وتُعد معدلات الأمراض السارية في أفريقيا مثل العدوى بفيروس العوز المناعي البشري والإيدز، والسل، والملاريا هي الأعلى في العالم، كما يتفاقم فيها عبء الأمراض غير السارية. فعلي سبيل المثال، تصل معدلات الوفيات المقيّسة بالعمر الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية في بعض البلدان الأفريقية إلى ثلاثة أضعاف المعدلات في بعض البلدان الأوروبية.
وعند نقاط وصول غالبية الناس إلى الخدمات الصحية، يكون للرعاية الأولية دور رئيسي في تقديم التدخلات الوقائية والعلاجية للأمراض السارية، وبالإمكان توسيع نطاق هذا الدور للتركيز على الأمراض غير السارية أيضاً، وذلك ضمن سياق الجهود المبذولة لتقوية النظم الصحية عن طريق تحسين تقديم الرعاية الأولية.
ويقدم الباحثون مقترحات لسياسات عملية تسعى لتحسين استجابة الرعاية الأولية لمشاكل المرحلة الصحية الانتقالية عن طريق: 1) تحسين البيانات حول الأمراض السارية وغير السارية؛ 2) تطبيق أسلوب منهجي لتحسين تقديم الرعاية الأولية؛ 3) إيلاء الاهتمام بجودة الرعاية السريرية؛ 4) دعم الاستجابة للمرحلة الصحية الانتقالية مع تعزيز النظام الصحي؛ 5) تعظيم الاستفادة من بيئة السياسات العالمية الملائمة.
ورغم أن هذه المقترحات تستهدف الرعاية الأولية في البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، إلا أنها تلائم سائر الأقاليم التي تواجه تحديات المرحلة الصحية الانتقالية. ويتطلب تطبيق هذه المقترحات عملاً من التحالفات الوطنية والدولية لحشد الاستثمارات اللازمة لتحسين صحة السكان في البلدان النامية في أفريقيا التي تمر بمرحلة صحية انتقالية.