ملفان رسول
مع مطلع العام 2020 شهد العالم نمطا جديدا من الصراع غبر التقليدي، المتصارعون هم البشر ضد عدو مفترض غير مرئي حتى أصاب الهلع جميع شعوب المعمورة وانهارت اقتصادات عالمية وخيم اليأس على البشر، مع استمرار المراكز العلمية في البحث عن السلسلة الجينية لهذا الفيروس الوبائي، القادم بشكله المتحور والمتجدد بمصطلحه العلمي (covid 19) أو تسميته الدارجة بـفيروس كورونا.
ترى هل هذا الفيروس هو بتلك الصفات التعجيزية الذي حيّر علماء الكون في التصدي له وايجاد عقار مضاد له؟ أم أن التريث العالمي يتماطل ريثما يتفشى بشكل أكبر وتصل الجهات المعنية بظهور الفيروس كي تبدأ مرحلة مابعد كورونا، بعد ان تكون قد حققت الغاية من ظهورها؟
هناك ثلاثة اتجاهات بل قناعات سائدة ورائجة عند أغلب المجتمعات حول هذا الفيروس وهي:
– (بيئية) كورونا هو فيروس وبائي متحور أشبه بالفيروسات التاجية المماثلة، انتقل الى البشر من جينات حيوانات تم تناول لحومها كالخفافيش والثعابين.
– (سياسية واقتصادية) كورونا هو فيروس انتجه مخابر السلاح البيولوجي وقد تسرب من المخابر وخرج عن نطاق السيطرة والتحكم بضبطه وتحجيمه.
– (دينية) كورونا هو بلاء من السماء وغضب من الله على البشر الذين تمادوا وخرجوا عن ارادة الخالق وكان ظهوره رسالة من الله عبر جنود غير مرئيين.
جميع الدلائل تشير الى ثبوت صحة همجية قوى الاستغلال والغول الاقتصادي الامبريالي بهدف السيطرة على مقدرات العالم والتحكم بمصيره عبر استخدام جيل متطور من السلاح الفتاك كنمط جديد ليتم بنتيجته تشكل نظام عالمي جديد، بعدما فشلت الامبريالية في معظم حروبها لأجل احداث التغيير المنشود عبر جملة من خططهم وممارساتهم التصعيدية والتدميرية على الصعيد العالمي الذي لم يتم بناءه.
اللافت لكل متبصر بأن الفيروس المتجدد لا يتشابه في شكله واعراضه بين حدود دولة ودولة أخرى، هذا يقطع الشك باليقين أن الفيروس له أطوار وأنماط متعددة الاشكال وقد تم انتاج عدد غير محدد في أشكالها، اذ أن الفيروس الذي ظهر في الصين هو ليس ذاته الذي ظهر في ايران أو ايطاليا أو فرنسا أو غيرها من الدول، وحتى طريقة الانتشار والتفشّي بهذه السرعة له دلالات واضحة بأن الوسائط المستخدمة في نشر الوباء هو مدروس بعناية فائقة، تهدف الى الاعلان عن الحرب الاقتصادية والهيمنة الامبريالية، وبهذا تريد احداث الشلل التام في المشهد العالمي وبالتالي تحقق أغراضها في ارضاخ الدول واقتصادياتها تحت هيمنتها، إضافة الى عدم رغبتها في الحفاظ على الكثافة السكانية العالمية، جاهدة في تقليص تعداد سكان المعمورة والابقاء فقط على عمالة رخيصة محدودة العدد، بالتوازي مع قضاءها على اقتصادات الدول الكبرى واحتكار الانتاج والمعامل في قبضة الطبقة الحاكمة المستثمرة والذي لا يعادل ألا 1% من مجموع سكان العالم، كما أنها تهدف الى تدمير الاحلاف والمجموعات الاقتصادية والتقنية والعسكرية العالمية.
ما يثير الاستغراب هو ظهور الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مشهد ساذج ومخادع وحوله لفيف من رجالات الدين من رهبان وقساوسة وبطاركة مسيحيين ويهود وشيوخ مسلمين ومن ثم تلاوة سورة الفاتحة في اشارة متعمّدة بأن الوباء هو ألهي والتضرع الى الله سيخلصكم، بمعنى انه يطلب منهم ان يتضرعوا الى الله كي ينقذهم من الوباء الذي أصدروه للعالم.
وقد أثبتت آخر الدراسات حول هذا الوباء على أنه ليس فيروس، بل منتج بيولوجي مغطى بهلام يتحول الى فيروس عند دخوله الى جسم الانسان.
اعتقد جازما أن هذه الحرب وهذا الوباء سيعم وينتشر بشكل واسع ويحصد العديد من الارواح وسينتج عنه انهيار دول وحكومات واقتصاديات العالم، وفيما لو اكتشف عقار لهذا الوباء، سيتم استخدام جيل متطور آخر حتى يتم تحقيق مآرب الحرب العالمية الجديدة.