الحدث – وكالات
في لقاء خاص مع قناة (Stêrk-TV)، أدلى عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، بتصريحات هامة عن آخر التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة.
– لماذا أرسل أردوغان وفداً إلى حزب العمال الكردستاني قبل بضعة أشهر؟
– بناءً على مطلب هذا الوفد، لماذا أراد قره يلان تحذير مسعود بارزاني من خلال الاجتماع به وجهاً لوجه ؟
– كيف بدأت الجهود لإشراك البيشمركة في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني؟
– ماذا كانت النتائج التي تمخضت عن زيارة خلوصي أكار إلى هولير والاجتماع مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في الـ 20 من أيار الماضي؟
– ما هي كواليس الحادثة التي جرت في متينا يوم الخامس من حزيران الجاري؟
– كيف تدار العلاقات بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه المرحلة؟
– ما هو النداء الذي يوجهه قره يلان إلى القوى الكردستانية والنخبة المثقفة من المجتمع من فنانين وكتاب، خاصة من أهل بهدينان؟
النص الكامل للحوار:
– أرسلت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وحدات من قواتها مزودة بعربات مدرعة للدخول إلى مخيم الكريلا في متينا والتمركز فيه لكن وقع حادث هناك راح ضحيته عدد من عناصر قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني. كيف تقيمون ما جرى؟
يمر نضال الشعب الكردي من أجل الحرية اليوم بفترة مهمة للغاية. أعداء الشعب الكردي لديهم خطط لإخماد نار مقاومة ونضال شعبنا من أجل الحرية. كما هو معروف للجميع كان القائد أوجلان قد أعلن وقف إطلاق النار في شمال كردستان عام 2013 واستمر وقف إطلاق النار هذا لمدة عامين ونصف. إلا أن الدولة التركية رأت أن ذلك عزز من قوة ومكانة الشعب الكردي في الشرق الأوسط وجعل الكرد قوة في المنطقة. تم التوصل إلى اتفاق مشترك بشأن هذه الاتفاقية، لكن أردوغان لم يقبلها وشكل تحالفاً مع أكثر الأحزاب عنصرية ومعاداة للشعب الكردي مثل بهجلي ودوغو بيرينجيك، وشن هجوماً شاملاً على حركتنا. هدفهم هو القضاء على حزب العمال الكردستاني أولاً ثم تدمير كل مكاسب الشعب الكردي. ليس فقط داخل الحدود التركية، هم يريدون تدمير كل مكتسبات الكرد في المنطقة.
وعلى هذا الأساس يشن الاحتلال التركي منذ ست سنوات حرب شاملة ضدنا. لا تزال الحرب مستمرة وتوسعت بعد إطلاق الاحتلال التركي لعمليات عسكرية كبيرة في وقت سابق من هذا العام. في البداية في إمرالي يتعرض القائد آبو للظلم والتعذيب وهناك اضطهاد أيضا بحقه. ليس لدينا حاليا أي معلومات عن القائد أوجلان. الدولة التركية تشن حربا نفسية علينا. 10 آلاف من رفاقنا في سجون الاحتلال التركي وهم أيضًا يتعرضون للتعذيب. في شمال كردستان، يتم اعتقال الكرد يومياً تحت ذريعة عضوية حزب العمال الكردستاني ويتعرض شعبنا للتعذيب والقمع. وفي ذات الوقت، تشن قوات الاحتلال التركي عمليات عسكرية في جميع أنحاء شمال كردستان. توجد حاليًا عمليات عسكرية في كرزان، وان، ماردين وبوطان. هناك حروب كثيرة في شمال كردستان واتسعت بشكل كبيرة منذ بداية فصل الربيع، وفي هذه المعارك استشهد رفاقنا دفاعاً عن كردستان في هذه الحروب وهذه المعارك يتم تغطيتها بشكل يومي من قبل وسائل الإعلام.
