الخميس 21 نوفمبر 2024
القاهرة °C

فن المقال في زمن الوباء قراءة سيسولوجية

فن المقال في زمن الوباء
قراءة سيسولوجية
الأسس التكنوفيليا..
1- الانظمة والشعوب…
نأخذ بنظر الاعتبار هذه الثيمة كوحدة اساسية في التعامل مع اي مصطلح منطقي للخوض في تشكيل اي بنية معرفية حول موضوع ما او كينونة شخصية او حتى اشارة لصفة عامة ، قد صادفت تغيير شكل او مضمون اجتماعي او سياسي او اقتصادي من الناحية التكتيكية كالوضعية او الايدولوجية كفر او سلوك معين اقتضى ان تمر به هذه المرحلة من تاريخ الشعوب.
فيما كان الوضع العام وهنا استنزف كلمة عام اي بمعنى الشمولية في التعبير عن كل ما يحدث ولكن سنفصله علنا نجد شيء يشبع رغبة المتابع او المتلقي او الباحث عن حقيقة ما ، و ضع في بالك ايها القارئ انه لا توجد حقيقة كاملة في اي مكان او كتاب ولا احد يمتلكها فكل شيء هو نسبي حسب الحيثيات و المعطيات التي يترصدها الضمير الانساني بشيء من العقلانية او الوجدانية فكلاهما مختلف عليه.
بعد هذه المقدمة القصيرة والمبسطة قدر الامكان؛ قد نستطيع الدخول مضمار و التعامل مع الحصان الاسود كرهان مرتبط بربح او خسارة الحقيقة ” النسبية” كما اتفقنا .
جائحة فيروس كورونا 2019-20 هي جائحةٌ عالميةٌ جارية لمرض فايروسي سمي علميا بــ(كوفيد-19 أو فيروس كورونا ووهان) والذي يسمى بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (SARS-CoV-2). اكتشف المرض في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، وأطلق عليه اسم 2019-nCoV وقد صنّفته منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 (جائحة)*. معلومة اخذت من ويكيبيديا ببعض التصرف.
دعونا نتفحص الحدث العظيم هذا شيئا فشيئا قبل ان نطلق تأويلاتنا و تفسيراتنا المنقوصة اغلبها عنه؛ ونضع في الحسبان كافة المصطلحات التي تدور في عقل العامة و الخاصة كــ \ مؤامرة – اعلامية – سياسية – اقتصادية – اجتماعية \ علمياً – خطأ مختبري – سلاح بيولوجي – قنبلة موقوتة – وباء حقيقي مدروس او غير مدروس \ وهناك راي يتشارك فيه القلة جدا وهو وباءٌ افتراضي حقيقي؟!! كيف سنعرف كل ذلك من خلال نقاشنا مع اغلب ما يدور حولنا من تحركات و اوضاع و حسابات ومنظومات معقدة لإيجاد منفذ بالتالي قد ينقذ البشرية او يحولها الى تاريخ مجهول الهوية في اخر سبعة الاف سنة من التاريخ البشري منذ معرفة التدوين ولليوم 15/ابريل/2020 .
ا- لنفند اول الآراء التي اراها مثقلة و مولعة بالتظلم و البكاء على الاطلال ووو الخ.. وهي المؤامرة ، يكفي ان نرى ان نقاش مثل هكذا فكرة يعد ضربا من الجنون؟! كأننا نقول ان (المتآمرين قد تامروا على التآمر فتأمر التآمر عليهم)!! ، هل من لغة تنجيني من هذا الاسفاف في التفكير . حتى هنا انتهينا .
ب- علميا ، وهنا نأتي على الجدية في المنطق و لنرى الى ما تؤدي نتائج كل معلومة او مفهوم او موضوع بهذا الخصوص ؟ فمثلا قد يكون خطأ مخبريا ؛ وهذا واردٌ اصلا ، ولكن نجيب بعقلانية بسؤال ؟ هل من المعقول ان لا تعترف كل هذه الدول المتقدمة طبعا ولا اقصد بلداننا الغبية مع تقديري لكل ما تمر به المنطقة ، هل يعقل ذلك ؟ هذه الدول هي منظومات معقدة من شبكات الاستخبارات المدنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها؛ أيعقل ان يسخر منها وطواط؟!
