الخميس 26 ديسمبر 2024
القاهرة °C

جميل بايك: “العمال الكردستاني” ما زال قوياً… وتركيا تستخدم الكيماوي ضدنا

الحدث – وكالات

أكد جميل بايك، الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، على ان الجيش التركي باستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة في هجماته “بأوامر من أردوغان شخصياً”، متسلّحاً بقناعته بعدم صدور أي موقف من الولايات المتحدة وأوروبا .

ونشرت صحيفة ” النهار العربي” في عددها الصادر اليوم مقابلة خاصة مع جميل بايك، الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ، قال خلالها “سبب العملية العسكرية التركية في كردستان العراق، منذ ما يزيد عن 6 أشهر، هي “محاولة الجيش التركي كسر المقاومة، وإبقاء حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على قيد الحياة … أن نصف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية ضد الكرد هي حرب قذرة خاصة وحرب نفسية. الآن هذه الحرب تشهد تصعيداً أكبر“.

كما اتّهم بايك، وحدات الاستخبارات التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني، بتوفير معلومات استخبارية لوكالة المخابرات الوطنية التركية (MIT)، التي تنجح بفضل تواطؤ وغض الطرف من  الحزب الديموقراطي الكردستاني في تجنيد بعض العملاء”، مؤكداً أن “الهجمات على مقاتلينا هي نتيجة لعلاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني بتركيا. ولا يمكن أن تحدث مثل هذه الهجمات ما لم تتعاون وكالة مخابرات الحزب الديموقراطي الكردستاني مع جهاز الاستخبارات التركي. ويشارك الحزب الديمقراطي الكردستاني تركيا في هجومها من خلال محاصرة العديد من مناطق مقاتلينا، ويخلق عقبات أمامهم للقتال بفعالية ضد الجيش التركي“.

واعتبر بايك أن “هولير (أربيل) ضعفت سياسياً، وأن علاقاتها القوية الوحيدة هي مع تركيا، وتجمعهما مناهضة حزب العمال الكردستاني”، نافياً “احتمال ملء الحزب الديمقراطي الكردستاني الفجوة الناشئة في المجتمع من موت الزعيم جلال طالباني“.

وبحسب بايك “لقد أثبتت مقاومتنا التاريخية في الأشهر الستة الماضية وجودنا وقوتنا بوضوح. في شباط (فبراير)، مُني الجيش التركي بالهزيمة غداة الإنزال الذي قام به في كارى (غارة). أردوغان شخصياً اعترف بالهزيمة في هذه العملية، عندما قال “لقد فشلنا”، نافياً قيام العمال الكردستاني بإخلاء مواقع له أو تسليمها للبشمركة أو الحشد الشعبي قائلاً “وجودنا القوي في قنديل معروف للجميع. يستمر وجودنا في المثلث التركي – الإيراني – العراقي“.

ورداً على سؤال عن علاقة حزبه بحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، وسط الاتهامات الموجهة الى الأخير بكونه جناح العمال الكردستاني السياسي، رأى بايك أن “أي حركة سياسية في تركيا لا تعادي حزب العمال الكردستاني وتناضل من أجل حرية الشعب الكردي يتم ربطها بحزب العمال الكردستاني. أولئك الذين يريدون حلاً للمشكلة الكردية في تركيا متّهمون أيضاً بتأييد حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن أن الأحزاب والدوائر السياسية والمثقفين والكتاب والفنانين الذين يريدون التحول الديمقراطي في تركيا متهمون بتأييد حزب العمال الكردستاني“.

