الأحد 22 ديسمبر 2024
القاهرة °C

بايك: السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية تهدد الشرق الأوسط بأكمله – تم التحدث

الحدث – وكالات

تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، إلى معهد السلام الكردي، مقيّماً تهديدات الدولة التركية، وقال: “السلطة الحاكمة الفاشية التركية لا تهدد الكرد فحسب، بل تهدد الشرق الأوسط بأكمله”.

أجاب الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، على أسئلة المعهد السلام الكردي (Kurdish Peace Institute)، ونُشرت المقابلة باللغة الإنكليزية يوم أمس على موقع المعهد www.kurdishpeace.org  ، وجاء في المقابلة ما يلي:

يقترب موعد الانتخابات في تركيا، وبما أن الناخبين الكرد هم من سيحددون نتيجة الانتخابات، كما أن حكومة أردوغان من أجل زيادة دعمها لجأت إلى وضع ثقلها على الخط القومي القمعي ضد الكرد، وأن القضية الكردية ستكون الموضوع الرئيسي في الانتخابات، كيف تقيّمون الانتخابات، برأيكم، ما هي النتائج المحتملة للانتخابات، وماذا بإمكانكم القيام به في مواجهة هذه النتائح؟    

كما هو معروف بأنه في السادس من شباط ، وقع زلزالان قويان متتاليين في تركيا، ووفقاً لبيانات الدولة التركية ، فقد حتى الآن أكثر من 30 ألف شخص لحياتهم (حسب اليوم السابع من الزلزال)، لكن بحسب التقديرات، فإن عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم هو مئات الآلاف، كما أن الشعوب في تركيا ترى بنفسها فاتورة حرب السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية ضد الكرد وحزب العمال الكردستاني، ولهذا السبب ، تدفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك.

لقد رأينا باسم حركتنا أن الزلزال حدد أجندة الشعوب في تركيا، وكيف تسبب بالتدمير،لذلك ارتأينا أنه من الصواب أن نجري تقييماً جديداً للوضع، ونحن على ثقة، أنه ينبغي على الإنسان في هكذا أوقات قاسية وعصيبة التصرف بالسياسة والتحرك بما يتماشى مع الضروريات الأخلاقية والمشاعر الإنسانية، لهذا السبب، وكما نُشر في الصحافة، اتخذنا قراراً بإيقاف الأنشطة العسكرية، ولقد أعلنت هذا القرار شخصياً لجميع قواتنا وللرأي العام باسم الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، حيث إن قواتنا لن تقدم على القيام بأي أنشطة عسكرية في المدن الكبيرة بتركيا، وما لم تهاجم قواتنا التابعة للكريلا، فلن تقوم قواتنا العسكرية بأي نشاطات عسكرية، ومما لا شك فيه، إن موقف السلطة الحاكمة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في مواجهة قرارنا هذا، سيحدد اتجاه الأحداث.

أما بالنسبة للانتخابات، هناك احتمال كبير ألا تجري السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الانتخابات في الوقت المحدد، ففي الحقيقة، إن حزب العدالة والتنمية قد خسر، واعتقد أنه لم تجري في تاريخ تركيا أي أعمال فساد وسرقة ونهب كما هو الحال الآن، حيث إن جميع أبناء وأصهرة وبنات وأقارب أردوغان متورطون بأعمال الفساد والاستغلال ويتصدرون المشهد، كما أن المجتمع يعلم جيداً بهذا الأمر، وأصبح من الواضح بشكل ملموس أنه خلال 20 عاماً من حكم السلطة الحاكمة أي مدى أن السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية هي سلطة غير عادلة وانتهازية، والمجتمع على علم بهذا الأمر أيضاً، ويمكن القول بأن اقتصاد تركيا تقريباً على وشك الإنهيار، حيث بلغ التضخم إلى أعلى مستوياته في الـ40 العام الأخيرة، كما أن الفقر والبطالة في مستوى شديد، وفي الوقت نفسه، يستمر عدم الاستقرار السياسي في التفاقم، وعلاوةً على ذلك، فإن حزب العدالة والتنمية على خلاف مع السياسة العالمية الحالية، وقد تخاصم أردوغان مع الجميع من خلال عقليته العثمانية والعنصرية المتعصبة، لذلك، من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية سوف يسقط من السلطة في الانتخابات المقبلة.