وان كان هذا مستوى تفكيرك ان الذي تجلس خلف لوحة المفاتيح وتكتب خواطرك على منصات التواصل الاجتماعي و تستشهد بمقاطع فيديوهات اعدت للضحك عليك و امثالك؛ ولا استبعد ان تكون احد المؤمنين بسطحية الارض كما يدعون بعض اهل الكتب الرنانة ، حيث تامرك هذه التقارير المزيفة الى الذهاب بتفكيرك السطحي البسيط حيث تريد اخذك ، وابقائك في الغيبوبة التي تعيشها منذ الف عام ويزيد. ان تفهم اصحاب العقول الذكية و المتطورة ان ما يحصل هو هفوة عالم وانك اولتها كما تأول كتاب تاريخي معين لكسب باستجداء ثقة البسطاء من الناس ؟.. اكيد لا والف لا ، ببساطة انك تعيش في المستوى الاخير من التفكير و التطور الجيني البشري فكيف ترى ما لا يراه المستوى الاول !! وقد يحصل ولكن متى ؟ اذا ما ماتت كل الحيوات الذكية و بقيت انت فقط خدمة للصدفة الشنيعة ربما ، حينها قد يؤخذ برايك المسلوب. انتهينا
سلاح بيولوجي : ربما ولكن الم يسال احداً نفسه لمرة ، كيف يمكن ان تخاطر دولة في الفتك بالحضارة الانسانية كلها ؟ ولأجل ماذا؟ لأجل اسواق اقتصادية او سيطرة عالمية ؟! وكيف عندما ينهار العالم كله ؟ ما الخطة التي وضعت لإعادة الحياة ؟ و غيرها من التساؤلات . واكتفي .
 
قنبلة موقوتة :
آها هنا يُقرأ الموضوع بشكل اعمق واكثر جدية حيث التساؤلات الفكرية تتوقف ويبدأ العقل العلمي المنطقي بالتساؤل؛ وهنا ما لا نملكه نحن العامة فالقضية باتت متعلقة بأصحاب البحوث والنظريات الفذة في العلوم الطبيعية . مثلا في مقال كتب بتاريخ 11\march عن عالمة صينية اسمها shi zhengli وهي مديرة مركز ابحاث الفايروسات في مدينة ووهان وهو المركز الذي اتهم مسبقا وتم نفي الخبر بانه مصدر الوباء. هذه العالمة المتخصصة في قراءة الفايروسات التي تحملها الخفافيش ، كانت تحضر لمؤتمر في مدينة شينغهاي في نفس اليوم الذي ضرب الفايروس المريض رقم واحد وعندها الغت المؤتمر وعادت مسرعة بأول قطر؛ عندما تم الاتصال بها فجاءة و اعلامها بما حصل ! والغريب في الامر كانت قد عدت دراسة عن ما يقارب 1200 فايروس من النوع التاجي او كورونا ، يمكن ان تصيب الانسان؛ بعضها بخطورة السارس والاخر احتمالية انتقاله للبشر ضعيفة ، و تخصصت في مرض السارس الذي ظهر بين عامي 2003 و2004 في السعودية والذي كان انتقاله من الجمال الى البشر. و كانت ترغب في تحذير العالم من فايروس قادم قد يفتك بسكان الارض ولكنها توقفت فجأة بانذهال عندما عرفت بانتقال هذا الفيروس من الوطواط الى البشر ، وهي من اسمته كوفيد-19 ولذلك تدعى ايضا الامرأة الوطواط. نترك الموضوع هنا فسنعود اليه في مقال اخر مخصص له . و لنعود لاحتمالاتنا المنطقية المتبقية .
انا مع فكرة انه وباء افتراضي حقيقي وهذا لا يعني انني على صواب او كل ما اقوله هو الحقيقة ولكنها رؤية تبنيتها هكذا؛ وحسب افكار تجول في المخيلة وكثيرا ما قد اكون خاطئ!! كيف؟ دعونا نعرج على الاحداث بتفصيل ممل.
منذ الازمة المالية التي عصفت بالأنظمة الصناعية الكبرى واحدثت تصدع في نسيج الرأسمالية المسيطرة بقانون التجارة العالمي على اغلب الاسواق العالمية و العولمة الحديثة التي باتت اكبر من راس المال نفسه “خالقها” ، حيث تحولت الى نظام جديد يدير كل هذه المنظومة العملاقة التي تسمى العقل البشري وما انتجه عبر الازمان من فلسفة و حضارات وايدولوجيات و نظريات بقيت طور التكوين او بين الادراج خالية من التعبير العملي لها . ولكن :
وضع زعماء العالم الحر علامة stop في هذا الطريق السريع الذي ادى الى خروج القطار عن سكته المرسومة له؛ نتيجة السرعة والتسارع للمادة كما جاء في قوانين الفيزياء. “لا يمكن ان انتج قانون من لا شيء ” في الفيزياء ، وقد بات حتى هذا القانون خاضع للتشكيك بعدما تخطته العولمة وبات انتاج ثروة من لا ثروة او شيء من لا شيء حسب عالم الفيزياء لورانس كلاوس في كتابه think from no think .