في نفس الوقت يحاول المحتل في جنوب كردستان بشكل تدريجي قضم الأراضي والتمركز فيها. بعد احتلال حفتانين وجزء من خاكورك كما هو معروف في 23-24 نيسان أبريل من هذا العام، تم إطلاق هجوم على منطقة متينا وزاب وآفاشين. اليوم دخلت الحملة يومها السادس والأربعين. هناك هجوم واسع النطاق علينا. الدولة التركية بنفسها تعترف وتقول إنها تشن علينا هجوماً شاملاً. لدينا الآن رفاق متمركزين بمناطق في جنوب كردستان ولكن هناك دائما 30 طائرة استطلاع تحوم فوق المنطقة ليل نهار. أما الطائرات الحربية فهي موجودة دوماً وتقصف أحياناً مخمور وأحيانا أخرى مناطق أخرى.
الآن وفي ظل كافة التطورات والهجمات التي نتعرض لها والتي ذكرتها أعلاه، فإن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو: في الوقت الذي توجد فيه هجمات واسعة النطاق علينا كيف سنهاجم البيشمركة؟ هل هذا شيء حكيم لفعله؟ لماذا نفتح جبهة عسكرية ثانية؟ أي شخص متوازن ولديه القليل من الحكمة ويتعرض لحرب تستهدف وجوده بشكل كامل، لن يفكر بفتح جبهة عسكرية ثانية على نفسه. لماذا سيفعل ذلك وفي منطقة مثل متينا؟. الآن تدور معارك عنيفة في مناطق شمال متينا، لماذا سنفتح جبهة ثانية ضد البيشمركة وسط منطقة متينا؟ لا حكمة هنا ولا أساس لهذه الإدعاءات من الأصل. أي أن المقاتلين لم يهاجموا البيشمركة. هل جُنت قوات الكريلا حتى تفتح جبهة ثانية على نفسها؟
إذن ما هذا؟ هناك خطة لإشعال حرب بين قوات الكريلا من جهة والبيشمركة من جهة أخرى. الحرب الداخلية بين الكرد كارثة وخطأ لا يغتفر. بكل وضوح الكريلا ليس لديها أي مقاربات من هذا النوع. لم نعطِ أي تعليمات من هذا القبيل ولا ننوي إعطائها أيضًا. لكن هناك بالفعل لعبة تحاك خيوطها من قبل دوائر الحرب الخاصة ضد الكرد. نحن نعلم جيدًا أنه في هذا الوقت التاريخي ستشكل الحرب الكردية – الكردية خطرًا كبيرًا على مكتسبات الشعب الكردي. هذا ليس في مصلحة الشعب الكردي.
وبالتالي يجب فهم هذه الحادثة التي وقعت في متينا في هذا الإطار الذي تم شرحه. في الساعة الرابعة صباحاً تتوجه 100 عربة عسكرية مقسمة على محورين ومجهزة بكل الأسلحة وفي حالة استعداد للهجوم على مناطق الكريلا. الهجوم بأسره بلا معنى. المنطقة التي حاولت قوات البيشمركة دخولها هي منطقة عمليات عسكرية وتحت سيطرة قوات الكريلا وقوات البيشمركة لم تدخلها منذ 25 عاماً.
القوات تقدمت نحو مناطقنا دون أي دون إعطاء معلومات رغم وجود تواصل فعلي بيننا. يمكنهم التواصل معنا وإخبارنا. الآن يقولون إنهم تصرفوا في إطار قانوني وواضح. إذا كان هناك أي شيء قانوني وواضح، فكان بإمكانهم تقديم المعلومات أو كان بإمكانهم إرسال 2-3 سيارات. هل هذا التصرف الذي فعلوه صحيح أن يرسلوا 100 عربة عسكرية مصفحة؟ يقولون: نحن الحكام هنا. ولا نحتاج إلى استئذان أي شخص ليأخذنا إلى تل، أو إلى مكان غير ضروري. نحن هنا ونحن ذوو سيادة. “أنت صاحب السيادة على رأسي. لكن الآن هنالك معارك على مساحة 5 كيلومترات. الآن تنحى جانبا. لماذا تساعد الاحتلال التركي؟. هناك ظروف وظروف غير عادية، هناك ضباب ودخان ضدك، نار مشتعلة في الأراضي ، الطائرات تحوم باستمرار في سماء المنطقة، المدافع تقصف، هناك حرب ، وأنت تتحرك عسكرياً خلفنا. ما مدى إنسانية هذا، ما مدى شرعيته؟ وما مدى وطنية ذلك ككردي؟.