وشرح بايك علاقة حزبه بحزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية في سوريا بالقول “حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) هو حزب تبنى فلسفة ريبر (القائد) آبو (عبد الله أوجلان) وخطه الأيديولوجي. وقد أُسّس بالفعل على أساس 20 عاماً من عمل القائد عبد الله أوجلان في سوريا ولبنان وروج آفا. لا أحد يستطيع أن يسأل أي حزب لماذا تتبنى هذه الأيديولوجية”. لكنه أوضح أنه “ليست لدينا علاقة عضوية بحزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية. لكن نظراً لكون حزب الاتحاد الديمقراطي حركة كردية في غالبه وهناك كرد في الإدارة الذاتية، فلدينا تقارب طبيعي. من ناحية أخرى، كان العديد من قادة قوات سوريا الديموقراطية في حزب العمال الكردستاني من قبل. عندما اندلعت ثورة روج آفا، أرادوا أن يخوضوا صراعاً سياسياً وعسكرياً في روج آفا وسوريا. لقد اعتبرنا ذلك طبيعياً. هذا هو مدى علاقاتنا“.

وحول علاقة الإدارة الذاتية المتذبذبة بموسكو، رأى بايك أنه “ليس هناك أمر طبيعي أكثر من أن تقيم الإدارة الذاتية علاقات بأي سلطة سياسية لا تهاجم الكرد أو ترفض الشعب الكردي. كما لا شيء يمكن أن يكون أكثر طبيعية من وجود علاقات بروسيا. نحن نعلم أن كلاً من حزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية تربطهما علاقات بروسيا. قد تكون هناك انتقادات لروسيا، لكننا لا نعتبر الاتهامات واللغة الهجومية لهجة صحيحة. كانت علاقاتنا بروسيا في بعض الأحيان غير مباشرة ومباشرة في أحيان أخرى. وهي تختلف بحسب علاقات روسيا بتركيا. المشكلة الكردية تؤثر في الشرق الأوسط بأكمله. من وجهة النظر هذه، قد يكون من الممكن أن تكون لنا علاقات بكل قوة لها علاقة بالشرق الأوسط، أو أحياناً مواجهتها حتى. ليس لدينا نهج سلبي تجاه روسيا أو أي دولة أخرى. ومع ذلك، هناك دول لديها موقف سلبي تجاهنا بسبب علاقتها بتركيا. لهذا السبب لدينا مشكلات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية“.

ووصف بايك علاقة حزب العمال الكردستاني بسوريا “والشعبين الفلسطيني والعربي” بأنها “تستند الى أساس تاريخي ولا يمكننا نسيانها. نحن لسنا حركة يمكن أن تنساهم أو تتعامل معهم بلا تقدير. علاقتنا مع حافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة. لا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد. سبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للكرد والأخوة الكردية العربية. الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة. على الرغم من أن إدارة بشار الأسد اتبعت موقفاً بارداً وسلبياً تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة. حاولنا فهمهم. نريدهم أن يفهمونا أيضاً. لم نقطع علاقتنا بدمشق قط. إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبداً. لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد”. هنا الحلقة الأولى من المقابلة:

 تحدثت وسائل إعلام تركية قبل عام عن “اعتراف” ورد على لسانكم حول فاعلية “المخابرات الوطنية التركية” (MIT) في العراق ونفوذها الكبير في مناطق وجود حزب العمال الكردستاني، بالتزامن مع العمليات العسكرية والاستهدافات التي يقوم بها الجيش التركي في إقليم كردستان العراق، بخاصة تلك التي تتم بواسطة الطائرات من دون طيار التركية. كيف تصفون النشاط الاستخباري والعسكري التركي أخيراً، وما تأثيره في بنية حزب العمال الكردستاني الميدانية والعسكرية؟

