شارك الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك، في البرنامج الخاص الذي بُث على فضائية ستيرك-TV، ولفت بايك الانتباه إلى اللقاء الذي أجراه القائد أوجلان مع عائلته بعد مضي 4 سنوات، وأوضح أنه من المهم تلقي التحيات والمعلومات من القائد أوجلان بعد سنوات عديدة، ولكن بعد أيام قليلة فُرض بحقه عقوبة انضباطية مرة أخرى.
وأشار بايك إلى أن الدولة التركية التي تواصل فرض نظام التعذيب والإبادة في إمرالي، ليس لديها هدف متمثل في حل القضية الكردية، وأعلن أنه لو كان لديهم هدف من هذا القبيل، لما أصدروا بحق القائد أوجلان عقوبة جديدة بعد إجراء اللقاء مباشرة.
وقيّم بايك الاستيلاء على بلديات آسنيورت وميردين وإيله وخلفتي على أنه بمثابة احتلال، وذكر أنه يتعين على الشعب تبني مكتسباته وبلدياته وقيمه وجهوده ومستقبله.
وفي معرض حديثه عن الانتخابات التي جرت في جنوب كردستان، قال بايك إن البارزانيين تعمدوا عدم تشكيل حكومة لكسب الوقت، وأعلن جميل بايك أن الحكومة الجديدة يجب أن تتكون من 3 بنود:
“1- يجب أن تقف الحكومة المزمع تشكيلها ضد سياسة التواطؤ مع العدو وضد الخيانة.
2 – يجب أن تقف ضد الاحتلال التركي، وترفضه وتطرده من أراضيها.
3- يمر الشرق الأوسط حالياً بفوضى عارمة، وستتغير الأوضاع، ويعد ذلك بمثابة خطر كبير وفرصة كبيرة على حد سواء بالنسبة للكرد، ولهذا، يجب تطوير الوحدة الوطنية، ويجب أن تقوم الحكومة التي سيتم تشكيلها على أساس وحدة الكرد”.
وأجرى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك، التقييمات التالية في المقابلة التي بُثت على فضائية ستيرك-TV:
* نريد أن نبدأ بأجندة رئيسية تعني كردستان والإنسانية، آلا وهي نظام التعذيب والإبادة المشدد الذي يُفرض على القائد أوجلان، حيث كان هناك نظام تعذيب وإبادة مشدد مفروض على القائد أوجلان منذ 43 شهراً، ولا يزال هذا النظام مستمراً حتى الآن، وبعد مضي 4 سنوات، حصل لقاء مع العائلة، وقال القائد أوجلان أن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً، ومما لا شك فيه أن أهدافه وأسباب نظام العزلة والتعذيب قد تم تقيّمها كثيراً، وفي مواجهة نظام التعذيب والإبادة، خاض الشعب الكردي وأصدقاء الكرد بقيادة الكريلا مقاومة عظيمة، كيف يمكن للإنسان تقييم هذا النظام الذي قال القائد أوجلان عنه “لا يزال مستمراً”؟ وحالياً، هو في أي وضع؟
في البداية، أودُ أن أعبّر عن احترامي للقائد أوجلان وارتباطي معه، فكما ذكرتم، لم يحصل أي لقاء مع القائد أوجلان منذ أكثر من 4 سنوات، ولم يكن أحد يعرف كيف كانت الحالة الصحية للقائد أوجلان، الآن حصل لقاء معه، ولقد تلقينا معلومات من القائد أوجلان، وأرسل القائد أوجلان تحياته، حيث أحدث هذا تأثيراً جيداً للغاية وخلق حالة من السعادة والسرور لدى الجميع، بالطبع، فإن تلقي المعلومات من القائد أوجلان بعد سنوات عديدة قد خلق حالة من السعادة والسرور لدى حركتنا وشعبنا وأصدقائنا على حدٍ سواء، وحتى بعد حصول ذلك اللقاء، قاموا بنشر بعض الأشياء السلبية من خلف الكواليس حول صحة القائد أوجلان، وقد نشروا ذلك بطريقة متعمدة، فالدولة التركية