الحدث – القاهرة
بميلاده ولدت حياة جديدة للعالم ,
بميلاده كتبت حضارة عظيمة للعرب ,
بميلاده أحيي الإنسان حياة ربانية متزنة ,
إنه ميلاد خير الخلق رسول الله محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله .
وفي ذكرى ميلاده الشريف هناك سؤالا يفرض نفسه علينا في ظل ” حلاوة المولد ” ألا وهو : كيف نحتفل بذكري ميلاد الحبيب ؟
فهل شراء ” الحلاوة ” والتزاحم عليها هو احتفالا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إنني هنا لست بمقام نقاش حول صحة الاحتفال ” بحلاوة ” شرعا كونها بدعة من عدم صحة ذلك , ولكنني هنا بصدد نقاش آخر أهملناه , وهو بأن بميلاد الحبيب ولدت روح الإنسان وعادت إليه فهو ميلاد جديد للروح .
فأروع احتفال بمولد رسول الله هو أن ينوي الإنسان أن يولد من جديد ويغير حياته وفق ” محمد رسول الله ” وما أنزل عليه ويجدد عهده وإيمانه بشهادة لا إله إلا الله فلا لشهوة المال والتكنيز ولا لشهوة الجنس والزنا ولا لشهوة الشهرة والنفاق ولا لكل شيء أصبح يعبده الإنسان ونسي ربه وعهد الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فالصحابة رضوان الله عليهم جميعاً عندما آمنوا برسول الله وبما أنزل عليه من ربه ولدت لهم حياة جديدة ‘ وهو ما تشير إليه الآية في معناها الروحاني ” استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما ييحيكم ” فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعوا دعوته للاموات ؟ لا بل كان يدعوا الاحياء أجسادا فقط ولكن قلوبهم وارواحهم ماتت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته لكل من يؤمن بها فيحيي حياة جديدة .
إذن فنحتفل بمولد رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بإحياء سنته الشريفة ولن يتم إحياء سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في حياة الإنسان إلا عندما ينوي المؤمن أن يكون ميلاد النبي له ميلادا جديدا .