الحدث – وكالات
عرض مسلسل “ما وراء الطبيعة”، على منصة نتفليكس في 190 دولة، وبأكثر من 32 لغة، وذلك يوم 5 نوفمبر الماضى، المسلسل مستوحى من سلسلة روايات الكاتب الراحل د.أحمد خالد توفيق، ويقدم بعضًا من أشهر أساطير السلسلة، إلى جانب تقديم شخصيات محبوبة إلى الشاشة مثل د.رفعت إسماعيل، وماجى، وهويدا، ورئيفة، وبالطبع شيراز، فى 6 حلقات من الدراما المثيرة.
ويقول مدير التصوير أحمد بشارى متحدثاً عن تصميم أجواء الرعب في المسلسل: “تصوير مسلسلات الغموض والإثارة لا يشبه أي نوع آخر، كما أن هذا النوع الدرامي جديد نسبياً على المنطقة العربية، إلا أننا أيضاً لم ننسخ أي أساليب أو أنماط تصوير عالمية أو هوليودية، من حيث استخدام درجات ألوان معينة ولكن بما إن “ما وراء الطبيعة”، متغلغل في الأساطير والثقافة المصرية بقوة، ولذلك كان يجب علينا أن نبتكر ونخلق منهجنا الخاص.”
أما عن اختيار مواقع التصوير فكان ضرورياً لضمان أصالة المسلسل، حيث تم اختيار كل موقع من هذه المواقع بعناية شديدة بناءً على وصف المؤلفين لهم في السيناريو، فكل موقع من مواقع التصوير يتطلب أن يعكس أنماط الحياة في مصر في ثلاث حقب زمنية مختلفة، سواء أكانت في الريف أو العاصمة.
ويشرح علي حسام، مصمم الإنتاج للموسم الأول من مسلسل “ما وراء الطبيعة”، رحلة تصميم وإبداع مواقع تصوير المسلسل، فيقول: “يتمحور المسلسل حول الأحداث الخارقة للطبيعة التي تحدث في ستينيات القرن الماضي، وبالتالي فإن العثور على موقع جاهز مناسب لهذه الأجواء كان مستحيلاً. وكان علينا إما تصميم المواقع من الصفر أو إعادة تصميم وتهيئة مواقع موجودة بالفعل لتناسب أحداث المسلسل”.
بيت الخضراوى مثلا لديه شخصيته المستقلة. فهو ليس مجرد مسرح للأحداث. إذ يلعب البيت دوراً بارزاً في أحداث المسلسل، يتفاعل مع الشخصيات، ويظهر في ٣ خطوط زمنية مختلفة. و قد كان أكثر مواقع التصوير احتياجا لمجهود من حيث التغييرات الشاملة وإعادة هيكلة للقصر لكي يناسب الأحداث المختلفة في المسلسل.
يضيف علي حسام قائلا: “منزل الخضراوي له مكانة خاصة بالنسبة لي، فعلى الرغم من أني قد عملت على عدة مشاريع سابقة كان فيها موقع التصوير ذو أهمية خاصة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أشارك في عمل يتفاعل الموقع فيه مع الشخصيات، ويتضح هذا التفاعل مع في تحول البيت إلى شخصية فعلية تلاحق وتطارد رفعت وتحاول أن تتواصل وتتحدث معه، وفي بعض الأحيان حتى تحاول قتله. ويقبل رفعت التحدي ويدخل في معركة مع المنزل. نكتشف أن هذا المنزل تحركه طاقة شديدة التميز والغرابة”
ولم تكن مواقع التصوير ليست العنصر الوحيد الذي يعكس الفترات الزمنية المختلفة للمسلسل، حيث لعبت الأزياء دوراً هاماً أيضاً، وقالت دينا نديم مصممة الملابس: “عملت عن قرب مع عمرو سلامة وطاقم العمل كي نضمن وجود رؤية متكاملة للألوان والموضات المستخدمة، وأنها مناسبة للشخصيات، وتعكس ثلاثة خطوط زمنية؛ العقد الأول من القرن العشرين، والأربعينيات، والستينيات. بالإضافة إلى أن التصاميم ينبغي أن تتناسب مع طبيعة كل شخصية؛ فعلى سبيل المثال هويدا والتي تعمل كمدرسة للموسيقى لديها حس هادىء في اختيار الالوان والتصميمات يتناسب مع شخصيتها الهادئة. بينما ماجي العالمة الأسكتلندية، ينبغي أن تعكس اختيارات ألوانها وتصميماتها طبيعة شخصيتها القوية المليئة بالتحدي.
