“هذا العام، يريد القائد آبو أن يحوّل ’اليوم الأسود‘ إلى يوم أبيض، يوم جميل حيث تكون الحرية حاضرة فيه، ونحن على يقين أنه سيطلق دعوته التي أعدها في هذا الإطار في 15 شباط، وعلى شعبنا في الوطن وخارج الوطن أن يجعل من يوم 15 شباط أعلى مستوى للمقاومة”.
قدم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان تقييمات لفضائية ستيرك-Tv حول الذكرى السنوية السادسة والعشرين للمؤامرة الدولية ضد القائد آبو، وعملية الحل التي يريد القائد آبو تطويرها، والأحداث الإقليمية الجارية حول شمال وشرق سوريا. وجاء في المقابلة مع مراد قره يلان ما يلي:
لقد أتيتم بالذكر أيضاً في حديثكم، أن القائد آبو أراد أن يجعل من 15 شباط حملة جديدة، ما هي هذه الحملة وكيف تكون؟ هل بإمكانكم الإفصاح لنا بذلك ومشاركته معنا؟
حسناً، الآن أولاً وقبل كل شيء، إن الوصول إلى هذا المستوى أيضاً هو نتيجة جهد حثيث، حيث أن جهود القائد ذاته أعطى الكثير من المعنى، وقدمنا الكثير من الشهداء، والكثير من التضحيات، حيث أن بطولات شهدائنا وتضحيات شعبنا أسست مستوى معيناً، ونتيجة لهذا المستوى، اضطرت الدولة التركية إلى اللجوء إلى القائد آبو مرة أخرى، فقد سبق للدولة التركية أن اعترفت بالقائد آبو كمحاور، ولكنها بعد ذلك، فرضت نظام تعذيب وإبادة وعزلاً مشدداً، وأرادت تعطيل كل شيء، إلا أن التطورات التي حدثت هيأت لهم الأرضية للجوء إلى القائد آبو، وبالأساس لدى القائد آبو سابقاً تلك الفكرة القائمة على ضرورة حصول وحدة الشعبين الكردي والتركي منذ عام 1993، أي أنه كان هناك تحالف قائم على أساس وحدة الشعبين التركي والكردي داخل حدود الميثاق الملي في عام 1919، وقد تأسست الجمهورية على أساس ذلك التحالف، ولكن بعد معاهدة لوزان، لم تعترف الدولة التركية بهذا التحالف، وقالت أنا الوحيدة موجودة، وأنكرت الكرد، وبهذه الطريقة، دخلت مرحلة من الإبادة الجماعية حيز التنفيذ في كردستان، والآن يقول القائد آبو: ”عليهم أن يصححوا هذا الأمر، ونحن موجودون على أساس تحالف الكرد والأتراك ولا بد من تطوير حل“، وعندما تحدث زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي في البرلمان، قال ليأتي أوجلان إلى البرلمان ويلقي خطاباً، وقال ليلقي السلاح ويتخلى عنه ويحل تنظيمه، وقال أموراً من هذا القبيل، وهذا كان بمثابة خروج من الدولة، وفي وقت لاحق أدركنا أن بعض وفود الدولة ذهبت أيضاً إلى إمرالي لإجراء اللقاءات، والقائد يريد تقييم هذا الأمر، حيث توجه وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) إلى إمرالي مرتين، ومرة أخرى، أجرى الوفد لقاءات مع الأحزاب في البرلمان، وقام بزيارة بعض الأشخاص في السجون، وبعبارة أخرى، بذلوا جهداً قيّماً، ونتيجة لكل هذه الجهود، نرى أن هناك رأياً إيجابياً بشكل عام، وبعبارة أخرى، بات الشعب يدرك الآن أنه يجب أن يتطور الحل، أي أن مشهداً إيجابياً من هذا النوع آخذ في الظهور، ومع ذلك، فإن موقف السلطة الحاكمة أو الحكومة في هذا الصدد غير واضح، وبالأساس رأيتم، وقد تحدث رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان عدة مرات وقال ”نحن مع دعوة بهجلي“، هذا ما قاله، إلا أنه في الممارسة العملية يفعل عكس ذلك، أي، أنه ليس من أجل تطوير حقبة جديدة، وإرساء السلام كما قيل، أي إحلال السلام بين الكرد والأتراك، وهنا من الضروري أن يرى المرء ذلك، حينها هناك حرب قائمة، حيث كانوا ينكرون في السابق، والجميع يقولون هكذا، كما أن أردوغان نفسه يقول، إذا تحقق السلام، فإن الجميع سيستفيدون منه، حسناً، لكن يجب أن تكون اللغة أيضاً متماشية مع السلام، وينبغي أن تكون الأفعال أيضاً وفقاً للسلام، لكن كل ممارساتهم في الاتجاه المعاكس، على سبيل المثال، هناك الآن جبهة من حدود شمال كردستان، من جرابلس إلى الطبقة، تستخدم الدولة التركية كل تقنياتها ضد الكرد، أعني أن تلك الطائرات تعمل بهذا الكم الكبير من العمل، وكل نفقاتها تأتي من جيوب الشعب والكادحين، وتشن حرباً هناك، حيث أن المسألة هناك ليس سدّ تشرين فقط، بل هناك جبهة واسعة والحرب تدور على طول تلك الجبهة.