ومما لا شك فيه، أن الزلزال سوف يشكل تأثيراً على الانتخابات، كما أن السلطة الحاكمة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تقيّم هذا الأمر حتماً، حيث إن النزعة القومية هي الحجة الوحيدة المتبقية لديها، وفي الوقت الذي يُترك فيه المجتمع يرزح تحت الجوع على جميع المستويات، وتجرب أعمال الفساد، وممارسة الضغط والقمع على المجتمع، فلن يقع المجتمع تحت تأثير دعاية النزعة القومية كما كان في السابق، ولا أعتقد أنه سيقدم الدعم للسلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية كما كان في السابق، ومن الواضح أن تحالف الكد والحرية في الانتخابات بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي HDP سيكون حاسماً في الانتخابات، كما أن تحالف الجمهور وأيضاً تحالف الأمة يعلمان بهذا الأمر جيداً، فبدون مساندة حزب الشعوب الديمقراطي، لن يفوز لا تحالف الجمهور ولا تحالف الأمة أيضاً، وحتى لو تم تأجيل الانتخابات أو لم تؤجل، فإن هذه الحقيقة لن تتغير، برأي، إن تحالف الكد والحرية سيدعم كل مرشح أو تحالف يظهر مقاربة إيجابية ومنسجمة للحل الديمقراطي للقضية الكردية وترسيخ الديمقراطية في تركيا، حيث ‘ن حزب الشعوب الديمقراطي HDP ومكوناته، سيقيّم هذا الوضع المهم والحاسم بمفهوم المسؤولية هذه، وحتى لو أجريت الانتخابات في موعدها، فإن حزب الشعوب الديمقراطي والقوى الديمقراطية في رأيي مستعدون لذلك الأمر، وكما هو معروف أن قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي هي على جدول الأعمال ومتصدرة للمشهد، وهناك احتمال كبير أن تقوم السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، كما أن السياسة الديمقراطية الكردية، وكذلك القوى الديمقراطية في تركيا على استعداد للمشاركة في الانتخابات وفقاً للأحداث المحتملة والبدائل والطرق المتخلفة؛ وأعلم بأنهم سوف يحددون نتيجة الانتخابات من خلال وضعهم الراهن.

تدعي تركيا أن حزب العمال الكردستاني يتواجد في شمال وشرق سوريا، وتقول بأن هذا الأمر يهدد أمنها، ولذلك تمهد لاجتياح بري جديد، ماهي طبيعة علاقاتكم مع شمال وشرق سوريا، كيف سيؤثر هذا الاجتياح المحتمل على المشهدين السياسي والعسكري للقضية الكردية؟

قبل كل شيء، وخلافاً لادعاءات تركيا، حزب العمال الكردستاني لا يستخدم سوريا أو شمال وشرق سوريا لتهديد أمن تركيا، وهذا الأمر برمته كذبة اختلقتها الدولة التركية، وتريد أن تخلق أعذاراً لهجمات الاحتلال والإبادة التي تشنها، حزب العمال الكردستاني توجه نحو شمال وشرق سوريا لحماية الكرد والعرب والمسيحيين والإنسانية برمتها من تنظيم داعش الإرهابي، في الحقيقة، حزب العمال الكردستاني دفع ثمناً باهظاً في محاربة تنظيم داعش، أبدى مقاومة عظيمة ضد التنظيم، كسر إرادة داعش وكسب النصر للبشرية جمعاء ضد التنظيم الإرهابي، وبشكل خاص وخلال عملية كوباني، اتضح بالوثائق والصور كيف أن سلطات حزب العدالة والتنمية AKP قامت بإيواء تنظيم داعش ودربته وسلحته ووجهته نحو الكرد وشعوب سوريا، وعلى أساس هذا الأمر والاقتناع به، كان أردوغان قد قال سابقاً “كوباني تسقط، على وشك السقوط”، ولكن بالمقاومة الفدائية لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب والمرأة ودعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كوباني لم تسقط، وعلى العكس تماماً، تم تحرير كوباني وتوجيه ضربة قوية جداً لتنظيم داعش الإرهابي الفاشي، وبعد هزيمة داعش، سحب حزب العمال الكردستاني قواته من شمال وشرق سوريا/روج آفا، ولم تبقى سوى مجموعة من رفاقنا المرضى، المسنين والمصابين هناك.

 

علاقتنا مع شمال وشرق سوريا/روج آفا مستمرة منذ قرابة النصف قرن، وبقي القائد أوجلان في سوريا لمدة 20 عاماً، وخلال 20 عاماً، التقى بالكثير من الأشخاص حوله، وعقد الاجتماعات، وأسس العلاقات، وأصبح ذو قيمة ومحل ثقة وإيمان كبيرين، ليس فقط بين الكرد في روج آفا، بل بين المجتمعين العربي والمسيحي أيضاً، وأظهرت المجتمعات العربية والمسيحية بنفسها هذه الحقيقة عبر جمع الملايين من التواقيع والمسيرات والتجمعات والاحتجاجات، ولذلك، علاقتنا مع شمال وشرق سوريا كانت ضمن هذا الإطار بشكل تام، واتخذنا من حماية الشعوب السورية من تنظيم داعش الإرهابي الفاشي والذي كان يتلقى الدعم من الدولة التركية، مهمة مشرفة بالنسبة لنا، ولذلك فإنه أمر طبيعي جداً أن يحب الكرد والشعوب السورية، حزب العمال الكردستاني ويقدموا الدعم له.