لا يوجد أساس لذلك ولا يوجد تفسير لذلك. يقولون: “نحن نسيطر هناك ، نحن تعرض للهجوم من قوات الكريلا أثناء مرورنا في الطريق”. مقاتلو الكريلا لم يهاجموا أي شخص. الآن أولا وقبل كل شيء اسمحوا لي أن أقول هذا. هناك مصلحة بيننا الآن. هناك بعض الأصدقاء بينهما. اليوم في عالم العصر الحالي نحن في القرن الحادي والعشرين. يحل جميع البشر مشاكلهم بالحوار. حسنًا، لماذا لا نحل نحن الكرد مشاكلنا من خلال الحوار، ونريد اللجوء للحلول العسكرية. لماذا تهاجموننا عسكريا وبشكل مفاجئ؟ ما السبب ومن المستفيد من هذا الهجوم؟
– رغم وجود قنوات الحوار بينكم وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني، لماذا تقدمت قوات الحزب نحو مناطق الكريلا فجأة، دون سابق إنذار؟
نحن أيضاً نتساءل عن سبب هذا التقدم المفاجئ!؟ ولكن جيش الاحتلال التركي يعاني الضعف في مناطق شمال متينا وجمجو وآفاشين وتلة زندورا وفي عموم مناطق الكريلا، والمقاومة التي تحدث الآن في تلة زندورا ومروانس، محل فخر واعتزاز لجميع أبناء الشعب الكردي، لأن أبناء وبنات الكرد يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء ويقاومون الاحتلال التركي ويمنعونه من التقدم وتحقيق أهدافه الاحتلالية، وهذا شيء جديد وملحمة بطولية لم يسبق للتاريخ أن سجلها؛ نعم، حدثت مقاومة تاريخية في قلعة دمدم وعُرفت بشكل ملحمة تاريخية، ولكن في ذلك الحين لم يكن العدو يمتلك مثل هذه التكنولوجيا العسكرية المتطورة التي لديه الآن؛ فالعدو التركي يستخدم الطائرات والمدافع بشكل مكثف وكافة صنوف الغازات، إلا أنه لا يستطيع تحقيق التقدم ويتقوقع في مكانه، هذا أمر مهم للغاية ومدعاة فخر للكرد جميعاً، ويمكنها أن تحقق مكتسبات كبيرة لقضية الشعب الكردي. دولة الاحتلال التركي تدرك تماماً أنها لا تستطيع هزيمة الكرد، ولذلك تلجأ إلى استغلال الكرد لأجل كسر مقاومة الكريلا، وللأسف هذه هي التراجيدية الكردية؛ فعلى سبيل المثال تعمل الآن على استغلال بعض الكرد من قرى سيكركه ممن كانوا حراس قرى وخونة، للدخول إلى خنادق وقنوات تلة زندورا، كما أنها تستخدم الكلاب تارة أخرى وتربط الكاميرات على رؤوسهم للدخول في هذه الخنادق والقنوات، أي ان العدو التركي يستخدم الكرد مرة والكلاب مرة أخرى، وبذلك يساوي بين الاثنين.
إن هذه التحركات التي اتخذ الحزب الديمقراطي الكردستاني قراراً بشأنها بخصوص جبال متينا، تقدم الدعم والمساندة لدولة الاحتلال التركي، سواء كان ذلك بشكل ذاتي أو موضوعي، وهي محاولة لضرب مقاومة الكريلا في تلة زندورا.