ومرة أخرى تعيين الوكلاء، وانتهاج سياسة الوكلاء، هو اعتداء على إرادة هذا الشعب، فأنت تقول للشعب: ”تعالوا نصنع السلام، ونتحد، ولكنك تنتهك الإرادة، حيث تتم عمليات الاعتقال في كل يوم، كما أننا نتعرض للقصف بشكل يومي، بالإضافة إلى شن الهجمات، وهناك معارك تدور بين قواتنا وقواتهم على مسافة 200-300 متر في العديد من الأماكن، كل يوم نرميهم ويرموننا، وعلى الرغم من أننا في أشهر الشتاء، إلا أن هذه الحرب لم تتوقف، وهناك حدة أكثر من التراخي في كل هذه الجوانب، لذلك، يمكن للمرء أن يقول، إن حزب العدالة والتنمية لم يحسم أمره بعد، ويواصل سياسته القديمة المتمثلة في الإبادة الجماعية والمجازر والعنف.
يقول فقط على حزب العمال الكردستاني أن يلقي بسلاحه وغير ذلك لم يتطرق إلى شيئ آخر
هذه ليست مشكلتنا، هذه مشكلتهم، ينبغي لأولئك الذين صرحوا ونادوا بأنَّ على السيد عبد الله أوجلان أن يأتي ويتحدث في البرلمان، أن يبذلوا الجهود لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة، ومن الواضح أن دولت بهجلي لم يتخذ هذا القرار من تلقاء نفسه، هناك الدولة أو أحد الأطراف في الدولة خلف ذلك.
نحن لا نعلم ذلك بالضبط، لكنه لم يبادر إلى العملية بنفسه فقط، لأنه لا يمثل الدولة لوحده، أنه يمثل فقط جناحاً سياسياً في الحكومة و البرلمان، وإذا تفاعلوا مع العملية وخطوا بخطوات إيجابية اليوم بناءً على دعوتهم، وإذا فتحتوا الطريق للعملية وإلا فلن يحدث أي شيء.
ما يفعله حزب العدالة والتنمية الآن لا يتعلق بالسلام، بل يتعلق بالحرب، أولاً، لا بد من تغيير لهجتهم، لقد تم خداع المجتمع الكردي عدة مرات في السابق، وهو لا يثق بسياسات دولة الاحتلال التركي، لا بدّ من منح الثقة واتخاذ الخطوات التي تمنح الثقة، بمعنى آخر، إذا لم تتغير هذه اللهجة، وهذه السياسات والممارسات، فلن تتقدم أي عملية، تحدث مسؤولون في حزب العدالة والتنمية مؤخراً مرة أخرى من خلال عمر جليك، المتحدث باسم الحزب، لقد صرحوا عن بعض الأشياء ، قالوا فليطالب السيد عبدالله أوجلان بترك السلاح، لنفترض أنه خاطب، لكن مجرد الدعوة لن يحل هذه القضية.
هذه حركة وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين، هؤلاء ليسوا مسلحين جاؤوا لأجل الأموال ويمكن قطع رواتبهم وإخبارهم بأن يعودوا إلى ديارهم، هؤلاء مقاتلون أيديولوجيون ولديهم عقيدة، إنهم يمتلكون الإيمان والروح الفدائية، إذا لم يخاطب صاحب هذه الأيديولوجية، القائد آبو، بنفسه ويتحدث إلى هؤلاء الرفاق، فلن يحدث هذا بمجرد مكالمة أو شريط فيديو.