تنفذ سياسة في إمرالي، وهي تنفذ هذه السياسة ضد الشعب الكردي في شخص القائد أوجلان، لذلك، فإن الدولة التركية مسؤولة عن كل ما يحدث في إمرالي وأي نتائج تخرج منها، ولا يمكن لأحد أن يبحث عن مسؤولية أخرى خارجها، لأن الدولة تنفذ سياسة هناك، والدولة مسؤولة عن كل ما يحدث هناك، وقد قال القائد أوجلان أيضاً إن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً، وهذه العزلة لم تتطور كما في السنوات الأخيرة فقط، بل إن نظام إمرالي هو نظام قائم بالفعل على نظام العزلة والإبادة الجماعية، ويُطبق هذا النظام على الشعب الكردي في شخص القائد أوجلان، ولم تقم الدولة التركية فقط بتطوير هذا النظام، بل قام المتآمرون بالأساس بتطوير هذا النظام ولا تزال الدولة التركية مستمرة في ذلك، وهذه هي الحقيقة، وبعبارة أخرى، فإن نظام إمرالي، هو نظام التعذيب والإبادة المطلق، وهو نظام لأولئك دبروا المؤامرة ضد القائد أوجلان، فهم من أسسوا هذا النظام، وتركيا مستمرة فيه، وطالما أن نظام إمرالي موجود، فإن نظام التعذيب والإبادة سيستمر، ويتعين على الجميع أن يفهموا هذا الأمر هكذا، فمتى يزول نظام التعذيب والإبادة؟ بمجرد أن يزول نظام إمرالي، فسوف يزول نظام التعذيب والإبادة، وهذا كيف يزول؟ متى ما اعترفوا بالشعب الكردي على أنه بمثابة مجتمع، واعترفوا بالحقوق الطبيعية للشعب الكردي، حينها سيزول هذا النظام، وحينها سيتلاشى أيضاً نظام التعذيب والإبادة، وهذه هي الحقيقة.
والآن، ذهب البرلماني عمر أوجلان وأجرى اللقاء مع القائد أوجلان، ولكن تحت أي ظروف تم هذا اللقاء؟ لقد نشروا بعض الأشياء السلبية من خلف الكواليس حول الحالة الصحية للقائد أوجلان، وقام بإجراء اللقاء في ظل مثل هذه الظروف، وإذا كان تم إجراء اللقاء، فإن ذلك شكل ضغطاً على الدولة التركية بفضل نضال الحركة والشعب والنضال الجاري على الساحة الدولية، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التطورات التي تحدث في الشرق الأوسط، وعندما اجتمعت كل هذه التطورات، اضطروا إلى إجراء هذا اللقاء مع القائد أوجلان، ومع ذلك، وعلى الرغم من إجراء اللقاء، لم يُرفع نظام التعذيب والإبادة، وقال القائد أوجلان أيضاً أن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً، وقال “إنهم يريدون مني بعض الأشياء، إذا كانوا يريدون مني أن أقوم بدوري، فعليهم حينها أن يهيئوا الظروف، وإذا لم يتم تهيئة الظروف، فكيف يمكنني القيام بدوري”، وقال ذلك صراحةً، وبعد إجراء اللقاء مع البرلماني عمر أوجلان، أصدروا عقوبة بحق القائد أوجلان مرة أخرى، وهذه العقوبة ما هي إلا غطاء، أي أنهم طوّروا هذا الغطاء من أجل استمرار في نظام إمرالي ونظام التعذيب والإبادة، وهذه ليست فقط حكمة الدولة التركية، فمن شاركوا في المؤامرة وعملوا على تطويرها، منحوا هذه الحكمة للدولة التركية، لأنه في الماضي، كانت الدولة التركية قد طرحت بعض الحجج، وكانت تقول من خلال تلك الحجج أن اللقاء لن يتم، لكن هذا الأمر خلق مشاكل كبيرة للدولة التركية، وأعطاهم البعض الحكمة، وقالوا لها لا يمكن أن يسير الأمر هكذا، يمكنكم القيام ببعض الأمور من الناحية القانونية، ويمكنكم إصدار العقوبات من خلال المحاكم، وحينها سيكون الأمر قانونياً، وحينها يمكنكم تنفيذ نظام التعذيب والإبادة المطلق هذا، وهم ينفذونه بهذه الطريقة، وقد أدلوا ببعض التصريحات حول القضية الكردية، وبعد هذه التصريحات مباشرة أصدروا بحق القائد أوجلان غطاء العقوبة، على ماذا يدل ذلك؟ إنه يدل على أنه لم يكن لديهم أي نية لحل القضية الكردية، فلو كان لديهم هدف لحل القضية، لما أصدروا عقوبة جديدة بحق القائد أوجلان بعد إجراء اللقاء مباشرة، وهذا أيضاً واضح، فهم لم يكتفوا بفرض العقوبة، بل قاموا بمهاجمة روج آفا والاستيلاء على البلديات في تركيا وشمال كردستان، ولو كان هدفهم هو الحل، لما فعلوا مثل هذه الأشياء، وهذا يسلط الضوء على كل شيء، فهم لماذا يفعلون ذلك؟ لأن الدولة التركية تمر بأزمة، فالنضال الدائر والتطورات الجارية في الشرق الأوسط تخلق أزمة في الدولة التركية، وتريد الدولة التركية الخروج من هذه الأزمة، لكنهم ليسوا واضحين بشأن كيفية الخروج منها، فهم يحاولون الخروج من هذه الأزمة من خلال الإدلاء ببعض التصريحات، ولكن هذا غير ممكن، ويجب أن يرى شعبنا وأصدقاؤنا هذا الأمر، فلو لم تكن الدولة التركية في مثل هذا المأزق الكبير، لما طرحت هذه الأجندة، فما هو المطلوب منّا؟ ما نحتاج إلى القيام به هو كسر نظام التعذيب والإبادة، ونحرر القائد أوجلان جسدياً، فالحرية الجسدية للقائد أوجلان ستفضي إلى حل القضية الكردية، وعدا عن ذلك، محال أن يتحقق، ولذلك، سيتم تنظيم تجمع جماهيري حاشد في مدينة كولن في الـ 16 من الشهر الجاري، وهذا التجمع الجماهيري مهم، فنحن قد طورنا حملة وهذه الحملة أحدثت أجندة جيدة، وبناءً على ذلك، قدمنا بإطلاق حملة، ويُقام هذا التجمع الجماهيري على هذا الأساس أيضاً، لذلك، يتوجب على الجميع حضور هذا التجمع الجماهيري، ويجب أن يكون التجمع الجماهيري أكبر بكثير، وليس مثل التجمعات الجماهيرية السابقة، ومن الآن فصاعداً، يجب أن يشارك الملايين في التجمعات الجماهيرية، وهذا من شأنه سيضمن الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ومن ناحية أخرى، ما يتم القيام به من أمور فهي جيدة، ولكنها مقصرة، فالدولة التركية حالياً مضطرة للحديث عن الكرد والأخوة والمساواة وأشياء أخرى كثيرة، ونحن بحاجة إلى تطوير المزيد من الضغط وفقاً لذلك، وهذا هو المطلوب منا جميعاً، ولذلك، على جميع أبناء شعبنا أن يشاركوا في هذا التجمع الجماهيري بأطفالهم ونسائهم وشبابهم وكبارهم، ليس فقط الكرد، بل يجب أن يشارك في هذا التجمع الجماهيري أيضاً أصدقائهم، وسواءً كانوا أتراكاً أو أوروبيين أو اشتراكيين أو ديمقراطيين وكل من يريد الصداقة مع الكرد، أي، أنه يجب أن يُشركوا الجميع معهم في هذا التجمع الجماهيري، حتى يشكل هذا التجمع الجماهيري ضغطاً على الدولة التركية، ويمنع تركيا من الإقدام على الألاعيب، ويجبرها على التعامل مع القضية بالطريقة الصحيحة، فإذا تعاملت بالشكل الصحيح، فإن تلك القضايا ستُحل، ولقد حان الوقت لإخراج القائد أوجلان من إمرالي، ويجب على الجميع رؤية ذلك وخوض النضال وفقاً لذلك، وهذا هو المطلوب من الجميع.
