العلاقة بين تركيا أو بمعنى اخر حزب العدالة و التنمية بقيادة الفاشي أردوغان و المجلس الوطني الكردي تستند إلى المصلحة المتبادلة، إذ تدعمهم أنقرة بالمال والاعلام مقابل مساعدتهم لها في مخططها بالمنطقة.
لقد أكد مراقبون أن تركيا اليوم أصبحت مسرحاً بديلاً للمجلس الوطني الكردي، فخلال كل هذه الحوارات التي أجرتها أحزاب الوحدة الوطنية الكردية مع المجلس الوطني كان لابد للأخير أن يحج إلى تركيا لأخذ الاجور والأوامر وتوجيه البوصلة ، حيث تحظى جماعة ENKS شركاء الائتلاف الاخونجي بدعم الرئيس التركي أردوغان وأجهزة مخابراته ، وكان أعضاء ذلك المجلس وللأسف قد أعلنوا أكثر من مرة ولاءهم لتركيا وممارستهم طقوس الطاعة لارضاء الخليفة ورب النعمة، ولم يكتف أعضاء ذلك المجلس بالطاعة العمياء للمحتل انما بدأوا بالتهديد والوعيد والتخويف بالفزاعة التركية و الانغماس بمستنقع “التواطؤ”.
دور شركاء المجلس الوطني الكردي من تيارات اسلامية اخوانية ارهابية والتي هي بمثابة الأدوات التركية الأنجع لشرعنة وتبرير احتلالها لمناطق في الشمال السوري. إن هذه العلاقة و هذا الدور الفعلي هما فقط لأجل خدمة الأجندة التركية التي تتجلى بإعادة إحياء ما يسمى بـ “الإمبراطورية العثمانية”، فهذه الجماعات الإرهابية نقلت اجتماعاتها التنظيمية بشكل كامل إلى مدن تركيا، وفي السياق ذاته للدوحة حضور قوي في احتضان أخطر العناصر في التنظيمات الإرهابية ونقصد هنا شركاء المجلس الوطني ENKS، لتخرج على الملأ هذه الحقيقة في أن جميع العمليات الإرهابية والاحتلالية وجرائم الحرب التي نفذتها الجماعات الجهادية السورية ـ والتي استحوذت على صفة “المرتزقة” بجدارة ـ كانت بأوامر خرجت من تلك الدولتين اللتين شكلتا غطاءً اقليمياً، ووفرتا لهذه الجماعات الارهابية الدعم المالي واللوجيستي والعسكري المباشر كصورة واضحة لأقذر أنواع الاحتلالات.
وتحرص أجهزة استخبارات أردوغان على عقد لقاءات دورية مع قيادات المجلس الوطني الكردي ENKS و شركائه من الاخوان (نصرة وحر ودواعش تائبين معتدلين )، و أبرز قيادات المجلس الوطني الكردي وغيرهم ممن تناسوا القضية الكردية لأجل حفنة من الدولارات وبعض المناصب الكاذبة التي يعدونهم بها، ليصار الى اقصائهم بعد تحقق مشاريع المحتل والمرتزق والممول.
حرب اعلامية
ما زال التركي يحاول صناعة إمبراطورية إعلامية ضخمة للائتلاف الاخواني وشركائهم في المجلس الوطني الكردي ENKS في تركيا وباشور كردستان لاستهدف الإدارة الذاتية ومكتسبات ثورة روج آفا وكذلك الدول الرافضة لسياسات تركيا الاخوانية كمصر والامارات والسعودية .
وبالرغم من فشل المنظومة الإعلامية للإخوان في الائتلاف و شركائه ENKS على مدار سنوات، إلا أنها لا تزال تمثل أبواق فتنة وتسعى بكل جهد لتدمير المنطقة وبميزانيات مالية ضخمة .
وتعد “اورينت” و”روداو” و “ARK” وغيرها من الأبواق القطرية كالجزيرة من أهم الفضائيات والمنابر التي تُعبر عن خطاب العنف والكراهية عند “الإخوان و تركيا والحليف الكردي متنثلاً بالمجلس المذكور”، وكل من هذه المنابر نشأت لخدمة مشاريع مشبوهة لتركيا والاخوان وقطر في سوريا والمنطقة، وهي تسعى لاستهداف الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومكتسباتها بأدوات اخوانية متمثلة بالائتلاف وفصائله وكل من وقع معهم في خانة المعارضة السورية المستتركة.
التغطية على إرهاب الفصائل المرتزقة، و سكوت ENKS عن جرائم أردوغان
من المتوقع ازدياد وتيرة الدعم للائتلاف الاخواني وشريكه المجلس الوطني الكردي ENKS في سوريا خلال الفترة المقبلة؛ لسببين: الأول يتعلق بتراجع شعبية أردوغان ورغبته في استغلال هذه الجماعات وانتصاراتها الوهمية لتحقيق قدر من التوازن واستغلال الفرصة والفراغ الانتخابي للادارة الأميركية، وبدفع صريح وابتزاز واضح لروسيا.
أما السبب الثاني فيتعلق بالمرتزقة ذاتهم ، لمواجهة التضييق عليهم وكشف جرائم وخيانة هذا الائتلاف ومن والاه من قبل أهم الدول العربية و اتجاه هذه الدول نحو الادارة الذاتية ومساندتهم لها، لكشف المستور و الزيف من ادعاءات ثورة الحرية والكرامة الخلبية. ورغم المطالبات المستمرة من قبل المجتمع الدولي لتركيا عدم استخدام تجمعات هؤلاء المرتزقة، إلا أن أنقرة رفضت ذلك تماماً على مدار سنوات.
فكل هذه التصريحات الفارغة للبعض من قيادات ENKS ما هي الى لتوهم المجتمع الدولي بأنها الممثل الوحيد للكرد في سوريا وان الشعب لا بقبل بالإدارة الذاتية. هجمات الاحتلال التركي كشفت بالدليل القاطع حقيقة المجلس الوطني الكردي و لخدمة من يعمل ، تصريحات قيادات ENKS من تركيا ودعمها للغزو التركي لسوريا، و أضف إلى ذلك تصريحات المستشار الاعلامي لرئاسة اقليم كردستان المدعو كفاح محمود يؤكد مدى العلاقة والدور الموكل اليها لضرب مشروع الادارة الذاتية في سوريا ومحاولات تحريض التحالف الدولي على قسد. نستطيع القول ان مخططات الاحتلال التركي بضوء أخضر روسي وعبر أدواتها من ائتلاف الاخونجي السوري ـ تركي و أحزاب و أبواق المجلس الوطني الكردي سقطت تحت نعال مكونات شمال و شرق سوريا ونحن على ثقة تامة أن النصر و تحرير عفرين و سر كانية وتل أبيض وكل شبر من سوريا المحتلة قادم لا محالة.