تهدد الشرق الأوسط برمته

الآن تهدد الدولة التركية بأنها ترى هذا الوضع كتهديد لأمنها، فبعد الهجمات التي شنتها على عفرين وسري كانييه وتل أبيض، تقول بأنها ستنفذ عملية برية ثالثة في شمال وشرق سوريا، وتبني حجتها هذه على ادعائها بأن “حزب العمال الكردستاني موجود في شمال وشرق سوريا”، ومثلما قلت، هذه أكذوبة، ديماغوجية، نحن ندرك جيداً اهداف الاحتلال للدولة التركية الفاشية، القائمة منذ العهد العثماني، وفي الأساس، يعتبر أردوغان نفسه كخامس الخلفاء العثمانيين، هذه هي معتقداته وحالته النفسية مبنية بالكامل على هذا الأساس، ويحقق أهدافه سواء الخفية منها أو العلنية، بالاعتماد على ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي، ويتصرف كطفل مدلل لحلفش شمال الأطلسي، يعتمد على حلف شمال الأطلسي ويلعب على التوازن بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ولا يعرف ماهية الحدود في هجماته على شمال أفريقيا وروج آفا-سوريا والعراق وجنوب كردستان، ولذلك، فإن سلطات حزب العدالة والتنمية AKP هي تهديد خطير، ليس فقط على الكرد، بل على الشرق الأوسط برمته، وبرأيي، هو يهدد السياسات العالمية أيضاً.

لن يفسحوا المجال أمام عملية احتلال جديدة

 

بالإضافة لهذه الحقيقة، إذا ما اختلقت الدولة التركية حججاً وأعذاراً جديدة للهجوم وبدأت بشن هجمة احتلالية جديدة في شمال وشرق سوريا، عندها يمكنني القول بسهولة أن نتائج وتأثيرات هذا الأمر ستقتصر على الكُرد وروج آفا فقط، وأعتقد بأن الهجمة الاحتلالية الجديدة التي تفكر الدولة التركية بشنها، لن تكون سهلة مثل الهجمة الأولى والثانية، ولن تكون ناجحة أيضاً، وبرأيي، تعلمت شعوب شمال وشرق سوريا دروساً هامة وكسبت نتائجً كبيرة، من العمليات السابقة، ويفهم من تصريحاتهم أنهم قاموا باستعدادات كبيرة لمواجهة هجمة احتلالية محتملة، لا يوجد شي أخر أمام الكرد إلا المقاومة الناجحة والمنظمة، وحتى إذا ما أرادوا الهجرة، فإنه لا يوجد أي مكان ليهاجروا أليه، أنا أؤمن بأن شعوب شمال وشرق سوريا بوعيهم وتجاربهم من العملية السابقة، لن يسمحوا أبداً بالاحتلال.

أي هجوم جديد.. سيكون تأثيره كبيراً

من الواضح أن أي هجوم جديد لدولة الاحتلال التركية على شمال وشرق سوريا، سيخلق ديناميكيات سياسية وعسكرية جديدة للكرد، أو سيكون له تأثير كبير على الوضع السياسي والعسكري الحالي، تقسيم وتجزئة كردستان إلى أربعة أجزاء، لا يعني أبداً عدم وجود الوحدة الروحية والعلاقات الاجتماعية والسياسية بين الكرد، ولذلك فإن أي غزو جديد سيؤدي إلى تقييم سياسي وعسكري جديد في كافة الأجزاء وبين الكرد كلهم، وسيخلق بحثاً مشتركاً وإرادة موحدة وموقفاً موحداً، وأيضاً، سيؤثر على الساحة الدولية ومن المحتمل أن تتقرب الإرادة والسياسة الدولية أكثر فأكثر من الكرد، باختصار، يمكن أن تُخلق إمكانات جديدة للمقاومة في كردستان، ولذلك عندما تحاول الدولة التركية القضاء على الكرد في روج آفا، فيحتمل أن تواجه مشكلة كردية أكبر، وأمام المقاومة العظيمة للكرد، يحتمل أن تنفذ منها الحلول، وكحل أخير، ستجبر على القبول بإرادة الحل للكرد.

لم تتلقى الدولة التركية حتى الآن “الموافقة” بشأن هجوم جديد من  الولايات المتحدة الأمريكية (DYE) وروسيا، وهما الضامنان لوقف إطلاق النار لعام 2019، لكنها تعمل بنشاط للحصول على الأذن، كذلك تحاول تطبيع العلاقات مع سوريا بهدف شن هجماتها على الإدارة الذاتية، كيف تقيمون موقف الولايات المتحدة وروسيا، ونهجهما تجاه الدولة التركية؟

أن لم أكن مخطئاً، لقد أبرمت روسيا اتفاقية مع الدولة السورية لأجل 50 عاماً، هذا يدل على أن العلاقات بين روسيا وسوريا إستراتيجية، ووفقاً للقانون الدولي الحالي، فقط للحكومة الروسية الحق في أن يكون لها قوة عسكرية على الأراضي السورية، فأن العلاقات بين روسيا وسوريا قوية على هذا المستوى، وجود القوة الروسية في البحر الأبيض المتوسط، تأثيرها على الشرق الأوسط من خلال علاقتها مع سوريا، بعقد مدته 50 عاماً،  لذلك دعمت روسيا سوريا بكل قواها وإمكانياتها،  دعمها عسكرياً واقتصادياً ودافع عنها في المحافل الدولية.

