السبت 30 نوفمبر 2024
القاهرة °C

المجتمع الإسلامي الكردستاني: فلنحشد كافة مواردنا وامكاناتنا لوقف النزوح والهجرة

الحدث – وكالات

لفت الرئيس العام للمجتمع الإسلامي الكردستاني، حافظ احمد تورهالي، الانتباه إلى الحاجات الملحة والمستعجلة لضحايا الزلزال مثل الخيم والحاويات، وقال:” فلنحشد كافة مواردنا وامكاناتنا حتى لا يضطر شعبنا إلى مغادرة أرضه وموطنه”.

وصرح حافظ احمد تورهالي، الرئيس العام للمجتمع الإسلامي الكردستاني، بأن حالة النزوح المؤقت بسبب الكارثة التي وقعت في كردستان، أمر طبيعي واعتيادي، ولكن ينبغي لهذا النزوح أن يكون باتجاه المدن الأخرى في كردستان، وقال تورهالي بأنه من أجل منع النزوح والهجرة واستمرارية تقديم المساعدات، ينبغي لهذا الأمر أن يتم على أساس التنظيم.

بعد الدمار الهائل الذي تسبب به الزلزال، اضطر ملايين الاشخاص إلى مغادرة اماكنهم وموطنهم، وفي هذا الصدد، تحدث الرئيس العام للمجتمع الإسلامي الكردستاني، حافظ احمد تورهالي، لوكالة فرات للأنباء وصرح بأن الخسائر الحقيقية للأرواح والممتلكات أكبر بكثير من الذي أعلن عنه، وقال أيضاً أن الأضرار والتأثيرات النفسية التي حدثت بسبب الزلزال، وصلت إلى مستويات عالية وخطرة، وأفاد تورهالي بأنه قد حدثت حالة نزوح مؤقتة بسبب الزلزال وقال بأنه بالتأكيد لا ينبغي لهذا النزوح أن يكون دائماً.

ولفت تورهالي الانتباه إلى أنه يمكن لهذا النزوح المؤقت أن يتم إلى المدن الأخرى في كردستان وأكمل:” يجب على المرء ألا يغادر وطنه أبداً، ويجب للأحزاب السياسية والمنظمات المدنية هناك أن تحذر من خطورة هذا الأمر وأن تقوم بتوعية الشعب حول هذا الأمر، ويجب تنظيم الوحدة الوطنية والتضامن على هذا الأساس، وأين ما اتجه شعبنا، سيضطر إلى بناء حياة جديدة، ينبغي التحدث عن مصاعب بناء حياة جديدة للناس، وسيكون منطقياً ومن الأسهل لهم أن يبقوا في أرضهم وأن يبنوا حياة جديدة عليها، ولكن التخلي عن أرض الآباء والاجداد سيتسبب بالكثير من الصعوبات الاقتصادية والنفسية، وبلا شكل ينبغي علينا تطوير علاقاتنا مع شعبنا على هذا الأساس”.

النزوح أمر طبيعي ولكن يجب عليهم العودة

وأفاد تورهالي بأن التكيف الاجتماعي والمشاكل الاقتصادية ستكون أكبر في المكان الذي يذهب إليه الناس وقال:” لهذا السبب، علينا أن نبني حياتنا على أرضنا، ذهابهم امر اعتيادي، ولكن يجب أن يعودوا، لا يمكن التخلي عن أرض الآباء والاجداد، فليكن هذا درساً لنا، تعالوا لنعد بناء حياتنا من جديد في وطننا، في الحقيقة عانينا الأمَرَّيْن بسبب الزلزال، وبإدراكنا أن الزلزال جزء من حياتنا، يجب علينا أن نبني حياة جديدة، ويجب علينا الوقوف بوجه أولئك الذين يجبروننا على النزوح والمهاجرة، ويجب أن نقول بكل شفافية للناس بأن التخلي عن أرضهم يعني الانقطاع عن جذورهم، من الصعب جداً على المرء أن ينفصل عن جذوره وأن يعيش من جديد، ستنتهي حياته، أولئك الذين انفصلوا عن جذورهم يعانون من آلام مريرة جداً، لان المرء لا ينفصل من اقتصادياً فقط، بل ينفصل ثقافياً وروحانياً ومعنوياً أيضاً”.