* في الواقع، لقد أوضحتم الكثير من النقاط، وقد تم خلال مرحلة اللقاء الإدلاء ببعض التصريحات، وحصلت بعض التطورات في البرلمان التركي، وسوف نطرح الأسئلة حول هذه الأمور الواحدة تلو الأخرى، وقبل أن ننتقل إلى هذه المواضيع، على سبيل المثال، حضر أردوغان اجتماع الأمم المتحدة، ثم عقد اجتماعاً مع بهجلي بعد عودته، وفي وقتٍ لاحق، توجه بهجلي أيضاً إلى نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) في يوم افتتاح البرلمان وقام بمد يده ومصافحتهم، وهنا بالتحديد، أودُ أن أطرح هذا السؤال، على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات، إلا أنه تم الإدلاء بالتصريحات، هل هذه مرحلة جديدة أم حل أم مشروع أم هندسة اجتماعية؟ وما نريده هو شرح ذلك، وبالإضافة إلى ذلك، ما هي العوامل التي أوصلت الدولة التركية إلى هذه النقطة؟
لا أحد يستطيع تسميتها، لماذا؟ لأن القول شيء والممارسة العملية شيء آخر، فعندما لا يكمل القول والممارسة العملية بعضهما البعض، فلا أحد يستطيع تسميتها، ولهذا، لا يمكنهم تسميتها، بعبارة أخرى، هناك مقولة ويقولون: “حقيقة الناس هي ممارستهم العملية”، لم يقولوها عن عبث، فهل يمكن للمرء خداع الجميع بالقول؟ لكن في الممارسة العملية، مهما أردت أن تخدع لا يمكنك أن تنجح في ذلك، ولا يمكنك إخفاء الحقائق، فهي ستظهر حتماً، لكي يقولوا “الممارسة العملية تعبّر عن حقيقة الناس”، وحالياً، الجميع يرون ذلك، فخطابات أردوغان وبهجلي مختلفة، والممارسات العملية الناشئة مختلفة كثيراً، فهي على عكس ذلك تماماً، وهذا الأمر يخلق تناقضاً لدى الجميع، وما هي حقيقية ذلك أيضاً؟ هي ما يقومون في الممارسة العملية على أرض الواقع، فهؤلاء لا يمكنهم أن يقولوا: “الأمور التي تحدث في الممارسة العملية تحدث خارجنا، أنتم خذوا خطاباتنا كأساس”، لا أحد يأخذ هذه الخطابات كأساس، فهم يرون ما يبرز في الممارسة العملية ويأخذونها كأساس، ولهذا السبب، فإن ما يبرز في الممارسة العملية، لا يمنح الثقة لأحد، لذلك، لا يمكن لأحد أن يسميها، وحالياً، هذه خطة يتم تنفيذها، وإذا كانت تجري هذه الخطابات وتبرز هذه الممارسات العملية، فإنها تجري في إطار خطة، والآن، ما الذي تطرحه الدولة التركية أمامها؟ إذا تمكنت من تصفية حركة حزب العمال الكردستاني، واستكمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، وإذا تمكنت من تنفيذ السياسة العثمانية الجديدة، فإنها ستعزز سلطتها وهيمنتها في الشرق الأوسط، فهي تضع سياسة إمبريالية نصب عينياه، ولهذا السبب، أرسلت قواتها إلى ليبيا، وتسعى لتحقيق بعض النتائج في البحر الأبيض المتوسط، وكانت تريد تحقيق بعض النتائج في القوقاز، واتخذت العديد من الخطوات في هذا الصدد في كل من العراق وسوريا، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، أنفقوا كل ما تملكه تركيا من وسائل. ولكن مهما حاولوا جاهدين، لم يتمكنوا من الحصول على النتائج التي أرادوها، وأنفقت كل الإمكانات المتاحة لتركيا من أجل ذلك، لكي تتمكن من تحقيق هدفها المنشود، وعلى الرغم من أنها عملت بجد من ذلك، إلا أنها لم تحقق أي نتائج مرجوة، وقد أدى ذلك إلى خلق أزمة كبيرة في تركيا، وإذا كانت قد حصلت أزمة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن كافة النواحي في تركيا، فإنها نتاج هذه السياسة، لأنهم ظنوا أنهم سيحققون أهدافهم الإمبريالية بهذه السياسة، ولهذا السبب، أنفقوا كل ما لديهم، وعندما لم تتحقق أهدافهم، ما الذي حصل؟ ظهرت هذه الأزمات، وهذا الأمر بدوره، وضع تركيا في محنة ومأزق كبير، وبالإضافة إلى ذلك، يجري تنفيذ ما يُسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير في الشرق الأوسط، ومن الواضح من يقوم بتنفيذ ذلك الأمر، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل هم من يقومون بتنفيذه، وتزداد الحرب حدة في الشرق الأوسط يوماً بعد يوم، وهناك تغييرات تحدث في الشرق الأوسط، ولن يبقى الشرق الأوسط كما كان في السابق، وهذه التطورات بدورها تشكل أيضاً تأثيراً كبيراً على تركيا، حيث أن القائمين على مشروع الشرق الأوسط الكبير قالوا صراحة إن الخرائط ستتغير، وستتلقى الدول القومية الضربة، وتركيا أيضاً متخوفة جداً من هذا الأمر، فهي كانت تريد أن تحصل كل الأمور في الشرق الأوسط من خلالهم، لأنها دولة عضو في حلف الناتو ولديها أيضاً علاقات مع أوروبا، وقد كانت تحصل على القوة من هؤلاء حتى الآن، وبهذه القوة، كانت ترتكب الإبادة الجماعية ضد الكرد والشعوب الأخرى، وإنها تفقد ذلك الأمر، لأنه الآن، على الرغم من أنها عضو في حلف الناتو، إلا أن التطورات تجري في الشرق الأوسط بمعزل عن الدولة التركية ويتم إقصاء تركيا عن كل شيء، وهذا ما يضع الدولة التركية بالأساس في ورطة، لأنها تفقد الكثير من الأشياء التي لديها، فبالقوة التي حصلت عليها من حلف الناتو وأوروبا، كانت ترتكب إبادة جماعية ضد جميع الشعوب، وتطور هيمنتها في الشرق الأوسط، والآن، كل هذا يفلت من بين يديها، وتجري التطورات في الشرق الأوسط بمعزل عن تركيا، وهذا يخيف تركيا كثيراً، إنه يخيف الدولة والحكومة وكذلك الرأسماليين في تركيا على حد سواء، فقد تكاتف رأسماليو تركيا والجيش، وحزب العدالة والتنمية ليصبحوا قوة إمبريالية في الشرق الأوسط، وكانوا مؤمنين بذلك أيضاً، ولكن مهما فعلوا، لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وتلقوا ضربات كبيرة، وبرزت أزمات كبيرة، وهذا ما خلق لديها خوفاً كبيراً، ومن أجل التغطية على هذه الأزمات، أي دعاية لجأ إليها أردوغان؟ قال أردوغان ”إسرائيل خطر كبير علينا، وستأتي إسرائيل لمهاجمتنا، وتقسمنا وتقضي علينا“، ومع ذلك، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالجميع يعلم أن إسرائيل لن تهاجم تركيا أبداً، لماذا عمل على تطوير هذا الأمر؟ من أجل خداع الشعب وجذب الجميع إلى سياسته، ولقد أراد التغطية على جميع المشاكل القائمة في تركيا بهذه الطريقة، فتركيا لديها مشاكل خطيرة للغاية، والشعب على شك الانفجار، ويسعى للتغطية على هذه الأمور بهذا الشكل، فهو يحوّل انتباه الجميع إلى ماذا؟ يقول إن تركيا في خطر، وفي وقت من الأوقات، كانت تركيا قد أسست الإمبراطورية العثمانية، لكن تركيا كانت قريبة جداً من الزوال، ووفقاً لظروف تلك الفترة، بالكاد أسسوا جمهورية، والآن يطرحون هذه الخطاب، ويقول ”نحن العثمانيين كنا عظماء، وتم تقطيع أوصالنا، والآن هناك خطر إسرائيل، لذلك سنفقد الموجود لدينا“، حينها سيقوم الشعب كلهم بنسيان المشاكل ويدافعون عن الدولة، هذا ما يستندون إليه، حينها لن يتمكنوا من الخروج من هذه الأزمات، ويجري اتباع سياسة كهذه، والآن، هل ستسفر هذه السياسة عن نتائج أم لا؟ فعندما قالوا إننا إخوة، ونحن مسلمون، ونعيش معاً، يجب أن نحمي بعضنا البعض، كان لهذا السبب، لماذا لم يقولوا هذه الأشياء من قبل؟ فماذا كانوا يقولون قبل بضعة أشهر؟ كانوا يقولون: “سنقضي على حزب العمال الكردستاني، وسنكمل الإبادة الجماعية”، فما الذي جرى حتى يحدث مثل هذا التغيير فجأة؟ لقد وضع النضال الذي تم خوضه والتطورات الجارية في الشرق الأوسط الدولة التركية في أزمة كبيرة، ولهذا السبب هم في خطر وخائفون، إنهم خائفون من أنهم إذا لم يحصلوا على مساعدة من الكرد، فسوف يتلقون الضربات، وهذا ما يدفعهم إلى القيام بذلك، بعبارة أخرى، يريدون خداع الجميع مرة أخرى، إنهم يدبرون الألاعيب، وعلى أي حال، ألاعيبهم باتت مكشوفة في ممارستهم العملية.