كما أرادات الولايات المتحدة تشكيل تأثيرها على سوريا من خلال مشروع تدريب وتسليح القوى الإسلامية المعتدلة، كان المشروع الأولي للولايات المتحدة هو تدريب هذه القوى الإسلامية المزيفة مع تركيا على أراضي تركيا، تسليحها وتجهيزها، ومع مرور الوقت، لم يتحقق هذا المشروع، لأنه كانت هذه القوى في الواقع تفتقد شخصيات وروح التضامن، لذلك، لم يثقوا بالولايات المتحدة الأمريكية على مستوى كاف، كانت العلاقات التي أقامتها الدولة التركية مع هذه المجموعات مختلفة تماماً، فهم قريبون أيديولوجياً من بعضهم البعض، لذلك، لم يكن هذا المشروع ناجحاً من جانب الولايات المتحدة، ناهيك عن ذلك، لا تزال الولايات المتحدة في شمال كردستان على علاقة مع بعض هذه المجموعات في إدلب والمناطق الأخرى، بعدما شكلت الولايات المتحدة علاقتها مع قوات سوريا الديمقراطية (QSD) أصبحت أكثر تأثيراً في سوريا، وأصبحت ذات أهمية، بالتأكيد كقوة تابعة لحلف الناتو، لها علاقات مع تركيا التي احتلت مساحة كبيرة في شمال سوريا.

والنتيجة التي ظهرت من ذلك، هي أن الوضع ومستقبل سوريا ستحدده روسيا ولن يحددونه بمفردهم، ولا يجب أن تحدده الولايات المتحدة وحدها، لا تزال المرحلة في هذا الإطار مستمرة بطريقة الصراع، الحرب، والمشاكل.

العلاقات الروسية-التركية هي علاقات مصالح

يمكنني تلخيص التقاربات الروسية والأمريكية في تركيا بهذا الشكل: في الحقيقة، دائماً ما وجدت المشاكل في العلاقات بين روسيا وتركيا،

كانوا دائماً مختلفين وبعيدين عن بعضهم فيما يتعلق بالسياسات في العالم والمنطقة، العلاقات بين تركيا وروسيا والسياسات بينهما هي في مجملها سياسات وعلاقات مصالح، تميل سلطات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية AKP-MHP إلى روسيا بالاعتماد على قوات منظمة إرغنيكون والحركة الاوراسية، ولكن في النهاية، ينظر إلى احتمالية انفصال تركيا عن حلف شمال الأطلسي، بأنها ضعيفة للغاية، وبهذه الطريقة، فإن تركيا تستخدم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، كأداة ضد الحلف إن صح التعبير، بعبارة أخرى، كي تتمكن تركيا من الحصول على المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فإنها تريد التذكير دائماً بأن روسيا هي البديل، بالتأكيد إن هذه سياسة تفتقد للمعايير، ومثلما تتقرب تركيا من روسيا، فإن روسيا أيضاً تتقرب من تركيا، أي أن علاقاتها مع الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية AKP هي علاقة مصالح تامة، حيث أنه ووفقاً لمصالح كل منهما، فإنهما بعيدتان كل البعد عن بعضهما في السياسات المتعلقة بالبحر الأبيض المتوسط، أسيا والشرق الأوسط وبالأخص في سوريا.

الولايات المتحدة الأمريكية تتجاهل كثيراً

الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً تتابع وتدرك ما تريد تركيا القيام به، تدرك ماهي البحوث التي تقوم بها وتعلم ماهي التكتيات السياسية التي تديرها، لأن تركيا عضوة مهمة في حلف شمال الأطلسي، ولذلك الولايات المتحدة الامريكية تغض النظر عن تصرفات تركيا كثيراً وتتأمل بالتقرب منها، وبالرغم من أن الكثير من الخطوات التي تقوم بها سلطات أردوغان لا تتناسب مع مصالح الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا، وبالأخص بقاء الولايات المتحدة الأمريكية بدون اتخاذ أي موقف، تجعل من سلطات حزب العدالة والتنمية أكثر غطرسة، وعلى هذا الأساس، تحاول سلطات حزب العدالة والتنمية الحصول على المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة وأوروبا.