أنا شخصياً كنت انظر إلى المسألة بمنظور آخر وعن حسن نية، فيما يتعلق بالهجمات الاحتلالية للعدوان التركي، وكنت أتوقع أن يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني الدعم والمساندة لنا في مواجهة هجمات العدوان التركي! ولكن الحقيقة جاءت مغايرة لذلك تماماً. حدث في التاريخ الكردي صراعات عشائرية عديدة بين مختلف العشائر الكردية، ولكن حينما كانت تتعرض لهجمات العثمانيين أو أية قوة أخرى، كانت توقف الصراع العشائري وتتوحد لمواجهة العدو الأوحد لهم، أو كانت بعض العشائر تقاوم العدو، والبعض الآخر حتى وإن لم تقدم المساعدة، كانت تتنحى جانباً وتقف على الحياد ولا تتواطأ مع العدو المهاجم، لأن مساعدة العدوان الوحشي ضد بني الجلدة، أمر مخزي؛ وعلى هذا الأساس أرى بأن تلك التحركات كانت خاطئة وعلى المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردستاني والقادة الذين أصدروا قرار التقدم، أن يدركوا هذه الحقيقة ويفهم ما يجري بشكل جيد؛ فنحن اليوم نتعرض لهجوم كبير من دولة الاحتلال التركي، فإن لم تقدم الدعم والمساعدة لإخوانك الكرد من قوات الكريلا، على الأقل تنحى جانباً ولا تفتح جبهة جديدة في مواجهة الكريلا.
أريد التطرق لموضوع آخر على صلة بما يجري اليوم، لقد سمعت بأن وزير دفاع دولة الاحتلال التركي، خلوصي آكار، اجتمع مع مسؤولين من الحزب الديمقراطي الكردستاني وأخبرهم بأنه “يجب على قوات البيشمركه أن تشارك إلى جانب جيش الاحتلال التركي ضد قوات الكريلا”، وعلى هذا الأساس اجتمعت قيادات الحزب بتاريخ 20 أيار الماضي وناقشت الطلب التركي؛ لا أعلم تماماً القرار الذي صدر عن ذلك الاجتماع، أو حتى لو أنني أعلم القرار الذي اتخذوه، ليست هناك حاجة لقولها الآن!
في الحقيقة أريد الإفصاح عن أمر آخر، كان سرياً لمدة من الزمن، وكنت أتحين الفرصة للقاء الكاك مسعود البارزاني، لأشاركه المعلومات حول هذا الأمر السري، ولكن اليوم أريد الإفصاح عنه علناً للرأي العام ولشعبنا الكردستاني جميعاً؛ قبل عدة أشهر من الآن وعن طريق بعض الأصدقاء، أرسل إلينا رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان نفسه رسالة مفادها : ” اعلنوا وقف إطلاق النار في تركيا، ونحن لا نتعرض لكم في الأجزاء الأخرى من كردستان…!”، ماذا تعني هذه الرسالة؟ هي تعني وقف العمليات القتالية ضد الدولة التركية والتوجه لمحاربة الحزب الديمقراطي الكردستاني، نظراً للخلافات الموجودة فيما بيننا؛ وهذه لعبة قذرة يريدها العدو التركي أن يلعبها، وعلينا أن نتحلى بالحيطة والحذر حيال ألاعيب ومكائد العدو، فالتاريخ الكردي غني بمثل تلك الأمثلة، حيث سعت الدولة التركية دوماً على مر التاريخ نحو افتعال الاقتتال فيما بين الكرد من أجل إضعاف الكرد والإبقاء على سلطتها؛ كما يجب على كل أبناء الشعب الكردي أن يدرك هذه الحقيقة جيداً، وهي أن الترك لم يوفوا بعهودهم التي قطعوها للكرد على الإطلاق، سواء أكانت في عهد العثمانيين أو في عصر الجمهورية.