شن تركيا هجمات بطائرات استطلاع وطائرات حربية على طول الحدود التركية العراقية وفي المناطق التي يكون فيها المقاتلون، والتي نسميها مناطق “ميديا الدفاعية” وإلحاق الخسائر بهم معلومة صحيحة. لكن ذلك لا يتم بفضل المعلومات الاستخبارية التي تقدمها وكالة المخابرات التركية (MIT). وحدات الاستخبارات التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني هي التي توفّر هذه المعلومات، أو بفضل تواطؤ وغض الطرف من الحزب الديموقراطي تنجح وكالة المخابرات التركية في تجنيد بعض العملاء. هؤلاء أيضاً يزوّدون وكالة المخابرات التركية بالمعلومات. وهكذا يتم استهداف مقاتلينا. مثل هذه الهجمات هي نتيجة لعلاقات الحزب الديموقراطي الكردستاني مع تركيا. لا يمكن أن تحدث مثل هذه الهجمات ما لم تتعاون وكالة مخابرات الحزب الديموقراطي الكردستاني مع جهاز الاستخبارات التركي. بالطبع، تؤثر هذه الهجمات في أسلوب تحرّكنا. ومع ذلك، فإننا نتخذ الاحتياطات اللازمة ضده. لهذا السبب، ليس لدينا خسائر كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة. نحن أيضاً انتقلنا إلى مسار عمل مضاد لهذا الشكل من العمل الاستخباري والهجومي لإبطال استخبارات العدو وتقنياته. مقاتلونا استمروا في نضالهم طوال عقود عبر خلق أسلوبهم الخاص ضد كل تقنية طوّرها العدو.

 بالتزامن مع العملية العسكرية التي بدأتها تركيا منذ أكثر من 4 أشهر، كثّفت أنقرة أخيراً من دعايتها الإعلامية التي تتحدث عن “طور انهيار” يعيشه حزب العمال الكردستاني، وسط تقديرات عن بقاء المئات من عناصره فقط داخل تركيا. ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل تعتقدون بإمكان مواصلة القتال مع الجيش التركي بقدراته المتفوقة؟

لم تحرز تركيا أيّ تقدّم

منذ عام 2017، يقول وزير الداخلية في التحالف الفاشي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لن يذكر أحد اسم حزب العمال الكردستاني العام المقبل. بمعنى أنه سينهي وجود الحزب. كل الحكومات التي توالت على حكم البلاد منذ عقود تقول الشيء ذاته. الجيش التركي يهاجم منذ 6 أشهر. ومقاتلونا يقاومون ببسالة. باستثناء بعض التلال بالقرب من الحدود التركية، لم يحرز الجيش التركي أي تقدم. عندما يشعر بالعجز أمام مقاومة مقاتلينا، يستخدم الأسلحة الكيماوية والغازات السامة. قتل العشرات من مقاتلينا بهذه الأسلحة. وهكذا، يحاول الجيش التركي كسر المقاومة وإبقاء حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على قيد الحياة. أردوغان أعطى التعليمات بإمكان استخدام جميع أنواع الأسلحة (ضد مقاتلينا). الجيش التركي يستخدم هذه الأسلحة، وسط قناعته بعدم صدور أي موقف من الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تبقيان حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية.

حزب العمال الكردستاني هو حركة حرية عمرها نصف قرن. ويحظى بدعم غالبية الكرد في أجزاء كردستان الأربعة وخارجها. لقد وصل إلى يومنا هذا من خلال مواجهة كل أنواع الصعوبات على مدى عقود. مواجهة الصعوبات والتفوّق عليها هي نهج  النضال من أجل حرية الشعب الكردي وأساسه. إن لم نقاتل بهذه الطريقة ضد الدولة التركية، فلن ننجح. لهذا السبب، تمت تصفية كل الحركات السياسية في فترة قصيرة باستثنائنا نحن.

