الحدث – وكالات
بدأ العراق يستعيد عافيته تدريجياً على الأقل في المحيط العربي ويميل إلى تحقيق الاستقرار بعد تولي السوداني رئاسة الحكومة التي هي ليست بعيدة عن المؤثرات الإيرانية بعد تعطيل وصراع دام أكثر من سنة، واحتضنت العراق العديد من النشاطات العربية والدولية خاصة ما يعقد حالياً في يومي 25و26من فبراير مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية في العاصمة بغداد، وسط محيط إقليمي مضطرب من الاحتجاجات للشعوب الإيرانية في زاهدان وكردستان والأهواز، وسط قصف المسيرات لبعض المؤسسات الإيرانية، وتزايد الهجمات الإسرائيلية على سوريا ومخازن الحرس الثوري الإيراني ومقرات عناصره وكارثة الزلزال التي ضربت كلاً من تركيا وسوريا التي أثارت ردود أفعال دولية وعربية إيجابية تجاه الشعب السوري وتعاطف المجتمع الدولي حيال الكارثة الإنسانية، التي شكلت المتنفس الهام من الغرق المحتم للنظام السوري. والذي يحاول الاستفاده من الالتفاته الدولية والأممية والإقليمية والعربية الإغاثية وتزايدت الاتصالات والزيارات لدمشق لكل من الأردن والإمارات وعمان وتعالت الأصوات مطالبة بعودة النظام للمحيط العربي والجامعة العربية، وتكللت مؤخراً بدعوة سوريا ومشاركتها في المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في العاصمة العراقية بغداد وقد طالب رئيس اتحاد البرلمان العربي رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في كلمته أمام المؤتمر بأن تتبنى الدول العربية قراراً حاسما في عودة سوريا إلى المحيط العربي وإلى لعب دور ريادي في محيطها الإقليمي والدولي كما دعا جميع ممثلي الدول على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار والعمل على إعادة اللاجئين السوريين لوطنهم
وشاطر الحلبوسي ودعوته الكثير من الدول العربية الأخرى كالجزائر ومصر والأردن وسلطنة عمان التي زارها مؤخرا الرئيس بشار الأسد وحتى بعض الدول الممانعة كالسعودية رأت أنه لا جدوى من استمرار الوضع السوري كما هو عليه الآن، فهناك آفاق ومتغيرات تحصل في المنطقة حتى تركيا غيرت البوصلة تجاه النظام السوري وتسعى للمصالحة والتطبيع والأمم المتحدة وأوربا والولايات المتحدة أوقفت العقوبات راهناً ولمدة 6أشهر والأمر الآخر الملفت الذي جاء في كلمة الحلبوسي أنه دعا إلى عراق آمن وشرق أوسط مستقر وقصد بذلك المجتمع الدولي لدعم القضية الفلسطينية والاعتراف بإقامة دولته وعاصمته القدس وأعلن عن رفضه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني كما شدد على أهمية الأمن الغذائي في البلاد العربية وطالب بتحقيق التنمية في كل البلاد العربية، بينما تحدث آخرون كرئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي عن ضرورة عودة سوريا للحاضنة العربية وبذلك تطابق بوجهة نظره مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ووصف سوريا بقلب الأمة النابض وعنوان مجدها وحضارتها. كما شدد الصفدي على أن أساس استقرار المنطقة رهن باستقرار العراق وأمنه وفي ذلك تكمن مصلحة الأمة العربية كما عبر عن دعم بلادة لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب والتطرف والحفاظ على سيادة البلاد. وتلاه في إلقاء الكلمة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الذي قدم تعازيه للشعب السوري وأعلن عن تضامنه مع الشعب في كارثته وطالب المجتمع الدولي برفع الحصار والعقوبات عن سوريا لأن الشعب هو الذي يدفع الثمن . والملفت في هذا المؤتمر أن الدعوات كانت حول سوريا وعودتها إلى المحيط العربي وبشبه إجماع عربي خاصة بعد كارثة الزلزال وسط تعاطف المجتمع الدولي إنسانياً وإغاثياً والآخر التركيز على عودة العراق في محيطة العربي والتقدم في مسألة أمنه واستقراره بوجود الحكومة الجديدة التي يرأسها السوداني المراعية للمصالح الإيرانية كما جرى في المؤتمر إبراز دعم القضية الفلسطينية وهذا لا يتعارض مع التوجهات الإيرانية.