الحدث – وكالات
في مزاد تنظمه دار كريستيز، تعرض منحوتة “Oiseau” للفنان السويسري ألبرتو جياكوميتي، وهي واحدة من الأعمال النادرة التي تعكس أسلوبه الفريد في المزج بين التجريد والتعبيرية، للبيع بسعر تقديرى يتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار أمريكى.
كان ألبرتو جياكوميتي فنانًا سويسريًا بارزًا، اشتهر بأسلوبه الفريد في النحت والرسم، حيث قدم رؤية جديدة للجسد البشري من خلال أشكال طويلة ونحيلة تعكس العزلة والوجودية، وُلد في بروجونوفو، سويسرا عام 1901، ونشأ في بيئة فنية، حيث كان والده جيوفاني جياكوميتي رسامًا ما بعد الانطباعية.
انتقل جياكوميتي إلى باريس عام 1922 لدراسة النحت تحت إشراف أنطوان بورديل، حيث تأثر بأساليب التكعيبية والسريالية، خلال الثلاثينيات، انضم إلى الحركة السريالية، وقدم أعمالًا تجريدية مثل “القصر في الرابعة صباحًا”، لكنه سرعان ما ابتعد عن السريالية ليعود إلى دراسة الشكل البشري بأسلوب أكثر واقعية.
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ جياكوميتي في تطوير أسلوبه المميز، حيث أصبحت منحوتاته نحيلة للغاية، وكأنها تعكس هشاشة الإنسان في عالم مضطرب.
تم تصميم هذه المنحوتة حوالي عام 1937، وتتميز بتكوينها المنحني الذي يعكس رؤية جياكوميتي الفلسفية حول الحركة والفراغ. يبلغ ارتفاعها 18.5 إنشًا وطولها 59.8 إنشًا، وهي مصنوعة من الجص، مما يمنحها ملمسًا فريدًا يعكس اهتمام الفنان بالتجريب في المواد الفنية.
تُعد هذه المنحوتة جزءًا من سلسلة أعمال جياكوميتي التي استكشفت التجريد العضوي، حيث كان يسعى إلى التعبير عن الطاقة الداخلية للأشكال بدلاً من تقديم تمثيلات واقعية. كما أنها تحمل توقيع “Made in France”، مما يعزز قيمتها التاريخية باعتبارها إحدى القطع التي تم إنتاجها خلال فترة إقامته في باريس.
من المتوقع أن تحقق المنحوتة سعرًا مرتفعًا نظرًا لندرتها وأهميتها الفنية، حيث سجلت أعمال جياكوميتي في السنوات الأخيرة أرقامًا قياسية في سوق المزادات في عام 2015، بيعت منحوتته الشهيرة “L’Homme au doigt” بمبلغ 141.3 مليون دولار، مما جعلها واحدة من أغلى المنحوتات في التاريخ.