الحدث – وكالات
كشفت عظام من هياكل عظمية بشرية عمرها 4000 عام تم اكتشافها فى تشيلى عن وجود دليل على شكل نادر من مرض هانسن، المعروف باسم الجذام، وفقا لما نشره موقع livescience.
وتشير النتائج، التى نشرت فى مجلة “نيتشر إيكولوجى آند إيفولوشن”، إلى أن البكتيريا المسببة للجذام تطورت بشكل منفصل، على جانبين متقابلين من العالم، لآلاف السنين.
ولتحقيق هذا الاكتشاف، أعاد الباحثون بناء جينوم M. lepromatosis من بقايا اثنين من الذكور البالغين الذين تم العثور عليهم فى المواقع الأثرية المجاورة فى سيريتو ولا هيرادورا فى شمال تشيلى.
الجذام مرضٌ مُعدٍ مزمنٌ مصحوبٌ بمجموعةٍ من الأعراض المؤلمة، بما في ذلك آفاتٌ جلديةٌ وخدرٌ في الأطراف، يُمكن أن يُؤدي إلى تغيراتٍ مُحددةٍ وملحوظةٍ في العظام، وقد عُثر على هذه التحولات المميزة في هياكل عظميةٍ في أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا يعود تاريخها إلى 5000 عام، وفقًا لبيانٍ صادرٍ عن معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ، ألمانيا.
وقالت كيرستن بوس، عالمة الأمراض القديمة الجزيئية في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري والمؤلفة المشاركة للدراسة، في بيان: “لقد أصبح الحمض النووي القديم أداة عظيمة تسمح لنا بالبحث بشكل أعمق في الأمراض التي كان لها تاريخ طويل في الأمريكتين” .
وقالت ليزلي سيتر، عالمة الأحياء الحاسوبية في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطورى والمؤلفة المشاركة فى الدراسة، فى بيان: ” إن جينوم M. lepromatosis من عظام تشيلى كان يتمتع بـ”حفظ مذهل، وهو أمر غير شائع فى الحمض النووى القديم، وخاصة من العينات من ذلك العصر”.
وأوضح داريو راميريز، الباحث المشارك فى الدراسة “كان لدينا شك في البداية، لأن الجذام يُعتبر مرضًا يعود إلى الحقبة الاستعمارية”، وبعد مزيد من التدقيق، أكد الفريق أنهم كانوا يبحثون بالفعل عن أدلة على أن الجذام ناتج عن نوع من البكتيريا يُعتبر نادرًا في العصر الحديث.
ولا يزال العلماء لا يفهمون تمامًا كيفية انتشار البكتيريا المسببة لمرض الجذام، لكن وجودها في بقاع بعيدة من العالم يشير إلى وجود عوامل بيئية أو حيوانية مسئولة عن انتقالها.
وتكمل هذه الدراسة النتائج التي توصلت إليها أفانزي وفريقها، والتي قامت بتحليل بقايا أحدث من كندا والأرجنتين واكتشفت أيضًا أدلة على أن بكتيريا الجذام انتشرت في جميع أنحاء الأمريكتين قبل الاستعمار الأوروبي.