الحدث – وكالات
ذكر الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، أنه طالما أن المرء لا يناضل ضد الدولة التركية التي تدعم داعش، فسوف تبقى داعش حاضرة، وقال: “ينبغي على المرء اتخاذ إجراءات وتدابير ضد الدولة التركية الداعمة لداعش، حيث هناك ضعف متزايد من هذه الناحية”.
تحدث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، حول العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، وهجمات الدولة التركية على المنطقة، وزيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة العامة للولايات المتحدة الأمريكية، وزيارة مؤسسة بارزاني الخيرية لـ عفرين، ولقاءات سوريا والدول العربية.
مازالت العزلة المشددة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان مستمرة، كما تتواصل الفعاليات في المنطقة ضد العزلة، ماذا ينبغي على الشعب القيام به من أجل كسر العزلة المفروضة ولتحقيق الحرية الجسدية للقائد؟
إن القائد أوجلان محتجز منذ 25 عاماً، وقد اعتبر القائد أوجلان كـ عقبة في بناء النظام الجديد، وعليه نُفذت مؤامرة دولية ضده، لم تستطع قوى المؤامرة الدولية، على الرغم من أسر القائد أوجلان، من إبعاد الشعب عنه، فمنذ أن تم احتجازه في إمرالي وحتى الآن، تفرض عزلة مشددة عليه منذ 25 عاماً من خلال ممارسات مختلفة، حيث هناك غايتين لهذه العزلة: قطع علاقة القائد أوجلان مع الشعوب، التي تعتبره كقائد لها، ومنع القائد أوجلان من التواصل مع العالم الخارجي، كما أن الوضع الراهن هو وضع وحشي وقذر ويتم استخدام أسلوب قذر، ولا يوجد مثيل آخر لهذه الوحشية.
“يجب على الذين يناضلون من أجل الديمقراطية اتخاذه كأساس”
يجب على الشعب التمسك بالقائد بكل وجوده، ويجري العمل على القيام بالفعاليات والأنشطة وتوجيه الدعوات، لكن ينبغي على المرء ألا ينسى أن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون CPT، والأمم المتحدة والمؤسسات المماثلة لها أصبحت أدوات سياسية وتتصرف من أجل مصالحها الخاصة، وينبغي على المرء ألا يتأمل من هذه المؤسسات وقوفها ضد العزلة، لأنها بالأساس أدوات سياسية وليس غير ذلك، حيث يجب اتخاذ الأطراف التي تناضل من أجل الديمقراطية والشعوب والمؤسسات والهيئات كأساس، وينبغي على المرء الوصول إلى الأشخاص الذين يعتبرون القائد بالنسبة لهم كـ قائد، وهؤلاء هم الذين يتمسكون بالقائد أوجلان، فالدولة التركية لا تمتلك أي قوانين أو قواعد أو أخلاق، وتقوم بتجاهل القوانين الدولية، والصواب هو أن يحدد المرء الأهداف الحقيقية، حيث إن موقع الدولة التركية ينحصر فقط في دور الحارس، فالقوى الداعمة للدولة التركية، لماذا لا تحذرها؟ ويجب علينا أن نحدد هدفنا جيداً من خلال هذا السؤال، ولكسر نظام العزلة، وباستثناء الدولة التركية التي تقوم بدور الحارس، لا يمكن للمرء أن يرى القوى الخفية التي تقف وراءها، فالقائد، هو قائد شعب يبلغ تعداده 60 مليون شخص، وباستثناء الشعب الكردي، هناك حقيقة شعب يقبل به ويعترف به ويقوم بالبحث في فلسفة القائد، ويجب على الشعب، وفي مقدمتهم الكرد، أن يتمسكوا بالقائد أوجلان، وأن يعززوا من نضالهم بدون توقف.