كيف تقيّمون عملية التطبيع بين تركيا وسوريا؟

إن أردوغان والسلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يتعرضون للخناق من كل الأطراف، ولاسيما أنها بحاجة إلى هكذا أمر في المرحلة الانتخابية لتتنفس الصعداء، حيث إن أردوغان عالق في السياسة السورية، وإن لم يكن كذلك، لما كان انخرط في البحث عن التوافق مع سوريا، وينبغي على المرء تقييم وفهم هذا الأمر ما إن كان ينصب في دائرة الابتزاز ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أم لا، وعلاوة على ذلك، يتبيّن أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يريدان تصحيح العلاقات مع سوريا بسبب تضييق الخناق عليهما، وقد قدمت دولة أردوغان وحزب العدالة والتنمية الدعم اللامحدود حتى النهاية للمرتزقة الفاشيين لداعش وجبهة النصرة، حيث إن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في إدلب، التي لا تبعد سوى عدة كيلومترات قليلة عن حدود تركيا، والعديد من الحوادث المماثلة دليل على هذه الحقيقة، وعلى ما يبدو أن المرتزقة، الذين يبلغ تعدادهم عشرات الآلاف من الأشخاص، باتت تضغط على تركيا، أي أنهم باتوا يشكلون مشكلة لها، حيث إن السلطة الحاكمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية لا يمكنها التخلي عن هؤلاء، ولا تريد الاستمرار في استراتيجيتها بالكامل حول هذه الجماعات المرتزقة، طالما أنها تحتل جزءاً كبيراً من الأراضي السورية وتدعم هؤلاء المرتزقة، وطالما أنها لا تنحسب من الساحات المحتلة، سيكون من الصعب تطبيع العلاقات بين الدولتين السورية والتركية، وفي مقابل ذلك، كلما وطدت الدولة التركية علاقاتها مع سوريا، فمن الواضح أن عشرات الآلاف من المرتزقة المسلحين سيكونون بمثابة مشكلة كبيرة بالنسبة لتركيا، لذلك، فإن عمل دولة حزب العدالة والتنمية ليس بالأمر الهيّن، كما أن الدولة السورية لم تقدم الكثير من التنازلات لتركيا فيما يتعلق بهذا الموضع، لأن تركيا لا تحتل أرض سوريا فحسب، بل تسيطر عليها في ذات الوقت، وليس من الصواب أن يتوقع المرء قيام دولة ذات سيادة، أي الدولة السورية، بإقامة علاقة طبيعية مع تركيا في ظل هذه الشروط والظروف، وسيحاول أردوغان بدوره أيضاً إدارة المرحلة، أي تنفيذها حتى إجراء الانتخابات، كما أنه ليس من السهل عليه اتخاذ قرارات استراتيجية جديدة، وبغض النظر عن تقييمها من أي اتجاه، فمن الواضح أنها بمثابة مشكلة بالنسبة لأردوغان.

ما هو الحل المطلوب لمنع وقوع الحرب في شمال وشرق سوريا؟

بدلاً من تفكير المرء في إيجاد حل فقط في شمال وشرق سوريا، فإن الصواب هو أن يقوم المرء بالتفكير في إيجاد حل لسوريا بأسرها، لكن سوريا في وضع جرت فيها الكثير من التدخلات، ولا يبدو إيجاد الحل على المدى القريب بالأمر السهل، وما ينبغي أن يحدث، هو سوريا ديمقراطية وجديدة، أي أنه يجب أن تترسخ الديمقراطية في سوريا، حيث تدير مناطق شمال وشرق سوريا نفسها منذ أكثر من 10 سنوات من خلال نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهنا في هذا المكان، يواصل الشعب وجميع المعتقدات والثقافات حياتها بطريقة حرة وديمقراطية، وفي الواقع أيضاً، ينبغي حماية هذا الأسلوب للحياة الديمقراطية واعتراف الإدارة الذاتية الديمقراطية وبناءه، ولهذا السبب، يجب على الدولة السورية حتماً إجراء تغيير ديمقراطي، حيث إن القبول بالإدارة الذاتية السورية لن يُضعف سوريا، بل على العكس من ذلك الأمر، سوف تعزز سوريا ديمقراطية ويمنحها القوة أكثر فأكثر، فإن لم تترسخ الديمقراطية في سوريا، وإن لم تؤخذ الأحداث والتطورات التي جرت خلال السنوات الـ10 الأخيرة بعين الاعتبار، وإن لم يجري تغيير في العقلية، وإن لم يُخلق الوعي والإرادة الديمقراطية، فسوف يكون هذا الأمر بمثابة مشكلة بدون أدنى شك.

ومما لا شك فيه، إن شعوب شمال وشرق سوريا ستحمي الاعتراف بالإدارة الذاتية والحياة الحرة الديمقراطية، التي خلقتها بتضحيات كبيرة للغاية، لهذا السبب، يجب على جميع القوى التي تريد ترسيخ الديمقراطية في سوريا دعم المجتمعات والثقافات والمعتقدات في شمال وشرق سوريا، الذين يريدون العيش بطريقة ديمقراطية وحرة، وبالإضافة إلى ذلك، في سوريا التي تضم العديد من المعتقدات والثقافات والعديد من المجتمعات العرقية، نرفض أي نوع من النزعة القومية العرقية والعقائدية والثقافية، وإنطلاقاً من هذا الأساس، سنأخذ بعين الاعتبار بإيجابية كل أنواع المحاولات الرامية لإيجاد حل، وسنقدم الدعم لهذه الجهود الحثيثة.

