الحدث – القاهرة – وكالات
صدر حديثا عن الجمعية الثقافية الفنية منشورات المتوسط، كتاب بعنوان “ما هو علم المصطلحات” للباحثة الإيطالية ماريا تيريزا زانولا، ترجمته إلى العربية نسمة إبراهيم، ومراجعة وتقديم الدكتور وائل فاروق، والغلاف لخالد سليمان الناصرى
جاء فى تقديم الدكتور وائل فاروق الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية فى ميلانو، أنه فى عالم اليوم المتمركز حول العلم والتكنولوجيا، أصبحت المصطلحات أحد أهم مفاتيح المعرفة، فالطريقة التى يتم بها تسمية وتعريف المفاهيم العلمية المتخصصة وتنظيمها ووصفها وترجمتها لا تساعد فقط على فهم بنية المعرفة فى اللحظة الراهنة وإنما صارت تلعب دورا أساسيا فى تطورها واتساع مجالها وبناء شبكات مفاهيمية تربط بين حقولها المختلفة، وهو ما جعل الشبكة العالمية للمصطلحات فى فيينا ترفع شعار “لا معرفة بلا مصطلح”.
وأضاف أن أحد أسباب تقديمه لهذا الكتاب هو محاولة التحرر من المنظور الضيق الذى يرى أن أهمية تعريب المصطلحات وإنتاجها ترجع لأسباب قومية ودينية، مشيرا إلى أن قضية المصطلح لم تعد قضية احتفاء بلغة الهوية، فهى اليوم شرط من شروط إنتاج العلم وتلقيه.
وشدد على أن الاندماج فى مجتمع المعرفة اليوم هو الطريق الوحيد لرأب الصدع بين اللغة العربية ولغة العلم المتخصصة، فالمصطلحات التى صارت علما ليست مفردات يتم نقلها من لغة إلى أخرى وإنما هى من تجليات الانخراط العميق فى الحقل العلمى الذى يتم إبداع المصطلح فيه ومن ثم نقله من لغة إلى أخرى، فالمصطلحات، على حد تعبير الخوارزمي، هى مفاتيح العلوم، وفى قول آخر، هى نصف العلم، فالمصطلحات أو اللغة المتخصصة هى أكثر من مجرد حالة تقنية خاصة داخل اللغة العامة.
وذكر أن دراسة المصطلحات تخصص علمى جديد نسبيا، تتزايد أهميته بسبب الحاجة المتنامية لتسهيل التواصل والترجمة، ونقل المعرفة المتخصصة بين مستخدمى النصوص الذين ينتمون إلى حقل معرفى واحد، ومجتمعات لغوية مختلفة.
وأضاف الدكتور وائل فاروق، علم المصطلحات فى الأساس نشاط لغوى معرفى، فالمصطلحات هى وحدات لغوية تنقل المعنى المفاهيمى فى إطار النص المعرفى، وعملية نقل المعنى هذه لا تقل أهمية عن المفاهيم، أيا كان الحقل الذى تنتمى إليه، التى تعينها، لذلك يجب أن تخضع المصطلحات للتحليل اللغوى، ولكن للتحليل اللغوى مناهج وأساليب متعددة، لذلك فمن الضرورى اختيار المنهج اللغوى الأكثر انسجاما مع موضوع الدراسة، كما يجب أن يكون متمحورا حول الدراسة المعجمية ومستندا على الاستخدام التواصلى للوحدة المصطلحية، موجها كل تركيزه إلى المعنى والتمثيل المفاهيمى له.