– لقد قلتم بأن القوات العسكرية للحزب الديمقراطي الكردستاني تريد الدخول إلى جبال متينا، ما هو الوضع الميداني في الوقت الراهن، وما هو هدف تلك القوات من هذا التقدم؟
لقد تمركزت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في مضيق هام في منطقة متينا، هذا المضيق يقسم جبال متينا إلى نصفين، وقد تمركزوا على شكل سبع نقاط عسكرية في سفح الجبل، ورفاقنا الكريلا أيضاً متواجدون على مقربة من تلك المناطق، واليوم وردتنا معلومات من قواتنا التي ترابط هناك، بأن قوات الحزب الديمقراطي تفتح الطريق نحو معسكرات الكريلا، وأن المسافة التي تفصل بينهم لا تتعدى 200-300 متر، وهم يسألوننا ويقولون “ماذا نفعل؟” وينتظرون التعليمات مِنّا، ومن جهتنا نحن قلنا لهم “انتظروا، لنرى كيف سيمهدون الطريق إلى معسكراتكم!”…في الواقع هذا موضوع حساس جداً ومقلق للغاية؛ وقد وصلتنا بعض المعلومات الأخرى حول اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية! لا نعلم ما إذا كان الاتفاق جرى بشكل مركزي أم لا، ولكنهم يريدون إشراك القوات العراقية في التضييق على قوات الكريلا والهجوم عليها في تلة جارجيلا؛ وما يجب أن يفهمه الجميع أن قوات الكريلا لن تنسحب بالضغوط العسكرية وهي متواجدة في تلك المنطقة منذ عشرات السنين، ولا يوجد شيء في قاموس الكريلا اسمه “الانسحاب والاستسلام” بل نحن أهل المقاومة والكرامة؛ وفي الحقيقة نناشد شعبنا في هذا الخصوص ونقول لهم، بأنه من الطبيعي أن تدافع أية قوة عسكرية عن نفسها حينما تتعرض لهجوم من قوة عسكرية أخرى؛ ونتساءل حقيقة “أي مصلحة للشعب الكردي في فتح جبهة جديدة للقتال ضد الكريلا؟”، هذا ليس من مصلحة الكرد جميعاً، بل هي تصب فقط في مصلحة الدولة التركية. إخوتنا في الديمقراطي الكردستاني يقولون لنا “ما شأنكم في هذه المنطقة (جنوب كردستان)؟”، نحن موجودون في هذه المنطقة منذ أربعة عقود، لماذا لم تقولوا لنا ذلك طيلة هذه المدة، ولماذا تطالبوننا الآن؟ الأمر الآخر هو أن مرحلة الحل التي بدأت عام 2013 ووقف إطلاق النار وإنهاء القتال، كان للكاك مسعود البارزاني أيضاً دورٌ فيها، ونحن توجهنا بكل ثقلنا إلى منطقة جنوب كردستان، وجرى كل ذلك بعلم الجميع؛ ولكن ما حصل بعدها هو أن الدولة التركية نقضت بعهودها وأفشلت مرحلة الحل، وبدأت بحرب شاملة ضد حركة التحرر الوطني الكردستاني في كل مكان؛ كما تجدر الإشارة أن وجود ديالكتيك كردستاني يقيد بأن كل القوى الكردستانية حينما كانت تتعرض لهجمات العدو، كانت تلجأ للجزء الآخر من كردستان، كما حدث في أثناء الثورة الكردية في جنوب كردستان أعوام الستينات، حيث كانت قوات البيشمركه تستخدم مناطق شمال كردستان جميعها، مثل منطقة شمدينان وجلي ومناطق عديدة من شمال الوطن؛ نحن نعلم بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يريد أن يثبت بأن له السيطرة على