بعد وقوع زلزال مرعش الذي شكل تأثيراً أيضاً على المنطقة، واصلت الدولة التركية على الرغم من ذلك هجماتها على المنطقة، كيف ترى هذه الهجمات؟
إن السياسة التي تنتهجها الدولة التركية قائمة على القضاء على الشعب الكردي، ومهما تكن الظروف، لا تقوم بإيقاف هجماتها ضد الكرد، فالزلزال الذي وقع في شمال كردستان وروج آفا (غرب كردستان)، اعتبرته كهدية، فمن جهة، تستولي على المساعدات الإغاثية القادمة من الخارج، ومن جهة أخرى، تستغل الزلزال كفرصة بالنسبة لها للقيام بقتل واعتقال وتعذيب البعض بشكل يومي، حيث إن الغالبية الساحقة من الذين فقدوا حياتهم في الزلزال هم كرد، كما أنها في هذه المرحلة، لم توقف هجماتها على روج آفا، حيث تحوم طائرات الاستطلاع في الأجواء بدون انقطاع، وتستمر في هجماتها الجوية والبرية، لا تتوانى عن قصف منطقة الشهباء التي تضررت من الزلزال، وتشن الهجمات عبر الطائرات المسيّرة المذخرة، حيث كان تأثير الزلزال قاسياً جداً في تل رفعت، مما اضطر الأهالي لمغادرة منازلهم، ولم تتوقف الهجمات، وينبغي على الكرد أن يروا ويدركوا ويفهموا هذا الوضع جيداً، ويجب الانتباه إلى غاية العدو، حيث إن هدفه يتمحور في السعي لأن يتخلى شعبنا عن أرضه، لكن من الواضح أن شعبنا كشف أهداف هذه السياسة، وأحبطها وجعلتها تذهب أدراج الرياح.
تواردت الأنباء بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، قد جاء إلى المنطقة في الأسبوع الأول من شهر آذار الجاري والتقى بجنود الولايات المتحدة الأمريكية، أي معاني تحملها هذه الزيارة؟
إن لأي قوة لديها جنود على الأرض في المنطقة الحق في القيام بالزيارة، وقد تمت هذه الزيارات أيضاً في أوقات سابقة، وستستمر على ذات الوتيرة، وإنها ليست حالة طارئة، حيث تمت الزيارة في إطار أسلوب الحركة والتغييرات الجديدة وأمنهم، وجرت العديد من التحليلات بعد هذه الزيارة، وأصبحت حديث الساعة لدى الدولة التركية، وأفادت الأنباء بأن الزيارة تمت بغاية تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية (QSD)، حيث إن الأرض ليست أرض الدولة التركية، وليس من حقها التدخل في هذه الزيارة، وقد يتبادر إلى الأذهان السؤال عن سبب القيام بالزيارة، لكن ليس لدينا أي معلومات محددة ولا نعرف ما إذا كان اللقاء قد عُقد مع قوات سوريا الديمقراطية أم لا، حيث لم تدلِ قوات سوريا الديمقراطية بأي بيان فيما يتعلق بهذه الزيارة، وإننا نعتبرها كـزيارة عادية، برأيي، إن الأنباء المتداولة على وسائل الإعلام هي مجرد تحليلات، ونعتبر الزيارة هي زيارة طبيعية وعادية.
