الحدث – القاهرة
أكثر البلدان الإسلامية ارتباطا بالدين الإسلامي وبالعادات الدينية والتقاليد وبخاصة في الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية ومنها الاحتفال بشهر رمضان الذي تتخذ الدولة من أول أيامه أجازة رسمية، وعادة ما يتحري رؤية هلاله عبر تليسكوب خارج العاصمة، وشهر رمضان في بروناي عادات متميزة.. وتناغم اجتماعي فريد،و من ضمن التقاليد الموروثة في شهر رمضان هو أن يقوم السلطان بحضور الاحتفالات الدينية في رمضان بالمسجد الكبير مع وزرائه وعامة الشعب ويقوم بالعمل علي إعداد طعام السحور للمصلين حدثينا اكثر عن هذه التقاليد
سلطنة بروناي هي دولة اسلامية صغيرة في جنوب شرقي آسيا وهي أصغر دولة في آسيا، ثرية بالنفط وتقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو، يحدها من الشمال بحر الصين الجنوبي، أما بقية بروناي فهي محاطة بماليزيا، ومعظم اراضيها مسطحة اما المناطق الداخلية فهي مليئة بأشجار الغابات، ويتمتع شعب بروناي بمستوى معيشي رفيع يرجع بصفة رئيسية الى مخزونها البترولي الكبير الذي يقع بعيدا عن الشاطئ.
ويعتمد اقتصاد سلطنة بروناي على ثلاث سلع رئيسية هي النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي، ومعدل الجريمة في بروناي منخفض جدا مما يعني انها بلد آمن بكل ما تعنيه الكلمة من معاني.
وتبلغ مساحة بروناي نحو 5765 كيلومترا مربعا وقدر عدد سكانها سنة 2004 بنحو 344 ألف نسمة، واسمها الرسمي: بروناي دار السلام، وعاصمتها هي بندر سري بكاوان وهي ايضا اكبر مدنها، ولغتها تسمى «بهاسا» وهي مكتوبة بحروف عربية، وبها شبكة من الطرق الحديثة تربط بين جميع انحاء السلطنة، بينما تعتبر القوارب هي الوسيلة الأكثر شيوعا كوسيلة للنقل في القرية المائية (كمبونج إير).
وتشهد بروناي مظاهر احتفالية كبيرة خاصة بشهر رمضان حيث تقوم الأسر بتجهيز المنازل قبل دخول الشهر، وفور ثبوت الرؤية يخرج السكان بالشوارع مهللين وتعلق الزينات وتضاء الفوانيس الكهربائية أمام المنازل كما يسهر الساهرون بعد أداء الصلوات لتناول وجبة السحور ثم أداء صلاة الفجر بالمساجد ومن أهم التقاليد الرمضانية الموروثة في هذا الشهر الفضيل هو حضور السلطان بالمسجد الكبير للاستمتاع بالاحتفالات الدينية مع وزرائه وعامة الشعب كما يقوم بالمشاركة في إعداد طعام السحور للمصلين.
أما عن أستعداد حكومة بروناي لاستقبال الشهر الكريم فتقوم الحكومة بتخفيض ساعات العمل وتغلق جميع المطاعم أثناء النهار وتفتح بعد آذان المغرب.
وعن أهم العادات الشعبيه لأهل بروناي في شهر رمضان حيث يقومون بتناول إفطار خفيف ثم يذهبون لأداء صلاه المغرب وصلاة التراويح ويعودون للمنزل لتناول الإفطار الرئيسي وهو إما أن يكون الأرز مع اللحم أو الأرز مع أنواع مختلفة من الأسماك مع طبق الشوربة الذي يتوسط المائدة.
تضم المائدة الرمضانية ببروناي أشهى المأكولات كأرز ليلى الشهير والمميز برائحته العبقة، وكذلك اللحوم والعجائن المحشوة باللحوم والبقوليات، وتنتشر الأكشاك التجارية التي تمد السكان بالأغذية المحلية والطعام الغربي المستحب تناوله عند الكثيرين عقب يوم من الصيام.
وعلي غرار مدفع رمضان في بعض البلدان مثل مصر فيوجد في بروناي طبل كبير يتم الطرق عليه ثم تطلق شعلة ذات صوت مدوي وعندها يؤذن للصلاة في المساجد، وبدل المسحراتي يوجد مدفع للسحور يطلق تنبيه فيوقظ النائمين، وتقوم الأسر بدعوات بعضها البعض ويتم قراءة القرآن ،وأداء الدروس الدينية عند الصلوات، وتعطل المدارس يوم 27 رمضان احتفالا بمناسبة نزول القرآن.
وفي شوارعها يحمل الأطفال الفوانيس بألوانها الجميلة كما تذهب المرأة لأداء العبادات في المساجد مع اهتمامها بالأسرة وشئون المنزل كما أنها تتأهب لاستقبال رمضان وعيد الفطر وتقوم بتجهيز الأطعمة الخاصة وإعداد الكعك، كما يتم شراء الملابس الجديدة للأطفال، ويحرص المسلمون علي أداء فريضة الزكاة وتقديم الصدقات والأطعمة للفقراء والمحتاجين.
وتعد بروناي من الدول القليلة التي لا تفرض الغرامات والسجن على الرعايا الذين يفطرون في نهار رمضان من غير المسلمين، ولتسامحهم مع أصحاب الديانات الأخرى يقدم غير المسلمين على صيام أيام من شهر رمضان احتراما للمسلمين من أصدقائهم، ويمتنع من لا يصوم عن تناول الطعام أو التدخين في الأماكن العامة.
ومن العادات المتميزة في بروناي أن تغلق المتاجر والمطاعم أبوابها طوال فترة النهار، وتفتح مرة أخرى عقب الإفطار، حيث يستغل المسلمون الشهر الكريم في الطاعات وطلب العفو والمغفرة، ويحرص المسلمون في بروناي على عقد تجمعات بالمساجد عقب صلاة التراويح ليقرأ كل من الموجودين سورة من سور القرآن الكريم حتى يختموا جزءا كاملا من القرآن يوميا.
وختاما فإن شهر رمضان في بروناي يتميز بشكل عام بهدوء الأجواء وصفائها، وإنتشار الروح الدينيه والإجتماعيه في جو يستبق فيه الجميع لعمل الخير والوصول لمرضاة الله عز وجل.