جنوب كردستان، ونحن نتفهم ذلك ولا اعتراض لنا على سيادة وسيطرة حكومة الإقليم على جنوب كردستان، ولكن ما نشهده اليوم هي حالة طارئة ، وما يجري لا يصب إطلاقاً في مصلحة القضية الكردية ومستقبل الشعب الكردي، وهو أمر خطير للغاية؛ لقد قلنا مراراً وتكراراً بأننا لا نريد استخدام لغة السلاح فيما بيننا نحن الكرد، وعلى الجانب الآخر أن يتفهم مدى أهمية هذه المناطق بالنسبة لنا، وعليهم أن يقفوا على مسافة كافية من مناطقنا، وإن لم يحدث ذلك، سيكون الوضع خطيراً وقابلاً لاندلاع اشتباكات بين كلا الطرفين في اية لحظة؛ ولذلك أتوجه بالنداء إلى الرأي العام الكردستاني وفي مقدمتها المؤتمر الوطني الكردستاني، الذي له جهود مشكورة لأجل الوحدة الوطنية وكذلك أناشد جميع الأحزاب الكردستانية في الأجزاء الأربعة من كردستان، وأؤكد لهم بأن الوضع خطير جداً، وعليهم ألا يقفوا مكتوفي الأيدي وصامتين في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الشعب الكردستاني، وأن يبدوا موقفهم ويتدخلوا في هذه المسألة الكردستانية التي تهم كل الأطراف الكردستانية والشعب الكردستاني، كما أنني أتوجه بندائي هذا إلى مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير (كوران) و كومله والكادحين والاشتراكيين والشيوعيين وكل المثقفين والفنانين ومؤسسات المجتمع المدني أن يبدوا موقفهم الجاد حيال ما يجري، وأن يكون لهم دور فاعل في منع اية عواقب لا تحمد عقباها؛ وأدعوهم إلى زيارة منطقة متينا، لكي يعاينوا الوضع على الواقع ويدركوا تماماً من هو الطرف المعتدي؛ كما أنني أناشد كل إنسان صاحب ضمير ووجدان أن يضع يده على وجدانه في هذه المسألة، نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، بل جُّلُّ ما نفعله هو محاربة الاحتلال التركي والدفاع عن تراب كردستان. يدعون بأن كريلا حزب العمال الكردستاني هاجمتنا! نحن لم نهاجم أحداً في أي مكان.
ولا بد من التوضيح أن مناشدتي هذه لا تنبع إطلاقاً من ضعف، بل لأنني كردي وقضيت عمري بأكمله في سبيل قضية شعبي وسأظل أناضل في سبيل الكرد وكردستان حتى النفس الأخير، ويحز في نفسي أن أرى كيف أن العدو التركي يعمل على افتعال الاقتتال الأخوي فيما بين الكرد، وأنا وحزبنا وحركتنا وقيادتنا بالمجمل لا نريد أي اقتتال فيما بين الكرد؛ انظروا إلى ما تقوله الدولة التركية، فهي تقول “أن هؤلاء ليسوا شعباً، بل عشائر متناحرة!”، وإذا حصلت هذه الحرب، حينها نثبت لهم بأننا لسنا شعبن بل عشائر متناحرة!
لا بد أن يعلم الجميع هذه الحقيقة؛ فاليوم تهاجمنا دولة الاحتلال التركي وتريد احتلال أرضنا، ونحن لا نهاب الحرب وواثقون جداً من إرادتنا وقدراتنا، ونتعهد أمام الرأي العام بأننا سوف نهزم هذا العدو، والمعارك الطاحنة التي جرت على مدار الايام الـ 46 الماضية، تثبت ذلك، ولكننا كل ما نخشاه هو نشوب اقتتال أخوي بين الكرد.
