صحفي يعرض أدلة مرئية تؤكد انتشار مرتزقة سوريين في أذربيجان
172
4 سنوات مضت
عرض الصحفي الكسندر ماكيفر أدلة مصورة تثبت إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أذربيجان في حربها ضد أرمينيا، كما عرض تقريراً كتابياً على صفحته على “تويتر” يؤكد ذلك، وفيما يلي تقرير “الصحفي ماكيفر”:
في أواخر أيلول2020 بدأت تقارير غير مؤكدة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن عناصر من الجيش الوطني السوري (القوات التابعة لتركيا في شمال سوريا) قد تم إرسالهم إلى أذربيجان.
في البداية ونظراً لعدم وجود أدلة قاطعة ولعدم وجود أسباب تدفع تركيا لإرسال مرتزقتها إلى أذربيجان، بدت هذه التقارير وكأنها ليست أكثر من شائعات لا أساس لها.
تغيّر هذا في صباح يوم 27 أيلول عندما شنت أذربيجان عمليات عسكرية كبيرة ضد إقليم ناغورنو كاراباخ الخاضع لسيطرة الأرمن, وفي الأيام والأسابيع التالية تم نشر عدد من مقاطع الفيديو والصور، بالإضافة إلى شهادات المقاتلين الحاضرين من قبل وسائل الإعلام المحلية السورية والدولية.
في حين أن أنصار أذربيجان والأتراك واصلوا إنكارهمبوجود مقاتلي الجيش الوطني السوري في الصراع، فإن تحليل الأدلة المرئية يؤكد بوضوح صحة هذه التقارير.
ولذلك قمنا بتجميع هذه المعلومات وبالأدلة بهدف نشرها كلها في تقرير واحد ليقوم الآخرون بفحصها.
تحديد مواقع مقاتلي الجيش الوطني السوري في أذربيجان وناغورنو كاراباخ
تم تحديد الموقع الجغرافي الأول عبر وسائل إعلام موثوقة, حيث ظهر مقاتلو الجيش الوطني في أذربيجان ببلدة (هوراديز) على بعد عدة كيلومترات من الخطوط الأمامية الأرمنية والحدود الإيرانية.
ويظهر أحد مقاطع الفيديو المرفقة بالتقرير مجموعة من المقاتلين وهم يستمعون لأغنية عن فصيل من الجيش الوطني السوري (فرقة السلطان مراد) أثناء حديثهم باللغة العربية, وزيهم العسكري الذي شوهد لاحقاً في جميع وسائل الإعلام التابعة للجيش الوطني السوري في أذربيجان عليه صبغة مائية، ولم يرتديه من قبل أي من المقاتلين من أطراف الحرب الأهلية السورية.
نُشر مقطع فيديو آخر في نفس اليوم, وهو لمقاتل سوري يدعى (مصطفى قنطي) يظهر نفسه ومقاتل آخر في عدة مواقع على الخطوط الأمامية، وتحت نيران المدفعية الأرمنية تم عرض أحد المشاهد الثلاثة الواردة في هذا الفيديو في نفس الموقع, حيث تم تصوير مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانية الرسمية بعد عدة أيام.
مشهد آخر في الفيديو يُظهر الجزء الداخلي والخارجي لمستودع ذخيرة أرميني تم الاستيلاء عليه، وكان مطابقاً بشكل كامل لمقطع فيديو أذربيجاني من وزارة الدفاع.
خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول تم تصوير ونشر مقاطع فيديو أخرى من قبل مقاتلي الجيش الوطني السوري، اثنان منها يظهران مشاهد خندق أرميني بعد الاستيلاء عليه, وتم تحديد الموقع الجغرافي لقرية (مرجان / مرجانلي) على بعد عدة كيلومترات غرب (هوراديز).
في الفيديو الرجل الذي يصور يتحدث باللغة العربية, ويعرّف نفسه على أنه من لواء الفاروق بفرقة فرق الحمزة, قبل أن يصف الجنود الأرمينيين المقتولين والظاهرين ففي المشهد بـ (الخنازير).