كيف و متى و اين ؟ كل هذه الاحداث دارت ؟.. انها wall street حيث نام الجميع و اصبحت الكرة الارضية فجأة على فقدان ما يقارب اربعمائة ترليون دولار؟ يبدو مبلغ بسيطة مقارنة بميزانية دول او حتى مؤسسات ، ولكنها أموال حقيقية كانت وليست ارقام و حسابات وهمية مصرفية ، كانت قيمة الصناعة العالمية ، قيمة الانسان نفسه، فانهارت الانظمة وتعرفون الباقي؛ كيف استعانت اكبر دولة في العالم الحر كأمريكا بالأيدولوجية الشيوعية و استوردت كلمة في قاموس الاشتراكية لكتاب راس المال لكارل ماركس وهي ” التامين”!! وبداء لملمت الموضوع ، ولكن ليس كله؟!! لا يا صديقي القارئ انتبه لأدق التفصيلات كي تحصل على الصورة كاملة باقل التشوهات.
التصور..
هناك قلة من الرجال يملكون ما يملكه العالم كله من مال؟! كيف؟ سنعرف من خلال التعاملات البنكية لهذه الشبكات المرتبطة ببعض و الموصلة لهم بطريقة غير مباشرة! نعم فمن خلال “Loan Shark” او تجار الاقراض بالفائدة الغير اخلاقية وعبر التاريخ ، كان هناك رفض واسع لهذه العملية ونجدها ببلاد ما بين النهرين ثم بالهندوسية في القرن السابع قبل الميلاد ، حتى جاء بعض الاستثناء في ديانة سماوية اسمها اليهودية بنصوص ثقيلة وهي : “عدم السماح لإقراض اخيك اليهودي بفائدة لأنها سلاح العدو” وهنا لم يحدد غير اليهودي فجاء المؤرخ اللاهوتي جون نونان واخبر عن ان الباباوات بعضهم قد اقروها والاخر رفضها! ولا نريد الاطالة فهو ليس بحث يخصنا فقط عروج تاريخي عن راس المال و تطوره التاريخي من الناحية الدينية و الانسانية ككل.
نقول ان الجشع الذي تملك المنظومة الرأسمالية منذ انهيار النازية وتطورت بانهيار الشيوعية و تحطيم سور برلين القاسم الذي منح الافضلية لدول العالم الحر و قائدتها الرأسمالية الحديثة كمشروع جديد يستمد اخلاقياته من حاجة السوق كمستهلك “فرد” وليس كحاجة اجتماعية ، فمثلا : كان السوق يحتاج البصل ليوم الجمعة مثلا لان المجتمع كان يأكل البصل بهذا اليوم اكثر من المعدل للأيام الباقية ، فيما الرأسمالية الجديدة تقول يمكنك ان تجد البصل وكذلك الجزر لمن لا يرغب بأكل البصل ؟! وهنا التنوع وحسب الغايات البشرية والكل يعرف ان الغاية البشرية لا تنتهي ببصلة و جزرة ؟ انما ما لا نهاية من متطلبات مما جعل اصحاب المال يمنحون البشر قروض عالية الفائدة لتلبية رغباته في اكل البصل فيما يحصد الفلاح القليل من الربح لأجل الموسم القادم ؟ وتبقى البنوك هي من تستفيد من الطرفين. لذلك نجد ولا نريد ان نتشعب اكثر فقط للملاحظة ان اغلب رجال الاعمال هربوا الى الصين لأنها تمنحهم ايدي عاملة رخيصة اضافة الى تسهيلات مالية ضريبية كبيرة لا تجدها في غيرها . مازال راس المال متعثر منذ 2007 وحتى اليوم لذلك تبدو ضائقة كوفيد-19 هي هبة من السماء وضالة من سيستثمرها بقوة لصالحه.. نعم رغم انها جائحة غير محسوبة الا ان الدول المتقدمة لا تترك شيئا للصدفة حتى تتصرف معه وبه لكي تبقى في قمة الاداء العالمي محافظة على معدل نموها الاقتصادي قدر الامكان خوفا من انكسارها كأمة تحمل قيم تريد ان تأخذ بالإنسانية نحو مستقبل افضل ، كان يكون بالانتقاء او الاصطفاء او حتى بالتمني لا يهم كل ما يهم هو البناء العلمي الذي اكتسبته هذه الامم بعد انهيار المنظومات الدينية والاخلاقية القديمة وبناء منظومة اخلاق حداثوية تتماشى وصورة العصر الذي نحن فيه وبذلك اندثار بالتقادم كل ما هو قديم وهي تحصيل حاصل فالإنسانية في خط عمودي ماتزال حتى أنسنه الالة حينها سنرى صراع جديد كينونة جديدة تحضر لواجهة التحديات التي يمر بها التاريخ البشري في كل مرة. لذلك يا أعزاءي ..
