الحدث – القاهرة
دعونا نبحث في طيات التاريخ عن منجزات العثمانيين واحفادهم الأتراك . ألا يستحق هذا الموضوع الوقوف عنده. انا استغرب بل واتعجب من صمت شعوب المنطقة وخاصة الشعب العربي كيف له ان يسمح للتركي باغتصاب أرضه وسرقة خيراته وجلب الآف من المرتزقة واسكانهم على أرضهم مثل المستوطنات الإسرائيلية، كيف للعربي أن يصدق مايقوله الغاصب التركي بحقه وبحق تاريخه ويغير فيه حسبما يشاء، يسوق التركي نفسه وكأنه هو من اسكن البشرية على هذه البقعة من الأرض وتركوا ورائهم عددا من أصولهم التركية فيها قبل أن يغادروها بضغط من الغرب. انه لشيء مضحك فعلا كيف يستطيع صياغة الروايات الكاذبة ويصدقها هو بنفسه بل ويصدقها الاخرين أيضا، لكني أعود واقول في قرارة نفسي هل تطئطئ قادة الشعوب رؤسهم خوفا ؟ ام مجاملة؟، وكيف يرضون بذلك و هم يشاهدون المجازر والفظائع التي يقترفها هذا الغازي الوحشي بحقهم وبحق شعبهم.
ماذا صنع الأتراك طيلة احتلالهم بلاد الشرق وشمال أفريقيا دعونا نبحث بالدقة ومجازا بالمجهر، هل حررو الشعوب من بأس حكامهم ام فعلوا العكس بهم دمروا بلادهم على رؤسهم واعدموا رؤسائهم شنقا او صلبا، هل نشروا ثقافة العدل والمساواة والعلم والطب ام عاثوا خرابا وفسادا أينما حلوا؟! بل ودمروا المعابد والمدن وجعلوها ركاما وجمعوا كل الكتب واحرقوها رموها في النهر لم يتركو اي أثر للحضارة والثقافة الإنسانية. فثقافة الأتراك هي إلغاء الآخر حتى و ان كان هذا الآخر هو اخ السلطان او ابنه او حتى حفيده، فطبيعة حياتهم مبنية على المكر والمؤامرات والحيل القاتلة تجاه الداخل اما تجاه الخارج فشيء واحد يطبق لا ثاني له وهو القتل والذبح.
من هنا أود الإشارة إلى التدخل التركي السافر في شؤون الدول المجاورة دون حياء من تاريخه الاجرامي صاحب المجازر والابادات الجماعية بحق الشعب الارمني والكردي والبونتس والقبارصة واليونان والاشور.
وهم من عملوا على وقف عجلة التطور والتقدم الحضاري لشعوب المنطقة وخاصة العرب وتفرقة شملهم، وتسببوا في المجاعة واقترفوا ابشع المجازر بحق الشعب اللبناني خاصة في الجبال المسيحية. وما ساحة الشهداء في بيروت الا دليل قاطع على إجرام الدولة التركية بحق لبنان وشعبه،، فكيف يجرأ ويتدخل مجددا في الشأن اللبناني مستغلا الكارثة التي اصابت بيروت وحاجتها للمساعدات،ولكن وقاحتهم واستعلائهم على الشعب العربي تجعلهم دون الحاجة لإخفاء مآربهم ووجهوا ندائهم للتركمان وكل من هو من أصول تركية للمجيء لاستلام الجنسية التركية، فهل هذا يصب في خانة المساعدات الإنسانية ام هي من صميم الأعمال التقسيمة او لتثبيت. نفوذه في لبنان لمنافسسة ومزاحمة إيران والسعودية مستغلا الوضع المتأزم في لبنان، والحروب الإقليمية. ولا ننسى الإشارة للتركمان المتبقين من الماضي بعد كسر وسحق اماراتهم من قبل العثمانيين وبقي العثمانيين يلاحقو نهم في كل حدود الإمبراطورية خوفا منهم ان يسترجعوا اماراتهم. وبقي التركمان مشردون ويعيشون في أماكن نائية شبه منسية وأغلبهم عاشو فقراء ومشردين. وكانت حكومات التركية المتعاقبة جميعها تسلك نفس النهج تجاههم. حتى جاء أردوغان وغير التكتيك وبدأ يعمل على نقاط الضعف وتسلل عبر عيوب السلطات في الدول المجاورة. وبدأ يبني مشروعه على المكون التركماني ووزع عليهم بطاقات الهوية اي الجنسية التركية واغرائهم بالمال وفرص العمل والاستشفاء. حتى وقعوا في فخه وبدأ يجندهم ويرسلهم إلى جبهات القتال وغزو بلدان جديدة على حساب دماء الاقليات الذين حولهم إلى مرتزقة. هكذا يستغل أردوغان التركمان في سوريا وكذلك في لبنان وفي نيته تاليبهم على باقي المكونات بل إنه يخطط باحتلال شمال لبنان باذرع التركمان والسنة من الاخوان المسلمين المتواجد ن في بيروت وطراباس وصيدا. ويمكن ان يفعل المخيمات الفلسطينية من حماس والجهاد الإسلامي، مستغلا الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب من غلاء المعيشة وارتفاع صرف الدولار مقابل الليرة، وافلاس عدد كبير من المؤسسات الصناعية والتجارية مما سبب في ازدياد عدد البطالة حيث صرف الكثير من الموظفين فجأة ودون تعويض. وهناك اصلاً أزمة سياسية منذ سنوات، المعارضة المتواجدة في الساحات يطالبون استقالة المؤسسات الثلاث ويطالبون بالتغير وهذا ما يريده التركي للبنان كي يسهل الاستحواذ عليه وبأقل خسارة.