أدلة بصرية أخرى لمقاتلي الجيش الوطني السوري في أذربيجان
نُشرت صورة في 30 أيلول من قبل موقع (جسر برس) وهي وسيلة إعلامية في شمال سوريا، تُظهر رجلاً يُدعى عبد الرزاق (أبو هريرة) من قرية تسنين ذات الأغلبية التركمانية (محافظة حمص) وهو يحتضر, وشوهد في الصورة خمسة آخرون يرتدون نفس الزي الملون باللطخة المائية, بالإضافة إلى آخر يرتدي نفس الزي العسكري المموه الذي يستخدمه كل من الجيش التركي والأذربيجاني.
مجموعة أخرى من الصور قد تم نشرها من قبل منافذ مختلفة في نفس اليوم، مع طابع زمني يشير إلى أنها التقطت قبل يومين, بينما لم يتم التعرف على الرجال الموجودين بالصورة، إلا أنهم يرتدون نفس الملابس ذات اللطخة المائية وحزام التمويه, وفي خلفية الصورة يمكن رؤية ملصقات تحمل العلم الأذربيجاني بالإضافة إلى خريطة لأذربيجان.
في 11 تشرين الأول نشرت صفحة (جرابلس نيوز الكابوس)، وهي قناة تلغرام محلية شمالي حلب، مقطع فيديو آخر لمقاتلي الجيش الوطني السوري يُزعم أنهم في ناغورنو كاراباخ, ويظهر ثلاثة رجال يرتدون الزي نفسه أمام لافتة حدودية مكتوبة بالأرمنية والروسية والإنجليزية, وبعد أن قال أحدهم إن المنطقة تم تحريرها والآخر يشير إلى الحدود الإيرانية غير البعيدة، يقوم أحد السوريين بتحية الذئاب الرمادية، وهي حركة يد يستخدمها القوميون الأتراك, ويبدو من التضاريس المستوية في الفيديو أن المكان هو بالقرب من خطوط جبهة هوراديز / فيزولي إلى الجنوب من ناغورنو كاراباخ.
تم نشر مقطع فيديو واحد فقط يُظهر مرتزقة الجيش الوطني السوري يشاركون في القتال في ناغورنو كاراباخ, حيث يُظهر رجالاً يطلقون النيران من مجموعة متنوعة من الأسلحة على أهداف غير معروفة.
لم يتم تحديد الموقع الجغرافي للفيديو ولكن إحدى المركبات الموجودة تُعتبر دليلاً جوهرياً على مكان التصوير, إذ تظهر مركبة مدرعة إسرائيلية من طراز AIL Storm, وهذه المركبة غير موجودة في أي مكان في سوريا ولا يستخدمها الجيش التركي.
أدلة مرئية تتعلق بنقل مقاتلي الجيش الوطني السوري إلى أذربيجان
في 24 و 25 أيلول نُشرت صورة وفيديو لرجال يرتدون الزي العسكري في معسكر تدريب على قنوات Telegram المحلية في شمال سوريا, والزي الذي يرتدونه هو نفس الزي الذي يظهر في الصور المحددة التي التُقطت في أذربيجان, والصورة هي في المعبر الحدودي العسكري بين سوريا و تركيا في (حوار كيليس) بحلب, وكانت هذه المنشأة في السابق نقطة انطلاق لمقاتلي الجيش الوطني السوري الذين تم إرسالهم إلى ليبيا، بالإضافة إلى كونها قاعدة عسكرية ومركز قيادة لفرقة الحمزة أحد فصائل الجيش الوطني السوري المتورطة في عمليات أذربيجان, وتشير الشهادات المتعددة التي أدلى بها مقاتلو الجيش الوطني السوري الذين ذهبوا إلى أذربيجان بأن هذا المعبر الحدودي هو مكان تجميعهم قبل المغادرة.
في 22 أيلول نشرت المراسلة (ليندسي سنيل) صورةً لرجال داخل عنبر شحن لطائرة نقل, وعرّفتهم على أنهم أعضاء في (فرقة الحمزة) أثناء نقلهم من أنقرة إلى باكو في ذلك اليوم, والتفاصيل الوحيدة التي يمكن التحقق منها في هذه الصورة هي أن الطائرة هي من طراز A-400M، التي يستخدمها سلاح الجو التركي.
