الأربعاء 25 ديسمبر 2024
القاهرة °C

تحية لأم الدنيا مصر وعلمائها… رسالة ماجستير بجامعة مصرية بارزة تؤكد: دور حضاري مميز للكرد في تاريخ المنطقة.. وحضور مهم في دولة المماليك البحرية

الحدث – القاهرة

إضافة مميزة أخرى تضيفها جامعة دمنهور، قسم التاريخ والحضارة الإسلامية إلى المكتبة العربية بإعطائها درجة الامتياز لرسالة ماجستير تبحث دور الكرد في مرحلة هامة من تاريخ مصر والمنطقة أيام دولة المماليك البحرية.

ونالت الباحثة شيماء يعقوب رجب السيد طلبه، درجة الماجستير بامتياز عن أطروحتها المعنونة بـ “الكرد في مصر خلال دولة المماليك البحرية” من قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية شعبة التاريخ (تاريخ إسلامي)، وذلك بعد مناقشة استمرت قرابة الثلاث ساعات، للجنة الحكم والمناقشة التي ضمت: الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد علي مرجونة استاذ قسم التاريخ والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ-كلية الأدب – جامعة، مشرفاً ورئيساً والأستاذة الدكتورة تيسير محمد محمد شادي استاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية المساعد في كلية الآدب-جامعة دمنهور، مناقشاً والأستاذ الدكتور حسام محمود المتولي المحلاوي، استاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية المساعد في كلية الآدب-جامعة دمنهور.

وخلال المناقشة عرضت الباحثة نبذة عن الرسالة وموجز للفصول والأقسام، تطرقت فيها إلى الدور الحضاري الهام الذي لعبه الكرد في مصر خلال دولة المماليك البحرية من النواحي الإدارية والعسكرية والاقتصادية و الفكرية والفنية والزراعية.

وأشارت إلى أن دولة المماليك البحرية نشأت بجهود الكرد الذي توافدوا إلى مصر مع صلاح الدين الأيوبي والدولة الأيوبية، التي شملت معظم الأمصار الإسلامية حينها، بسبب عدم امتلاك المماليك للخبرات التي كانت لدى الكرد الذي أداروا الدولة الأيوبية الكبيرة. حتى يمكن القول أن الكرد شغلوا مناصب نواب السلطان وكذلك القضاة والولاة وقادة الجيش ومعظم وظائف البلاط الأساسية ومن الصحيح القول إن نجم الدين أيوب أسس ركائز الدولة المملوكية وذلك بجلب حوالي 1000 مملوك وتدريبهم وإيصالهم إلى مراتب عليا في الجيش والإدارة تحلوا بعد وفاة نجم الدين أيوب إلى قتل توران شاه وإقامة دولة المماليك.

وأكدت الباحثة في عرضها أن الكرد كانوا من المهتمين بالشؤون الفكرية والعلم في مصر أبان عهد المماليك البحرية.

وبيّنَت الباحثة الدور المميز للنساء الكرديات اللاتي كان لن جهود لا تقل عن الرجال، لافتة إلى ما قابلها من صعوبة لندرة المراجع التي تتطرق إلى الكرد في مصر في عصر دولة المماليك.

وحول السبب في اختيارها لموضوع رسالتها قالت الباحثة في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF إن اختيارها لهذا الموضوع جاء من منطلق اهتمامها بالكرد وحالة الغموض التي أحاطت بوجودهم في هذه الفترة المهمة من التاريخ وبعد أن كان حضورهم في الدولة الأيوبية طاغيا كون الأيوبيين كردًا، وكونهم بنوا دولة ذات بعد حضاري كبير.

وأوضحت أن جانب آخر يتعلق بالكرد كونهم فئة لديها جزء من الغموض حول تاريخها ووجودها، لاسيما فترة المماليك البحرية، والتي انجذب فيها المؤرخون إلى الأتراك (المماليك)، وأغفلوا الكرد رغم أهمية دورهم وتأثيرهم السياسي والحضاري ليس على دولة المماليك البحرية فحسب بل والجراكسة، وما بعد ذلك.

وقالت إنها لاقت صعوبة كبيرة في الوصول إلى المادة العلمية، خاصة إنك في مصدر كامل تصل إلى المعلومة كامنة بين السطور وذلك لأن دولة المماليك البحرية كان طابعها حربيا، سواء في مواجهة المغول أو الصليبيين، وكان الضوء في ذلك الوقت مُوجه نحو السلطة، وكان مؤرخي العصر أغلبهم مؤرخي السلطة والحاكم، ليتوارى الكرد بسبب ذلك عن الظهور في كتابات مؤرخي العصر.

وتُشير الباحثة إلى أن دور الكرد في هذه الفترة كان عظيمًا، وبرز حضورهم في كافة مناحي الحياة، سياسية كانت أو عسكرية، اقتصادية وعمرانية، فكرية وفنية، حتى أن المناصب المهمة كانوا يتبوأوها رغم أن المماليك كان لديهم تخوف واسع من إعادة أمجاد الدولة الأيوبية عبر الكرد، وبالتالي فكانوا يقيدون عليهم ولا يعطونهم الحرية الكاملة حتى لا يتحينوا الفرص وينقلبوا عليهم.

ولفتت إلى أن هذه الفترة جعلتها مشدوهة بحالة الكرد الذين ورغم كل تقييد عليهم إلا أنهم استطاعوا أن يخطوا لهم وجود مؤثر، بل وإن هذه الفترة برز فيها أعلام كُثر وأنها على طول الرسالة تقابلها شخصيات مُبهرة، جمعتها في الملاحق بجدول بأبرز الشخصيات الكردية في تلك الفترة وأهم المناصب التي تبوأوها وكانت المفارقة أن شخصية واحدة من كل هؤلاء تجدها تجمع بين مختلف المناصب الرفيعة، فقد برز الكرد في الفقه والقضاء والإفتاء، اللغة والنحو، الموسيقى والشعر، فبرز شعراء مؤثرين كان لهم دورهم البارز في نهضة الشعر الذي كان يعاني من مرحلة انهيار ليأتي الكرد ويسهموا في ازدهار الشعر كما أنهم كان لهم إسهاماتهم البارز أيضا في كافة النواحي.

وحول إذا ما كانت تواصلت مع شخصيات كردية خلال فترة إنجازها لرسالتها، قالت إنها لم تُساعدها الظروف بالتواصل مع أحد من الكرد خلال دراستها، إلا أنها في المناقشة سعدت بحضور أحد الشخصيات الأكاديمية الكردية، الكاتب والباحث أحمد شيخو. وفي الوقت نفسه قدمت الشكر للجنة الإشراف المكونة من الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد علي مرجونة أستاذ قسم التاريخ والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ-كلية الأدب-جامعة دمنهور، والأستاذ الدكتور عفيفي محمود إبراهيم أستاذ التاريخ- جامعة بنها، والإشراف المساعد والذين قدموا لها كل الدعم والتوجيه لإنجاز عملها وتصويب ما زل فيه قلمها في مسيرتها حتى إنجاز الرسالة.

 

to top