ برونسون
اعتقال ضرّاب والورطة العائليّة
اعتقل الأمن التركيّ رجل الأعمال التركيّ- الإيرانيّ رضا ضراب مع متهمين آخرين في إطار عمليات الفسادِ والرشوةِ والتزويرِ وتبييضِ الأموال نهاية عام 2013، لكنّ أردوغان أغلق القضية قبل انتهاءِ المحاكمةِ بشكل طبيعيّ، وأُفرج عن المتهمين، ووصف الدعوى بأنّها “محاولة انقلاب للإطاحة بحكومته” آنذاك.
في 21/3/2016، ألقتِ السلطاتُ الأمريكيّة القبضَ على ضرّاب، بتهمةِ استخدام النظام الماليّ الأمريكيّ للاحتيالِ على العقوباتِ المفروضة على إيران بقرار مجلس الأمن 1737. واتهم أردوغان فتح الله غولن بالوقوف وراء الدعوى ضدّ البنك وأنّها جزءٌ من مؤامرة ضده، وألحَّ على الجانبِ الأمريكيّ إغلاق الملف وإسقاط الدعوى.
اعتقال ضراب المفاجئ في أمريكا صدم الشارعَ التركيّ والدوليّ، نظراً لعلاقاته الوطيدة والمكشوفة مع إدارةِ أردوغان، وعلاقاته الدوليّة بسبب كونه تاجر ذهب دوليّاً له علاقات تجاريّة مع أغلب دول المنطقة. كان التحقيق الذي كان يجريه مكتب النائب العام بريت برارا بالمنطقة الجنوبيّة في نيويورك حول نشاط البنك يهدد أردوغان وأفراد من أسرته لاستخدامهم البنك لأغراضٍ خاصة وزادتِ الخطورة بتولي صهره بيرات البيرق وزارة المالية”.
كان أردوغان مهووساً بقضيةِ التحقيق وخلال زيارة لواشنطن التقى أردوغان في 21/9/2016 بنائب الرئيس الأمريكيّ جون بايدن ودار الحديث حول سبل الإفراج عن ضراب وإقالة النائب العام بريت برارا، وطلبت زوجة أردوغان من زوجة بايدن المساعدة بهذا الصدد. وبعد شهر زار واشنطن وزير العدل التركيّ بكر بوزداغ والتقى وزيرة العدل الأمريكيّة لوريتا لينش ودافع عن قضية ضرّاب وطالب بالإفراج عنه.
في 20/1/2017 أدّى ترامب القسم رئيساً للولايات المتحدة، فغيّرت أنقرة بوصلتها، وزادتِ الحملةُ لإنهاء عملية محاكمة بنك خلق وترحيل فتح الله غولن. وفي 24/2/2017 اتصل رودلف دبليو جولياني محامي ترامب الخاص بالنائب العام الأمريكي بريت برارا ليقول إنّه مسافر إلى أنقرة ليمثل ضراب. وبحسب بيان جولياني المقدم للمحكمة الفدراليّة فإنّه كان يضغطُ على وزارة العدل “التوصل إلى نوعٍ من الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا” لتقوية “مصالح الأمن القوميّ الأمريكيّة”.
عزل ترامب النائب العام بريت برارا في 11/3/2017 إلا أنّ التحقيق في بنك خلق استمر بإشراف جيفري بيرمان النائب العام الجديد، وهو ما أغضب ترامب. وظل برونسون في السجن، وأراد ترامب الإفراج عنه، ويكتب بولتون أنّ أردوغان كان “يريد إلغاء التحقيق في بنك خلق، ولم يكن هذا ممكناً بعدما تعمق المحققون في عمليات التلاعب للبنك”. وأراد ترامب إطلاق سراح برونسون ولم يحب فكرة تهديده ولهذا أعلن عن نيته لمعاقبة تركيا. وهنا دخل على الخط كوشنر، وبحسب بولتون فقد اقترح نائب الرئيس مايك بنس أن يقوم كوشنر بالحديث مع وزير المالية بيرات البيرق وهو صهر أردوغان.
وبحسب بولتون “أخبرت وزير الخارجية مايك بومبيو وزير الخزانة ستيفن منوشين عن قناة الأصهار الجديدة فانفجر كلاهما”.
سأهتمُّ بالأمر
في 1/12/2018 التقى ترامب وأردوغان على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين وسلم أردوغان ترامب ملفاً أعدّته شركةُ محاماة أمريكيّة تمثل بنك خلق تؤكّدُ فيه على براءته من التهم الموجّهة له في الولايات المتحدة. وقلّب ترامب صفحات الملف سريعاً وقال لأردوغان إنّه متأكد تماماً من براءة البنك من تهمة انتهاك العقوبات الأمريكيّة على إيران. واستفسر ترامب من مرافقيه عن إمكانيّة الاتصال بالقائم بأعمال وزير العدل الأمريكيّ جيرالد ويتيكر حول هذه الدعوى فتجاهل بولتون طلب ترامب. وأكّد ترامب أنّه “سيهتم بهذا الأمر” مضيفاً أنَّ المحققين في المنطقة الجنوبيّة ليسوا جماعته بل الموالين للرئيس السابق باراك أوباما، وأنَّ القضية ستحلُّ عندما يتولى أنصاره هذا المنصبَ لاحقاً.
ويعلّق بولتون على كلام ترامب بأنّه “هراء” لأنَّ المدّعين العامين في الولايات المتحدة هم موظفون تابعون لوزارة العدل وكانوا سيحققون في ملف بنك خلق بغضِّ النظر عن هوية الرئيس الذي يحتل البيت الأبيض. واستمر ترامب في الحديث أثناء اللقاء قائلاً: “لا أريد أن يحدث مكروهٌ لتركيا أو لأردوغان”. ويعلق بولتون على اللقاء بقوله: “لحسن الحظ لم يستمر طويلاً. فلا يمكن أن يسفر الغرام المتجدد مع حاكم مستبد آخر عن أيّ شيءٍ إيجابيّ”.
يرى المعلّقُ في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد أغناطيوس أنّ القصةَ التركيّة التي ظهر فيها الرئيس وهو يطمئنُ الرئيس أردوغان أنّه “سيتولى الأمر” في تحقيقٍ جنائيّ “هو أوضح دليل عن سوء تصرف الرئيس ظهر حتى الآن”. وهي قصة تربط ترامب ومستشاريه البارزين، مستشار الأمن القوميّ السابق مايكل فلين، محاميه الخاص رودلف دبليو جولياني، وصهره جارد كوشنر.