يجب أن نؤكد أن نصف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية ضد الكرد هي حرب قذرة ونفسية. الآن هذه الحرب تشهد تصعيداً أكبر. يتم العمل على تفكيك المجتمع وكسر إرادة قاعدتنا من خلال المخدرات والدعارة وعمليات التجنيد. من ناحية أخرى، تستمر التصريحات القائلة “قتلنا منهم العدد الفلاني، وبقي منهم العدد الفلاني”. اعتدنا على التحرك بآلاف المقاتلين في جبال كردستان. لكن بسبب الهجوم المنسق لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية، قمنا أيضاً بتغيير عقيدة الحرب لدينا. بالطبع، مقاتلونا يغيّرون عقيدة الحرب وأسلوبهم القتالي بحسب طبيعة سلاح العدو. هذا طبيعي. لذلك، قلّلنا عدد مقاتلينا في الولايات. لأن من الخطورة إبقاء الكثير منهم في منطقة ما كما كان الوضع من قبل. ومع ذلك، عند الحاجة إلى عملية كبرى، يتم تطبيق مبدأ التجميع والتشتت. الآن نتحرّك في وحدات صغيرة. العدو يعرف هذه الحقيقة. في البداية لم نتمكن من تغيير أسلوب قتالنا بالسرعة المطلوبة بسبب الاعتياد (على الأسلوب التقليدي المتّبع)، لقد تكبدنا بعض الخسائر، لكن اليوم تأقلمنا مع أسلوب القتال الجديد الذي أنشأناه إلى حد كبير.

دأبت الدولة التركية على إعلان أعداد مقاتلينا بأقل بخمس مرات عن الحقيقي. لدينا أكثر من 1500 مقاتل داخل حدود تركيا. وعدد قواتنا في نقاط أخرى يتجاوز الـ2500 مقاتل.

حربنا ليست مجرد حرب عسكرية. نحن لا ندّعي هزيمة الإرادة السياسية في تركيا من خلال الكفاح العسكري وحده. مع التأثير المشترك للنضال السياسي والاجتماعي والعسكري والثقافي والدبلوماسي، سيتم تدمير سياسة الإبادة الجماعية للأكراد في الدولة التركية؛ سيتم تحقيق هدف كردستان الحرة وتركيا الديموقراطية أو “الشرق الأوسط الديموقراطي“.

 حزب الشعوب الديموقراطي متهم من خصومه وحتى من كتلة موالية للمعارضة المتماهية معه في السياسات الداخلية والانتخابية بكونه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني داخل تركيا. كيف تصفون علاقتكم يه، وهل يمكن اعتبارها علاقة تبعية أم تداخلاً عضوياً؟

هناك أسباب وراء إظهار حزب الشعوب الديموقراطي أو الأحزاب التي كانت قريبة من هذا الخط السياسي قبله كأذرع سياسية لحزب العمال الكردستاني. هذه الأحزاب هي أحزاب سياسية تأسست بعد الانتفاضات التي اندلعت نتيجة لتطور نضال مقاتلينا منذ أوائل التسعينات، وبالاعتماد على الشعب الذي قام بهذه الانتفاضات. تشمل الأهداف السياسية لهذه الأحزاب حرية الشعب الكردي ودمقرطة تركيا. في هذا الصدد، على الرغم من الاختلاف في الأسلوب، إلا أن حزب العمال الكردستاني والأهداف السياسية لهذه الأحزاب ليست بعيدة من بعضها بعضاً. أي حركة سياسية في تركيا لا تعادي حزب العمال الكردستاني وتناضل من أجل حرية الشعب الكردي يتم ربطها بحزب العمال الكردستاني. أولئك الذين يريدون حلاً للمشكلة الكردية في تركيا متّهمون أيضاً بتأييد حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن أن الأحزاب والدوائر السياسية والمثقفين والكتّاب والفنانين الذين يريدون التحول الديموقراطي في تركيا متهمون بتأييد حزب العمال الكردستاني. هم (الجهات التي تقوم بالاتهام) يعتقدون أن التحول الديموقراطي سيكون في مصلحة الكرد.