كما يتضمن مسلسل ما وراء الطبيعة عدة كائنات أسطورية خلال الموسم الأول، ومنها شيراز والجاثوم، وكي يتم بث الحياة في هذه المخلوقات، قام فريق المؤثرات الخاصة بالتفكير خارج الصندوق، وأمضوا شهوراً في التحضير لتقديم هذه الكائنات على الشاشة.
بالإضافة إلى ذلك تطلب المسلسل، كونه مسلسل إثارة، أداء عدة مشاهد خطرة، والتي عادةً ما تكون أكثر جزء مقلق في صناعة الدراما، وذلك نظراً لمحاذير السلامة والوقت الهائل الذي تستغرقه عملية التحضير والتصوير، وكانت الحيل والتقنيات المستخدمة خلال التصوير مستحيلة التخيل والتنفيذ في البداية، ويعلق عمرو سلامة: “استخدمنا تقنيات وحيلاً ذكية لأول مرة في مصر خلال التصوير، والتي طبقها فريق الحركات الخطرة في مشاريع أخرى بعد نجاحها في ما وراء الطبيعة”.
ومن أهم هذه المشاهد والذي ترك أثرا كبيرا في نفوس في جميع المشاهدين هو مشهد الحريق، حيث كان المشهد خطيراً لأنه يتضمن ممثلة صغيرة وبأخطار محتملة، وكان تصوير المشهد داخل القصر غير وارد بالمرة، ولذلك قام مصمم الإنتاج ببناء نموذج مطابق له تماماً ولكن يمكنه استيعاب الكاميرات ومتطلبات التصوير.
ويوضح أندرو ماكينزي، مصمم المعارك ومنسق دوبليرات في المسلسل: ”هناك حريق يحول بين ريم وطريق هروبها بينما تم وضع الكاميرات خارج الغرفة لتصورها.“ واضطر الفريق إلى عمل باب سري خلفها تماماً ليتيح لها الخروج منه بسلام في أي وقت احتاجت إلى ذلك.
وكي تكتمل تجربة ما وراء الطبيعة، كان يجب أن تبرز الموسيقى جميع جوانب عالم ما وراء الطبيعة، سواء كانت الروابط العائلية، أو الترقب، أو حتى الفقدان. تقوم الموسيقى على أربعة ألحان رئيسية تم تشكيلها في عدة قوالب لتناسب عدة مواقف مختلفة، وتظل في نفس الوقت معروفة.
ويقول خالد الكمار، المؤلف الموسيقى: “كان المقصود من الموسيقى أن تخلق عالماً متكاملاً وراء الصورة، وكأنه العالم الموسيقي لما وراء الطبيعة. كذلك أردنا أن نتعامل مع القصص بشكل درامي، وشخصي، وعاطفي، بدلاً من اعتبارها مجرد قصص رعب. ولذلك فإن الطابع العام للموسيقى يغلب عليه الجانب العاطفي أكثر منه المخيف”.
وعرض مسلسل “ما وراء الطبيعة” مترجماً إلى أكثر من 32 لغة فى 190 دولة حول العالم. كما سيتم توفير الدبلجة إلى أكثر من 9 لغات من بينها اللغة الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، التركية والألمانية وغيرها. وسيكون أول مسلسل أصلي مصري متوفر بالوصف الصوتي باللغة العربية لضعاف البصر والمكفوفين، والوصف النصي باللغة العربية لضعاف السمع.
حيث يمر د. رفعت إسماعيل، طبيب أمراض الدم، العنيد المتهكم والمغامر، بـ “رحلة شك” حين ينقلب عالمه رأساً على عقب بعد التشكيك بقناعاته العلمية الراسخة. تنطلق أحداث القصة في عام 1969، حين يدخل رفعت إسماعيل في العقد الرابع من عمره، ويبدأ في التعرض لأحداث خارقة للطبيعة. وخلال الموسم الأول، يدخل رفعت إسماعيل عالم “ما وراء الطبيعة” بصحبة ماجي زميلته السابقة خلال الجامعة، حيث يحاولان إنقاذ أحباءهما من الخطر الهائل الذي يحيط بهم. المسلسل مستوحى من سلسلة الروايات الأكثر مبيعاً في الوطن العربي للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق والتي باعت أكثر من 15 مليون نسخة.
مسلسل “ما وراء الطبيعة” من بطولة أحمد أمين في دور “الدكتور رفعت اسماعيل” ورزان جمّال في دور “ماجي ماكيلوب” وآية سماحة في دور “هويدا” خطيبة “رفعت” السابقة، وسما إبراهيم في دور “رئيفة” شقيقة “رفعت إسماعيل”، وإخراج عمرو سلامة.