هم من جهة يدلون بهذه التصريحات ومن جهة أخرى يريدون تقسيم والقضاء على الجبهات التي تواجههم وهنا قال القائد آبو في جملته الثانية “لدي القوة في الجوانب القانونية والسياسية، ويمكنني إنشاء أساس” وباعتباركم الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، فقد ذكرت أيضا أنك تقف خلف القيادة، محاور حل القضية الكردية هو القائد آبو وهو الذي سيدير المفاوضات ووقفت جميع الحركات الكردية وراء ذلك، لكن دولة الاحتلال التركي قالت أهذا هو المحاور، هذا ليس المحاور إنما يريد تجزئة البلاد، وكما ذكرت، فقد صدر قرار بحظر لقاء القائد آبو مرة أخرى لمدة 3 أشهر، ما هو هدفهم هنا وماذا يريدون أن يفعلوا؟
الآن أنَّ ما قلناه وما قاله القائد ليست أشياء جديدة، لقد كنَّا نُدلي بهذه التصريحات لسنوات، عندما كان القائد آبو في أكاديمية معصوم قورقماز، جاء محمد علي بيراند لإجراء مقابلة معه، ماذا قال القائد آبو حينها؟ قال: “أنا أبحث عن محاور” ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، من الواضح أن القائد آبو يريد حل القضية الكردية من خلال الوسائل السياسية والديمقراطية وقد ذكرت حركتنا ذلك مرات عديدة وقد ذكرت حركتنا وشعبنا مرات عديدة أن ممثلنا هو القائد آبو، القائد آبو هو من سيحل القضية الكردية ويتفاوض، لقد قيل هذا مرات عديدة.
ودولة الاحتلال التركي تعرف ذلك جيداً، ليس أنها لا تعرف، من يستطيع حل القضية الكردية، ليس القضية الكردية فقط، من يستطيع حل مشاكل تركيا والشرق الأوسط، القائد آبو يستطيع حلها، يعرفون هذا ولكنهم عن علم يروجون لبعض الخطب ويحاولون أن يبلغوا الرأي العام بأنه لا يعرفون مع من يحاورون من أجل حل القضية، أي أنه لا يوجد محاور بين الكرد ويقال هذا في الغالب للرأي العام العالمي.
إنها خداع وتضليل، لقد طرحوا عمداً الحجة القائلة بأن الكرد ليسوا أمة، ولا نعرف كيفية حل هذه القضية ويفعلون ذلك لإخفاء الحقيقة وفي الحقيقة كل شيء ظاهر والجميع يعلم أن القائد آبو يمثل الشعوب جميعاً، لقد ناضل من أجل هذا لسنوات عديدة ومن أجل هذا كان في إمرالي لسنوات ولهذا يستمر نظام الإبادة والتعذيب حيال القائد آبو، بهذه الطريقة يريدون خلط جميع الأوراق وتضليل الأخرين، أعني أنه لا أحد يعرف ماذا يريد هؤلاء وبموجب هذا يريدون تحقيق أهدافهم وإنهم يروجون لها.
