وقال وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح – أمام أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا (الجزء الثاني) المنعقدة خلال الفترة من 5 إلى 9 مارس الجارى فى عاصمة دولة قطر الدوحة ووفقا لبيان الخارجية الكويتية اليوم /الأحد / – إن المجتمع الدولي قطع شوطا كبيرا في سبيل نهضة البلدان الأقل نموا في سياق برامج العمل السابقة انطلاقا من باريس ووصولا إلى الدوحة، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم يأتي وسط العديد من الأخطار والتحديات وما خلفته الأزمات خلال السنوات الخمس الأخيرة من تداعيات باتت تهدد التنمية والأمن والاستقرار.

وأضاف وزير خارجية الكويت أن دولة الكويت تؤمن بالدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الإرادة السياسية والعمل المشترك في التعاطي مع القضايا والمسائل التي تمثل تحديات مشتركة لنا جميعا والتي أصبحت تهدد وبشكل ملموس أمن واستقرار العديد من دول العالم وشعوبها، مشيرا إلى أن الأزمات العالمية لا يمكن لدولة أو لمجموعة من الدول من التصدي لها وإنما تتطلب جهدا جماعيا وتسخير كافة الإمكانات وتغيير النمط المعتاد في التعاطي مع الواقع الحالي.

أكد أن بلاده تدرك بأنه على الرغم مما تم تحقيقه من تقدم خلال الأعوام الماضية إلا أنه لا تزال هناك حاجة ماسة لتلبية الاحتياجات القائمة والأولويات الخاصة لأقل البلدان نموا، لافتا إلى أن دولة الكويت منذ نشأتها دأبت على العمل وبإيمان وقناعة تامة على تشييد جسور التعاون الدولي ومد يد العون للدول التي تواجه أوضاعا خاصة في مجالات التطوير والتنمية وبما ينسجم مع احتياجات شعوب الدول النامية.

وتابع الشيخ سالم الصباح أن دولة الكويت مستمرة في دعمها للجهود الدولية الرامية نحو القضاء على الفقر وتخفيف عبء الديون والتصدي للآثار المترتبة عن تغير المناخ والكوارث الطبيعية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب الواقعة تحت النزاعات وتهيئة الظروف المناسبة لإعادة الإعمار والتنمية تلبية لاحتياجات ومتطلبات الأصدقاء والأشقاء، لا سيما الدول التي تواجه أوضاعا خاصة وإن هذه التحديات تدفعنا لزاما نحو وضع خطط أكثر مرونة وابتكارا واستدامة وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا للحد من تداعيات الظروف الحالية لتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة للبلدان الأقل نموا.

وأشار وزير خارجية الكويت إلى أنه انطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية العمل الدولي المشترك خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يشهدها العالم فقد ساهمت دولة الكويت في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية والدول الأقل نموا عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي امتدت مساعداته لأكثر من 152 دولة ومؤسسة حيث فاق حجم تلك المساعدات النسبة المتفق عليها دوليا حتى أصبحت الكويت في طليعة الدول التي تقدم المساعدات بالمجالات الإنمائية والإنسانية والإغاثية على الرغم من كونها دولة نامية.

وقال الشيخ سالم الصباح “إننا مدعوون هنا كل في موقعه لتوحيد الصفوف ومضاعفة الجهود ونعول بهذا السياق على الدول المتقدمة في لعب دور ريادي يساهم في خلق شراكة أكثر عدلا وتوازنا بالوفاء بالتزاماتها المتفق عليها دعما لمسيرة تنمية البلدان الأقل نموا واستكمالا للجهود التي بذلت نحو تحقيق التنمية تنفيذا لبرنامج عمل الدوحة في سياق نقل التكنولوجيا وتخفيف عبء الديون بما في ذلك تقديم المساعدة الإنمائية الرسمية وبما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وذلك في إطار شراكات إنمائية وتمويلية متسقة مع الأولويات الوطنية”.