من الأهمية بمكان تطوير مشاركة العلم والمعرفة داخل المجتمع

ولفت تورهالي الانتباه إلى أهمية الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية وصلتهم بالمجتمع من حيث موضوع النزوح والعودة، وقال:” يجب أن نعمل على أساس تلبية الاحتياجات الرئيسية لتشييد أماكن إقامة مؤقتة هنا، يجب علينا تأمين الاحتياجات الملحة والمستعجلة لشعبنا مثل الخيم والحاويات، ويجب علينا حشد كافة إمكاناتنا حتى لا يضطر شعبنا إلى مغادرة أرضه وموطنه، هذا عمل لا يمكن اتمامه خلال شهر واحد، هذا عمل سيستمر لفترة طويلة، وقد لا تلتئم هذه الجراح لسنوات، من المهم مشاركة العلم والمعرفة داخل المجتمع، وبدلاً من مطالبة الدولة هنا وهناك، يجب على المجتمع أن يلتحم وأن يزيد من تضامنه، لدينا حاجة ملحة للتضامن الاقتصادي والمعنوي، يجب تطوير مستوى تقديم المساعدة وجعلها مستدامة، لأنه يتم استغلال ضحايا الزلزال الذين يضطرون للنزوح إلى المدن الأخرى، مثل زيادة أسعار إيجار المنازل، ضحايا الزلزال، منازلهم تدمرت، قلوبهم تحترق، فقدوا عوائلهم، فقدوا وجودهم ويبحثون عن منازل تأويهم، وبالمقابل، في ظل هذا الوضع المأساوي، أولئك الأخرون وجدوا لنفسهم فرصة ليحققوا أرباحاً اقتصادية، هذا أمر غير إنساني وغير إسلامي، ولذلك ندائنا لشعبنا هو أنه لا يجب إعطاء الأولوية لمثل هذه الأعمال التي من شأنها أن تلقي بظلالها على الإحسان والتضامن والوحدة في مجتمعنا، ولنحافظ على روح العمل الجماعي والتضامن التي ظهرت في الأيام الصعبة ولنستمر بتقديم المساعدة لشعبنا”.

تقديم المساعدة واجب إنساني

وقال تورهالي أنه يجب رعاية الأشخاص الذين نجوا من الزلزال وتلبية احتياجاتهم وقال: “حماية الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وغادروا موطنهم بسبب الزلزال، واجب اجتماعي وإنساني، يجب أن نساعدهم ماديًا ومعنويًا ليتمكنوا من تجاوز الْمَآسي الذي عانوا منها، وللأحزاب السياسية والمنظمات المدنية دور مهم في هذا الصدد، ويجب لمجتمعنا بكل أطيافه أن يتحد حول هذه الأحزاب والمنظمات ويساعد ضحايا الزلزال بمداواة جراحهم، لأنه عندما تقع مثل هذه الاحداث، فإنه تقع المسؤوليات على عاتق الناس أيضاً، ولذلك فلنتحمل مسؤولياتنا بأنفسنا، لقننا هذا الزلزال درساً مؤلماً، علينا توعية الناس حول هذا الأمر، لأنه في الزلزال الأخير، تم الكشف عن احتمالية كبيرة لوجود نوايا سيئة للمسؤولين”.

الأشخاص الجيدون قدموا المساعدات، والسيئون قاموا بعرقلتها

وقال تورهالي أن ردود فعل المجتمع كانت جيدة وقاموا بأفعال خيرية كثيرة وأنه يشعر بالسعادة لأن التضامن الاجتماعي وصل لمستويات عالية وأشار إلى أن الذين يعيشون في أوروبا قدموا المساعدات لضحايا الزلزال بشكل منظم وجيد وإن هذا الأمر مهم ويدعو للتفاؤل من أجل مستقبل مشرق.

وصرح الرئيس العام للمجتمع الإسلامي الكردستاني، حافظ احمد تورهالي، قائلاً:” قال الله تعالى لنا بأن نتحد بتأدية الاعمال الصالحة والجيدة، ومع وقوع هذه الكارثة، ظهر للعلن أن الأشخاص الجيدين تجمعوا لمساعدة بعضهم البعض، لأن الله تعالى حثنا على أن نتضامن ونتحد، وبنفس الوقت أيضاً، ظهر للعلن أن الأشخاص السيئين عرقلوا وأعاقوا تقديم المساعدات، وقال الله تعالى لنا ألا نتساعد على فعل الشر، ورأينا بأن المجتمع قد تجزأ إلى قسمين، أغلبية الأشخاص يريدون فعل الخير، ولكن رأينا أن البعض يريد العكس ويضمرون الشر”.

to top