عندما كانوا يحتفلون بالذكرى المئوية للجمهورية، حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، هدى بار، الخ وقفوا معا ورفعوا أيدي بعضهم البعض ووجهوا بذلك رسالة وعقدت هدى بار اجتماعاً مع البارزاني بعد ذلك وذهب أردوغان إلى الأمم المتحدة ثم خرج هو وبهجلي إلى الرأي العام وألقيا بعض الخطب وأدليا ببعض التصريحات وقاما ببعض الإجراءات، كل هذا يكمل بعضه البعض، إنهم يحددون ما يريدون القيام به وكيفية تنفيذ خططهم وهناك مقولة معروفة؛ عندما كان الاتحاد السوفييتي قوياً وكان له أنصار في تركيا، ماذا قالت الدولة؟ قالت: “إذا لزم الأمر، سوف نأتي بالشيوعية” هذه توضح حقيقة السياسة التركية ،فتركيا لا تتخذ من المجتمعات أساسا لها أبدا، بل تتخذ من نفسها أساسا، أي أنه إذا كان هناك شيء يجب القيام به، فإن الدولة ستفعله وهناك دولة وأمَّا المجتمع والشعب فهما غير موجودان وهذا ما يحدد عقليتهم وهذا يوضح أيضا نوع الدولة التي نواجها.
عندما كان أردوغان وبهجلي يتحدثان وظهر ذلك في الصحافة، ماذا قال البعض؟ وقالوا إن القضية الكردية لم تعد كما كانت من قبل والحل لن يكون كما كان من قبل وقد تم تطوير هذه التصريحات بحنكة ودراية، أي أننا سنحل القضية وقالوا إنه لا يوجد حزب العمال الكردستاني، ولا يوجد القائد آبو، ولا يوجد شعب كردي ولا يوجد أحد وإذا تم حل القضية، فسوف نحلها ونحلها كمشكلة خاصة بنا، ماذا يظهر هذا؟ يريدون تشكيل جبهة كردية موالية لهم، وأخبارهم بأنَّهم قد حلوا القضية.
لقد أرادوا خداع الجميع بهذه الطريقة وبهذا يريدون تجزئة من أمامهم وجعلهم غير فعالين، وضع الجميع تحت خدمتهم وإمرتهم، لقد قالوا هذا بكل وضوح و يقولون أنكم سوف تستسلمون لنا وسوف تقبلون بكل ما نقدمه لكم وذلك في حال تنازلنا لكم وإذا لم نتنازل فلن نقدم لكم شيء ويرتكز منطق حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على هذا المبدأ ومن يعارض ذلك يقولون لهم: “إنهم إرهابيون، خونة، يريدون القضاء علينا ولذلك يجب القضاء عليهم” وإنهم يتصرفون بهذا المنطق، وممارستهم مبنية على هذا المبدأ.
قال أردوغان بعد الهجمات على روج آفا، هنالك أخبار”بشرى” سارة في المستقبل القريب، السلطات العراقية جاءت إلى تركيا وتركيا تحاول الالتقاء بسوريا وفي هولير التقت المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وكما سيتجه هاكان فيدان إلى لندن لعقد الاجتماعات مع المسؤولين هناك، عندما يجمع المرء كل هذه الاشياء معا، فعلى ماذا يخططون ويعدون؟
إذا كانت دولة الاحتلال التركي تريد أن تلعب دوراً في الشرق الأوسط، فيتوجب عليها أولاً أن تحل القضية الكردية من خلال الوسائل السياسية والديمقراطية وحينها سيكون لها دور في الشرق الأوسط وعندما ينظر المرء إليهم من هذا المنظور، فليس لديهم مثل هذا الهدف أو النية، إنها لعبة وخداع وتضليل، أي أنَّهم يريدون القضاء على حزب العمال الكردستاني واستكمال الإبادة الجماعية للكرد، إنَّهم يريدون القضاء على كل الأشياء في المجتمع، وأن تصبح هذه الحكومة القوة الرئيسية في تركيا وتفرض هيمنتها على الدولة وبهذا الشكل لا يمكنها أن تضع مكانتها في الشرق الأوسط و قلت في حديثي، نحن في أزمة كبيرة، يريدون حل هذه الأزمة بهذه الطريقة ويتخذون من هذا الطريق أساساً لهم ولذلك يصرح أردوغان ويقول بأنَّ هناك بشرى سارة في هذا الشأن.