– الادعاءات الخاصة بالشعوب الديموقراطي في تركيا سارية أيضاً بالنسبة الى حزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا، والذي يشكل العمود الفقري للإدارة الذاتية. وفيما نرى أن موسكو هي العاصمة الوحيدة التي تحتضن مكتباً تمثيلياً للعمال الكردستاني في المنطقة، إلا أن التصريحات الصادرة عن الإدارة الذاتية دائماً ما تأخذ طابع الهجوم والاتهام لروسيا. ما هي طبيعة علاقتكم بالاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية وموسكو؟

حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) هو حزب تبنى فلسفة القائد (القائد) آبو (عبد الله أوجلان) وخطه الأيديولوجي. وقد أُسّس بالفعل على أساس 20 عاماً من عمل  عبد الله أوجلان في سوريا ولبنان وروج آفا. لا أحد يستطيع أن يسأل أي حزب لماذا تتبنى هذه الأيديولوجية. وأما بالنسبة الى حزب كردي فلا يستطيع أبداً أن يسأله لماذا تدافع عن أفكار عبد الله أوجلان؟ اليوم، إذا كانت أفكار عبد الله أوجلان مؤثرة بين الشعب العربي والشعوب التركية، فسيكون لها بلا شك تأثير أكبر على الكرد. تأخذ العديد من الحركات الاشتراكية الديموقراطية والحركات النسائية والحركات البيئية في العالم اليوم الكثير من فكر القائد عبد الله أوجلان.

ليس هناك أمر طبيعي أكثر من أن تقيم الإدارة الذاتية علاقات مع أي سلطة سياسية لا تهاجم الكرد أو ترفض الشعب الكردي. كما لا شيء يمكن أن يكون أكثر طبيعية من وجود علاقات بروسيا. نحن نعلم أن كلاً من حزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية تربطهما علاقات بروسيا. قد تكون هناك انتقادات لروسيا، لكننا لا نعتبر الاتهامات واللغة الهجومية التي تحدّثتم عنها لهجة صحيحة.

العلاقة بروسيا تتأثر بعلاقاتها بتركيا

كانت علاقاتنا بروسيا في بعض الأحيان غير مباشرة ومباشرة في أحيان أخرى. وهي تختلف بحسب علاقات روسيا بتركيا. المشكلة الكردية تؤثر في الشرق الأوسط بأكمله. من وجهة النظر هذه، قد يكون من الممكن أن تكون لنا علاقات بكل قوة لها علاقة بالشرق الأوسط، أو أحياناً مواجهتها حتى. ليس لدينا نهج سلبي تجاه روسيا أو أي دولة أخرى. ومع ذلك، هناك دول لديها موقف سلبي تجاهنا بسبب علاقتها بتركيا. لهذا السبب لدينا مشكلات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

ليست لدينا علاقة عضوية بحزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية. ومع ذلك، نظراً الى أن حزب الاتحاد الديموقراطي حركة كردية في غالبه، وهناك أكراد في الإدارة الذاتية، فلدينا تقارب طبيعي. من ناحية أخرى، كان العديد من قادة قوات سوريا الديموقراطية في حزب العمال الكردستاني من قبل. عندما اندلعت ثورة روج آفا، أرادوا أن يخوضوا صراعاً سياسياً وعسكرياً في روج آفا وسوريا. لقد اعتبرنا ذلك طبيعياً. هذا هو مدى علاقاتنا. وإلا فإننا لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد ما يجب عليهم القيام به من عدمه.

 هناك علاقة تاريخية جمعت العمال الكردستاني مع دمشق، وصلت إلى حد دق إنذار الحرب مع أنقرة بسبب احتضان دمشق عبد الله أوجلان في تسعينات القرن الماضي. كيف تصفون علاقتكم بدمشق اليوم؟ وكيف تقرأون علاقة الإدارة الذاتية بها؟

علاقة حزب العمال الكردستاني بسوريا لها أساس تاريخي. كما أن لدينا علاقات  بالشعب الفلسطيني والشعب العربي لا يمكننا نسيانها. علاقتنا بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة. لا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد. سبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للأكراد والأخوة الكردية العربية. الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة. على الرغم من أن إدارة بشار الأسد اتبعت موقفاً بارداً وسلبياً تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة. حاولنا فهمهم. نريدهم أن يفهمونا أيضاً. لم نقطع علاقتنا بدمشق قط. إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبداً. لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد. لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي عنا، وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييماً غير عادل وغير موضوعي.