اقول انه افتراضي من ناحية الحاجة لوجوده ولا اقصد بالمعنى انه مفتعل ولكن اقصد وجوده بعد الصدمة؛ منح الاخرين من العقول التي تقود المستقبل ان تفكر في كيفية تعظيم دوره مقارنة مع انه فعلا فايروس جدير بالاحترام حيث كمية الذكاء الفطري الذي يمتلكه جعله متسلق للسلسلة البشرية في التطور. ومن ناحية هو كائن ضعيف ولكن اعطانا درس في حجمنا امام هذا الكون المليء بكائنات اولية مازال الأنسان يقف حائر امامها .
ثم انه حقيقي فنحن نعامل مع عدو غير مرئي لكنه فعال و فعاليته في انه غير مرئي للإنسان ويصيب اجمل ما يملك الانسان من عملية تبادلية حرة و عظيمة وهي الاوكسجين مقابل ثاني اوكسيد الكاربون الذي يمنح الشجر روح العطاء من جديد في عملية تمثيل هي الاجمل بالطبيعة وهكذا ، ولكن يبدو ان الانسان غير قادر على مكافئة الطبيعة غير انه يأخذ منها الكثير .. فجاء ردها قاسي بانها اطلقت اعظم خفاياها عنا و اقدمها لإخافتنا وابعادنا عن طريق الزهور و الحشرات التي تشق الحياة من جديد في موسم الربيع وكأن الارض تطهر نفسها من الرجس ” الانسان”؛ بغض النظر هنا عن الخطاب الشعري و الشاعري الا انها و ببساطة تبدو الحقيقة النسبية الكبرى من هذا كله. لذلك اقول انه حقيقي خصوصا وان الحمض الريبي له RNA رغم شكوك البعض في ان تركيبته من الداخل ( رنا وبروتين-إن) قد مزجت معها عدة حلقات من فيروس نقص المناعة HIV؟!! وهذا ما ادى الى ان بعض الدول تطلق سهامها على الصين، متهمتها بتطوير او خروج هذا الفيروس عن السيطرة الكاملة للبشر ، بعد شهادات من علماء قد زاروا مختبر ووهان في فترات ماضية ، في ان العاملين في المختبر الصيني غير مدربين بشكل احترافي للتعامل مع الفايروسات! وهنا ياتي دور منظمة الصحة العالمية التي اشك انا شخصيا انها لعبت دورا سلبيا في هذه الازمة الانسانية هي تعطل اعلان الطوارئ وغيرها من الاجراءات البروتوكولية لفترة شهرين تقريبا ؟!!! اي ان الفايروس انتقل و اخذ جولة سياحية حول العالم قبل ان تضرب المنظمة ناقوس الخطر! الذي جاء متأخر في 11/مارس ، وجاء خطابها ليس عن بعثة علمية لتقصي الحقائق وانما عن اخبار من الصحة الصينية !! و الاغلب يعرف ان الصين دولة تحكمها حرية الحزب الواحد ولا يمكن لأي صوت ان يخرج لو طير يغرد خارج سرب الدولة.
الخلاصة في الامر ارى ان الدول المتقدمة ستعيد بناء ثقتها بنفسها و مجتمعاتها رغم انها غير مهيأة كانت لهذه الازمة في تاريخ البشرية.
ولكن ستعود الحياة مع حذر شديد قد يستمر سنوات ، وفي هذه الاثناء ستبنى منظومة اقتصادية غير التي نعرفها كالشيوعية والرأسمالية ولا اعتقد ستكون خليط كذلك ؟ حيث اقتصاد ما قبل كورونا هو ليس اقتصاد ما بعدها ، لان ما حصل لم تكبته كتب الاقتصاد ولم يدرسه ابنائنا ، انه نوع من انواع الاقتصاد الميت والذي ما عاد ينفع معه الانعاش الصناعي . اعتقد سيكون بناء اخر من الاقتصاد ربما سيكون اقتصاد “منغلق شمولي” ؟! كيف؟ سنعرف لاحقا من خلال خبراء الاقتصاد ، ولكن متى ؟ اعتقد مع وجود لقاح في نهاية السنة الحالية 2020 ، واخشى ما اخشاه ان لا تقوم الاقتصادات القادمة كما كانت سابقتها على حروب .
حينها قد نعاني في الموت نفسه كما يحدث لنا الان مع الفايروس. اختصرت الكثير الكثير مما يجول في عقلي كي لا افسد عليكم متعة القراءة .
 
رافد الطاهري
– خبر 24
to top