أي تأثير ستشكله هذه الزيارة على النضال المشترك ضد داعش؟ وما هو مستوى تحرك داعش في المنطقة وكيف ترى هذا التحرك؟
لم يتم تطهير المنطقة من داعش حتى الآن، وهناك الكثير ممن يقومون بتبني داعش، كما أن ذهنية داعش هي الطاغية في الأراضي المحتلة وهنالك حياة قائمة على عقائديتها وأيديولوجيتها، وكلما حصل التقاعس والضعف في النضال الجاري ضد داعش، كلما تعززت قوة داعش، فحتى الآن، إن القوة الوحيدة التي لم تتوقف في النضال ضد داعش، هي قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، حيث إن الخطر الناجم عن وجود داعش في منطقتنا هو أيضا قائم بالنسبة للدول الأخرى، فاليوم، إن لم تكافح الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش، فإنه سوف يشن الهجمات على أمريكا كما قام بها في السابق، وسوف يجد الفرصة مرة أخرى لإحياء نفسه ويستمر في شن هجماته، فمن جهة، يسعى تنظيم داعش للقضاء على الشعب الكردي، ومن جهة أخرى أيضاً، يستمر حقده وكرهه تجاه الشعوب، فهذا الأمر هو لصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تناضل ضد تنظيم داعش، فإن لم تناضل ضده، فإن الخطر سوف يهدد شعبها أيضاً، وأقول بأن النضال
ينبغي أن يكون مشتركاً، وهذا ما يقوله أيضاً مسؤولو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن القوى التي تدعم داعش معروفة، فخلال التهديدات الناجمة عن هجمات الدولة التركية، لوحظ حجم تصاعد هجمات داعش، وعليه، ينبغي اتخاذ التدابير والإجراءات ضد الدولة التركية الداعمة لداعش، حيث هناك الكثير من الضعف والتقاعس في هذا الصدد، فالتعزيز منحصر بيد القوى الدولية، فالأمر بيد تلك القوى التي تقول بأن الدولة التركية هي حليفتها الاستراتيجية والعضوة في حلف الناتو، كما أن هذه الهجمات تجري بدعم من الدولة التركية، حيث إن تنظيم داعش لم يظهر على الساحة دفعة واحدة، بل تم إنشاؤه، وتم تبنيه ورعايته والوصول به إلى الوقت الحاضر وفقاً للمصالح، وينبغي على المرء النضال سويةً ضد الدولة التركية الداعمة لتنظيم داعش والقوى الأخرى، وباعتقادي، طالما أن المرء لا يناضل ضد القوى التي تتبنى وتراعي تنظيم داعش، فإن داعش سيظل موجوداً وحاضراً على الساحة.
بعد الزلزال الذي وقع، توجه وفد من مؤسسة البارزاني الخيرية إلى عفرين المحتلة من قِبل مرتزقة الدولة التركية، كيف ينبغي لحكومة جنوب كردستان النظر للزيارة التي جرت إلى عفرين؟
إن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم ينظر أبداً بعين العداوة إلى الدولة التركية، فيما الدولة التركية نظرت على الدوام بعين العداوة للشعب الكردي، حيث إن المساعدات الإغاثية لمؤسسة البارزاني الخيرية التي أرسلت إلى عفرين لم تصل إلى الشعب، بل قام المرتزقة بالاستيلاء عليها، ونحن بدورنا لا نجد هذا الاختيار للحزب الديمقراطي الكردستاني صائباً، حيث تقوم بالتوجه إلى المنطقة التي تم احتلالها من قِبل الدولة التركية ومرتزقتها، وجميع هؤلاء المرتزقة مجتمعين ضد الوجود الكردي، والذين يقومون بشكل يومي بقتل وخطف وتعذيب المواطنون الكرد، وتقوم أنت بدورك بزيارة هؤلاء المرتزقة، حيث إن هذه الزيارة هي بمثابة منح الشرعية لاحتلال المرتزقة، فالكرد لا يقبلون بهذه الشرعية الممنوحة للمرتزقة، وإن هذه الذهنية ليست بالأمر الصائب والصحيح، فالمرء لا يعرف بالضبط ما هي مصالحهم مع الدولة التركية، لكن مهما كانت، كان ينبغي ألا تتم هذه الزيارة، وقد شاهدوا بأم أعينهم الانتهاكات الجارية في عفرين، ورأوا بأعينهم كيف يقوم المرتزقة بإجراء التغيير الديموغرافي، فحتى الـ 20% من أهالي عفرين لا يستطيعون العيش على أرضهم، حيث يقيم الباقي منهم ضمن الخيم في الشهباء القريبة من عفرين، وبانتظار اليوم الذي تتحرر فيه عفرين، لماذا لا يقوم بزيارة أهالي عفرين الذين تم تهجيرهم قسراً؟ لماذا لا يقوم بزيارة أهالي الشهباء؟ لماذا لا يداوي معاناة الشعب هنا؟ لماذا يزور الأرض المحتلة من قِبل المرتزقة ويمنح الشرعية للاحتلال؟