– مسؤول في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وجه تهمة قاسية إلى حزبكم وقال : “حزب العمال الكردستاني تنظيم مأجور!”، ما ردكم على هذا الاتهام؟ وماذا يعني هذا الاتهام؟
نعرف الشخص القائل جيداً (فاضل ميراني)، في البداية أريد القول بأن توجيه هذه الكلمة إلينا وهذا الاتهام، ظلم كبير وافتراء لا يتحمله الضمير والوجدان الانساني واستهزاء بعقول الشعب الكردي ويظنون بأن أهالي دهوك جهلاء وسوف يصدقون كل ما يقولونه، ليس الأمر كذلك على الإطلاق، فقد تغير الوضع واصبح أهالي دهوك يدركون تماماً ما يحدث حولهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتقدم التكنولوجي والاتصالات، وأهالي دهوك وجنوب كردستان لا يصدقون كل هذه التهم والأكاذيب والافتراءات. هذا المسؤول يقول بأن “حزب العمال الكردستاني مأجور!”، حسناً من هي الجهة التي أستأجرته؟ هل هي إيران؟ كلنا نرى بأن رفاقنا يستشهدون يومياً على يد النظام الايراني، وقبل أسبوعين استشهد أربعة من رفاقنا أيضاً من قبل النظام الايراني نتعرض يومياً لمضايقات وضغوط وتهديدات من قبلها؛ أم هي دولة الاحتلال التركي!؟ ترون كيف أن النظام الفاشي التركي يستهدفنا بوحشية منقطعة النظير طوال عقود؛ أم أنكم تقصدون الحكومة العراقية! حتى هذه الحكومة أنتم اليوم تتحاورون معها من أجل القيام بعملية عسكرية مشتركة معها ضدنا؛ وإن لم يكن قصده أي من هذه القوى، فمن هي الجهة التي يقصدها؟ ليتحلى بقليل من الضمير والوجدان؛ فأنا لا أملك داراً وهو يملك ولا أملك ممتلكات وهو يملك ولم أؤسس عائلة وهو أسس، لقد تطوعنا وضحينا بحياتنا لخدمة الشعب الكردي وكردستان، نحن حركة مستقلة تماماً و جُل ما يهمنا ونطمح إليه هو تحقيق حرية الشعب الكردي في كردستان؛ كما أنني أعتقد بأن هذا الاتهام معكوس تماماً (مردود على صاحبه).
رغم كل ما تمارسه دولة الاحتلال التركي من جرائم بحق الشعب الكردي وطبيعة كردستان، من حرق القرى والغابات وقتل المدنيين وقطع الأشجار ونهبها إلى تركيا، إلا أننا لا نرى أي تنديد أو موقف من هذه القوى تجاه العدو التركي، على العكس يسارعون إلى تبرئة العدو التركي وتوجيه أصابع الاتهام إلينا؛ عليكم أن تعلموا بأن الدولة التركية هي عدوة الكرد وأن التحالف الحكومي القائم في تركيا، قام على اساس معاداة الكرد، ولم يكونوا ليتفقوا إطلاقاً لولا معاداة الكرد.
وتجدر الإشارة إلى خطورة ما تخفيه هذه التهمة الصادرة من أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي ما بين سطورها، ألا وهو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد اتخذ قرار الحرب ضدنا؛ ولذلك أنا هنا أناشد الجميع وأقول بأن قراركم هذا قرار خاطئ، لأن هذا الشخص قيادي وله علم بما يجري ويتم التخطيط له، وهم الآن يقودون حملة إعلامية ظلامية ضد حركتنا للتمهيد للحرب.