لقد أظهروا بشراهم في إسنيورت و ميردين وخلفتي وإيله ومن الواضح أنهم سيستمرون في هذه السياسة و ليس لديهم أيَّ هدف أو نية لحل القضية الكردية، إنهم يريدون احتلال مناطق جديدة في روج آفا وسوريا وبطريقة ما يريدون احتلال مناطق جديدة وينقذوا أنفسهم من الأزمة، هذا الشي غير ممكن ولن يخرجهم من الازمة، بل على النقيض من ذلك فسوف تتعمق الأزمة بشكل أكثر وكل هذا يحدث أمام أعيننا، لقد دعوا نيجيرفان برزاني إلى زيارة تركيا ولكنهم هم من ذهبوا إليه وفي هولير وتحت عنوان الاحتفال بالجمهورية، عقد كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وجهاز المخابرات التركي والسفير التركي ومن يُسمونهم بالمعارضة السورية اجتماعا، ما الهدف من هذه اللقاء وما هو هدفهم؟ ذهب السوداني إلى تركيا، وهاجمت تركيا روج آفا وشنكال وهاكان فيدان ذاهب إلى لندن و عندما يجمع المرء كل هذه الأمور معا، يرى أن هنالك إعداد خطوات لتطوير خطة.
الجميع على علم ودراية بأنَّ إنجلترا هي القوة الرئيسية في الشرق الأوسط وكردستان، إنها تحرك السياسة الرئيسية هناك وحتى قبل ذلك ذهب دوغان جوريش إلى إنجلترا وقالوا إنهم أعطونا الضوء الأخضر، بعد ذلك أحرقت القرى في كردستان واستهدفوا الشعب وعُذبوهم واعتقلوهم وطوروا أشياء كثيرة أيضاً، يجري حاليا تطوير مشروع في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وإسرائيل، ومن أجل ذلك يتوجهون إلى انكتلرا، إنهم يحاولون جر الساحة الدولية إلى جانبهم مرة أخرى، كيف ستفعل هذا؟ وإذا قاموا بحل القضية الكردية، فلن يكون لديهم مثل هذا الهدف، ماذا سيبقى غير ذلك؟ إنهم يريدون الحصول على إذن لمهاجمة روج آفا، لتكونَ قادرة على التدخل في روج آفا وسوريا ومن يركز على سوريا اليوم؟ إحداهما تركيا والأخرى إسرائيل والآن تعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل وتعرضت إيران لضربات عديدة ومن يبقى، تبقى إسرائيل وتركيا وكان أردوغان قد اعلن سابقا في اجتماع الأمم المتحدة عن خارطة، وأعلن نتنياهو مؤخرا عن خارطة وإحدى السياسات الإمبريالية تديرها إسرائيل، والأخرى تديرها تركيا وهذا الشيء واضح أمام أعيننا ويمكن للجميع رؤيته ويجب على شعبنا في روج آفا وشنكال أن يرى ذلك، فالخطر وشيك واعملوا من أجل وحدتكم وعززوها، عززوا وطوروا من دفاعكم المشروع وكذلك عززوا من قوتكم العسكرية لتكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسكم ضد المحتل وهذا هو المطلوب من شعبنا في روج آفا وشنكال وإذا لم تستعدوا لذلك فسوف تتكبدون خسائر كبيرة في هذا الاتجاه ونظرا لعقد هذه الاجتماعات، يتم تحديد الخطة وهذه الخطة هي روج آفا وشنكال ولذلك لا تتخلوا عن ذلك بل عززوا وطوروا تنظيمكم من دفاعكم المشروع وإذا عززوا أنفسهم في هذا الاتجاه، فإن دولة الاحتلال التركي سوف تدخل في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه وبذلك لن تتمكن من إنقاذ نفسها من الأزمة، وستكبر الأزمة وستؤدي إلى هلاكها وهذه هي الحقيقة.