درجة الغضب تحت الصفر
عبد اللطيف رعري
ما بوسعي الكلام
منذ بداية التكميم …فلا على ألابكم حرجٌ
كانت أسْناني بيضاءَ
وَكان جبلُ الثلجِ يغارُ منّي
وكنتُ مُسالمًا …
فتهاوى خفية منِّي
ولستُ بمنقارِ اللقلقِ الذّي يحرسُ الغابةِ
كانَ تاريخِي سَنابل
و الشعراء
يتامى
على كل حال
في مسودتي التّي عرّاها التراب أمام الباب
كنتُ أعدُّ لها أفرشة من حريرٍ
وأحيانًا أموءُ تحت موائدِ الشعرِ القديمِ
لانفض سحرَ الكلماتِ
عن أقدام الموتى
فأدوسُ بالنّواجذ طابورَ القِططِ
فتُغلقُ النوافذ لوحْدها …
لتستقر الأصوات في صالاتِ الأوهام
كنتُ
بمعيةِ أطيافي منْ نصلُ الدخان بالدخان,
نتهادى بين أروقة الستائرِ المُطرزة بماءِ النّهرِ
فتطيرُ الأوراقُ من شجيراتِ الروحِ
حاملة
كومَة الحزنِ
من محبرةِ الدم التِّي تكتبني…..
كنتُ
أستظهرُ الأسماء كلها إلا حُمى الذكرياتِ
كنت أمقتها…
أتغنَّى بأخطائي السبعة
وعُيوني ملؤها خَجلُ الضياعِ بين الحَمقى وهي تدونُ التاريخ…
أتعثرُ خَطواتي بين مَجد القُدامى, وبينَ خبثِ المَشاهير,
فلا يَسعفني رُضابي على الانتقامِ…
أأموت أمْ أنتظر هيجان البحر..
درَجة
الغضبِ
تحتَ الصفرِ….