لطالما أردنا أن تحل الإدارة الذاتية مشكلاتها مع دمشق. حاولنا استخدام تأثيرنا في هذا الاتجاه. لأن الحل الأصح هو المصالحة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق. لا يمكن لسوريا أن تكون سوريا ما قبل عام 2011. هم أيضاً قبلوا بهذا. حقيقة قولهم بأنهم يفكرون في نظام لامركزي فتح باب المصالحة مع الإدارة المستقلة. قالوا أيضاً إنه سيكون هناك تعليم باللغة الكردية. إذا كان هناك حسن نية ومرونة متبادلان، فإن دمشق والإدارة الذاتية ستتفقان على حل. وهذا سيكون مفيداً للأكراد. القوة الرئيسية التي لا تريد حلاً بين دمشق والكرد هي تركيا. لأنها تخشى أن يزعزع هذا الحل نظام الإبادة الجماعية في تركيا. لهذا السبب، يهاجمون المناطق التي يعيش فيها الكرد. هذا هو السبب الوحيد لهجومهم.

نسمع أن الإدارة الذاتية ودمشق تجريان محادثات بين الحين والآخر. نحن سعداء بذلك. نشجع كلاً من الإدارة الذاتية ودمشق في هذا الصدد. يجب أن تتخلى دمشق والإدارة الذاتية عن الأحكام المسبقة. يمكن أن تصبح سوريا أقوى مع الكرد. سيحصل الكرد أيضاً على حقوقهم الأساسية في سوريا، ويحلوا مشكلاتهم ويصبحوا إحدى القوى الرئيسية في سوريا. النظام السوري يعرف أيضاً أنه لو وقعت روج آفا وشمال وشرق سوريا في أيدي “داعش” والمرتزقة، لسقطت حلب ودمشق. إن نضال الكرد والعرب والآشوريين من أجل حماية روج آفا وشمال وشرقي سوريا ضد “داعش” والعصابات ضمنت صمود دمشق أيضاً. ومن المعروف أن الكرد الذين يعيشون في حلب حموا أيضاً حلب بمقاومتهم.

– في ظل الحديث عن انسحاب محتمل للقوات الأميركية من العراق، تم الانتهاء من إنشاء قاعدة عسكرية كبيرة في إقليم كردستان العراق، وهذا يمكن اعتباره إشارة إلى قوة العلاقات بين واشنطن وأربيل التي تتصف علاقتكم بها بالتوتر. كيف سيؤثر هذا التقارب فيكم؟ بخاصة مع ملاحظة تراجع تأثير نفوذ السليمانية مقابل تعاظم نفوذ أربيل بعد وفاة جلال طلباني.

بفضل التقنية التي وصلت إليها، أصبحت الولايات المتحدة الآن قادرة على الحفاظ على فعاليتها في منطقة ما من دون الحاجة إلى وجود قوات كبيرة. لذلك لا داعي لأن تبقي الكثير من القوات في العراق. بالفعل تنشئ قاعدة عسكرية كبيرة في باشور كردستان (جنوب كردستان والمقصود هو إقليم كردستان العراق). قواتها هنا يمكنها التدخّل في أي مكان في العراق. إن إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في منطقة سيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني قد يكون له تأثير سلبي. بالفعل، يشارك الحزب الديموقراطي الكردستاني تركيا في هجومها من خلال محاصرة العديد من مناطق مقاتلينا، وهو يخلق عقبات أمامهم للقتال بفعالية ضد الجيش التركي. الولايات المتحدة هي قوة ناتو، وكذلك الجيش التركي. من ناحية أخرى، يستخدم الحزب الديموقراطي الكردستاني وجود القاعدة الأميركية في منطقته كقوة ضغط على حزب العمال الكردستاني، نعلم جيداً أن الحزب الديموقراطي الكردستاني يعمل ضد حزب العمال الكردستاني في كل علاقاته الدولية.

