تمارس تركيا اليوم سلطاتها غير الشرعية وغير القانونية في حجزها للمياه عن سوريا والعراق، هذه الإجراءات التي تتبعها وبالرغم من إن العهود والمواثيق في العالم أجمع تنص على عدم استغلال أي من الموارد الطبيعية والمواد الإنسانية في حالات الحرب مع إن الحرب تشنها تركيا من جانبها وبشكل أحادي إلا إننا نرى بأنه لا التزام تركي في هذا المجال، لا بل يتم استخدام المياه كسلاح في الحرب التي تشنها تركيا على منطقتنا وتعلن على العلن وبوضوح عن عدم التزامها بأية معايير قانونية أو أخلاقية.
هذه الممارسات بغض النظر عن حجم المسؤولية المفقودة فيها إلا إنها دون شك تؤثر بشكل عملي على الكثير من المجالات منها القطاع الزراعي، الصناعي وحتى على التوزع البشري، المعتمد على قوته من الأنهار التي تتلقى مياهها من تركيا بشكل طبيعي؛ تندرج هذه الممارسات تحت بند الحصار الذي تمارسه تركيا منذ سنوات على شعبنا والمنطقة وكذلك تريد من خلال هذا الإجراء البحث عن آليات جديدة لتنفيذ مشاريعها الاحتلالية في سوريا والمنطقة.
كل التبعات السلبية التي تظهر بسبب هذه الممارسات على مناطقنا سواء من أزمة الكهرباء التي بدورها تؤثر على أداء المؤسسات الخدمية الأخرى، وبذلك يترتب على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أيضاً أن تكثف جهودها للبحث عن الحلول والعمل على تلافي المشاكل وتجنب التداعيات السلبية لأي أزمة كانت سواء الكهرباء، المياه، الكورونا، الوضع الاقتصادي، أي يجب أن تكون حاضرة، اذ لا يمكن الاكتفاء بإيصال حقيقة المشاكل التي تصادف الإدارة الذاتية إلى الشعب لا بل يجب البحث المستدام عن الحلول والبدائل الممكنة؛ لأن بنية الإدارة الذاتية هي هذا الأساس وهذا المبدأ.
في الوقت ذاته على شعبنا ألا يحصر المشاكل في الإدارة الذاتية فقط بمعنى أن الكثير من الأمور التي تؤثر اليوم بشكل مباشر بسبب نقص المياه ومصادرتها من قبل تركيا المسؤولة عنها هي تركيا؛ لذا يجب ألا ننسى المسبب الرئيس لهذه المشاكل. وهي جزء من الحرب التركية علينا..
أمام كل هذا علينا أن نتعاون مع الإدارة الذاتية في البحث عن الحلول ودعم الحلول التي تطرحها من أجل تفادي هذه المعضلات؛ كذلك لابد للعالم أجمع والدول الجارة خاصة العراق الذي يعاني من التبعات ذاتها بسبب سياسات تركيا وأيضاً المؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية أن يتخذوا مواقف حيال هذه التجاوزات التركية على القانون والأخلاق الدوليين، تجاهل التصرفات التركية يعني إطلاق يد الأخيرة في المنطقة وها نحن نلامس تداعيات الصمت العالمي الذي رافق الاحتلال التركي في سوريا لنكون اليوم أمام أطماع وتدخلات تركية في كل من سوريا والعراق وحتى القارة الإفريقية بالشكل المباشر الذي يتم في ليبيا وبشكل غير مباشر في مناطق أخرى مثل مصر وأثيوبيا وغيرها من الدول.
تركيا مصدر التهديد على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، تركيا تمارس كل صنوف الحرب لذا يجب توفر المسؤوليات في التصدي لكل ممارستها، ودور الوعي هناك كبير إذ يجب أن يكون حاضراً لأن تركيا تتقن الحرب الخاصة وتعرف كيف توجه بوصلة المشاكل كما تفعل اليوم في شمال وشرق سوريا من حجز للمياه بغية التأثير على الإدارة وخروج الأهالي في مناطقها بمواقف سلبية من الإدارة والمطالبة بحلول للمشاكل التي مصدرها الأساسي هو تركيا ذاتها. فمازلنا نعيش مرحلة مهمة من الثورة التي بدأها شعبنا في شمال وشرق سوريا- روج آفاي كردستان وأراد من خلالها البدء بمشروع نوعي؛ يجب أن نعلم بأننا مهددون لأننا لا نتشابه معهم وكل من حولنا يرفضون التنوع لذا إصرارهم على التماثل معهم سيبقى وبالتالي الهجوم علينا سيبقى.
لكن كل هذا يجب أن يكون مصدر قوة وعزيمة أيضاً ويجب أن نستمد من هذه الظروف قوتنا في المواجهة والنضال بشكل مستمر وألا نتجاهل الخدمات الضرورية اللازمة للعيش لكن كذلك لا نجعلها وسيلة لأن يتحكم بنا أي طرف لأنه يسعى دوماً لجعلها ورقة كي يتحكم بمناطقنا ويستعبد شعبنا.