الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

زناتي: مصر تُدرِك النوايا الخبيثة لتركيا، ووحَّدَتْ موقف العرب مع القضية الكردية

اعتبر الدكتور جلال زناتي استاذ التاريخ السياسي في جامعة الإسكندرية نظام أردوغان وكراً آمناً لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وأتباعها
واستعرض في حوار عن بُعد مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي أهم الأحداث التي تمر بها المنطقة وما تمارسه الدولة التركية في منطقة الشرق الأوسط
وفي مستهل حديثه رداً على سؤال الصحيفة المتعلق بمحاولات الدولة التركية تطويق مصر قال زناتي: أولاً لا يمكن الفصل بين أحداث سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين في ثورة 30 يونيو 2013م وما يحدث في تركيا التي يسيطر على النظام السياسي فيها نظام ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ويمثله أردوغان خاصة وأن التماسك والتكاتف في مصر بين الشعب والجيش أسهم في القضاء على حلم الخلافة الوهمية التي يسعى إليها أردوغان
وهنا ينبغي الإشارة إلى أنه يسيطر ثلاثة مشاريع على منطقة الشرق الأوسط
مشروع ملالي إيران وتُعدُّ جماعة الإخوان المسلمين أحد أسلحته
ومشروع قومي سقط أيضاً بسقوط الأنظمة البعثية التوجه
ومشروع آخر يقوم على المواطنة والتعايش والتنوع وتمثله مصر وكذلك مشروع الأمة الديمقراطية الذي يقوم على التنوع والتناغم
وأضاف: لعل جماعة الإخوان المسلمين وجدت في نظام أردوغان وكراً آمناً لها ولأتباعها للانتقام من مصر التي تدرك مشروع الوهم التركي في الميثاق الملي والسير على أحلام وأوهام السلطنة العثمانية بحدود زائفة من العراق وسوريا وليبيا وتونس جميعها
وأوضح: الغرض من هذه السياسات هو استفزاز النظام المصري من جانب كوسيلة للضغط على مصر التي أظهرت نوايا هذه الدولة الخبيثة، وكذلك لمحاولة تحقيق بعض المكاسب لصالح قِردوغان بسبب الأوضاع الداخلية لكسب موارد اقتصادية مثلما هو الحال في ليبيا.
وفيما يخص صمت الدول العربية تجاه السياسة التركية ومحاولتها إعادة فرض الخرائط العثمانية من جديد بالتدخل في الدول العربية واحتلال أراضيها
أفاد الدكتور جلال زناتي: إن بعض الدول العربية تتحرك على استحياء إما بسبب تواجد عناصر فعالة من أنصار الجماعة المحظورة بداخلها
أو بسبب سياسة المصالح مع القوى الدولية الداعمة لقِردوغان أو لمشاكل داخلية مثلما هو الحال في دول الخليج
وهو ما يجعل من مصر أن تتصدى للسياسة التركية لوحدها ولكن رغم ما تتعرض له مصر من ضغوط من أنصار الجماعة الإرهابية وكذلك من خليفتها المزعوم قِردوغان فإن مصر وَحَّدَت موقف الدول العربية مع القضية الكردية كجزء من إرث المنطقة وتاريخها المشترك
وأشار إلى أن نظام قِردوغان وحزبه يسعيان للبحث عن حلم حدود لوزان مع الدولة العثمانية التي ليس لها تواجد الآن في القانون الدولي، وكان الاستيلاء والاعتداء على كنسية آيا صوفيا هو جزء من الدعاية لهذا الحلم والمشروع الخبيث.
وحول عدم قيام نهضة للدول العربية في المواقف الحاسمة ضد سياسات الدولة التركية في المنطقة
لفت زناتي إلى أنه لا يمكن إنكار دور رأس المال القطري في نظام الحمدين الداعم للإرهاب في الانقسام الحاصل في مواقف الدول العربية
وأضاف في السياق ذاته: لكنني أثق في الإدارة السياسية للرئيس السيسي المُدرك لأبعاد هذا الصراع ومدى الأطماع التركية خاصة وأنه كان له دور في دحض هذا المشروع المتأسلم في ثورة 30 يونيو 2013 والذي تدفع مصر الآن فاتورة ذلك على كافة الأصعدة من تهديد للجوار الحدودي ودعم الإرهاب وتهديدات في البحر المتوسط وكذلك الضغط بملف المياه وسط تخاذل بعض الأطراف العربية ودعمها للنظام التركي عل حساب شعوب المنطقة ومقدراتها.

to top