أي وعد أعطيتموه للامتثال وفقاً للقانون الدولي وحماية حقوق الإنسان؟

إن حزب العمال الكردستاني تصرف على الدوام وفقاً لمعايير الحرب وأخلاقها، حيث وقعنا في التسعينيات، اتفاقيتين مع مجموعة نداء جنيف التابعة للأمم المتحدة، و كلتا الاتفاقتين موقعة من قِبل قوى غير حكومية وكذلك من قِبل الدولة نفسها، وتتركز الاتفاقية الأولى على عدم إشراك الأناس الصغار في العمر في الحرب، أما الثانية، تتمحور حول عدم استخدام الألغام المضادة للأفراد والألغام الأرضية، حيث تعهدنا بالتصرف والالتزام وفقاً لقوانين الحرب الدولية، وقد حرصنا دائماً على التصرف والالتزام بالاتفاقيات التي وقعنا عليها، لكن الدولة التركية تنتهك هذه الاتفاقيات بشكل يومي، وترتكب جرائم حرب أمام مرأى العالم بأجمعه، وترتكب الكثير من الجرائم المنافية للاتفاقيات الدولية، كما أن الدولة التركية تستخدم وضعها الاستراتيجي والجيوسياسي في هذا الصدد، وفي الوقت نفسه تظهر مزايا عضوية الناتو على جميع الاتفاقيات، وترتكب الجرائم ضد الكرد بكل السبل.

 

تصف الولايات المتحدة الأمريكية حزب العمال الكردستاني بأنه “منظمة إرهابية” وتقدم الدعم السياسي والعسكري للدولة التركية في حربها على الكرد، ماذا تقولون حول هذا الاتهام؟

قبل كل شيء، أريد أن أقول، إن وصف حزب العمال الكردستاني بأنه “منظمة إرهابية” من قبل الولايات المتحدة يعد ظلمًا كبيرًا، أنا اعتبر أن الحديث عن وجود منظمة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، هو ظلم كبير أيضاً، والولايات المتحدة الأمريكية تدرك جيداً بأن حزب العمال الكردستاني ليس تنظيماً إرهابياً، وحزب العمال الكردستاني هو تنظيم يقف بوجه كافة أنواع العنصرية، ويطالب بحياة حرة وديمقراطية لكافة الثقافات والمعتقدات والمجتمعات، وابتكر نموذجاً لهذا الأمر ويناضل بناءً على ذلك، وبالرغم من العمليات الكبيرة للإبادة والنفي التي نفذت وماتزال تنفذ ضد الكرد أيضاً، إلا أنها ما تزال تتصرف بهذه الطريقة، ويتم إنكار الكرد كشعب، حتى العصافير لديها لغة، ومع ذلك، فإنه لا يتم القبول بشكل رسمي باللغة الكردية، يتم رفضها كلغة، وهنا يطرح السؤال التالي، تجاهل شعب يبلغ عدده عشرات الملايين من الأشخاص، ورفض الاعتراف بلغته، كيف يبدو ذلك؟ يجب على المرء أن يفهم، وبالرغم من هذا الأمر أيضاً، فإن الشعب الكردي وبقيادة حزب العمال الكردستاني، يتقرب من الشعب التركي من خلال وعي الأمة الديمقراطية، ولذلك، هل من الممكن لحركة كهذه أن تكون إرهابية؟ وبالمقابل، الدولة التركية لم تتخلى عن ممارسة سياسات الإنكار والإبادة ضد الشعب الكردي منذ مئات السنوات، ولذلك ينبغي قول بعض الجمل والكلمات والقيام ببعض المحاولات إزاء هذا الأمر، وأريد أن أقول بوضوح أكثر: الدولة التركية تعتمد على حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تقوم بهذه التصرفات والأعمال.

هناك بعض الادعاءات بأن حزب العمال الكردستاني استخدم بعض التكتيكات التي تنتهك قوانين الحرب، كيف تريدون الرد على هذه الادعاءات؟

بقيادة حزب العمال الكردستاني، ناضلنا لمدة تقارب النصف قرن من أجل حرية شعبنا، وخلال هذه السنوات الطويلة وببعض الاستفزازات، ربما تم القيام ببعض الفعاليات المخالفة للوعي والقيم المعنوية والأخلاقية لحزب العمال الكردستاني التي لا نوافق عليها أبداً، وإذا ما قمنا بمقارنة هذه الفعاليات مع الأفعال التي تقوم بها الدولة التركية بشكل يومي، فإنها ستكون قليلة جداً مقارنة بها، ولكن بالرغم من ذلك، يمكنني القول أننا قمنا بالتحقيق في هذه الفعاليات والأحداث المخالفة لحقيقة حزب العمال الكردستاني، والتي تنتهك اخلاق وضمير وقانون الحرب، وحاسبنا مرتكبيها وقمنا بمحاسبتهم ، إنه ظلم كبير أن تتم مقارنة هذه الأحداث بالأفعال التي تقوم بها الدولة التركية، والدولة التركية التي حرقت وأفرغت الكثير من القرى، ونفت الملايين من الكرد قسراً، وبالإضافة لذلك فإنها تستخدم الغازات الكيميائية بشكل يومي، وقتلت آلاف الأشخاص تحت مسمى “حالات الموت المجهولة”، وارتكبت المجازر بشكل علني.