– بالنسبة للحادثة التي جرت في متينا يوم الخامس من حزيران الجاري، الحزب الديمقراطي الكردستاني يتهمكم باستهداف مدرعة البيشمركه، وقوات الكريلا تنكر استهدافهم للمدرعة وتخلي مسؤوليتها، كيف جرت تلك الحادثة بالتحديد؟
بحسب التقارير الرسمية التي وصلتنا من الرفاق في تلك المنطقة والمعلومات الواضحة والصور، أن هذه القوة العسكرية حينما تتقدم نحو متينا من الشمال على جناحين، أحدهما من ناحية كاني ماسي والأخر من جهة آميديه، وهذه القوة التي تتقدم من جهة كاني ماسي قوبلت بطلقات تحذيرية من قبل قوات الكريلا من أجل ألا تتقدم نحو معسكرات الكريلا، ولكن قوات البيشمركه لا تلتزم ولا تتوقف وتستمر في سيرها إلى أن حدث الانفجار، لقد قمنا بالتحقيق والدراسة في هذه الحادثة، وقد أكد ارفاق القادة في تلك المنطقة على أن قوات الكريلا لم يستخدموا أية أسلحة نارية فتاكة خارقة للدروع، مثل الصواريخ أو اية أسلحة من شأنها أن تلحق كل هذا الضرر الذي ألحقنه بالآلية المدرعة وتتسبب في فقدان الجنود فيها لحياتهم، كل الأسلحة التي كانت بحوزة الرفاق هناك كانت أسلحة فردية خفيفة؛ حتى الرفاق هناك أبدوا استغرابهم من حدوث ذلك الانفجار! ولكن من المهم أن ندرس ملابسات الحادثة بالكامل، وهي تتلخص في أن 5-6 طائرات استطلاع تركية كانت في الأجواء، والضرر الذي لحق بالآلية العسكرية والبيشمركه، يدل تمتاماً على ان هذه الآلية تم استهدافها بـ “صاروخ”، لذلك طلبنا أن يتم تشكيل لجنة مشتركة أو لجنة مستقلة للتحقيق في ملابسات الحادثة؛ كما نشك في أن تكون هذه الحادثة مؤامرة من العدو التركي، بهدف الإيقاع أكثر بيننا نحن الكرد، وعلينا أن نكون يقظين أكثر ونسعى لتوضيح الحقيقة للرأي العام الكردستاني، لأن الحادثة تسببت بضحايا من قوات البيشمركه ولهم كل الحق في أن تتوضح الحقيقة؛ كما أنني أقول بأن أولئك البيشمركه الذين اصبحوا ضحية تلك الحادثة لا ذنب لهم فيما يجري، ونحن نعتبرهم شهداء وأتوجه بعزائي إلى أسرهم وأقاربهم كما أتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى.
الأمر اللافت في الموضوع، هو أن إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني أعلن في اليوم الأول بأن طائرة حربية تركية استهدفت مدرعة عسكرية تحمل قوات البيشمركه، ولكنه عاد في اليوم الثاني وعكسوا الاتهام، مشيراً بأصابع الاتهام صوب قوات الكريلا,
أن هذه التهمة باطلة وظلم كبير، ويتوجب على الرأي العام الكردستاني وأهالي جنوب كردستان أن يدركوا اننا نتعرض للظلم والاتهامات الباطلة، ونحن على استعداد تام لكل ما يقع على عاتقنا من أجل أن تتوضح حقيقة ما جرى يوم الخامس من حزيران وكل ما يجري في منطقة متينا.
وفي الختام أود أن أشير إلى أن مصير الشعب الكردي يواجه خطراً كبيراً من الطورانية التركية، وخاصة من قبل هذا التحالف الحكومي الحاكم في تركيا، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لأجل القضاء على جميع مكتسبات الشعب الكردستاني أينما وجدت؛ واؤكد على وحدة المصير الكردستاني، حتى لو لم تتم الوحدة الوطنية، على الأقل لا تتسببوا بالضرر لإخوانكم.
كما أننا نبارك المقاومة التي يبديها قوات الكريلا في هذه الجبال الحرة، ونجدد العهد والقرار والإرادة والتصميم على تحقيق النصر على العدوان التركي ونظامه الفاشي، ونحن مستعدون للتضحية بكل شيء في سبيل تحقيق ذلك؛ حيث أن انهيار النظام الفاشي في تركيا، سيكون بداية مرحلة جديدة وزوال الخطر على كل الشعب الكردستاني والقوى الديمقراطية وكذلك شعوب الشرق الأوسط من عرب وترك وأشور وسريان