إذا لم يستمر في الحوار فكيف سيتم إقناعهم بإلقاء أسلحتهم؟ أنا الآن المسؤول عن هذه الحركة، وأنا الآن منشغل بمقاتلي الكريلا وأنا بنفسي من مقاتلي الكريلا، لا أستطيع أن أخاطبهم الآن وأطلب منهم إلقاء أسلحتهم، ولن يحدث ذلك، اليوم، في منطقة زاب، هنالك معارك يخوضها رفاقنا ضد جنود دولة الاحتلال التركي ولا يبعدون عن بعضهم البعض مسافة 200 متر، كيف سأطلب منهم بأن يلقوا أسلحتهم؟ لا أعتقد أن لدي الحق في قول هذا.
وبعبارة أخرى، يتعين على القائد آبو أن يتخذ إجراءً، وسأقول هذا أيضًا؛ هنالك حاجة ضرورية لاتخاذ قرار لتحديد ما إذا كان سيتم إلقاء السلاح أم لا، يتطلب الأمر عقد مؤتمر، مثلاً، ينبغي لحزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمراً ويتخذ مثل هذا القرار.
يستطيع القائد آبو أن يفعل كل هذا، يمكن للقائد آبو أن يدعو إلى عقد مؤتمر، ويطلب منه انعقاد المؤتمر، وأن يتحدث إلى المؤتمر، حتى لو لم يتمكن من الحضور جسدياً، يتوجب على القائد آبو التحدث كثيراً في المؤتمر، لقد رأيتم الروح الفدائية لآسيا علي و روجكر هيلين، لقد رأى الجميع ذلك، وقد أظهرت الصور كيف قاموا بالعملية بكل إيمان وإخلاص وبحب أشبه بذهابهم إلى عرس وطني، لا يمكنك إقناع أشخاص مثلهم، أشخاص لديهم هذا المواقف، بمجرد مكالمة هاتفية أو مقطع فيديو، بمعنى آخر، هناك ارتباط وثقة بين الجانبين الإيديولوجي والفلسفي ولذلك فإنَّ رفاقنا أصحاب هذه التضحيات الكبيرة وفدائيين لهذه الحركة، لن يلقوا سلاحهم حتى يتم تحرير القائد آبو.
الجميع يطالب بإنهاء نظام العزلة، ولكن هذا ليس الحل الوحيد، يجب إطلاق سراح القائد آبو، لقد حانت تلك المرحلة، وبعبارة أخرى لا بد من ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو حتى تستمر هذه العملية وتتطور.
غير ذلك، لا أحد غير القائد آبو يستطيع إقناع هؤلاء الرفاق بإلقاء أسلحتهم، بداية، يجب تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو وأن يكون في مكان يكون فيه حراً، من خلال التقنية والأساليب الأخرى المتطورة والوفود ويجب التركيز على هذه العملية، من المستحيل أن يحدث شيء كهذا في ظل نظام العزلة في إمرالي، ومع ذلك فإنَّ الدعوة الرمزية تستحق الترحيب ولها دلالاتها بالتأكيد، إنها البداية، ومهمة جدًا، ولكن بعد ذلك يجب أن تدخل العملية حيز التنفيذ.
مثلاً في البداية، هناك حاجة إلى عملية وقف إطلاق النار، وإذا لم يحدث شيء من هذا القبيل، فكيف يمكننا أن نطرح قضية إلقاء السلاح على جدول الأعمال ؟
يتم استخدام الأسلحة كل يوم ونحن نحمي أنفسنا بها، ينبغي أولاً تهيئة الأرضية، كيف سيتم تهيئتها، فلتكن هناك عملية وقف إطلاق نار من جانب الطرفين، ثم ينبغي تغيير اللغة العدائية واستخدام لغة السلام بدلاً منها، وليتم الدخول في العملية بقناعة ، وإذا ما تم خلق وبناء الثقة، حينها لن نكون عشاق الحرب والسلاح، نحن عشاق الحرية، عشاق الحرية والديمقراطية، وعشاق الحياة المتساوية، نحن نقدم حياتنا من أجل هذا، إذا حدثت هذه الأمور، فمن المؤكد أنه لن يكون هناك أي معنى لوجود السلاح، لذلك ينبغي على الجميع أن يتعاملوا مع هذه القضية بصدق، بمعنى آخر، لا يمكن الاستمرار مع الضغط والتهديد، لا يمكنك الدخول في العملية مع هكذا لهجة.