وكنت قد أوضحت أن الدولة التركية تحارب الشعب الكردي بأسلوب الحرب الخاصة، حيث ليس وارداً في قوانين الحرب والقوانين الدولية، حيث قامت بالعديد من المؤامرات والاستفزازات والمجازر ضد الشعب الكردي والعمال والوطنيين والنساء والشباب والمعتقدات والأديان وممثلو منظمات المجتمع المدني والسياسيين، حيث أنها حاولت اتهام حزبنا بالكثير من هذه الجرائم التي ارتكبتها، ومن اجل ذلك، اقترح القائد أوجلان بتشكيل لجنة البحث عن الحقائق، وطالب بأن تقوم هذه اللجنة بدون حيادية وبشكل مستقل لمعرفة من هو المحق ومن هو الباطل، من ارتكب جرائم ضد القوانين ومعايير الحرب، احترام الحقيقة يجب أن يكون بهذا الشكل، ولكن الدولة التركية لم تقبل قط باقتراح وآراء القائد أوجلان، كما لم تعطي فرصة لمحاولات ومواقف محايدة، بلا شك لأنها ارتكبت جرائم كبيرة منذ البداية وحتى النهاية وتتحرك بهذا الشكل، ولازالت تتصرف على هذا النحو.

أي تأثير يشكله الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للدولة التركية على الحرب والديناميكيات السياسية والاستقرار؟

إنها لحقيقة، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت ضد وجود الشعب الكردي ونضال الحرية دعماً عسكرياً ومادياً وسياسياً ونفسياً لا متناهي للدولة التركية، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت الدولة التركية قادرة على شن مثل هذه الحرب الطويلة الأمد ضد الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، ولما كانت قادرة على التصرف بهدوء وشن جميع أنواع الحروب وارتكاب جرائم القتل المنافية للقانون، نظراً لعدم المطالبة بمحاسبتها، ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والقوى الدولية وفي مقدمتهم الولايات

المتحدة الأمريكية قدموا دعماً كبيراً لها، حيث إن الجرائم التي ارتكبوها تستوجب مقاضاتهم بموجب قانون الحرب وجريمة الإبادة الجماعية، لكن لا أحد يطالب بمحاسبتهم، وقد رُفضت جميع المحاولات والطلبات المقدمة للمنصات ذات الصلة والمعنية بشأن هذه القضايا على الفور، وللأسف، تبيّن أن المصالح المشتركة للدول هي الطاغية مرة أخرى على حساب وجود وحرية الشعوب، ومازال هذا الأمر مستمراً.

إن يوم 15 شباط، هو اليوم الذي تم فيه تسليم القائد أوجلان عبر مؤامرة دولية إلى الدولة التركية واحتجازه في جزيرة إمرالي، وقد مر على هذه المؤامرة 24 عاماً، وفي 15 شباط، عندما تم تسليم القائد أوجلان إلى تركيا، كان هذا اليوم هو بمثابة يوم الإبادة السياسية للشعب الكردي، وهكذا نقوم بتقييمه، وأوضح القائد أوجلان أنه بإمكانه حل القضية الكردية من خلال الأساليب الديمقراطية، وتوجه نحو أوروبا، ورفض النظام الدولي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية مطالب ومحاولات القائد أوجلان لإيجاد الحل الديمقراطي، لهذا السبب، لم يقبله أحد لا في أوروبا و لا في أي مكان في العالم، وأصبح هذا الأمر بمثابة دعم للدولة التركية الفاشية في مواجهة الشعب الكردي، وهذا يعني أنه ستكون هناك حرب لا نهاية لها بين الكرد والأتراك وسيتحارب الشعبان ضد بعضهما البعض، لكن القائد أوجلان، وبعيداً عن كل أنواع النزعة العنصرية، طور نموذج الأمة الديمقراطية ومنع وقوع الكثير من المخاطر من خلال التعامل مع إيجاد حل للقضية الكردية وإرساء الديمقراطية في تركيا، وحتى بعد مرحلة إمرالي، ابتكر القائد أوجلان الكثير من الأفكار ووجهات النظر والمشاريع من أجل الحل الديمقراطي للقضية الكردية، وتعامل حزب العدالة والتنمية مع هذه المراحل على أساس تكتيكي، للأسف، لم تلعب كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة دوراً إيجابياً، ولم تمارسان الضغط على الدولة التركية، ولم تبديان نهجاً إيجابياً تجاه مقترحات إيجاد الحل للقائد أوجلان ووقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أقره لمرات عديدة، وبهذا الخصوص، أرى من الضروري إلى القول بشكل صريح؛ تسببت المؤامرة الدولية في أن يعيش الشعب الكردي آلاماً وتضحيات كبيرة، وإنه من حقنا ومن الضروري أن نطالب القوى التي شاركت في المؤامرة ودعمت الدولة التركية، بأن تأخذ على عاتقها مسؤولية تلافي أخطائها السابقة بعقلنية، وأن تقوم بدورها في إيجاد الحل، وينبغي على أمريكا أخذ مسؤولية هذا الأمر على عاتقها، فقد حان الوقت لإيجاد حل للقضية الكردية، فالقائد أوجلان يتمتع بالقوة الكافية على كافة المستويات، بحيث يمكنه القيام بالدور الميسر والإرادة الكبيرة، ولديه فرصة كبيرة للتوصل إلى إيجاد حل.