على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة فقد تم تسجيل رحلتين لطائرتين من طراز TuAF A-400M على منظومة FlightRadar24)) في ذلك اليوم. غادرت الأولى مدينة (قيصري) التركية التي غالباً ما يتم تخزين طائرات TuAF A-400M)) فيها قبل أن تهبط في (غازي عنتاب) بالقرب من الحدود السورية, وبعد عدة ساعات غادرت نفس الطائرة غازي عنتاب متجهة إلى الشمال الغربي, وفقدت منظومة FlightRadar24 التي تتبع الطائرات التجارية بشكل أساسي إشارة الطائرة, مما يعني أننا لا نستطيع التأكد مما إذا كانت الطائرة قد هبطت في أنقرة أو اسطنبول.
وكانت تركيا تتبع هذا النظام في عملية نقل ونشر مرتزقة الجيش الوطني السوري في ليبيا.
الزي العسكري الذي يرتديه مقاتلو الجيش الوطني السوري في أذربيجان
بعد وقت قصير من ظهور الصور الأولى لمرتزقة الجيش الوطني السوري في ناغورنو كاراباخ، حدد مستخدمو (تويتر) نمط الزي المموه الفريد الذي يرتديه هؤلاء المرتزقة على أنه الزي الخاص لقوات خدمة الحدود الأذربيجانية (Dövlət Sərhəd Xidməti).
ومن المثير للاهتمام أنه في إحدى الصور المحددة جغرافياً عند معبر حوار كيليس العسكري يمكن للمرء أن يلاحظ أن الزي الذي يرتديه عناصر الجيش الوطني السوري هو نفس زي قوات خدمة الحدود الأذربيجانية، بالإضافة إلى زي الجيش التركي الذي ترتديه العديد من فصائل الجيش الوطني السوري المنتشرة في ناغورنو كاراباخ, وهذا يعني أن مقاتلي الجيش الوطني السوري استلموا هذه الأزياء الجديدة في سوريا قبل عبورهم عبر تركيا إلى أذربيجان.
تحديد الموقع الجغرافي لمقاتلين مجهولين في أذربيجان، يشتبه في أنهم أعضاء في الجيش الوطني السوري
تم تصوير أول مقطع فيديو يُزعم أنه لمرتزقة من الجيش الوطني السوري في أذربيجان بواسطة مدني في بلدة (هوراديز) على خط المواجهة, ويظهر في الفيديو قافلة مكونة من 22 مركبة, 21 منها تحمل مقاتلين في الخلف، وبعضها مزود بمدافع رشاشة, والسيارة الأخرى في القافلة هي من طراز AIL Storm وهي مركبة إسرائيلية مدرعة مخصصة للطرق الوعرة والتي يستخدمها الجيش الأذربيجاني, والأمر المؤكد والمعتاد أن الجيش الأذربيجاني لا يستخدم الشاحنات الصغيرة لنقل القوات.
تم نشر مقطع فيديو آخر صوره مواطن أذربيجاني في 1 تشرين الأول يُظهر شاحنات بيك آب تنقل رجالاً يرتدون زياً عسكرياً, وتم تحديد الموقع الجغرافي مدينة (باردا) شمال شرق ناغورنو كاراباخ.
ما نشرته وزارة الدفاع الأرمينية
في منتصف تشرين الأول نشرت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأرمينية مقطعي فيديو على تويتر كدليل إضافي على انتشار الجيش الوطني السوري في ناغورنو كاراباخ, وفي كلا المقطعين يمكن رؤية مجموعات من الرجال يرتدون الزي العسكري المذكور سابقاً.
وفي الختام هناك أدلة بصرية مهمة تؤكد وجود مرتزقة الجيش الوطني السوري في حرب ناغورنو كاراباخ, حيث تم تحديد الموقع الجغرافي لعدد من مقاطع الفيديو التي صورها رجال يتحدثون اللغة العربية باللهجة السورية، ويحددون أحياناً الفصائل التي ينتمون إليها، وفي الجبهة الجنوبية للنزاع تُظهر المزيد من مقاطع الفيديو والصور مقاتلين سوريين يرتدون زي قوات خدمة الحدود الأذربيجانية, بالإضافة إلى ذلك قام العديد من الباحثين ووسائل الإعلام بجمع شهادات من المقاتلين السوريين في أذربيجان أنفسهم، وكذلك من أفراد عائلاتهم كأدلة مؤكدة على هذا الانتشار في أذربيجان.