نحن نقف خلف القائد آبو ونقترب استراتيجياً، نحن نقترب تكتيكياً، هذا ليس شيئاً مثل الدخول في عملية الانتخابات، هذا الأمر لأجل الشعوب، وهو أكثر قيمة، وأكثر جدارة، وهذه قضية استراتيجية، ولتحقيق ذلك، لا بد من وجود رئيس حقيقي ومسؤول، وزعيم في تركيا لدينا قائد واحد، القائد أبو ولذلك ينبغي أن يكون هناك قائداً في الوجهة الأخرى أيضًا، هنالك قضية ويجب حلها، المسألة ليست حزب العمال الكردستاني ودولة الاحتلال التركي، نحن استمرار للشيخ سعيد وسيد رضا ورنديخان علي يونس…
هذه القضية قضية قرن من الزمن، طبعاً إذا لم يأخذ المرء قضية الهجرة في الاعتبار، لأنه بعد ذلك تم التوصل إلى حل، واتفقوا عليه في البرلمان، أي منذ بداية حركة الشيخ سعيد إلى الآن؛ نحن ما زلنا في ذلك القرن، نحن نطالب حل القضية المستمرة منذ قرناً من الزمن، ومن الممكن تحقيق ذلك أيضًا مع تحالف الكرد والأتراك ،هذه ليست قضية تكتيكية، بل هي قضية استراتيجية ،ونحن نقترب من هذا المستوى وإذا تعاملت دولة الاحتلال التركي مع هذه العملية بنفس الطريقة، فإننا نعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل دائم ومن ثم سيبدأ عصر جديد في تركيا.
ولكن لتحقيق ذلك، لا بد من تغيير المواقف الحالية، وبمعنى آخر، من جانبنا فموقفنا واضح، ويجب على أولئك الذين يعارضوننا توضيح موقفهم، دعونا نتناقش فيما بيننا ونوضح أنفسنا، وبعبارة أخرى، ليس من الممكن تصعيد الحرب من جهة، والدعوة إلى السلام من جهة أخرى، لا يمكن للحرب والسلام أن يتعايشا مع بعضهما البعض، فأما الحرب وأما السلام، يجب على دولة الاحتلال التركي أن تقرر ذلك.
إن العملية التي طرحها القائد آبو للشعب الكردي مفهومة المعاني، ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لشعب تركيا والشرق الأوسط؟
يعمل القائد آبو الآن على إضفاء طابع رسمي جديد، بمعنى آخر، إنه ليس حلاً كلاسيكياً “تقليدياً”، بل هو نهج جديد يرتكز على الديمقراطية والمساواة وإنشاء مجتمع ديمقراطي والعلاقات بين المجتمع والدولة، التحول الديمقراطي وبناء مجتمع ديمقراطي وتطوير العلاقات الديمقراطية وكيف ينبغي للمجتمع الديمقراطي والدولة أن يتعايشا، بمعنى آخر، فهو يقف ويعمل ضمن هذا السياق.
نحن لم نتطرق على كافة تفاصيل العملية بعد، حيث أنها سوف تكشف عنها في الخطاب المرتقب، ولكنه مشروع جديد، وهذا ليس للشعب الكردي فقط، بل هو بمثابة التحول الديمقراطي لشعب تركيا، وعصر جديد للشعوب الأخرى أيضاً، إنَّ المشروع الذي طرحه القائد آبو يحوي جميع المكونات والشعوب، وهو بلا شك يرتكز على الطبقة العاملة، وهذا يعتبر بمثابة خطوة نحو الديمقراطية، وإذا تقدمنا في هذا السياق فإنَّ الجميع سوف يستفيدون، الكرد والأتراك وكل شعوب المنطقة.
القائد آبو يسعى إلى أن يطور عصراً جديداً، وبعبارة أخرى، فإنَّ شعوب المنطقة أنهكته هذه الحروب لقد عاشت شعوب منطقة الشرق الأوسط معاً بسلام على مر التاريخ، بمعنى آخر، هناك مثال على ذلك في التاريخ وهو مخفي، اليوم، يجب على الناس أن يكونوا عصريين ويتعاملوا مع الأمور بعقلية جديدة، إذا أظهرنا الاحترام المتبادل، فإنَّ النجوم في تركيا سوف تسطع بشدة.
وينبغي لجميع الأطراف في تركيا والمنطقة أن تدعم هذه العملية، يجب على العلويين والعمال وحزب الشعب الجمهوري والجميع دعم هذه العملية والمشاركة فيها، هنالك مصلحة عامة للجميع، إنهم يريدون لتركيا بأن تكون لها مكانة جديدة وأن تكون منفتحة على عصر جديد.
نأمل أن يفهم جميع الأطراف ذلك وأن يشاركوا في العملية، والشعب الكردي يملك هكذا وعي، كما رأينا في آمد حيث أصدرت أكثر من 400 مؤسسة بياناً مشتركاً والآن تم نقل منصة الاجتماعات من آمد إلى أنقرة وينبغي على الجميع المساهمة لإنجاح هذه العملية.
3 أسابيع مضت