كيف ينبغي على المرء النظر إلى لقاء حكومة دمشق والدول العربية، وبرأيك، كيف سيكون تأثير هذه اللقاءات على الإدارة الذاتية؟
عندما اندلعت الثورة السورية، كانت البلدان العربية التي تتقرب في الوقت الراهن من سوريا تعادي سوريا، وكانوا هم أيضاً لا يقبلون بالنظام، ويسعون لإسقاطه، وبالإضافة إلى شعوب منطقتنا، كانت شعوب أخرى قد تخلت عن النظام، كما أن النظام تسبب أيضاً بحدوث التهجير والتغيير الديموغرافي، فالنظام ليس مجبراً على القبول بكل شيء بالكامل، حيث إن الشعب انتفض من أجل الديمقراطية، فأنت ليست مجبراً على القبول مائة في المائة، لكن اقبل بـ 90 %، وإن لم يكن ممكناً، فاقبل بـ 50 % على الأقل، وأعد أولئك الذين يهاجرون، وقم بإجراء التغييرات في مؤسساتك وهيئاتك، فقد لقي أكثر من نصف مليون شخص مصرعهم في سوريا، حيث قُتلت الغالبية الساحقة على أيدي النظام ومن قِبل المرتزقة، فهل لديك رغبة في مداواة هذه الجراح؟ واعتقد أنه إذا ما أعاد النظام والاستخبارات النظر في نفسيهما، وقاما بتغيير النظام، ورسخا الديمقراطية، فسوف يكون هذا الأمر بالنسبة للنظام نجاحاً كبيراً.
يجب أن تكون اللقاءات من أجل رخاء الشعب
إن اللقاءات الجارية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية ودولة قطر، يجب أن تكون وفقاً لمطالب الشعب وأن تتم من أجل رخاء الشعب، وليس من الصواب على المرء البقاء في الواجهة، طالما أن النهب والمذابح والجوع متفاقم وعلى أشدها، وما لم يتغير النظام والسياسة السورية، لن تكون الخطوات السياسية في المنحى السليم، ولا يزال النظام السوري لا يتصرف ويتقيد وفق القانون رقم 2254، ولا يقبل بنموذج الإدارة الذاتية، ولا ينظر إليها كبديل للحل، باعتقادي، حتى لو عقد النظام لقاءات سياسية في ظل هذه الظروف، فلن يكون ذلك كافياً، وطالما لم تُجرى تغييرات سياسية، ولم تُتخذ خطوات نحو ترسيخ الديمقراطية، فإن الخطوات السياسية التي ستتم اتخاذها، سوف لن تكون مفيدة، حيث إن أول من قام بإجراء اللقاءات مع البلدان العربية هو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، لكنهم تراجعوا عن ذلك، وكنا نريد حل المشاكل في سوريا دون أن تنخرط أي من البلدان المختلفة في الساحة، في حين لم تقم بالوفاء بواجباتها ومسؤوليتها، فما الذي تغير اليوم حتى تُعقد هذه اللقاءات؟ وإن البلدان العربية التي لا تقبل بالنظام، أصبح البعض منها داعمين للشعب ووقفوا في وجه النظام، لكن اليوم في الوقت، ليست هناك أي تغييرات في سياسة النظام، ولماذا تُجرى اللقاءات دون ترسيخ شروط الديمقراطية؟ ونحن لسنا ضد إنعقاد هذه اللقاءات، ونريد أن تكون علاقات سوريا مع البلدان العربية على أكمل وجه وجيدة، لكن ينبغي إعداد أرضية اللقاءات بشكل جيد وبنّاء، ويجب أن تكون اللقاءات وفقاً لحماية الشعوب في سوريا، فهذا، هو الحوار الأفضل والأصح، ويجب حماية جميع شعوب سوريا من العرب إلى الكرد ومن السريان إلى الأرمن وحتى الشعوب الأخرى، وإذا ما تطور الحوار بهذه الطريقة، فهذا يعني أننا سنتمكن من أن نكون شركاء في الأيام العصيبة.