الحدث – القاهرة
على مدار يومين (30-31 مايو 2024) تستضيف أذربيجان المؤتمر الدولى الثالث لإزالة الألغام، والذى تنظمه الوكالة الوطنية لإزالة الألغام من أراضى أذربيجان والمعروفة اختصارا بـ( أناما ANAMA)، بالتعاون مع شريكها الدولى “برنامج الأمم المتحدة الانمائى” (UNDP)، متخذة من رئاسة أذربيجان للدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف للتغير المناخى (COP29) المزمع تنظيمه على الأراضى الأذربيجانية في نوفمبر القادم 2024، أهمية كبرى لتسليط الضوء على الآثار البيئية المدمرة للألغام الارضية والذخائر المنفجرة، إذ اتخذ مؤتمر نزع الألغام عنوانا معبرا عن ذلك بشكل واضح وهو ” التخفيف من الأثر البيئي للألغام الأرضية: تعبئة الموارد من أجل مستقبل آمن وأخضر”، إذ هدف المؤتمر إلى جمع القادة العالميين والخبراء وأصحاب المصلحة وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدنى للبحث عن حلول مستدامة بشكل جماعى يعزز التعاون الدولى، ويناقش سبل تعبئة الموارد المالية بهدف التقليل من مخاطر الألغام الأرضية والذخائر الأخرى على البيئة.
ويأتي هذا المؤتمر في دورته الثالثة لاستكمال الرؤية الأذربيجانية فى إقامة عالم خال من الألغام الأرضية، كما اكد على ذلك الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في تغريده له بمناسبة الرابع من أبريل الماضى – وهو الاحتفال باليوم الدولى للتوعية بالألغام وخطورتها- حيث طالب بضرورة بذل المزيد من الجهود الدولية لوضع حد لمخاطر هذه الألغام على حياة الانسان والبيئة معا، حيث تعد جمهورية أذربيجان احد الدول التي تواجه تأثيرات الألغام الأرضية على حياة المواطن الاذربيجانى حيث يوجد على أراضيها ما يقرب من 1.5 مليون لغم أرضي وعدد غير معروف من مخلفات الحرب منتشرة في حوالي 12 بالمائة من أراضيها، إذ يذكر أنه بعد حرب الأربعة والأربعين يوما التي استعادت فيها أذربيجان أراضيها في نوفمبر 2020، قتل او جرح 346 مواطنا أذريا، منهم 167 من المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء والنازحون. كما تواجه أيضا تأثيرات هذه الألغام على البيئة من خلال التلوث المترتب على انفجارها، إذ يترتب علي هذا الانفجار اطلاق مواد كيميائية سامة ومعادن ثقيلة في البيئة بما يسبب في تسمم التربة والمجارى المائية والنباتات، ليؤثر ذلك على صحة الانسان والحيوان كما يؤثر على نمو النباتات بما يترتب على كل ذلك من خلل في التوازن البيئي، وهذا ما أكدته دراسة حديثة اجراها مركز جنيف لإزالة الألغام الأرضية للأغراض الإنسانية بشأن الإجراءات المتعلقة بالألغام وقدرة المجتمعات على مواجهة تغير المناخ”، حيث خلصت الدراسة إلى ان ما مجموعه 60% من الدول العشرين الأكثر عرضة لتغير المناخ ملوثة بالذخائر المتفجرة والالغام الأرضية.
ولم يقتصر الامر على ذلك فحسب، بل تمتد تأثيرات الألغام الأرضية إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يؤدى انتشارها إلى توقف الجهود الإنسانية في مد يد التنمية إلى عديد المناطق المزروعة بالألغام بسبب ارتفاع تكلفة ازالتها.
في ضوء كل ما سبق، يأتى المؤتمر الثالث لإزالة الألغام الذى تستضيفه أذربيجان هذا العام للوصول إلى معالجة للتأثير البيئي للألغام الأرضية عبر طرح رؤي جديدة وأساليب مبتكرة ومستدامة لإزالة هذه الألغام والذخائر المتفجرة عبر استراتيجية دولية مشتركة يتم وضعها أمام قادة العالم في قمة المناخ القادمة للنظر في مضامينها والموافقة على ما يتناسب من مقترحاتها وتوفير التمويل اللازمة لاستكمال معالجة تلك الازمة التي تواجه الإنسانية بسبب ممارسات بعض الدول التي تخرق قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الانسانى بما يستوجب معها المحاسبة وتحمل المسئولية عن جرائمها ضد الإنسانية بسبب زراعة لمثل هذه الألغام والمتفجرات.
يوم واحد مضت