أربيل ضعفت سياسياً

سيكون من غير الواقعي القول بأن نفوذ هولير (أربيل) ازداد بعد جلال طالباني. في الواقع، ضعفت هولير سياسياً. القوة التي تربطها بها علاقات جيدة هي تركيا، وما يجمعهما هو مناهضة حزب العمال الكردستاني. ليس من السهل ملء مكان جلال طالباني في الاتحاد الوطني الكردستاني. ومع ذلك، ليس هناك ما يوحي بإمكان ملء الحزب الديموقراطي الكردستاني هذه الفجوة في المجتمع. السليمانية ومحيطها لهما هوية تاريخية. هذه الشخصية لا تريح الحزب الديموقراطي الكردستاني. مما لا شك فيه أن المشكلات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني تؤثر في الحزب سلباً. من المفهوم أن تنشأ مثل هذه المشكلات في مرحلة خلافة القادة الأقوياء. نعتقد أن هذه العملية ستؤدي إلى نشوء إدارة ناضجة وفعالة بمرور الوقت. لأن الكرد بحاجة إلى تقليد سياسي قائم على السليمانية ومحيطها. كما يظهر في باشوري كردستان جيل جديد بفكر ليبرالي وديموقراطي. يمكن للتقاليد في السليمانية وحولها أن تكتسب نفوذاً سياسياً أقوى مع الأجيال الجديدة.

 

– مع تزايد ضغوط أنقرة على كل من بغداد وأربيل، شهدنا انسحاباً لحزب العمال الكردستاني من بعض المناطق في شمال العراق، واستبدال البشمركة والحشد الشعبي أحياناً أخرى بالوجود العسكري هناك.

هل هذا يعني أن وجودكم بات ينحصر أكثر وأكثر في قنديل والجبال الحدودية مع تركيا وإيران فقط؟

لم ننسحب من مكان ما بسبب الضغط التركي على بغداد وهولير. ولا نعرف سبب ظهور مثل هذه الأحكام. كانت لدينا قوات عسكرية في شنكال. بعد تدريب وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة الشنكالية (YBŞ-YJŞ)، انسحب مقاتلو الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرّة “HPG-YJASTAR” من شنكال في 1 نيسان (أبريل) 2018، ثم انسحب القليل المتبقي من المدرّبين. لم يترك مقاتلونا أي مكان للحشد الشعبي أو البشمركة. بعد انسحاب الوحدات انسحبت وحدات مقاومة شنكال من بعض الأماكن لحماية مناطقهم في الغالب. وهنا دخل الجيش العراقي. بعد طرد “داعش” من المنطقة، دخل الحشد الشعبي بعض المناطق. حاول الحزب الديموقراطي الكردستاني من خلال الدعاية بوجود علاقة بين حزب العمال الكردستاني أو وحدات مقاومة شنكال مع الحشد الشعبي، تشجيع الولايات المتحدة وبعض القوات على القيام بعملية مناهضة لحزب العمال الكردستاني ووحدات مقاومة شنكال. لكن هذه الدعاية لا علاقة لها بالواقع.

خلال هجوم “داعش”، توجهت قواتنا إلى هذه المناطق لحماية كركوك وهولير ومخمور وحتى دهوك. في الواقع، منع مقاتلونا سيطرة “داعش” على هولير وكركوك. ثم تم سحب هذه القوات تدريجياً، مع إبقاء قوة محدودة منها في بعض المناطق للتصدي لأي هجوم محتمل لـ”داعش“.

لقد أثبتت مقاومتنا التاريخية في الأشهر الستة الماضية وجودنا وقوتنا بوضوح. في شباط (فبراير)، مُني الجيش التركي بالهزيمة غداة الإنزال الذي قام به في كاري (غارة). أردوغان شخصياً اعترف بالهزيمة في هذه العملية، عندما قال “لقد فشلنا“.