ان النظرة الذي توضح فيها بأنه إذا وجدت الولايات المتحدة حلاً سلمياً للقضية الكردية في تركيا، فسوف تفيد بشكل كبير الاستقرار والأمن الإقليميين، تحت أي ظروف ترغبون في دعم محاولة جديدة لحل تفاوضي؟ 

في رأينا، إنه تطور إيجابي يتم تحديده أيضاً في الولايات المتحدة، إذا تم حل القضية الكردية في تركيا بالطرق السلمية، فسيكون ذلك مفيداً لاستقرار المنطقة وأمنها، وان القضية الكردية هي في الحقيقة مشكلة إقليمية، يتعلق الأمر على الفور بتركيا والعراق وإيران وسوريا، وهي دول الشرق الأوسط الأربع، سيكون من الصحيح القول إن القضية الكردية ليست مشكلة إقليمية، بل مشكلة دولية، وعلى هذا الأساس، أستطيع أن أقول إنه بالنسبة لقضية الكرد، التي تم التدخل فيها كثيراً وهي مشكلة دولية، ستكون ذات قيمة كبيرة إذا كان هناك اتجاه نحو حل في الولايات المتحدة، حيث ان حل القضية الكردية سيحقق الديمقراطية والحرية في الدول الأربع، وسيؤدي إلى دمقرطة الشرق الأوسط، وسيؤثر ذلك على الساحة الدولية أيضاً، ولا يوجد حل عسكري للقضية الكردية، حيث ان الحل العسكري غير ممكن بالنسبة للدولة التركية أو حزب العمال الكردستاني، وشوهد هذا في حرب الأربعين عاماً، وان المشكلة تأتي وتعرقل الحل الديمقراطي، وان كل الديناميكيات السياسية في تركيا تتطلب هذا، وهو أمر ضروري.

أنتم تسألون، في ظل أي شروط سنكون مستعدين لدعم محاولة جديدة للتوصل إلى حل تفاوضي، حيث يمكنني القول بسهولة أنه إذا كانت هناك إرادة قوية في كل من الرأي العام التركي (حيث يتطور هذا الشيء) وفي الدولة التركية وفي الساحة الدولية، وخاصة في الولايات المتحدة، فإن الجانب الكردي سيطلب ذلك وسيكون مستعد له، كما ان القائد عبدالله أوجلان، هو الشخص الذي يتعمق أكثر في الحل، ويقدم وجهات النظر والتوصيات والأفكار والمشاريع، ويعلم الجميع أن القائد قال في تقييماته “أعطوني أسبوعاً وسأحل القضية الكردية وأنا مستعد لحلها”، ومن الواضح جداً أن القائد يريد هذا أكثر من أي وقت مضى، فلديه منظور وإرادة وعزيمة قوية، وإن المشكلة هي أن تظهر الدولة التركية هذه الإرادة والرغبة، وإذا تم تشكيل إرادة دولية للحل، فستحدث تطورات إيجابية، وفي هذا الإطار، يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لعب دور إيجابي.

ما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة التركية لإقناعكم بأنها جادة في السلام؟ 

لا يريد القائد عبدالله أوجلان أي شيء آخر غير الحل، وإنه يريد فقط أن يرى إرادة السلام والديمقراطية، ولا تحتاج الدولة التركية إلى اتخاذ خطوة كبيرة، كما إنني على قناعة بأنه إذا وضع الجانب التركي تفاهماته ومواقفه التكتيكية السابقة الخارجة عن النظام جانباً، وطرح بالفعل إرادة جادة من أجل السلام والحل والتقى مع القائد عبدالله أوجلان، فيمكنه الدخول في خط الحل، يمكن أن تتطور الرغبات والطلبات الثنائية وعملية التفاوض على هذا الأساس.

هل لديكم توقعات من المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، وماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ 

صحيح، نتوقع من المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، ويمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي فعل الكثير، كما يمكن لها والمجتمع الدولي التأثير على الدولة التركية أكثر من غيرها، وهناك أسباب واضحة لذلك، ولأن الولايات المتحدة تدعم الدولة التركية على كل المستويات حتى نهاية الحرب مع الكرد وحزب العمال الكردستاني، فلا توجد مشكلة ثقة بينهم في هذا الأمر، وكما شرحت، لا يمكن للدولة التركية أن تستمر في هذه الحرب لمدة 40 عاماً ضد معارضة الولايات المتحدة، ونحن والدولة التركية نعرف ذلك جيداً، وفي هذا الإطار، فإن دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مهم، وعليه أن يضغط على تركيا، ويشجعها على التخلي عن استراتيجية الحرب ومفهومها، والقبول بالحل الديمقراطي والسياسي، وإذا كان الأمر كذلك، فسوف يلعب دوراً مهماً جداً في الحل.

 

 

to top