وجودنا القوي في قنديل معروف للجميع. في هذا السياق، لم يتم إخلاء أي موقع قريب من إيران. على أي حال، قنديل مستهدفة دائماً. يستمر وجودنا في المثلث التركي – الإيراني – العراقي. تسيطر تركيا على بعض التلال بالقرب من الحدود منذ عامين بدعم من الحزب الديموقراطي الكردستاني. على الحدود الإيرانية الأخرى، ليس لدينا قوة عسكرية. ومن المعروف أن قوات حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، وهي منظمة في شرق كردستان، قوة منفصلة عنا.

– هناك علاقة تاريخية جمعت العمال الكردستاني مع دمشق، وصلت إلى حد دق إنذار الحرب مع أنقرة بسبب احتضان دمشق عبد الله أوجلان في تسعينات القرن الماضي. كيف تصفون علاقتكم بدمشق اليوم؟ وكيف تقرأون علاقة الإدارة الذاتية بها؟

علاقة حزب العمال الكردستاني بسوريا لها أساس تاريخي. كما أن لدينا علاقات  بالشعب الفلسطيني والشعب العربي لا يمكننا نسيانها. علاقتنا بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة. لا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد. سبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للأكراد والأخوة الكردية العربية. الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة. على الرغم من أن إدارة بشار الأسد اتبعت موقفاً بارداً وسلبياً تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة. حاولنا فهمهم. نريدهم أن يفهمونا أيضاً. لم نقطع علاقتنا بدمشق قط. إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبداً. لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد. لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي عنا، وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييماً غير عادل وغير موضوعي.

لطالما أردنا أن تحل الإدارة الذاتية مشكلاتها مع دمشق. حاولنا استخدام تأثيرنا في هذا الاتجاه. لأن الحل الأصح هو المصالحة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق. لا يمكن لسوريا أن تكون سوريا ما قبل عام 2011. هم أيضاً قبلوا بهذا. حقيقة قولهم بأنهم يفكرون في نظام لامركزي فتح باب المصالحة مع الإدارة المستقلة. قالوا أيضاً إنه سيكون هناك تعليم باللغة الكردية. إذا كان هناك حسن نية ومرونة متبادلان، فإن دمشق والإدارة الذاتية ستتفقان على حل. وهذا سيكون مفيداً للأكراد. القوة الرئيسية التي لا تريد حلاً بين دمشق والكرد هي تركيا. لأنها تخشى أن يزعزع هذا الحل نظام الإبادة الجماعية في تركيا. لهذا السبب، يهاجمون المناطق التي يعيش فيها الكرد. هذا هو السبب الوحيد لهجومهم.

نسمع أن الإدارة الذاتية ودمشق تجريان محادثات بين الحين والآخر. نحن سعداء بذلك. نشجع كلاً من الإدارة الذاتية ودمشق في هذا الصدد. يجب أن تتخلى دمشق والإدارة الذاتية عن الأحكام المسبقة. يمكن أن تصبح سوريا أقوى مع الكرد. سيحصل الكرد أيضاً على حقوقهم الأساسية في سوريا، ويحلوا مشكلاتهم ويصبحوا إحدى القوى الرئيسية في سوريا. النظام السوري يعرف أيضاً أنه لو وقعت روج آفا وشمال وشرق سوريا في أيدي “داعش” والمرتزقة، لسقطت حلب ودمشق. إن نضال الكرد والعرب والآشوريين من أجل حماية روج آفا وشمال وشرقي سوريا ضد “داعش” والعصابات ضمنت صمود دمشق أيضاً. ومن المعروف أن الكرد الذين يعيشون في حلب حموا أيضاً حلب بمقاومتهم.

يتبع في الجزء الثاني…..

المصدر:صحيفة النهارالعربي

to top